اقتباس:
الإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله بريئان من المنهج الإنبطاحي
|
نعم وحتى علمائنا ولكن حسب مفهومك الجديد فهم ومنبطحة أيضا كما سيتبين.
فهم يدعون لطاعة الحاكم في المعروف وإن وقع في الكفر الصريح (
دون أن يقع الكفر على صاحبه) وهم يدعون إلى عدم الجهاد حين الضعف وعدم توفر القدرة وهذا ما عليه علمائنا الكبار الذين رميتموهم بالإنبطاح فتأمل فالعبرة بالأصول لا بالوقائع لأنها تختلف فالذي عانه شيخ الإسلام ليس هو الذي عناه علمائنا ومنه فإن قياسك فاسد فعليك ان تقيس الأصول إذن.
أما قولك:
اقتباس:
الإمام أحمد أنكر على المأمون وأدخل السجن وعذب صدع بالحق ولم يخف في الله لومة لائم هذا والمأمون
|
وقولك:
اقتباس:
شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا أدخل السجن وقد كان مهابا بين السلاطين آنذاك يفرض رأيه ويعبر عن عقيدته لا يداهن ولا يساوم عليها كان مجاهدا عالما عاملا جاهد بقلمه ولسانه ضد المبتدعة وبسيفه ضد التتار فشتان بين الثرى والثريا
|
1-لكن هل أنكر عليه الإمام أحمد وابن تيمية بالطريقة السلفية التي عليها علمائنا أم بالطريقة الحزبية التي عليها الحزبيون؟!
هل صاح في المنبر قائلا:حكامنا طواغيت ووقعوا في الكفر لأن من يقول خلق القرآن كفر؟
هل قال ذلك
أم صبر مثل علمائنا؟
2-والحمد الله هذا ما عليه علمائنا فهم يفتون على ما دل عليه الدليل دون مجاملة أحد فقد قال الشيخ اللحيدان(
إن لي في القضاء ، وهيئة كبار العلماء أكثر من ثلاثين سنة ، والله ما أُمِرَنا في يومٍ أن نفتي بما يوافق هوى أحدٍ من الناس ، وإنما نفتي بما نراه الحق ) .
وقال الشيخ السبيل(
ما نعلمه من علماء هذه البلاد :أنهم لا يداهنون في دين الله ، وأنهم يناصحون حكامهم سراً ، ويدخلون عليهم ، وهم يرحبون بهم ويتقبلون منهم .
من يقول : إن العلماء مضغوط عليهم أو يداهنون الحكام :كل هذا ادِّعاء لا حقيقة له .
ومجموعة من العلماء الذين يثق الناس بهم ويطمئنون لهم ، إذا جاء أمر من الأمور يتشاورون فيه العلماء ثم الذي يتفقون عليه ، يرفعونه لولاة الأمر . ونحن أدرى بهذا الشيء ونعرف هذا الشيء . العلماء يعرفون هذا . وليس للعلماء إذا نصحوا حكامهم في شيء أن يقولوا على رؤوس الأشهاد :إنِّا ذهبنا وقلنا لولاة الأمر كذا وكذا ! هذا منهي عنه ولا يجوز . هذا أمر . والأمر الثاني : أتريد أن يقول : أنا فعلت كذا وكذا ! هذا رياء ، والرياء من أعمال المنافقين ،(يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً)( ) .
فهؤلاء كلامهم مردود عليهم غير صحيح ـ ولاة الأمر عندنا - يتقبلون - جزاهم الله خيراً - وهناك أمور قد يريد ولاة الأمر فعلها وإذا قال العلماء فيها كلمتهم . تركها ولي الأمر لقول العلماء بنفس طيبة وقبول حسن ( )اهـ
3-فعل الإمام أحمد ذاك حجة عليكم وعلى مشايخ الكهوف فهو بالرغم من أن الحاكم عذبه وفعل فيه ما فعل من التعذيب وقد نطق الحاكم آنذاك بالكفر الأكبر الذي هو القول بخلق القرآن فإنه لم يخرج عليه ولم ينكر عليهم علنا ولم يححرض عليه كما يفعل شيوخ الكهوف والمغارات.
