إنّ رأي أهل العلم من المسلمين فيما يخص تعلّم علم المنطق.
هناك من علماء الإسلام من اعترض على دراسة وتعلّم المنطق
ولا غرابة في ذلك إذا علمنا أن علم المنطق في القديم كان عبارة عن خليط بالعقائد اليونانية، وكذلك عقائد بعض المجتمعات الأخرى.
لأجل ذلك نجد أن علماء الإسلام قد افترقوا فيما يخص علم المنطق إلى ثلاث فرق:
1 ـــــ الفرقة الأولى،
ترى في منع وتحريم علم المنطق على الإطلاق مثل الإمام يحيى بن شرف النووي، والإمام عثمان ابن الصلاح. وغيرهما، وذهبوا في تعليل ذلك التحريم، لأنهم رأوا أن المنطق عبارة عن مقدمة ومدخل للفلسفة، والفلسفة ـــــ حسب رأي هؤلاء ـــــ مخالفة للدين.
وبنوا أفكارهم على
" ما كان مقدمة لفاسد فهو فاسد مثله". ـــ
2ــــ الفرقة الثانية،
ترى بوجوب تعلّم علم المنطق وجوب كفاية مثل أي علم من العلوم الإسلامية، وهذا رأي الإمام الغزالي، وتبعه على رأيه كثير من العلماء الأجلاء في الإسلام. بل أن الإمام الغزالي قال:
" إن الفقيه الذي لا يعرف المنطق لا يوثق بعلمه". ـــ
3ــــ الفرقة الثالثة،
ترى ــــ وهو جمهور علماء الإسلام ــــ في تعلّم ودراسة علم المنطق يجوز للذى تعلّمَ وتفقه في العلوم الكتاب والسنة، وبانت عليه التحقق والإطلاع الواسع في العلوم الإسلامية، فإن وجد ذلك في نفسه فلا محالة أن علم المنطق ينفعه في فكره وكذلك عندما يريد استنباط الأحكام والقواعد الفقهية واستقراء الإمور للوصول لحكم من الأحكام الشرعية.
نجد كل ما ذكر سابقًا أشار العلامة الأخضري في بيان تعلّم علم المنطق في قصيدته التي سماها بـ "السلم المنورق" حيث يستمر بالقول:
والخلـفُ في جـواز الاِشتغالِ ** بـه على ثـلاثة أقــوالِ
فابن الصّلاحِ وَالنووِي حرَّما ** وقال قومٌ ينبغي أن يُعلما
والقولة المشهـورة الصحيحهْ ** جـوازه لكامـل القـريحـهْ
ممَارس السـنّة والكتَابِ ** ليهتدي بـه إلَى الصـوابِ
وحتى أن الشيخ ابن تيمية
أنه لو لم يكن عالمًا وعارفًا بالمنطق.
لما استطاع الرد على أهل المنطق، حيث أن له كتابًا سماه
" الرد على المنطقيين"
وعليه فإن بعض أهل العلم ذهبوا على أنه لمن المستحيل فهم النصوص القديمة فهم تعمّق ما لم نكن على دراية بعلم المنطق.الإفادة والأستفادة.