موارد الشلف المائية
17-05-2009, 02:42 PM
المياه بمنطقة الشلف

عرفت ولاية الشلف قبل سنوات بوفرة مواردها المائية السطحية منها والجوفية، الأمر الذي ولّد الكثير من المروج والخضرة في كل ركن، إضافة إلى وادي الشلف الذي كان يغطي نسبة كبيرة من احتياجات السكان وتوجد العديد من الجيوب المائية التي كان الناس يستغلونها للشرب والسقي، لكن خلال السنوات العجاف التي لم تتكرم فيها السماء إلا بالقليل من الغيث، غيّرت وجه الولاية فالتذبذب في المغياثية ترتبت عنه عواقب وخيمة يدفع السكان اليوم ضريبته.
أمام اشتداد ظاهرة الجفاف نضبت المنابع وجفت العيون ولم يوفر وادي الشلف خصوصا في فصل الصيف إلا القليل من الماء الذي يتسابق الفلاحون على استنزافه لسقي حقولهم فتحولت الاهتمامات لجوف الأرض وما يكتنزه من ماء، وبدأت تتكاثر الآبار كالفطريات في كل المواقع بغرض استغلالها لتغطية النقص الحاصل في منسوب المياه وتوجيهها لشتى الاستعمالات، لكن الاستنزاف المتواصل للمياه الباطنية وتذبذب المغياثية في المقابل، أثر بشكل ملحوظ على منسوب المياه الجوفية ومن أجل تركيب صورة شاملة عن الوضع كانت لنا محطة في مديرية الري، حيث أكدت مصادر مطلع على الأمر أن ولاية الشلف تتوفر على 1598 بئرا عميقة منها 1711 عمومية و1427 خاصة، 1123 بئرا تقليدية منها 41 بئر عمومية و1082 خاصة، إضافة إلى 253 منبعا مائيا موزعة عبر مختلف بلديات الولاية، كل هذه الموارد السالفة الذكر تستعمل فقط للشرب وهناك 10 آبار موجهة لقطاع الصناعة وتتواجد منها 04 على مستوى منطقة وادي سلي فيما يستحوذ قطاع الفلاحة على أكبر عدد من الآبار، إذ يصل الرقم إلى 3000 بئر إلا أنه هناك 1400 بئر من تلك الآبار غير مرخصة ومن المحتمل أن يكون العدد أكبر من ذلك لاعتبارات عديدة. ويعود سبب تفشي ظاهرة الحفر غير المرخص إلى غياب الدولة في الميدان والطاقة الإنتاجية لتلك الموارد فقد قدرها لنا المعنيون بـ 50 مليون م3 في السنة بالنسبة لآبار السقي، فيما يقدر مجموع الطاقة التي أنتجتها الآبار الخاصة بالشرب بـ 1220 ل / ثا بينما تقدر نسبة إنتاج الماء بالنسبة للآبار الصناعية بـ 70 ل / ثا.
كما أضاف أن أغلب انتاجات الآبار موجودة على مستوى سهل الشلف على عكس الناحية الشمالية من الولاية وبالتحديد في تنس الجهة الشمالية الغربية من جبال الظهرة فهناك نقص في الموارد المائية، مما جعل سكان المناطق الشمالية يواجهون أزمة المياه طيلة أيام السنة مع العلم أن منسوب المياه الجوفية قد نقص بمعدل 50 م ولتجاوز هذه الأزمة تعمل المديرية على مراقبة عمليات الحفر. كما أنها تتخذ الاجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين، حيث تم ضبط محاضر مخالفة من أجل المتابعة القضائية، وهي تمنع من جهة أخرى على الفلاحين حفر الآبار حفاظا على هذا المورد الذي لا يمكن تعويضه، مما أثار حفيظة الكثير من الفلاحين الذين تعذر عليهم سقي حقولهم وبساتينهم خصوصا في الجهة الشمالية بضواحي بني حواء، والظهرة...
وتحاول مديرية الري في الوقت الراهن فك أزمة المياه في المناطق الشمالية، خاصة بعدما سجلت هذه الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في مخزون مياه السدود بالشلف خلال الأيام القليلة الماضية بفضل التساقطات المطرية الهامة التي شهدتها المنطقة في غضون الأسبوعين الأخيرين مما يخفف العبأ على قطاع الفلاحة وأزمة مياه الشرب، حيث قدرت مصالح الري المنسوب الحالي لسد سيدي يعقوب بأزيد من 120 مليون م3 بعدما كان لا يتعدى 26 مليون م3 خلال شهر سبتمبر الفارط، إذ تضاعف المنسوب بشكل يدعو للإطمئنان فهذا السد يشكو الجفاف منذ عدة سنوات والذي تقدر نسبة التوحل به حاليا 28,11 بالمئة، أما بخصوص سد وادي الفضة الذي أنشئ سنة 1932 ببلدية بني بوعتاب بقدرة استيعاب مقدرة بـ 225 هكم,3 والذي تقدر نسبة الأوحال به حاليا 29,54 بالمئة، والذي لم يكن منسوبه يزيد عن 500 ألف متر خلال سبتمبر، حيث تعزز منسوبه ليصل إلى أكثر من 39 مليون م,3 الأمر الذي سيسمح بالسير الحسن لحملة السقي ولو بنسبة متوسطة، إذ يرتقب أن توجه كمية معتبرة من السدين المذكورين لتغطية احتياجات الحملة بعدما تعذر الموسم الماضي تأمين الحد الأدنى من متطلبات السقي أمام جفاف الآبار.
كما ستسمح المعطيات الجديدة حسب مديرية الري ـ بزراعة بعض المنتجات التي لم يسمح بها العام الماضي لنذرة المياه مثل البطيخ والدلاع.
الجدير بالذكر، أنه قدرت منشآت التخزين هذه السنة بـ 369 خزانا مائيا، موزعا على مختلف بلديات الولاية بطاقة تخزين تصل إلى 530,136 م,3 منها 323 خزانا مستغلا بطاقة 030,127 م,3 مقابل 46 خزانا غير مستغل بالولاية.

كـمـبـيـوتـر
مليت أنا مليت من الغربة و تعبت من الترحال