قال حنبل :
"اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلي أبي عبد الله [يعني: الإمام أحمد] وقالوا له: إن الأمر قد تفاقم وفشا -يعنون: إظهار القول بخلق القرآن وغير ذلك-، ولا نرضي بإمرته ولا سلطانه!؛ فناظرهم في ذلك، وقال: عليكم بالإنكار في قلوبكم ولا تخلعوا يداً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دمائكم ودماء المسلمين معكم وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريحَ بَرٌ، ويُسْتَراحَ من فاجر. وقال ليس هذا [يعني: نزع أيديهم من طاعته] بصواب، هذا خلاف الآثار" اهـ عن "الآداب الشرعية" لابن مفلح (1/196)، وانظر "السنة" للخلال (1/133-134).
قال الشيخ ابن برجس في "معاملة الحكام" ص (9):
"فهذه صورة من أروع الصور التي نقلها الناقلون، تبين مدي اهتمام السلف بهذا الباب، وتشرح –صراحة- (التطبيق العملي) لمذهب أهل السنة والجماعة فيه" أهـ.
وفي ذلك
يقول شيخ الإسلام -في "مجموع الفتاوى" (7/507-508)-:
"مع أن أحمد لم يكفر أعيان الجهمية، ولا كل من قال إنه جهمي كفره، ولا كل من وافق الجهمية في بعض بدعهم؛ بل صلى خلف الجهمية الذين دعوا إلى قولهم وامتحنوا الناس وعاقبوا من لم يوافقهم بالعقوبات الغليظة. لم يكفرهم أحمد وأمثاله بل كان يعتقد إيمانهم (((وإمامتهم))) ويدعو لهم ويرى الإئتمام بهم في الصلوات خلفهم والحج والغزو معهم والمنع من الخروج عليهم ((ما يراه لأمثالهم من الأئمة)) وينكر ما أحدثوا من القول الباطل الذي هو كفر عظيم وإن لم يعلموا هم أنه كفر وكان ينكره ويجاهدهم على رده بحسب الإمكان فيجمع بين طاعة الله ورسوله في إظهار السنة والدين وإنكار بدع الجهمية الملحدين وبين رعاية حقوق المؤمنين من الأئمة والأمة وإن كانوا ((جهالاً مبتدعين)) وظلمة فاسقين" أهـ.
4-لا يلزم من كون العالم آمنًا مطمئنًا بين أهله وطلابه، وكونه خارج السجن؛ أنه ليس بعالم رباني!!
والناظر في تاريخ المسلمين: يجد كثيرًا من علماء الأمة، قد جعل الله لهم مكانة ومهابة في نفوس بعض السلاطين، وكانوا يجلُّونهم، ويقبلون مشورتهم، فكم كان لمالك من هيبة ووقار في نفس بعض أمراء بني العباس - على ما فيهم - حتى ذكروا أن المنصور أو الرشيد طلب من مالك أن يجمع الناس على ((الموطأ ((؛ فأبى مالك - رحمه الله تعالى - وهذا من كمال عقله، فهل أنزل هذا من مكانته شيئًا ؟!
وهذا الزهري الذي يدور عليه الإسناد، وهو الإمام الثبت، كان يدخل على أمراء بني أمية، ويجالسهم، فهل أنزل هذا من مكانته ورتبته ؟
وهذا ابن المبارك، والأوزاعي، والليث، وغيرهم وغيرهم، كانوا أئمة الأمصار، وفقهاء الديار، وقد عايشوا زمن انحراف في الملك؛ ومع ذلك فقد كانوا مطمئنين بين أهليهم وطلابهم، خارج السجون، يُعَلِّمون الناس ما أمرهم الله به، وما عهدوا عليه أسلافهم، وهناك آلاف المحدثين والعلماء، كانوا آمنين في المدن والأمصار والبوادي، وترحل الألوف المؤلفة من طلاب العلم إليهم، ليأخذوا العلم عنهم، مع ما كان عليه حكام زمانهم من الانحراف والظلم؛ فهل طعن فيهم أحد بهذا الطعن السامج البارد ؟! فإلى الله المشتكى من هذه العقول التي تصادر تاريخ الأمة بهذه الشبهة الساقطة!!
5-ابن تيمية لم يقاتل التتار في الكرة الأولى بسبب الضعف وهذا ما عليه علمائنا وقد بينت هذا في المشاركة رقم 14 ولكنك لا تقرأ كلامي إنما رد من أجل الرد فابن تيمية وكل علماء السلف حجة عليكم بحمد الله تعالى.
