إليك قسنطينتي ... " بقلمي "
10-09-2013, 05:42 PM
إليك يا قسنطينة النسيان أكتب …
تغيرت وتغير أهلك ، مابالك جعلتني غريبة في حضرتك ؟!
أهو عتابك لأني قد فارقتك منذ سنين صباي البكر ؟
ام هو غرورك الذي يرفض أن يعترف بالشوق و الاشتياق ؟
لست أدري يا قسنطينة الكبر …
بت فوضوية رثة ، وقد كنت ذات زمن ، تلك الشامخة الرزينة ؟
أكتب لك في ليل صيفي ، قد قطع سكونه أصوات أهلك وطربهم
هم يحتفلون الليلة أمام عينيك ، طالبين بركتك ، و يدعونك طالبين دعواتك . و قد لبيت الدعوة بشغف ، وقت كنت جاثية أمام قدميك أطلب غفرانا … بل إثنين !
غفران الغياب … و غفران الاشتياق …
تجاهلتني و أخذت تجملين نفسك لتزفي بنتا من بناتك لزوجها و تدعي خلفك بكاء إبنة قد اختفت بين غصة الالم و شهقة الوجع.
أتراك كنت تعاقبيني لاذلالي كما ظننت لحظتها ام كنت تعلمينني درسا في الكبرياء كما ظننت بعد تفكير ، او لنقل بعد بحثي عن اي قشة مواساة لكي اتمسك بها ، حين خلفتني وراءك …
إليك قسنطينة النكران ،أكتب بعد ان هربت من الكتابة الى حضنك الذي وجدته باردا كاحضان الغرباء …
تعجبت و اخذت اتصفحك و اطرافي ترتعد من مجرد التفكير انك تغيرت !
اتصفحك و انا اتجرع كأس فجيعتي الأولى على يديك انت يا قسنطينة ، يا من كانت ذات يوم قسنطينة الحنين .
اكتب لك اليوم و أنا أشرع نوافذ النسيان و انفض عني رداء الانكسار ، بعدما البستني ثوب الغريب و حلي البعيد ...
اراك ابتهجت يا قسنطينة الألم !..
اكنت تودين أن تفطميني عن تعلقي الهائم بك و تجعليني أقف لوحدي هذه المرة ، على ارض يملأها الشوك و الجدب . أرضا كنت تقولين لي انها ارض وطن ، وجدته أبا دون أبوة !..
مابالك قسنطينتي ؟ ماعدت أنت ؟
اشتقت لك و انا في حضرتك ، فأي غربة اقسى و أمر و اصعب من هذه ؟
دثريني قسنطينة القسوة، و دعيني أشم عطرك ، واتشبث بثوبك لآخر مرة ...
دعيني امضي معك سهرة يمﻷها السمر
كأم و ابنتها
كمعلمة و تلميذتها
كصديقة و رفيقتها …
لا ، رجوتك الا تودعيني هذه المرة أيضاً
طوال تلك السنين و انت تودعينني و اودعك بلهفة و شوق قبل الفراق ، فقط حين بلغت عامي السابع عشر، تفطنت لحقيقة مرة : الوداع لم يوجد الا للغرباء
كنت أظن أنك تنسين قطعتي السكر في قهوة ، و لكني اكتشفت مؤخرا أنك كنت تسقينني مرا عمدا ، علني أرحل دون رجعة !..
فدعيني ارتشف الآن من فنجان غربتي الماضية ، و الحاضرة ، و الاتية …
فقط ، دعيني أشعر الليلة أني ابنتك …
فقط هذه الليلة يا قسنطينة الجفاء
وبعدها لن يكون الوداع ، بل الفراق يا لميمة …
تغيرت وتغير أهلك ، مابالك جعلتني غريبة في حضرتك ؟!
أهو عتابك لأني قد فارقتك منذ سنين صباي البكر ؟
ام هو غرورك الذي يرفض أن يعترف بالشوق و الاشتياق ؟
لست أدري يا قسنطينة الكبر …
بت فوضوية رثة ، وقد كنت ذات زمن ، تلك الشامخة الرزينة ؟
أكتب لك في ليل صيفي ، قد قطع سكونه أصوات أهلك وطربهم
هم يحتفلون الليلة أمام عينيك ، طالبين بركتك ، و يدعونك طالبين دعواتك . و قد لبيت الدعوة بشغف ، وقت كنت جاثية أمام قدميك أطلب غفرانا … بل إثنين !
غفران الغياب … و غفران الاشتياق …
تجاهلتني و أخذت تجملين نفسك لتزفي بنتا من بناتك لزوجها و تدعي خلفك بكاء إبنة قد اختفت بين غصة الالم و شهقة الوجع.
أتراك كنت تعاقبيني لاذلالي كما ظننت لحظتها ام كنت تعلمينني درسا في الكبرياء كما ظننت بعد تفكير ، او لنقل بعد بحثي عن اي قشة مواساة لكي اتمسك بها ، حين خلفتني وراءك …
إليك قسنطينة النكران ،أكتب بعد ان هربت من الكتابة الى حضنك الذي وجدته باردا كاحضان الغرباء …
تعجبت و اخذت اتصفحك و اطرافي ترتعد من مجرد التفكير انك تغيرت !
اتصفحك و انا اتجرع كأس فجيعتي الأولى على يديك انت يا قسنطينة ، يا من كانت ذات يوم قسنطينة الحنين .
اكتب لك اليوم و أنا أشرع نوافذ النسيان و انفض عني رداء الانكسار ، بعدما البستني ثوب الغريب و حلي البعيد ...
اراك ابتهجت يا قسنطينة الألم !..
اكنت تودين أن تفطميني عن تعلقي الهائم بك و تجعليني أقف لوحدي هذه المرة ، على ارض يملأها الشوك و الجدب . أرضا كنت تقولين لي انها ارض وطن ، وجدته أبا دون أبوة !..
مابالك قسنطينتي ؟ ماعدت أنت ؟
اشتقت لك و انا في حضرتك ، فأي غربة اقسى و أمر و اصعب من هذه ؟
دثريني قسنطينة القسوة، و دعيني أشم عطرك ، واتشبث بثوبك لآخر مرة ...
دعيني امضي معك سهرة يمﻷها السمر
كأم و ابنتها
كمعلمة و تلميذتها
كصديقة و رفيقتها …
لا ، رجوتك الا تودعيني هذه المرة أيضاً
طوال تلك السنين و انت تودعينني و اودعك بلهفة و شوق قبل الفراق ، فقط حين بلغت عامي السابع عشر، تفطنت لحقيقة مرة : الوداع لم يوجد الا للغرباء
كنت أظن أنك تنسين قطعتي السكر في قهوة ، و لكني اكتشفت مؤخرا أنك كنت تسقينني مرا عمدا ، علني أرحل دون رجعة !..
فدعيني ارتشف الآن من فنجان غربتي الماضية ، و الحاضرة ، و الاتية …
فقط ، دعيني أشعر الليلة أني ابنتك …
فقط هذه الليلة يا قسنطينة الجفاء
وبعدها لن يكون الوداع ، بل الفراق يا لميمة …