التغيرات المناخية...قد تغير النمط الزراعي والمائي
29-10-2008, 10:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



ريم الرواشدة : " التغيرات المناخية...قد تغير النمط الزراعي والمائي "


بات ملاحظا تداول الحديث عن التغيرات المناخية و تأثيرها على كافة الموارد الطبيعة محليا و عالميا،وما قد ينتج عن ذلك من أخطار خاصة على قطاع المياه.
ويلفت خبراء محليون إلى انه تم التنبه إلى خطر تأثير التغيرات المناخية على المياه والزراعة قبل عشرات السنوات،وهو ما بتنا نلمس أثاره محليا خاصة في منطقة وادي الأردن حيث باتت تتعرض المنطقة لموجات صقيع لم تعد معها الحمضيات قادرة على تحملها.وباتت المنطقة تحتاج لتغيير النمط الزراعي. ويلقي بعضهم باللائمة في مشكلة الأردن المائية في جزء كبير منها بسبب التغيرات المناخية، إذ الأشجار-الجالب الرئيسي للمطر- تقطع للاستفادة منها في التدفئة إضافة إلى عدم الاهتمام بالغطاء النباتي ساهم مساهمة كبيرة في زيادة تأثرنا بالتغيرات المناخية فتذبذب الهطول المطري وشحت المياه.
مذكرة لجامعة الأمم المتحدة
وتشير مذكرة جديدة للسياسات صادرة عن جامعة الأمم المتحدة قبل أيام إلى أن هناك حاجة إلى خطط للتنبؤ بأثر تغير المناخ على مياه الشرب وإدارة مياه الصرف من أجل التعامل مع الزيادة المتوقعة في الأمراض المتعلقة باستخدام المياه نتيجة لارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية.
وتلفت باحثة تعتبر من رواد مجال المياه والصحة في الشبكة الدولية للأمم المتحدة للمياه والصحة والبيئة كورين والاس وهي أحد واضعي مذكرة السياسات الجديدة إلى الحاجة إلى زيادة الاستثمار في تطوير خطط لمساعدة عملية صنع القرار والحد من عدم الأمان واستكمال برامج الرصد المكلفة.
وأردفت كورين بقولها أن دمج تلك الجهود مع خريطة توضح قابلية الإصابة بالأمراض المرتبطة بالمياه يمكن أن يشكل الأساس لوضع سياسة تستند إلى الأدلة .
واضافت أن هناك حاجة إلى وضع خطط سليمة من شأنها التنبؤ بتأثير تغير المناخ على البنية الأساسية لمياه الشرب والصرف، وتأثير ذلك على توفر المياه وجودتها وعلى الأمراض المرتبطة بالمياه.
ويمكن استخدام النتائج لأغراض وضع وتعديل وتطبيق السياسات بالإضافة إلى تحديد مدى التأثيرات على تحقيق أهداف التنمية الألفية وأنماط الهجرة العالمية.
وأشارت المذكرة إلى أنه من المتوقع أن يجلب تغير المناخ أمطارا غزيرة ومتكررة في العديد من الأماكن الأمر الذي قد يؤدي لحدوث الفيضانات وطفح المياه السطحية الضحلة ،وقد يساعد أيضاً على تجمع وتكاثر الكائنات المسببة للأمراض والملوثات الأخرى.
إضافة إلى أن درجات الحرارة المرتفعة يمكن أيضا أن تغير من معدلات التكاثر والبقاء والإصابة بالعدوى للكائنات المختلفة المسببة للأمراض.
وحتى إذا لم تكن مرتبطة بصورة مباشرة بالصحة فإن تلك التهديدات يمكن أن يكون لها تأثير مدمر على النظام البيئي، مهددة بصورة غير مباشرة إمدادات المياه.
وأشارت مذكرة جامعة الأمم المتحدة إلى ما ذكرته لجنة الحكومات الدولية لتغير المناخ من أن ارتفاع درجة حرارة الأرض لن يؤثر فقط على عمل البنية الأساسية لشبكات المياه ولكن أيضا على ممارسات الإدارة والتشغيل.
وبصفة عامة فإن محطات معالجة المياه وشبكات التوزيع قد تم تصميمها لكي تصمد أمام الأحوال الجوية لفترة معينة من الزمن. وفي ظل تغير الظروف المناخية فمن المتوقع أن تتغير تلك الفترات الزمنية مما يزيد من احتمالية وتكرار الأحداث التي تفوق قدرة تحمل شبكات المياه والصرف الصحي.
وأشار مؤلفو المذكرة إلى الحاجة إلى الارتقاء بخدمات المياه والصرف الصحي للتصدي لأثر تغير المناخ. فالفيضانات يمكن أن تؤثر أيضا على تخزين المواد الكيميائية وعلى مرافق الصرف الصحي مما يؤدي إلى تعريض جودة الإمداد بالمياه للخطر.
كما أن ارتفاع مستوى مياه البحر سيؤثر على طبقات المياه الجوفية في المناطق الساحلية ومناطق الفيضانات المنخفضة مما يحد من توافر المياه العذبة. وهناك تقديرات بأنه في عام 2030 سيرتفع خطر الإصابة بالإسهال بنسبة 10% في بعض البلدان بسبب تغير المناخ.
قضية شح الأمطار غير ثابتة