اقتباس:
والمأمون ولي أمر تجب طاعته فهو عموما خليفة بويع من المسلمين ورضوا به يحكم بالكتاب والسنة عامة وكان ذكيا محبا للدين فطنا لم يوالي الكفار
|
1-الحاكم سواء بويع من طرف المسلمين أو تغلب تجب طاعته إذا استتب له الأمر
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - ( الفتح 13/9 ، تحت الحديث رقم : 7053 ) :
«
قال ابن بطال . . . أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلَّب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه . . . » انتهى .
وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ( الدرر السنية 7/239 ) :
«
الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلّب على بلدٍ أو بلدان ؛ لـه حكم الإمام في جميع الأشياء » انتهى .
ومنه قياسك هذا فاسد
2-المأمون نطق بالكفر ووقع في الكفر الصريح ومع هذا لم يخرج عليه الإمام أحمد رغم أنهم عذبوه وفعلوا فيه الأفاعيل فأين أنتم منه؟! بل أين انتم من علماء السنة قاطبة ؟!
3-أما عن مولاة الكفار فعليك التفصيل
ماذا تريدون بالموالاة ؟
أ- فهل تريدون منها أنهم أعانوا الكفار على المسلمين - مثلاً - ؟
فحينئذٍ يكون في كفر الحاكم المُعِيْن للكفار تفصيل ؛
إذ لا يكفر بإطلاقٍ . بدليل عدم تكفير النبي - صلى الله عليه وسلم - لحاطب بن أبي بلتعة - رضي الله عنه - بعد استفصاله منه .
وقد قال بالتفصيل :
الأئمة : أبو حنيفة ، والشافعي ، وأحمد ، وابن تيمية ، وابن عثيمين ؛ وغيرهم - رحم الله الجميع - .
وراجع - إن شئت - كتابي في هذه المسألة .
ب- أم هل تريدون منها أنهم يتعاونون معهم فيها يرون المصلحة فيه ؟
فحينئذٍ لا يكون كفراً ولا داخلاً في الموالاة المكفرة ؛
لأنه لا يحرم التعاون مع الكافر فيما هو حقّ , وفيما يعود بالمصلحة للإسلام والمسلمين .
ت- أم هل تريدون منها أنهم يتعاملون مع الكفار بالاحترام والإكرام وتبادل التهاني والهدايا ؟
فحينئذٍ لا يكون كفراً ؛
لأنه لا دليل على التكفير بهذه الأمور .
فإن من الأمور المتقدّمة ما هو مباح , ومنها ما هو محرم لا يصل إلى حدّ الكفر .
ومن المباح قول الله تعالى : (
لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرُّوهم وتُقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم . . . ) .
والخلاصة الأمر:
أنه يجب على المُكفّر أن يذكر الصورة التي ينتقدها على الحاكم بعينه ؛
ليُنظَر فيها : هل هي من الموالاة أم لا ؟
أما التكفير بالإجمالات فلا يصحّ وليس هو بسبيل أهل السنة والجماعة .
ثم هناك حالات يحدث فيها تعامل بين المسلم والكافر فيعتقدها البعض من الأمور المحرمة وهي ليست كذلك - فضلاً عن أن تكون مكفرة - ؛ كالأكل والشرب مع الكافر ، وقبول هديته , وإكرامه .
أما قولك:
اقتباس:
وتبعهم فقهاء النفط يطبلون لهم ويعادون كل داعية يريد الإصلاح ينكر أفعال هؤلاء
|
وقولك:
اقتباس:
فحكام اليوم بلغوا من الضلالة حدا عجيبا فأين إنكار هؤلاء المشايخ عليهم لكن من العلماء والدعاة صادعون بالحق أدخلوا السجن لأنهم لم يرضوا بهؤلاء وسجون ولي أمركم وكل البلدان الأحرى تمتلأ بهم
|
وقولك:
اقتباس:
لماذا لا ينكر علماء السعودية مثلا على ولي أمرهم لإخراج العلماء والدعاة القابعين في السجون
أمثال الشيخ المحدث علامة القصيم سليمان بن ناصر العلوان
والشيخ خالد الراشد والكثير الكثير
|
أقول:
1-كلام ثوري حماسي تفوح منه رائحة الحقد والتعصب الأعمى
فما مقصودك بالتطبيل؟؟؟
أتقصد أن علماءنا يسيرون على نهج السلف الذين منهم ابن تيمية والإمام أحمد في التعامل مع الحكام المتلبسين بالكفر أو الظلم أو الفسق من السمع والطاعة في المعروف والإنكار في السر دون العلن مع الدعاء لهم بالخير والصلاح؟؟؟
فإن كنت تسمي هذا تطبيلا فنعم التطبيل إذن إن كان من هذا النوع الذي يحقن الدماء ويرفع بالأمة وشرفها.
