وفاة شيخ زاوية أولف بأدرار العلامة الفقيه محمّد باي بلعالم الجزائري
20-04-2009, 12:13 PM
انتقل الى رحمة الله ، البارحة : " 19-04-2009 " ، العلامة الفهامة الفقيه المؤرّخ سيّدي الشيخ محمّد باي بن عبد القادر بلعالم الجزائري المالكي ، عن عمر يناهز 79 سنة ، رحمه الله برحمته الواسعة و أسكنّه فسيح جنّاته و أسدل عليه من جزيل نعمائه وألهم أهله الصبر { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } صدق الله العظيم
و للعلامة " باي " العديد من المؤلفات منها شرح على مختصر خليل بالدّليل " إقامة الحجة بالدّليل شرح على نظم بن بادي على مهمّات خليل " في أربع مجلّدات و غيرها من الكتب النافعة التي تعكس تضلّع الرجل و علوّ كعبه في شتى ميادين العلوم من حديث و فقه و تاريخ و أنساب و ...إلخ كما قام الشيخ - رحمه الله - بشرح " صحيح مسلم "...
جاء في مقال على موقع جريرة " الفجر " :
الجزائر تفقد أحد علمائها الأفذاذ
الشيخ محمد باي بلعالم في ذمة الله
فقدت الجزائر، ومدارس وحلقات حفظ القرآن الكريم، مساء أول أمس، الشيخ العلامة محمد باي بلعالم شيخ زاوية أولف بأدرار، أين غيّب الموت العالم الجليل والفقيه الموسوعي باي بلعالم عن عمر ناهز الثمانين عاما أمضى جله في خدمة الوطن ملتزما محراب العلم مجتهدا في مجال البحث، أين طاف بقرى التوات ومدنها، سهولها وجبالها، ووديانها وسواحلها، جامعا محققا، باحثا ودارسا وممحصا، موثقا ومؤلفا للعديد من الكتب التي هي اليوم من أهم المراجع في الفقه وخاصة في المذهب المالكي
وقد نعته الكثير ممن رافقه في مسيرته بالقول : اليوم خسرت فيه الجزائر علما من أعلامها، فهو اليوم الصعب في تاريخها، الذي لن يكون من السهل عليها تجاوزه أو تعويض الخسارة الناتجة عن مصابها فيه و أي خسارة يمثلها رحيل علامة الجزائر وفقيهها الشيخ محمد باي بلعالم، وهو الذي أفنى عمره في التعليم والتدريس بزاويته المعمورة أولف بأدرار لقد كان الشيخ رجل خير وصلاح يسعى لخدمة ومساعدة أبناء الجزائريين لكي يتربوا وينهلوا من كتاب الله، كما أنه ساهم في إتاحة الفرصة لعدد من أبناء الأمة الإسلامية من القارة الإفريقية وغيرها من بلدان العالم الإسلامي لكي يتعلموا بزاويته لقد كانت وفاته رحمه الله صدمة لتلاميذه ومحبيه ولكل من سمع عن أعماله الجليلة لخدمة القرآن الكريم الشيخ بلعالم أمضى حياته محبا للقراءة والبحث والتمحيص والتحقيق والكتابة والمراجعة ومتابعة جديد ما يكتب عن الفقه وتاريخ الجزائر وحضارتها، وكان يقضي معظم أوقات يومه في برنامج يخصص جله للقراءة والكتابة والتأليف وتعليم طلبته العلوم الشرعية الذين يأتون لزاويته من كل حدب وصوب حتى آخر حياته و للفقيد الراحل عدد من الكتب والبحوث الفريدة في بابها، والتي لم يسبق لأحد قبله تناولها حيث صدر له من الكتب شرح على مختصر خليل وله كتب في الفقه المالكي وفي علم الأصول والحديث والبلاغة والصرف وغيرها من الفنون والعلوم و له أيضا دراسات نقدية وتعقيبية وتصحيحية لعدد من الدراسات والكتب التي تناولت المذهب المالكي وتراثه الفكري والحضاري نشرت في عدد من الدوريات و الشيخ محمد باي بلعالم شارك في العديد من المؤتمرات والندوات في عدد من ولايات الوطن، كان آخرها الملتقى الدولي الخامس للمذهب المالكي الذي احتضنته ولاية عين الدفلى مؤخرا تغمد الله الفقيد الراحل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون
علي جمال الدين
و هذه ترجمة مُختصرة للشيخ رحمه الله تجدها على الرابط : اضغط هنا
نثبتها هنا للفائدة :
ترجمة : فضيلة الشيخ محمد باي بلعالم ( الشيخ باي )
شيخ زاوية أولف ولاية أدرار دولة الجزائر
شيخ زاوية أولف ولاية أدرار دولة الجزائر
نسبه وميلاده :
هو العالم ابن العلماء والفقيه ابن الفقهاء الشيخ باي بلعالم بن محمد عبد القادر بن محمد بن المختار بن احمد العالم القبلوي الجزائري ويعود نسبه إلى قبيلة فلان والتي تضاربت حولها الأقوال واختلفت فيها الآراء والشهير أن أصولها تعود إلى قبيلة حمير القبيلة العربية الشهيرة باليمن ولد الشيخ سنة 1930 م في قرية ساهل من بلدية اقبلي بدائرة أولف ولاية ادرار دولة الجزائر .