ويرى الخبير البيئي د.سفيان التل أن قضية شح الأمطار هي قضية غير ثابتة وتختلف من سنة إلى أخرى وعلينا أن نتذكر فيضانات كثيرة حدثت في المنطقة وجاءت معها بملايين المترات المكعبة من المياه ودمرت كثيرا من المشاريع في مناطقنا.
ويقول ما زلنا نتذكر ما حدث العام الماضي في ماعين،والسيول التي حدثت وأحدثت ضررا بالمنطقة السياحية وراح ضحيتها سياح روس وقبلها فيضان في العقبة في نهاية عام 2006 وجرف محطة التنقية .
ولفت إلى أن هنالك ظواهر مناخية تجلب معها كميات من المياه و تكون مفاجئة لكن في كثير منها يذهب هدرا ولا يصرف بطريقة صحيحة.
ويبين أهمية إعداد الخطط والدراسات لمعرفة حصة الأردن من هذه التغييرات المناخية ويقول مع التغيرات المناخية علينا أن نعد الدراسات والخطط والاحتياطيات اللازمة لمعرفة حصة الأردن من هذه التغييرات المناخية وقد يكون مزيدا من الأمطار والعواصف مثل إعصار عُمان والثلوج والأمطار العام الماضي في الجزيرة العربية .
ويشير إلى أن المعدل العام لسقوط الأمطار بعيد المدى على الأردن يقدر ب8 مليارات من المترات المكعبة يذهب أكثر من 95% منها هدرا وتبخرا.و لو استطعنا السيطرة على مليار واحد من المياه الهاطلة وجمعها والتحكم بها لما بقي أزمة مياه.
ويزيد لقد ثبت من تغير المناخ أن الفصول الأربعة المعروفة في المنطقة أخذت تتداخل مع بعضها البعض والظواهر حتى الآن والتي يجب أن تخضع لدراسة تشير إلى تأخر موسم الأمطار في بعض البلدان، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تطالب جميع دول العالم ومنها الأردن بتقديم بيانات كافية عن التغييرات المناخية الحادثة في مناطقها.
ويعبر عن أمله في أن يكون للأردن دور مميز في هذه الدراسات لنتمكن من دراسة ومعرفة التغيرات المناخية المستقبلية.
ويتابع موجة الصقيع التي اجتاحت المملكة العام الماضي كلف كما أشارت وسائل الإعلام خسائر كبيرة وهو أمر لا يستطيع الأردن،أن يتحمله في السنوات القادمة .
ويلفت إلى ضرورة توفير التمويل اللازم لمعرفة تأثير هذه التغيرات على الزراعة والمياه ،لإعادة النظر في النمط الزراعي.
ويستذكر قبل أكثر من 20 عاما تم التنبه إلى التغييرات المناخية المتوقعة في منطقتنا وتوقعت أن ينتج عنها انتقال زراعة الحمضيات من 300 إلى 400 كيلومتر إلى الشمال فلا تصبح منطقتنا مناسبة لهذه الزراعات.
الغطاء النباتي جالب المطر
ويقول مدير المشاريع في جمعية أصدقاء الأرض في الشرق الأوسط عبد الرحيم سلطان أننا نشترك مع العالم في مساهمتنا في زيادة التأثيرات في التغيرات المناخية عن طريق الممارسات البيئية الخاطئة.و نتأثر بنتائج هذه التغيرات على مستوى العالم كإتجاه الرياح وتذبذب الهطول المطري وموجات الصقيع .
ويشير إلى التحول الكبير في المناخ ،وفي ذلك يستذكر كبار السن ويقول إذا رجعنا إلى الأمثال الشعبية المتداولة كيف كانت السنوات السابقة قبل 40 و50 عاما نجد أن المنطقة كانت تشهد تساقطا مطريا ممتازا.
والإحصاءات الرسمية عن الهطول المطري تشير إلى انخفاض متدرج منذ عشرات السنين .
ويلقي سلطان باللائمة في مشكلة الأردن المائية جزء كبير منها بسبب التغيرات المناخية، وهنالك قناعة موجودة تشير إلى أن الأشجار تجلب الأمطار ،ونحن في الأردن قضينا على الأشجار لجهة التنمية الاقتصادية و الصناعية. ويزيد مساهمتنا في قطع الأشجار وعدم الاهتمام بالغطاء النباتي ساهم مساهمة كبيرة في زيادة تأثرنا بالتغيرات المناخية .
ويشير إلى دراسة أجرتها الجمعية تبين أن درجة حرارة البحر الميت في كل الفصول ،وعند حدوث موجة باردة فان الأصل أن يساهم البحر الميت وكخزان حراري في تخفيف البرودة وتأثيرها على المنطقة، لكن انخفاض مستوى البحر وقلة كميات المياه فيه لم يخفف تأثير موجات الصقيع العام الماضي.
ويتفق مع الدكتور التل في ضرورة تغيير النمط الزراعي ويقول:تغيير النمط الزراعي في وادي الأردن بات امرا مرئيا لابد من تنفيذه و استبداله بزراعات تتأقلم مع التغيرات المناخية من ناحية قلة الأمطار الهاطلة ودرجات الحرارة.
ويزيد: في العالم الآن هنالك حديث عن ما يسمى المياه المتأتية من الطعام، فتصدير طن بندورة يعني تصدير 100 طن من الماء وهي كميات المياه التي استخدمت ذلك الطن، وعلينا إعادة التفكير في هذه الزراعات من ناحية مردودها المالي وكميات استهلاكها للمياه.



دُوّن في : 29 / 10 / 2008