أم أنك تقصد أنهم يطيعونهم في المعصية ويسكتون عن جرائمهم فإن كان هذا هو قصدك فما أكذبك وما أجرأك على لحوم العلماء الربانيين فعلمائنا ولله الحمد مازالوا ينادون ويقولون لا طاعة لمخلوق في معصية الحاكم ومازالوا يرحمون الأنتخابات التي جاء بها الحكام ومازالو يحرمون الدمقراطية الطاغوتية ولله الحمد والمنة أما إنكارهم على الحكام فليس لك ان تعرفهم لأنه يكون في سر على نهعج السلف لا في العلن لا على نهج الخوارج وأذنابهم من شيوخ الكهوف والبراري.
2-أما قولك
( ويعادون كل داعية يريد الإصلاح ينكر أفعال هؤلاء)
أقول:وهل الإنكار على الحكام علنا يعتبر إصلاح؟؟؟
ما لكم كيف تحكمون؟؟؟؟
أليس هذا هو عين الإفساد
قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :"
مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِسُلْطَانٍ بِأَمْرٍ فَلَا يُبْدِ لَهُ عَلَانِيَةً وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بِيَدِهِ فَيَخْلُوَ بِهِ فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ " ( ).
وروى شَقِيق عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ
:قِيلَ لَهُ أَلَا تَدْخُلُ عَلَى عُثْمَانَ فَتُكَلِّمَهُ فَقَالَ أَتَرَوْنَ أَنِّي لَا أُكَلِّمُهُ إِلَّا أُسْمِعُكُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ كَلَّمْتُهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ دُونَ أَنْ أَفْتَتِحَ أَمْرًا لَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ "
قال الشيخ ابن باز –رحمه الله تعالى - معلقاً على أثر أسامة رضي الله عنه :
لما فتحوا الشر في زمن عثمان رضي الله عنه وأنكروا على عثمان رضي الله عنه جهرة تمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية وقتل عثمان وعلي بأسباب ذلك وقتل جم كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني وذكر العيوب علناً حتى أبغض الناس ولي أمرهم وحتى قتلوه . نسأل الله العافية ( ).
وعن سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ أنه قَالَ لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى فقُلْتُ له :
إِنَّ السُّلْطَانَ يَظْلِمُ النَّاسَ وَيَفْعَلُ بِهِمْ قَالَ فَتَنَاوَلَ يَدِي فَغَمَزَهَا بِيَدِهِ غَمْزَةً شَدِيدَةً ثُمَّ قَالَ وَيْحَكَ يَا ابْنَ جُمْهَانَ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ يَسْمَعُ مِنْكَ فَأْتِهِ فِي بَيْتِهِ فَأَخْبِرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فَإِنْ قَبِلَ مِنْـكَ وَإِلَّا فَدَعْـهُ فَإِنَّكَ لَسْتَ بِأَعْلَمَ مِنْهُ " ( ).
3- العلماء لا يذكرون ما يفعلونه مع الولاة للناس خوفاً من المفسدة
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - :
بيان ما نفعله مع الولاة فيه مفسدتان : المفسدة الأولى : أن الإنسان يخشى على نفسه من الرياء فيبطل عمله .
المفسدة الثانية : أن الولاة لو لم يطيعوا صار حجة على الولاة عند العامة فثاروا وحصل مفسدة أكبر))
فالله أكبر ما أقوى المنهج السلفي! وما أبخس الأحزاب لقدره!
إذ أن هؤلاء المتحزبين لا يراعون مفاسد ولا مصالح إنما ينساقون وراء عواطفهم التي مآلها عواصف و ليس ما حدث في الجزائر عنا ببعيد.
4-التكلم العلني عن أخطاء الحكام والتشهير بها قد يؤدي إلى سفك الدماء وإلى القتل .قال عبدا لله بن عكيم الجهني :
لا أعين على دم خليفة أبداً بعد عثمان !!