دراسته وتعليمه:
تربى الشيخ في أسرة اشتهرت بالعلم والمعرفة، حرصت على تعليمه فبداء بالقران الكريم في مسقط رأسه في مدينة ساهل ،هذه القرية التي كانت تعد منارة للعلم والمعرفة والتي تخرج منها العديد من العلماء والفقهاء ، فدرس القران الكريم على يد المقرئ الحافظ الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن المكي بن العالم ، ودرس على يد والده مبادئ النحو والفقه ، فكون ثروة ورصيدا هاما من العلوم والمعرفة ، ودرس على يد الشيخ محمد عبد الكريم المغيلي مدة من الزمن ، ليشرع ــ حفظه الله ــ في ترحاله في طلب العلم والمعرفة قاصدا زاوية الشيخ أحمد بن عبد المعطي السباعي المراكشي المعروف بالطاهر، مكث هناك حوالي سبع سنوات حيث تلقى فيها عدة علوم منها ( علوم القران والحديث و النحو والفقه المالكي وأصوله والفرائض ….) وخلال فترة دراسته تحصلا على عدة إجازات منها الإجازة العامة بعد إنهاء دراسته عن شيخه الطاهر بن عبد المعطي السباعي الادريسي المراكشي المغربي وإجازة أخرى عن شيخه الحاج احمد الحسن والشيخ البدليمي في الحديث الشريف وأخرى من الشيخ العلوي المالكي المكي ـــ رحمه الله تعالى ــ ( مدرس بالمسجد الحرام ) كما تحصل على شهادة ليسانس في العلوم الإسلامية .
أسفار الشيخ ورحلاته :
رغم انشغاله وجسامة المسؤوليات الملقاة على عاتقه إلا انه لم يتوقف عن التحصيل العلمي والمعرفي ليشغل وقته الثمين بالمطالعة والتأليف والترحال إلى عدة بلدان في داخل الوطن و خارجه ، حيث كانت له لقاءات مع عدة شيوخ وطلبة حيث أفاد واستفاد، ومن الدول في الخارج التي زارها ( تونس والمغرب الأقصى وليبيا والمملكة العربية السعودية ) حيث كانت أول زيارة له إلى المملكة العربية السعودية من اجل أداء فريضة الحج سنة 1964 م ، ليعود إليها سنة 1974م للمرة الثانية ، ومنذ ذلك العام لم يتخلف عن أداء هذه الفريضة إلى عامنا هذا ، فله ما 37 حجة إلى تاريخ إعداد هذا المقال .
