تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > منتدى الأٌقلام المتميزة > منتدى الاقلام المتميزة > عبد الكريم قادري

> السينما الأمريكية·· بين الايديولوجيا وشباك التذاكر

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية قادري
قادري
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 03-11-2008
  • الدولة : الجزائر
  • العمر : 42
  • المشاركات : 92
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • قادري is on a distinguished road
الصورة الرمزية قادري
قادري
عضو نشيط
السينما الأمريكية·· بين الايديولوجيا وشباك التذاكر
19-11-2008, 09:47 AM
السينما الأمريكية··
بين الايديولوجيا وشباك التذاكر
عبد الكريم قادري/ كاتب وشاعر جزائري
''الحرب الثقافية'' هو كتاب قيم بقلم ''هنري غوبار'' يتحدث فيه عن الثقافة بوصفها حربا مفتوحة على كل الاحتمالات وهي حرب اخطر واقوى وألعن من الحرب الكلاسيكية التي تستعمل فيها الطائرات والمدفعيات والكلاشينكوف والقنابل العنقودية لأن هذه الاخيرة تعبئ الجماهير بينما الأولى تشل الارادات وتجعل الفرد مهزوما مدهوشا امام القوة الافتراضية وتتسلل بمكر وتدريجيا، او بعبارة أخرى تعرف كيف تضع السم في الدسم··

وهناك ايضا كتاب اشمل وأضخم بعنوان /فرنسا المستعمرة / (بفتح الميم) لجاك بيتر، الذي كان في سنوات الستينات مديرا للقناة التلفزيونية الثانية بفرنسا ،يقرع فيها طبول خطر المادة الأمريكية على أوروبا (أمركة اوروبا) ولقد اهتم الاعلام الفرنسي سنوات الثمانينات بالموضوع إهتماما بالغا ونخص بالذكر صحيفة Le Monde الأكثر انتشارا، عدد 04/07/1980· كما أبدى الرئيس الفرنسي /ديستان/ قلقا ودهشة لتدهور الوضع التلفزيوني وغزو المنتجات الامريكية للقنوات الفرنسية واقترح تخصيص أمسية في كل أسبوع تدعى /أمسية الخلق والإبداع/ كما حذر تقريرلمجلس الشيوخ الفرنسي من عواقب الوضع الذي تعانيه التلفزة الفرنسية، وشخص المجلس أمركة البرامج التلفزيونية كأحد أهم الأسباب لهذا الوضع·
أردت ان أقول من خلال هده المقدمة بأن المنتجات الامريكية وبالأخص السينما، وهو محور حديثنا،خطر على أوروبا وآسيا والعالم أجمع،وما بالك علينا نحن كعرب وخاصة مع التطور التكنولولجي الهائل الذي يشهده العالم بما فيها الهوائيات المقعرة التي غزت كل البيوت ويستطيع كل فرد أن يشاهد وهو جالس على أريكة في بيته آلاف الفضائيات من خلال جهاز صغير وشاشة ،برامج وأفلام روائية وأخرى وثائقية ومسلسلات وسلسلات ورسوم متحركة متعددة ومتنوعة، وهي مصنعة تصنيعا ذكيا ادخالها إلى أي برنامج تلفزيوني في أي بلد من بلدان العالم، وفي كل يوم يرمى القديم ويحل مكانه الجديد الأمريكي المربح تجاريا المفسد للذوق والشعور·
اللاحرية في بلد الحرية:
نشرت مجلة /اتلانتيك/ الأمريكية في أحد أعدادها مقالا بقلم طالب يدعى /جيمس كونين/ تحت عنوان /لماذا نعارض المستنفذين/· كتب يقول: يصيحون من فوق كل السطوح بأن الولايات المتحدة الأمريكية بلد حر ولكنها ليست بلدا حرا فليس باستطاعتك ترك المدرسة لأنهم سيسوقونك فورا ؟لى التجنيد الاجباري، وعليك ان تدرس أشياء معينة لكي تحصل على شهادة ويجب ان تكون حاصلا على شهادة لكي تعمل ولا مناص لك من العمل· كنت تريد ان تحصل على ما تريد ولا يمكنك حتى أن تقرر ما تريد لأن كل شيئ ملقم فيك سلفا، طبعا بمقدورك أن تفصح عما تريده، لكن أحدا لن يسمعك لأن وسائل الإعلام تتحكم في ذلك ،حتى استطاعت أن تجعلهم يسمعوك لا يستسيغ الناس ما تقول لأنهم أعلموا بما يجب أن يحبوا فإذا لم يحبوك فمن الجائز حتى أن يقتلوك إن الحكومة تقر مبدأ القتل بضرب /المثل/·
وشهد شاهد من أهلها، هذه هي صيحة هذا الشاب الأمريكي الذي يعري الحقيقة الأمريكية ويفضحها· لقد أزال القناع والمساحيق التي تزين وجهها ومحا كل الشعارات التي تكتبها /حقوق الإنسان، الديمقراطية، حرية الرأي·· الخ/·
يبدو أن هذا الطالب من خلال قوله ساخطا كل السخط على الجيل الذي سبقه وعن الحرية المفتعلة وهذا واضح كل الوضوح في السينما التي تحرك دواليبها السياسة ·
إن صنع فيلم ليس عملية إبداعية فحسب، بل هو عمل مكلف ذلك ويملي فيه المال شروطه ،والمخرج الثري قادر على تخطي المنتج أو مجموعة المنتجين· وإذا أراد أن يكون مستقلا يمول فيلمه بنفسه لكن حتى ولو فعل ذلك فلا يمكن اعتباره مستقلا مئة بالمئة، فهو مرتبط بالموزع وصاحب المصرف ووسائل الإعلام الذين باستطاعتهم قتل فيلم جيد والترويج إلى فيلم عاد، وتحكم رأس المال بالفن يتجلى أوضح ما يتجلى فيه حضر بعض الأفلام وهذا التحكم يصعب كشفه أو إبانته بسهولة ،مما يجعل خطره أعظم عندما يؤثر في العملية الإبداعية عن طريق التأثير في ذهن الفنان وفرض المقاييس المعدة سلفا عن طريقته في التعبير عن ذاته·
فيلم /أنا والملك/ نموذجا
تدور وقائع هذا الفيلم في آسيا نهاية القرن 19 عندما أرسل ملك سيام إلى معلمة بريطانية رسالة يطلب منها بأن تدرس اللغة الانجليزية لابنه الأمير الصغير /شولالانكون/· وافهمها أيضا انه ينوي بان ينهض بمملكة /سيام/ إلى الارتقاء والازدهار وصولا إلى التحضر، ولقد وافقت المعلمة /آنا/ على هذه المهمة الموكلة لها ما دامت تدخل في إطار الخدمة الإنسانية والحضارية والإنسان البريطاني لا يفرض هكذا طلب، كما صورها المخرج في الفيلم·
حزمت أمتعتها وسافرت بحرا هي وابنها /لوي/ وخادماها الوفيان الهنديان، وصلت السفينة إلى ميناء /سيام/ واستقلت /آنا/ ومرافقيها عربات يجرها بشر متجهة إلى القصر الملكي، وهناك استقبلها رئيس الوزراء في جناحه وبدا يطرح عليها أسئلة بصفة /سيدي/ مع أنها امرأة، وتساءلت /آنا/ عن سبب مناداتها بهذه الصفة المذكرة فأجابها الوسيط الذي ينقل الكلام بينهما إن النساء لا يقفن في حضرة رئيس الوزراء وبدأيطرح عليها أسئلة تخص حياتها لكن جرأة /آنا/ المرأة البريطانية رفضت هذه الأسئلة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الشخصية القوية للمرأة البريطانية وهذا إسقاط على عدم احترام المرأة وعدم احترام حقوقها في هذه المملكة الآسيوية /سيام/، من خلال هذا الحوار كما صورها المخرج للمتلقي·
