اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fateh01
الكل في الجزائر فرح بتتجويج وفاق سطيف بالكاس العربية و هو احق بها .
هنا الامر عادي و لكن لماذا لم تؤجل المباراة الى الى يوم اخر غير ذلك اليوم الذي اجريت فيه الانتخابات .
اذا فقد نجحت الحكومة في تمرير نتائج الانتخابات المزورة حسب شهادة بو الشعير دون عناء .
و الشعب المغبون لا يفهم هذه الامور .
يا رب متى الفرج من هذا النظام الظالم و المسعور .
|
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-لكن.............هل هي مسؤلية النظام لوحده؟، وأين كان الشعب؟
-ما حدث في الجزائر في 17/05/2007 يعتبر حدثا،غير مريح، ومأساه سياسية، بكل معنى الكلمة، فهذه الا نتخابات ،أوضحت بشكل جلي الكوميديا السياسية المبكية والمضحكة التي تحدث في الجزائر ويمكن التعبير عنها بأن السلطة أصرت مرة أخرى على أن تجرعنا نقس الطبخة المكررة،التي مللناها، وواصلت، كرنفالات التصفيق والتطبيل.....فحطها الشعب في الثقيل...فلم تستحي وقامت مرة أخرى بعملية تصحيح النتائج بقلم التزوير "الأحمر" لأن الجماعة ، ومن يدور في فلكها،لا زالوا متمسكون بنظريتهم المكيافيلية عن الشعب "الغاشي"...والجزائري القاصر الذي لا يعرف مصلحته، والذي يجب الحجر عليه ، و وضعه تحت "الوصاية الأبوية" للسلطة....كأنه يتيم ، و حتى وان كان قاصرا ، ويتيما كما تدعي السلطة باستخفافها المتكرربه ،لكنه "فاق" وأدرك ان من وصي به،ك"كافل" اليتيم، قدشرع منذ مدة في التهام مال اليتيم، ومصادرة حقوقه.....................وهذه هي الكارثة والأزمة الحقيقية، والسلطة نجحت في تمرير الانتخابات نعم.ولكن الى أين تتوجه الجزائر بالضبط؟والى متى سيبقى هؤلاء أوصياء على الشعب رغما عنه،؟المنطق والعقل يقولان ان "النخبة الوصية على الشعب" لا يؤلمها بل يساعدها،ويريحها هذا الوضع ولن تتردد في ابقاء الوصاية الى ما لا نهاية.....والشعب الجزائري هو من تقع عليه المسؤلية في تقرير مصيره، وانتزاع شهادة رشده واستحقاقه للأهلية السياسية على مستقبله ومقدراته ومصيره،فهل هناك أمل حقيقي في رؤية ذلك اليوم؟
-لا أريد ان أتشاءم، ولكن فقط اريد ان أوضح بعض الحقائق المؤلمة ،والطبيعة المعقدة للأزمة الجزائرية، فمانعيشه اليوم في الجزائر، هو عبارة عن "كوميديا التخبط،....شكشوكة من اللامبلاة والتطرف،والأنانية والحقرة،والأمية السياسية،...والطمع،واللصوصية، السياسية والمالية،وانفلات لعقد منظومة القيم المدنية، وفوضى الشرعيات في المجتمع.........والمجتمع الجزائري يعيش هذه الأزمة منذ مدة طويلة ناتجة عن آفة التطرف المقيتة، فالجزائر عاشت مايمكن ان نطلق عليه:"La poly-extremisme algerienne"أو "التطرف المتعدد "الذي عاشه ويعيشه الشعب الجزائري،فالكل في الجزائر متطرف، فالاسلامي متطرف، والشيوعي متطرف ، والليبيرالي متطرف، والوطني متطرف،والأمازيغي البربري متطرف.( على راي الأستاذ الكبير الطاهر وطار) بل وحتى الشعب أبدى تطرفا غير طبيعي في سلوكه السياسي،عندما يرضى يصوت بالا جماع لصالح تيار، ويسحق التيارات الأخرى، ويعطيه حق وقدرة الاقصاء، (انتخابات بداية التسعينات والأغلبية المطلقة للFIS ،ومن بعد ذلك ثقته المطلقة واقتناعه بالرئيس بوتفليقة والتصويت له بسخاء في كل مرة،ولكن أيضا متطرف عندما يغضب، ويعاقب بشدة من لا يرضى عنه،ومقاطعته المتكررة،وبالاجماع لكثير من الاستحقاقات، التي جعلت السلطة تستنجد بعلوم التزوير ، والتبلعيط الفني التي ترقى أحيانا الى مستوى الابداع، لتفادي الكارثة،. أي أن التطرف كان ولا يزال هو القاعدة، والاعتدال والتسامح وقبول الآخر هو الاستثناء ، ....والمعتدلين من كل هذه التيارات السياسية،هم قلة، وكذلك القلة من الشعب الجزائري التي تؤمن بمذهب الاعتدال والوسطية في الاختيارات،..وكذلك الطموحات والأماني،والمطالب ، .......والحل حسب راي يكمن حتما في نمو ،وتضخم فئة المعتدلين،واحتلالها للساحة السياسية والاجتماعية سواء كان ذلك في الطبقة السياسية، ومجتمع النخبة، بل وكذلك في الجزائر العميقة أي النسيج الشعبي بمجمله، وهذا هو الشرط اللازم الذي يمكن ان ينتج نوع من التحالف الطبيعي بين السياسيين المعتدلين والجماهير الشعبية التي تؤمن بالاعتدال والتسامح ، وهذا الأمر شرط ضامن للنجاح والصيرورة الطبيعية للحياة السياسية، لأنه يطمئن الجميع ولا يخيف أحدا ولا يسلط تيارا على آخر، ويقطع الطريق أمام الاقصاء، والاقصاء الاستباقي ،ويمنح المجتمع نوع من الآلية التي تحفظ "التوازن"التلقائي للحركية السياسية الجزائرية،وتحفظه من خطر الانزلاقات والهزات الخطيرة ، وهذا ما حاول الرئيس بوتفليقة انجازه وتحقيقه،بكل جهد وعزيمة، ولكن حالته الصحية تنذر بالشؤم،وهي نذير فشل لهذا المسعى، وأتت الانتخابات الأخيرة لتزيد الطين بلة،الى كارثة كان أبطالها "منتخبين" فاشلين100في الساعة،ومافيا،شرهة جدا، للنهب والخطف والسلب لأموال الشعب، وكذلك شعبا، خارج مجال التغطية،مصروعا مخدرا بكل انواع العفيون،....والكاشيات،..والتعاويز المقدسة.....ففقد بوصلته فلم يعد حتى يصلي لأنه فقد بوصلته، وتاهت عليه القبلة،..................
-ومادام التطرف هو "القاعدة" فان الوضع سيبقى على ماهو عليه، وسيحتفظ "الأوصياء" من نخب السلطة بحقهم في الولاية على "الشعب" ومن تم يمكن لها ان تتصرف وفق هواها،ومزاجها ورغباتها وغرائزها في مقدرات الشعب ومصيره........
-وأخيرا أتمنى أن يكون رأئيي واضحا...وأتمنى فتح النقاش حوله.
- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.........................وشكرا