وكانت زيارته للمغرب ليزوير شيخه واستاذه احمد الطاهر السباعي وهذا موجود في كتابه الرحلة العلية لمن يريد الاطلاع على ذالك فهو كتاب مهم جمع فيه رحلاته واحوال المناطق التى زارها فضيلة الشيخ
كتبه ومؤلفاته :
ألف الشيخ في فنون عديدة فكتب و نظم وشرح وحقق في ( علوم القرءان والحديث والفقه وأصوله والميراث والسيرة والتاريخ والوعظ والإرشاد والتوجيه …) ، فله ما يزيد عن ( 35 كتاب ) ، فشرح في علوم القران ألفية الغريب في جزأين والمفتاح النوراني على المدخل الرباني في الغريب القرآني ، وله في الحديث كتاب أسماه كشف الدثار على تحفة الآثار وله في الفقه المالكي ما يزيد عن( 14 كتابا ) ونذكر منها كتاب مرجع الفروع لتأصيل من الكتاب والسنة والإجماع الكفيل شرح نظم الشيخ خليفة بن حسن السوفي على مختصر خليل المسمى جواهر الإكليل في ( عشرة أجزاء ) ، وله كتاب اسماه إقامة الحجة بالدليل شرح على نظم بن بادي على مهمات خليل في ( أربعة أجزاء ) ، وله أيضا ملتقى الأدلة الأصلية والفرعية الموضحة لسالك على فتح لرحيم المالك في ( أربعة أجزاء ) وله ألفية في الفقه تحتوي على ( 2509 أبيات ) والى غير ذلك من مؤلفاته الفقهية ، وله في علم الفرائض ( المواريث ) ما يزيد عن (خمسة كتب ) منها الدرة السنية في علم ما ترثه البرية نظما ، وله أيضا الأصداف اليمية شرح الدرة السنية ، وله في أصول الفقه شرح على منظومة العمريطي وتسمى بركائز الوصول على منظومة العمريطي في علم الأصول ، وله أيضا ميسر الحصول على شرح سفينة الأصول ، وله في السيرة النبوية فتح المجيب على سيرة النبي الحبيب ، وله في النحو ما يزيد عن ( ستة مؤلفات ) منها : منحة الأتراب على ملحة الإعراب ، وله اللؤلؤ المنظوم على نثر ابن اجروم ، وله في التاريخ الرحلة العلية إلى منطقة توات لذكر بعض الأعلام والآثار والمخطوطات والعادات في ( جزأين ) ، وكتاب قبيلة فلان في الماضي الحاضر وما لها من العلوم والمعرفة والمآثر ، كما أن له عدة محاضرات في الدعوة والتوجيه والإرشاد والتي ألقها في عدة مناسبات وملتقيات في عدة بلدان ، كما انه لم يمهل جانب الأدب والشعر فله عدة قصائد في عدة مجالات ، ودون عدة رحلات فله ما يزيد عن عشرين رحلة مكتوبة للحج والعمرة ، ورحلته إلى المغرب الأقصى ، وله عدة كتب لم تطبع ومنها ما هو الآن تحت الطبع ، وله وقفيات في مكتبة الحرم النبوي الشريف وهو ما يزيد عن 14 كتاب منها ما هو مطبوع ومنها ما هو مخطوط .
برنامجه في التدريس :
يعكف الشيخ في كل عام على إتمام ختم صحيح البخاري وتدريسه كاملا ما بين شعبان وذي الحجة ، حيث يختم في الأربعاء الأخيرة من شعبان من كل سنة ، ويدرس أيضا موطأ الأمام مالك كاملا ، وشرح صحيح مسلم كل سنتين ، كما يدرس تفسير القران الكريم وله في ذلك خمسة أيام في الأسبوع ويقوم بتدريس المتون والكتب التي ألفها ، كما يعكف على تدريس الطلاب وتأطيرهم مع كوكبة من المشايخ والذين تخرجوا على يده منهم فضيلة الشيخ بن مالك احمد والشيخ لكصاسي محمد والشيخ عبد القادر حامد لمين والشيخ عبد الله حامد لمين والشيخ لعروسي عبد القادر ، فتقوم الزاوية بدور هام في المنطقة فتساهم في تعليم الطلاب أمور دينهم ودنياهم ، حيث يقصد المدرسة القرآنية التابعة لزاوية مئات الطلاب من داخل الوطن وحتى من خارجه فتضم المدرسة عدة أقسام منها قسم لطلبة الداخليين وقسم أخر لطلبة الخارجيين وقسم للبنات وقسم أخر لنساء ، فتضم الزاوية ما يزيد عن 200 طالب وطالبة ، فتدرس الزاوية القران وعلم التجويد والفقه وأصوله والنحو والتوحيد …
في ختام هذا المقال تقبلوا مني اسمي آيات التقدير والاحترام
و به بلعالم محمد بن محمد عبد الله بن محمد باي
بتصرف من ترجمة محمد باي بلعالم
لكاتبها محمد الأمين الشنقيطي الحسني الإدريسي ( قسم المخطوطات بالحرم النبوي
و هذا حوار مع الشيخ تجده على موقع البصائر : اضغط هنا
الشيخ محمد باي بلعالم أحد أقطاب العلم في الجزائر في حوار مع البصائر
بتاريخ 14-3-1430 هـ
حاوره : ابراهيم بن ساسي
توطئة : الشيخ محمد باي بلعالم راية من رايات العلم في الجزائر لايزال يحفظ الله يؤدي رسالته في تربية الأجيال وإنارة العقول بعلم شرعي ونظرة وسطية وإلمام بالواقع و مستجداته وهو الذي عرف بتجواله داخل الجزائر وخارجها، مؤلفاته تربو عن الأربعين في شتى علوم الشريعة ، في آخر زيارة له لولاية ورقلة أين ألقى عشرات الدروس وبعض المحاضرات التقى به الأستاذ ابراهيم بن ساسي المنسق الجهوي لجمعية العلماء المسلمين فكان معه هذا الحوار .
