حديث الصباح.. التّعايش العربي الإسرائيلي..حين يَحُلُّ السَّلامُ مَحَلّ التَّسْوِيَة
17-07-2018, 12:45 PM
يهود متدينون يرافعون لصالح اللغة العربية
كشفت تقارير عن تواصل الجدل حول دفاع بعض النواب اليهود المتديّنون عن مكانة اللغة العربية، في اللجنة البرلمانية التي تعمل على تحضير الصيغة النهائية لقانون القومية، الذي أثار سخط المعارضة، بما فيهم الجهات القضائية و النخبة، و هو ما اعتبروه صفقة بين النواب العرب والنواب اليهود المتدينين في اللجنة، الذين أعلنوا بعدم المساس باللغة العربية ، و برر بعض اليهود المتدينون موقفهم بأن لغة أجدادهم الذين قدموا إلى فلسطين قبل 130 عاما لم تكن عبرية ، و قد عارضوا اللغة العبرية التي بدأ استعمالها بين اليهود، ولم تكن لديهم مشكلة في أن يتحدثوا اللغة العربية، وكان النائب الحاخام يسرائيل آيخلير قد نشر رسالة لزملائه من الأحزاب الدينية، حذر فيها من التصويت لصالح مشروع القانون القومية دون استشارة الحاخامات اليهود، وكتب يسرائيل آيخلير أن مشروع القانون ينقل قضايا أساسية متعلقة بيهودية الدولة بالفئات اليهودية في إسرائيل إلى حسم جهاز القضاء الذين سيحكمون عكس ما هو منصوص عليه لأنه يناقض معتقداتهم التي تفضل حقوق الإنسان والمساواة.
في نفس السياق يعمل بعض الأدباء الإسرائيليون على إقامة مشروع إنجاز كتب الأطفال باللغة العربية، و هذا لتكريس الأدب العالمي للأطفال العرب في إسرائيل، طالما هناك مدرسة تدرس اللغتين العربية و العبرية في حيفا، المبادرة التي قامت بها دار نشر تعود لأحد هواة الأدب الإسرائيلي اسمه عوديد حصباني، الذي أعلن ترجمته لكتب في الأدب العالمي من العبرية إلى العربية، في ظل هذه التغيرات، نتساءل هل هي بداية الاعتراف بالتعايش العربي الإسرائيلي؟ بحيث لن تكون هناك مطالبة أو تفاوض بين الطرفين؟ و لن يتنازل كل طرف عن أوراق يملكها في مقابل الحصول على ما يطلب، و هذا يعني إحلال السلام محل التسوية؟، حسب التقارير كانت في يد المفاوض الفلسطيني قبل اتفاق أوسلو ثلاث أوراق، أهمها الاعتراف بإسرائيل، و قد تم ذلك بعد اتفاق أوسلو و أخمدت المقاومة، غير أن هناك من يرى أن الاتفاقات التي أبرمت مع إسرائيل هي غير شرعية، و منهم الدكتور سليم الحص رئيس سابق لمجلس الوزراء اللبناني، الذي سبق و أن أكد أن هذه الاتفاقات ستبقى عرضة للطعن فيها من قبل الأجيال العربية القادمة، لأن الشرعية الحقيقية تستمد من إرادة الشعوب، و لا سبيل للشعوب للتعبير عن إرادتها الحرة سوى الديمقراطية، و الدليل أن الحكومات و المنظمات العربية أصبحت تطالب بتجميد الإتفاقيات التي عقدتها أطراف عربية مع الكيان الصهيوني.
والحقيقة أن مرافعة اليهود المتدينون لصالح اللغة العربية حسب المحللين قد تطرح الكثير من الأسئلة و تتطلب إعادة النظر في عدة مسائل، و في مقدمتها المسائل التي تتعلق بالتطبيع و التدجين و التذويب، و هل يسهل على عرب فلسطين 1948 أن يغيروا مواقفهم و هم الذين اثبتوا أن العربي حتى داخل أسوار الكيان الصهيوني عصي على التطبيع و التدجين و التذويب؟ ، المتتبع للقِمَمِ التي تعقد من أجل القضية الفلسطينية انطلاقا من قمم شرم الشيخ إلى قمم افريقيا التي رفع فيها الشباب العلم الفلسطيني في قمة "أهورا" و هي أعلى قمة في القارة ألإفريقية على ارتفاع 5895 متر فوق سطح البحر، يرى أنها لن تثمر و لن تر الأمة العربية و الإسلامية خيرا منها، بسبب التطبيع مع إسرائيل، و بيع القضية في سوق المفاوضات، لدرجة أن الذين كانوا يؤمنون بمسيرة التسوية في كل مؤتمر يحضرونه و اتخذوا منها موقفا ثابتا بل تبنوها، اليوم أقروا بانهيارها، و عجزوا عن إدارة الصراع، وصعب عليهم البحث عن إستراتيجية بديلة، فقد ظل العرب يجترون الكلام و رفع الشعارات بأن مسؤولية تحرير الأرض و الدفاع عن القدس مسؤولية عربية و إسلامية، لكن و تحت الضغوط الأمريكية هاهي فلسطين ظلت و ما تزال تبكي حالها .
علجية عيش
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..
التعديل الأخير تم بواسطة علجية عيش ; 17-07-2018 الساعة 02:14 PM