بدأ الوزير يعلمها بروتوكول لقاء الملك ابتداء بالانحناء لجلالته حتى تلامس جبهتا الأرض احتراما له بصفته مانح الحياة كما جاء في الفيلم·
بعدها اصطحبها إلى العرش حيث الملك، وعندما وجده مشغولا قال لها ربما سنلقاه بعد شهر من الآن· فلم تطق /آنا/ هذا الانتظار بل ذهبت واقتحمت مجلسه فشهر حراس الملك سيوفهم في وجه هذه المرأة فلم تخف على عكس ابنها الصغير /لوي/ الذي سقط أرضا منتظرا رأس أمه أن يسقط أمامه·
اصطحبهما الملك إلى جناح عائلته حيث عرفها عن زوجاته الأكثر من عشرين وخليلاته الأكثر من الأربعين، وأراد المخرج من خلال هذا المشهد وهذه الحوارية بين الملك و/آنا/ أن يبين العادات السيئة في هذه المملكة من خلال شابين تحابا كثيرا ليأتي الملك ويأخذ الجميلة /توبتيم/ من عشيقها المتيم بحبها ليضمها إلى ترسانته من النساء·
لقد كانت /توبتيم/ ساخطة كل السخط على هذا الموقف المخالف للإنسانية من خلال دموعها على فراق الحبيب ومن خلال حلق شعرها أجمل ما تملك المرأة ولبسها لباس رجال الدين متنكرة بشخصية وشكل رجل من اجل أن ترى حبيبها الذي وهب نفسه هو كذلك لخدمة الدين لكن تجري رياحهم بما لا تشتهي سفنهم تفطن لها رجال الملك وأقاموا محاكمة في حقها وحكم عليها بالموت لأنهما أحبا بعضهما البعض ووفى أحداهما للأخر لكن /آنا/ المدرسة التي تنتقد عادات هذه المملكة· وبدأت تسيطر بأفكارها وآرائها على الملك· جاهدت وناضلت بكل ما أوتيت من حكمة وقوة من اجل أن لا ينفذ حكم الإعدام في حق هذين العاشقين ولجأت إلى الملك تترجاه من اجل أن يعفو عنهما لكن دون جدوى وقال لها: /ماذا سيقول الناس عني ملك /سيام/ تسيره وتسيطر عليه امرأة بريطانية!/
وأخيرا وليس آخرا أعدمت /توبتيم/ وقطع رأسها بالسيف هي وعشيقها في ساحة عمومية أمام مرأى الناس·
فيلم /آنا والملك / ''"Anna and the king يهاجم العادات السيئة والتقاليد الثقيلة لشعوب آسيا ويعالج نظرة أخرى صدام الحضارات و هذا بين وواضح في عدة مشاهد من الفيلم منها مشهد عيد ميلاد الملك والحوار الذي داربينه و بين التاجر البريطاني على مأدبة العشاء وكيف هدأت /آنا/ من حدة الحوار الذي كان يدور بينهما وكما أراد الملك أيضا أن يظهر الشيء الذي يلمع في المملكة عندما نادته ابنته ليقبلها قبل أن تنام استسمح الملك الجلوس حينها وقال: /لا أريد أن اخرق تقاليد عائلتي/ وذهب وقبل ابتنه· أما المشهد الذي صور فيه المخرج حوار الحضارات وهو قول الملك للحضور: /أما الآن فلنرقص رقصة الفالس كما هي العادة في أوروبا / وقام الملك الآسيوي يرقص مع /آنا/ البريطانية التي أثرت من خلال مواقفها على المملكة ككل وحضارة بكلمة اعم·
/آنا والملك/ فيلم نتعلم من خلاله كيف يوصل الغربي الرسالة الثقافية والحضارية إلى الآخر وكيف يرسم طريقا لتلك الرسالة بعيدا عن الحرب الكلاسيكية بل يختار الثقافة والفن مطية لذلك·
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ஜ قطر الندى ஜ
ஜ قطر الندى ஜ
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 15-09-2008
  • العمر : 35
  • المشاركات : 567