فقيل له : يا أًبا معبدٍ أًوَ أًعنت على دمِهِ ؟
فيقول : إِني أُعِدُّ ذِكْرَ مساويه عوناً على دمِهِ !
5-الواقع خير شاهد على آثار الفريقين على الأمة: فالعلماء نشروا العلم والدعوة في المشارق والمغارب، بل إن هؤلاء المنحرفين على العلماء ثمرة من ثمراتهم - قبل أن يُبْتَلَوْا بهذا الفكر، ويستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير!! - وبالعلماء دخل من دخل في الإسلام أو السنة، وبهم عُرف التوحيد، ودخلت الدعوة في عقر ديار الكفار، أما آثار هؤلاء الشباب: فقد أزكمت الأنوف، وضيَّعتْ المئات والألوف، وحَسْبُ الواحد منهم إذا أحدث فتنة: أن ينجو بنفسه وأهله، وكثير منهم ما استقر له قرار، إلا في دول المشركين والكفار!!
6-وأيضًا: فهؤلاء المنحرفون عن العلماء لم يقبلوا فتاوى بعض كبار العلماء الذين لم يأخذوا معاشًا ولا راتبًا من الدولة، بل ما سَلِموا من أذى وطَرْد بعض الحكام لهم!! كما هو حال محدث العصر، وريحانة الزمان، صاحب الفضيلة شيخنا محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى – فلم يكن له معاشٌ ولا وظيفة في الدولة، فهل شفع ذلك له عند هؤلاء الشباب الثوريين ؟! هل قالوا: إنه عالم مطرود من بلده، ومضيَّق عليه في الخطب والمحاضرات، وقد سُجن حيثُ سُجن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - وليس له معاش من حكام زمانه، فكل هذا يُسَوِّغ لنا الأخذ عنه ؟! هل راجعوا أنفسهم بهذه الأمور، أم أنهم لا يبالون بمن خالف فهمهم الفاسد، ولن يعجزوا عن إظهار علة - في نظرهم ونظر أتباعهم - تنفر الناس عن الأخذ من هذا الإمام وإخوانه أئمة الزمان ؟!
اقتباس:
لا طاعة لمن لا يحكم بالشرع شئتم أم أبيتم
|
الدليل أخي الكريم
فالذي أعرفه أن الطاعة تسقط فقط في حالة الكفر الصريح أما تحكيم القوانين فالجمهور يعتبره كفر أصغر إلا عند الإستحلال
قال العلامة رشيد رضا-رحمه الله- في «تفسير المنار» (6/405-406): «
وقد استحدث كثير من المسلمين من الشرائع والأحكام نحو ما استحدث الذين من قبلهم، وتركوا- بالحكم بها- بعض ما أنزل الله عليهم، فالذين يتركون ما أنزل الله في كتابه من الأحكام ، من غير تأويل يعتقدون صحته، فإنه يصدق عليهم ما قاله الله في الآيات الثلاث أو في بعضها، كلّ بحسب حاله:
فمن أعرض عن الحكم بحد السرقة ، أو القذف، أو الزنا، غير مذعن له لاستقباحه إياه، وتفضيل غيره من أوضاع البشر عليه؛ فهو كافر قطعاً.
ومن لم يحكم به لعلة أخرى؛ فهو ظالم إن كان في ذلك إضاعة الحق أو ترك العدل والمساواة فيه، وإلا؛ فهو فاسق فقط...
وإننا نرى كثيرين من المسلمين المتدينين يعتقدون أن قضاة المحاكم الأهلية الذين يحكمون بالقانون كفاراً أخذاً بظاهر قوله -تعالى-: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} ، ويستلزم الحكم بتكفير القاضي الحاكم بالقانون تكفير الأمراء والسلاطين الواضعين للقوانين، فإنهم وإن لم يكونوا ألفوها بمعارفهم، فإنها وضعت بإذنهم ، وهم الذين يولون الحكام ليحكموا بها...أما ظاهر الآية فلم يقل به أحد من أئمة الفقه المشهورين، بل لم يقل به أحد قط»!
وبما أن المسألة خلافية فإن الخلاف في حد ذاته مانع للتكفير كما قال النووي وتبعه العثيمين رحم الله الجميع.