س : من خلال تجوالكم في ربوع الجزائر كيف تجدون الإقبال على العلم ؟
ج : شعبنا الجزائري له شغف ورغبة في تعلم دينه وأحكام شريعته ولأدل على ذلك هذا الإقبال المتنامي الذي رأيناه على موائد العلم ومجالس العلماء ، ففي ورقلة مثلا حضر مجالسنا المئات في المساجد والقاعات وهو ما يبشر بمستقبل زاهر والحمد لله .
س : لقد عودتمونا بالجديد من مؤلفاتكم ، فما الجديد فيها ؟
ج : من الكتب الجديدة :
" إقامة الحجة بالدليل شرح على نظم ابن بادي على مهمات من مختصر خليل " في 4 أجزاء وطبع في دار الحزم بلبنان .
" زاد السالك على أسهل المسالك " في جزأين مطبوع بدار ابن حزم بلبنان.
" ملتقى الأدلة الأصلية والفرعية الموضحة للسالك شرح فتح الرحيم المالك " في أربعة أجزاء و طبع في دار هومة بالجزائر .
" أنوار الطريق لمن يريد حج البيت العتيق " تحت الطبع بدار هومة في الجزائر .
" مرجع الفروع إلى التأصيل من الكتاب والسنة و الإجماع الكفيل " شرح على نظم الشيخ خليفة بن حسن السوفي القماري في عشرة أجزاء وهو تحت الطبع في دار الفكر بلبنان .
س : تتحدثون هذه الأيام عن الوسطية والتوسط فكيف ترون هذا الموضوع وما مدى تفاعل المجتمع مع ذلك ؟
ج : من خصائص دين الله الربانية والواقعية والوسطية وقد قال رب العزة: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) فالوسطية معلم ثابت في الحياة كلها وكذا تطبيق أحكام الدين والدعوة إليه فلابد من التوسط بين اليسر والعسر والإفراط والتفريط فالنظرة الوسطية تكون بالتوازن حتى لا نعطي للحبة ما للقبة وللقبة ما للحبة فتنفخ من غير ضرم وتستسمن ذا ورم.
س : نعلم أنكم من الباحثين والمهتمين بموضوع التعليم القرآني فماذا تقترحون في هذا الشأن ؟
ج : دولتنا مشكورة على جهودها في التعليم القرآني والاهتمام بهياكله وإطاراته ففي أدرار وحدها ما يزيد عن عشرين مدرسة داخلية للتعليم القرآني وعلوم الشريعة وهي تخرج عشرات الحفظة والمتعلمين الذين لهم إلمام بعلوم الشريعة لذا نقترح على وزارتنا إدماج هؤلاء المتخرجين و إيجاد صيغة سهلة لتوظيفهم فمستواهم طيب وقد تجد منهم القيم الذي يؤهله مستواه للخطابة ولتدريس والوعظ.
س : شهدت الأيام الماضية سجالا وحديثا إعلاميا حول موضوع إلغاء عقوبة الإعدام في الجزائر ، فما تعليقكم شيخنا ؟
ج : إن ما يطرحه هؤلاء الذين طالبوا بنسف عقوبة الإعدام متعدون على القانون وعلى الدستور الجزائري الذي يؤكد أن الإسلام دين الدولة كما أن دين الله باق بتشريعاته و أحكامه ولا يجوز أن يلغيه أي قانون وضعي ونحن مع دعوة الشيخ شيبان لحماية الدستور والذود عن قوانينه ونطالب قاضينا الأول في الجزائر تولي هذه المهمة لحماية الدين والوطن من كل نلاعب ومكر حفظه الله ورعاه .