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • ஜ قطر الندى ஜ is on a distinguished road
الصورة الرمزية ஜ قطر الندى ஜ
ஜ قطر الندى ஜ
عضو متميز
رد: السينما الأمريكية·· بين الايديولوجيا وشباك التذاكر
20-11-2008, 08:15 PM
إنه الغزو التقافي
الوجه الأخطر لكل إستعمار في العالم
الأفعى التي تلتف حولنا ونحن في لهو غير مدركين
شكرا على الدراسة
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية باحثة الأمل
باحثة الأمل
عضو جديد
  • تاريخ التسجيل : 04-10-2008
  • الدولة : الجزائر
  • العمر : 38
  • المشاركات : 2
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • باحثة الأمل is on a distinguished road
الصورة الرمزية باحثة الأمل
باحثة الأمل
عضو جديد
رد: السينما الأمريكية·· بين الايديولوجيا وشباك التذاكر
25-11-2008, 04:09 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قادري مشاهدة المشاركة
السينما الأمريكية··
بين الايديولوجيا وشباك التذاكر
عبد الكريم قادري/ كاتب وشاعر جزائري
''الحرب الثقافية'' هو كتاب قيم بقلم ''هنري غوبار'' يتحدث فيه عن الثقافة بوصفها حربا مفتوحة على كل الاحتمالات وهي حرب اخطر واقوى وألعن من الحرب الكلاسيكية التي تستعمل فيها الطائرات والمدفعيات والكلاشينكوف والقنابل العنقودية لأن هذه الاخيرة تعبئ الجماهير بينما الأولى تشل الارادات وتجعل الفرد مهزوما مدهوشا امام القوة الافتراضية وتتسلل بمكر وتدريجيا، او بعبارة أخرى تعرف كيف تضع السم في الدسم··

وهناك ايضا كتاب اشمل وأضخم بعنوان /فرنسا المستعمرة / (بفتح الميم) لجاك بيتر، الذي كان في سنوات الستينات مديرا للقناة التلفزيونية الثانية بفرنسا ،يقرع فيها طبول خطر المادة الأمريكية على أوروبا (أمركة اوروبا) ولقد اهتم الاعلام الفرنسي سنوات الثمانينات بالموضوع إهتماما بالغا ونخص بالذكر صحيفة Le Monde الأكثر انتشارا، عدد 04/07/1980· كما أبدى الرئيس الفرنسي /ديستان/ قلقا ودهشة لتدهور الوضع التلفزيوني وغزو المنتجات الامريكية للقنوات الفرنسية واقترح تخصيص أمسية في كل أسبوع تدعى /أمسية الخلق والإبداع/ كما حذر تقريرلمجلس الشيوخ الفرنسي من عواقب الوضع الذي تعانيه التلفزة الفرنسية، وشخص المجلس أمركة البرامج التلفزيونية كأحد أهم الأسباب لهذا الوضع·
أردت ان أقول من خلال هده المقدمة بأن المنتجات الامريكية وبالأخص السينما، وهو محور حديثنا،خطر على أوروبا وآسيا والعالم أجمع،وما بالك علينا نحن كعرب وخاصة مع التطور التكنولولجي الهائل الذي يشهده العالم بما فيها الهوائيات المقعرة التي غزت كل البيوت ويستطيع كل فرد أن يشاهد وهو جالس على أريكة في بيته آلاف الفضائيات من خلال جهاز صغير وشاشة ،برامج وأفلام روائية وأخرى وثائقية ومسلسلات وسلسلات ورسوم متحركة متعددة ومتنوعة، وهي مصنعة تصنيعا ذكيا ادخالها إلى أي برنامج تلفزيوني في أي بلد من بلدان العالم، وفي كل يوم يرمى القديم ويحل مكانه الجديد الأمريكي المربح تجاريا المفسد للذوق والشعور·
اللاحرية في بلد الحرية:
نشرت مجلة /اتلانتيك/ الأمريكية في أحد أعدادها مقالا بقلم طالب يدعى /جيمس كونين/ تحت عنوان /لماذا نعارض المستنفذين/· كتب يقول: يصيحون من فوق كل السطوح بأن الولايات المتحدة الأمريكية بلد حر ولكنها ليست بلدا حرا فليس باستطاعتك ترك المدرسة لأنهم سيسوقونك فورا ؟لى التجنيد الاجباري، وعليك ان تدرس أشياء معينة لكي تحصل على شهادة ويجب ان تكون حاصلا على شهادة لكي تعمل ولا مناص لك من العمل· كنت تريد ان تحصل على ما تريد ولا يمكنك حتى أن تقرر ما تريد لأن كل شيئ ملقم فيك سلفا، طبعا بمقدورك أن تفصح عما تريده، لكن أحدا لن يسمعك لأن وسائل الإعلام تتحكم في ذلك ،حتى استطاعت أن تجعلهم يسمعوك لا يستسيغ الناس ما تقول لأنهم أعلموا بما يجب أن يحبوا فإذا لم يحبوك فمن الجائز حتى أن يقتلوك إن الحكومة تقر مبدأ القتل بضرب /المثل/·
وشهد شاهد من أهلها، هذه هي صيحة هذا الشاب الأمريكي الذي يعري الحقيقة الأمريكية ويفضحها· لقد أزال القناع والمساحيق التي تزين وجهها ومحا كل الشعارات التي تكتبها /حقوق الإنسان، الديمقراطية، حرية الرأي·· الخ/·
يبدو أن هذا الطالب من خلال قوله ساخطا كل السخط على الجيل الذي سبقه وعن الحرية المفتعلة وهذا واضح كل الوضوح في السينما التي تحرك دواليبها السياسة ·
إن صنع فيلم ليس عملية إبداعية فحسب، بل هو عمل مكلف ذلك ويملي فيه المال شروطه ،والمخرج الثري قادر على تخطي المنتج أو مجموعة المنتجين· وإذا أراد أن يكون مستقلا يمول فيلمه بنفسه لكن حتى ولو فعل ذلك فلا يمكن اعتباره مستقلا مئة بالمئة، فهو مرتبط بالموزع وصاحب المصرف ووسائل الإعلام الذين باستطاعتهم قتل فيلم جيد والترويج إلى فيلم عاد، وتحكم رأس المال بالفن يتجلى أوضح ما يتجلى فيه حضر بعض الأفلام وهذا التحكم يصعب كشفه أو إبانته بسهولة ،مما يجعل خطره أعظم عندما يؤثر في العملية الإبداعية عن طريق التأثير في ذهن الفنان وفرض المقاييس المعدة سلفا عن طريقته في التعبير عن ذاته·
فيلم /أنا والملك/ نموذجا
تدور وقائع هذا الفيلم في آسيا نهاية القرن 19 عندما أرسل ملك سيام إلى معلمة بريطانية رسالة يطلب منها بأن تدرس اللغة الانجليزية لابنه الأمير الصغير /شولالانكون/· وافهمها أيضا انه ينوي بان ينهض بمملكة /سيام/ إلى الارتقاء والازدهار وصولا إلى التحضر، ولقد وافقت المعلمة /آنا/ على هذه المهمة الموكلة لها ما دامت تدخل في إطار الخدمة الإنسانية والحضارية والإنسان البريطاني لا يفرض هكذا طلب، كما صورها المخرج في الفيلم·
حزمت أمتعتها وسافرت بحرا هي وابنها /لوي/ وخادماها الوفيان الهنديان، وصلت السفينة إلى ميناء /سيام/ واستقلت /آنا/ ومرافقيها عربات يجرها بشر متجهة إلى القصر الملكي، وهناك استقبلها رئيس الوزراء في جناحه وبدا يطرح عليها أسئلة بصفة /سيدي/ مع أنها امرأة، وتساءلت /آنا/ عن سبب مناداتها بهذه الصفة المذكرة فأجابها الوسيط الذي ينقل الكلام بينهما إن النساء لا يقفن في حضرة رئيس الوزراء وبدأيطرح عليها أسئلة تخص حياتها لكن جرأة /آنا/ المرأة البريطانية رفضت هذه الأسئلة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الشخصية القوية للمرأة البريطانية وهذا إسقاط على عدم احترام المرأة وعدم احترام حقوقها في هذه المملكة الآسيوية /سيام/، من خلال هذا الحوار كما صورها المخرج للمتلقي·