س : من المواضيع التي لا تزال تثير الاهتمام موضوع الحج وأداء البعثة و غيرها فما تعليقكم على كل ذلك ؟
ج : بالنسبة لنا في ولاية أدرار لم نسجل أي تقصير أو خلل في كل مراحل الحج و إذا كانت هناك مشاكل أو اختلالات فالوزارة قادرة على معالجتها ولا بد من توفير الظروف الطيبة للحجاج وذلك بضبط الشركات السياحية بجملة من القوانين ومراقبتها جيدا وكذا موظفي وعمال البعثة حتى لا يكون تقصير.
س : يتعرض بعض شبابنا في المدارس والمعاهد والجامعات لحملات تشكيك وتنصير و تشيع و آفات فكيف ترى علاج ذلك .
ج : الوقاية خير من العلاج فلا بد أن تؤدي الأسر دورها في تربية الأولاد ومراقبتهم منذ الصغر و أن يكون هناك تواصل بين الأسرة و المؤسسات التربوية لحماية الأبناء من كل رافد ووافد دون أن نغض الطرف عن وسائل الإعلام فهي سلاح ذو حدين وكذا مؤسسات الشباب ومعاهد التكوين و لا بد أن يتعلم شبابنا دينه فهو العاصم له من كل انحراف وهنا نؤكد على دور الإمام الخطيب والمدرس إذ يجب عليه مواكبة الواقع و المستجدات ليكون الطبيب المعالج لهذه الأفات .
س : أيام الحرب على غزة طالبتم مع مجموعة من علماء الجزائر من خلال جريدة الشروق صناع القرار في الدول العربية و المجتمع الدولي للتدخل السريع للحد من ذلكم العدوان الغاشم فهل انتهى دور العلماء بانتهاء العدوان ؟
ج : أبدا، فدور العلماء باق متابع للأحداث ولا بد لصوت العالم أن يظل مرفوعا يحث المسلمين على التزام دينهم وتربية أولادهم على الدين والقيم والإعداد بالعلم و الوعي و الاهتمام بالمسلمين ودعم قضياهم ماديا ومعنويا وهو ما ظهر جليا في الجزائر من تعاطف ومؤازرة وهذا ليس بجديد فنحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة كما قيل و آخر ما نملكه الدعاء لهم في كل مناسبة .
س : في أول عشرة من شهر مارس التقت مناسبتان عيد المولد ويوم المرأة فما هي الدروس والعبر التي يمكن أن نستلهمها ؟
ج : قل لا يستوي الخبيث ولا الطيب ، فالمرأة كل أيامها عيد مادامت في طاعة الله ورسوله نوصيها بالإيمان والإخلاص في العمل لتكون مدرسة الأجيال كما قال الشاعر:
(( الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعبا طيب الأعراق ))
أما مناسبة المولد فعظيمة عظم صاحبها عليه أفضل الصلاة والتسليم واحتفالنا بها يكون بدراسة سيرته وسيرة أصحابه وتربية أجيالنا على محبته صلى الله عليه وسلم أما ما قد يكون من مظاهر كالاختلاط والرقص فهذا منكر ننكره إذا لا إفراط ولا تفريط.
كلمة للبصائر وقرائها
أما البصائر فنسأل الله أن يحفظها لتظل بصائر للناس وأما للقراء فهنيئا لهم بما يقرأون من البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين رحمهم الله أمواتا ورعاهم وحفظهم أحياء و بارك في عمر شيخنا عبد الرحمان شيبان ونفع الأمة بعلمه وجهاده والسلام عليكم ورحمة الله.
بقلم ابراهيم بن ساسي
بتاريخ 14-3-1430 هـ
حاوره : ابراهيم بن ساسي
توطئة : الشيخ محمد باي بلعالم راية من رايات العلم في الجزائر لايزال يحفظ الله يؤدي رسالته في تربية الأجيال وإنارة العقول بعلم شرعي ونظرة وسطية وإلمام بالواقع و مستجداته وهو الذي عرف بتجواله داخل الجزائر وخارجها، مؤلفاته تربو عن الأربعين في شتى علوم الشريعة ، في آخر زيارة له لولاية ورقلة أين ألقى عشرات الدروس وبعض المحاضرات التقى به الأستاذ ابراهيم بن ساسي المنسق الجهوي لجمعية العلماء المسلمين فكان معه هذا الحوار .
س : من خلال تجوالكم في ربوع الجزائر كيف تجدون الإقبال على العلم ؟
ج : شعبنا الجزائري له شغف ورغبة في تعلم دينه وأحكام شريعته ولأدل على ذلك هذا الإقبال المتنامي الذي رأيناه على موائد العلم ومجالس العلماء ، ففي ورقلة مثلا حضر مجالسنا المئات في المساجد والقاعات وهو ما يبشر بمستقبل زاهر والحمد لله .
س : لقد عودتمونا بالجديد من مؤلفاتكم ، فما الجديد فيها ؟
ج : من الكتب الجديدة :
" إقامة الحجة بالدليل شرح على نظم ابن بادي على مهمات من مختصر خليل " في 4 أجزاء وطبع في دار الحزم بلبنان .
" زاد السالك على أسهل المسالك " في جزأين مطبوع بدار ابن حزم بلبنان.
" ملتقى الأدلة الأصلية والفرعية الموضحة للسالك شرح فتح الرحيم المالك " في أربعة أجزاء و طبع في دار هومة بالجزائر .
" أنوار الطريق لمن يريد حج البيت العتيق " تحت الطبع بدار هومة في الجزائر .
" مرجع الفروع إلى التأصيل من الكتاب والسنة و الإجماع الكفيل " شرح على نظم الشيخ خليفة بن حسن السوفي القماري في عشرة أجزاء وهو تحت الطبع في دار الفكر بلبنان .
س : تتحدثون هذه الأيام عن الوسطية والتوسط فكيف ترون هذا الموضوع وما مدى تفاعل المجتمع مع ذلك ؟
ج : من خصائص دين الله الربانية والواقعية والوسطية وقد قال رب العزة: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) فالوسطية معلم ثابت في الحياة كلها وكذا تطبيق أحكام الدين والدعوة إليه فلابد من التوسط بين اليسر والعسر والإفراط والتفريط فالنظرة الوسطية تكون بالتوازن حتى لا نعطي للحبة ما للقبة وللقبة ما للحبة فتنفخ من غير ضرم وتستسمن ذا ورم.
س : نعلم أنكم من الباحثين والمهتمين بموضوع التعليم القرآني فماذا تقترحون في هذا الشأن ؟
ج : دولتنا مشكورة على جهودها في التعليم القرآني والاهتمام بهياكله وإطاراته ففي أدرار وحدها ما يزيد عن عشرين مدرسة داخلية للتعليم القرآني وعلوم الشريعة وهي تخرج عشرات الحفظة والمتعلمين الذين لهم إلمام بعلوم الشريعة لذا نقترح على وزارتنا إدماج هؤلاء المتخرجين و إيجاد صيغة سهلة لتوظيفهم فمستواهم طيب وقد تجد منهم القيم الذي يؤهله مستواه للخطابة ولتدريس والوعظ.
س : شهدت الأيام الماضية سجالا وحديثا إعلاميا حول موضوع إلغاء عقوبة الإعدام في الجزائر ، فما تعليقكم شيخنا ؟
ج : إن ما يطرحه هؤلاء الذين طالبوا بنسف عقوبة الإعدام متعدون على القانون وعلى الدستور الجزائري الذي يؤكد أن الإسلام دين الدولة كما أن دين الله باق بتشريعاته و أحكامه ولا يجوز أن يلغيه أي قانون وضعي ونحن مع دعوة الشيخ شيبان لحماية الدستور والذود عن قوانينه ونطالب قاضينا الأول في الجزائر تولي هذه المهمة لحماية الدين والوطن من كل نلاعب ومكر حفظه الله ورعاه .
س : من المواضيع التي لا تزال تثير الاهتمام موضوع الحج وأداء البعثة و غيرها فما تعليقكم على كل ذلك ؟
ج : بالنسبة لنا في ولاية أدرار لم نسجل أي تقصير أو خلل في كل مراحل الحج و إذا كانت هناك مشاكل أو اختلالات فالوزارة قادرة على معالجتها ولا بد من توفير الظروف الطيبة للحجاج وذلك بضبط الشركات السياحية بجملة من القوانين ومراقبتها جيدا وكذا موظفي وعمال البعثة حتى لا يكون تقصير.