بدأ الوزير يعلمها بروتوكول لقاء الملك ابتداء بالانحناء لجلالته حتى تلامس جبهتا الأرض احتراما له بصفته مانح الحياة كما جاء في الفيلم·
بعدها اصطحبها إلى العرش حيث الملك، وعندما وجده مشغولا قال لها ربما سنلقاه بعد شهر من الآن· فلم تطق /آنا/ هذا الانتظار بل ذهبت واقتحمت مجلسه فشهر حراس الملك سيوفهم في وجه هذه المرأة فلم تخف على عكس ابنها الصغير /لوي/ الذي سقط أرضا منتظرا رأس أمه أن يسقط أمامه·
اصطحبهما الملك إلى جناح عائلته حيث عرفها عن زوجاته الأكثر من عشرين وخليلاته الأكثر من الأربعين، وأراد المخرج من خلال هذا المشهد وهذه الحوارية بين الملك و/آنا/ أن يبين العادات السيئة في هذه المملكة من خلال شابين تحابا كثيرا ليأتي الملك ويأخذ الجميلة /توبتيم/ من عشيقها المتيم بحبها ليضمها إلى ترسانته من النساء·
لقد كانت /توبتيم/ ساخطة كل السخط على هذا الموقف المخالف للإنسانية من خلال دموعها على فراق الحبيب ومن خلال حلق شعرها أجمل ما تملك المرأة ولبسها لباس رجال الدين متنكرة بشخصية وشكل رجل من اجل أن ترى حبيبها الذي وهب نفسه هو كذلك لخدمة الدين لكن تجري رياحهم بما لا تشتهي سفنهم تفطن لها رجال الملك وأقاموا محاكمة في حقها وحكم عليها بالموت لأنهما أحبا بعضهما البعض ووفى أحداهما للأخر لكن /آنا/ المدرسة التي تنتقد عادات هذه المملكة· وبدأت تسيطر بأفكارها وآرائها على الملك· جاهدت وناضلت بكل ما أوتيت من حكمة وقوة من اجل أن لا ينفذ حكم الإعدام في حق هذين العاشقين ولجأت إلى الملك تترجاه من اجل أن يعفو عنهما لكن دون جدوى وقال لها: /ماذا سيقول الناس عني ملك /سيام/ تسيره وتسيطر عليه امرأة بريطانية!/
وأخيرا وليس آخرا أعدمت /توبتيم/ وقطع رأسها بالسيف هي وعشيقها في ساحة عمومية أمام مرأى الناس·
فيلم /آنا والملك / ''"Anna and the king يهاجم العادات السيئة والتقاليد الثقيلة لشعوب آسيا ويعالج نظرة أخرى صدام الحضارات و هذا بين وواضح في عدة مشاهد من الفيلم منها مشهد عيد ميلاد الملك والحوار الذي داربينه و بين التاجر البريطاني على مأدبة العشاء وكيف هدأت /آنا/ من حدة الحوار الذي كان يدور بينهما وكما أراد الملك أيضا أن يظهر الشيء الذي يلمع في المملكة عندما نادته ابنته ليقبلها قبل أن تنام استسمح الملك الجلوس حينها وقال: /لا أريد أن اخرق تقاليد عائلتي/ وذهب وقبل ابتنه· أما المشهد الذي صور فيه المخرج حوار الحضارات وهو قول الملك للحضور: /أما الآن فلنرقص رقصة الفالس كما هي العادة في أوروبا / وقام الملك الآسيوي يرقص مع /آنا/ البريطانية التي أثرت من خلال مواقفها على المملكة ككل وحضارة بكلمة اعم·
/آنا والملك/ فيلم نتعلم من خلاله كيف يوصل الغربي الرسالة الثقافية والحضارية إلى الآخر وكيف يرسم طريقا لتلك الرسالة بعيدا عن الحرب الكلاسيكية بل يختار الثقافة والفن مطية لذلك·
شكرا لك على الدراسة ...