س : يتعرض بعض شبابنا في المدارس والمعاهد والجامعات لحملات تشكيك وتنصير و تشيع و آفات فكيف ترى علاج ذلك .
ج : الوقاية خير من العلاج فلا بد أن تؤدي الأسر دورها في تربية الأولاد ومراقبتهم منذ الصغر و أن يكون هناك تواصل بين الأسرة و المؤسسات التربوية لحماية الأبناء من كل رافد ووافد دون أن نغض الطرف عن وسائل الإعلام فهي سلاح ذو حدين وكذا مؤسسات الشباب ومعاهد التكوين و لا بد أن يتعلم شبابنا دينه فهو العاصم له من كل انحراف وهنا نؤكد على دور الإمام الخطيب والمدرس إذ يجب عليه مواكبة الواقع و المستجدات ليكون الطبيب المعالج لهذه الأفات .
س : أيام الحرب على غزة طالبتم مع مجموعة من علماء الجزائر من خلال جريدة الشروق صناع القرار في الدول العربية و المجتمع الدولي للتدخل السريع للحد من ذلكم العدوان الغاشم فهل انتهى دور العلماء بانتهاء العدوان ؟
ج : أبدا، فدور العلماء باق متابع للأحداث ولا بد لصوت العالم أن يظل مرفوعا يحث المسلمين على التزام دينهم وتربية أولادهم على الدين والقيم والإعداد بالعلم و الوعي و الاهتمام بالمسلمين ودعم قضياهم ماديا ومعنويا وهو ما ظهر جليا في الجزائر من تعاطف ومؤازرة وهذا ليس بجديد فنحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة كما قيل و آخر ما نملكه الدعاء لهم في كل مناسبة .
س : في أول عشرة من شهر مارس التقت مناسبتان عيد المولد ويوم المرأة فما هي الدروس والعبر التي يمكن أن نستلهمها ؟
ج : قل لا يستوي الخبيث ولا الطيب ، فالمرأة كل أيامها عيد مادامت في طاعة الله ورسوله نوصيها بالإيمان والإخلاص في العمل لتكون مدرسة الأجيال كما قال الشاعر:
(( الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعبا طيب الأعراق ))
أما مناسبة المولد فعظيمة عظم صاحبها عليه أفضل الصلاة والتسليم واحتفالنا بها يكون بدراسة سيرته وسيرة أصحابه وتربية أجيالنا على محبته صلى الله عليه وسلم أما ما قد يكون من مظاهر كالاختلاط والرقص فهذا منكر ننكره إذا لا إفراط ولا تفريط.
كلمة للبصائر وقرائها
أما البصائر فنسأل الله أن يحفظها لتظل بصائر للناس وأما للقراء فهنيئا لهم بما يقرأون من البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين رحمهم الله أمواتا ورعاهم وحفظهم أحياء و بارك في عمر شيخنا عبد الرحمان شيبان ونفع الأمة بعلمه وجهاده والسلام عليكم ورحمة الله.
بقلم ابراهيم بن ساسي
من مواضيعي
0 كشف تدليس صاحب " من أقوال المالكية " في موقف ابن باديس من القراءة الجماعية !!!
0 التنبيه على تدليس الدكتور فركوس في الموقف الصحيح للبشير الإبراهيمي من المولد !!!
0 وصف الله بالاستقرار بين الألباني وابن العثيمين
0 تنزيه الله عما لا يليق كالمادة بين ابن باديس وابن العثيمين
0 منهج الشيخ عبد الحميد بن باديس في متشابه الصفات
0 حوار مع الأخ "محمد ايوب" حول الحركة الوهابية
0 التنبيه على تدليس الدكتور فركوس في الموقف الصحيح للبشير الإبراهيمي من المولد !!!
0 وصف الله بالاستقرار بين الألباني وابن العثيمين
0 تنزيه الله عما لا يليق كالمادة بين ابن باديس وابن العثيمين
0 منهج الشيخ عبد الحميد بن باديس في متشابه الصفات
0 حوار مع الأخ "محمد ايوب" حول الحركة الوهابية