لقد وفقت فيهاالى حد بعيد
icon30 icon30 icon30 icon30 icon30 icon30 icon30
...
أرجو أن نتعرف على الشاعر- كما تعرفنا - على المحلل
...
في انتظار أن تعدل رسائل الزوار تقبل كل تقديري و احترامي
....................................باحثة الأمل
هـديـة
من مواضيعي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية قادري
قادري
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 03-11-2008
  • الدولة : الجزائر
  • العمر : 42
  • المشاركات : 92
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • قادري is on a distinguished road
الصورة الرمزية قادري
قادري
عضو نشيط
رد: السينما الأمريكية·· بين الايديولوجيا وشباك التذاكر
29-11-2008, 09:31 AM
شكرا على كل من مر من هنا
شكرا لك قطر الندى على الرد انت و باحثة الامل
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية colla
colla
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 18-07-2007
  • الدولة : °ºҖ kabylie Җº°
  • العمر : 37
  • المشاركات : 2,175
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • colla will become famous soon enough
الصورة الرمزية colla
colla
شروقي
رد: السينما الأمريكية·· بين الايديولوجيا وشباك التذاكر
08-12-2008, 04:19 PM
بارك الله فيك اخي على الموضوع

  • ملف العضو
  • معلومات
hammoudi54
عضو جديد
  • تاريخ التسجيل : 15-11-2008
  • المشاركات : 3
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • hammoudi54 is on a distinguished road
hammoudi54
عضو جديد
رد: السينما الأمريكية·· بين الايديولوجيا وشباك التذاكر
14-01-2009, 08:55 PM
شكرا على هذا العمل الذي يبرز المنظومة الغربية المتكاملة والمتجانسة من اجل مصالحهاوالتخطيط لانجاحها على مر الزمن لكن متى نمتلك نحن هذه القناعات فالدم العربي يهدر بلا هوادة والقادة العرب لم يتفقوا حتى على زمن ومكان لعقد قمة بل ان احدهم صرح بانه لن يحضر قمة قطر لانه يخشى ان يقضى على قمة الكويت الاقتصادية وهكذا رفعت النخوة والجيرة وحتى الاستحياء من العار من الوجوه .الطريق طويل والعمل لابد ان يبدأ والعيب على المثقفين والهم انصر اهل غزة بنصرك الموعودواجعلهم قدوة لكل حاكم مهدود
من مواضيعي
  • ملف العضو
  • معلومات
mona2
عضو جديد
  • تاريخ التسجيل : 15-01-2009
  • المشاركات : 1
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • mona2 is on a distinguished road
mona2
عضو جديد
رد: السينما الأمريكية·· بين الايديولوجيا وشباك التذاكر
15-01-2009, 07:21 PM
المؤمن لا يلدغ من جحره مرتين لكننا ابتعدنا عن ديننا وثقافتنا الاسلامية كثيرا هيهات ان يعود زمن خيبر وزمن المصطفى صلى الله عليه وسلم
من مواضيعي
موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
السينما المؤسسة الاقتصادية
السينما...رأي و تصورات
الساعة الآن 06:17 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى