تسجيل الدخول

نعم عشتها :)
في وقت مضى كنت أذهب عند خالي و كانت عمارته مقابلة للبحر
كنت أستمتع برؤية البحر من الشّرفة
لم أكن بحاجة لأنزل إليه
و عندما كنت أراه في الليل يكسوه السّواد
و تسمع وقع موجاته على الصّخور يُخيّل لي كوحش
كان يخيفني جدا :eek:
لكن لطالما سبحت بأفكري عند الغروب و أوصلتني إلى أبعد الحدود :)

عندكم إنتخابات؟؟؟ :confused:
إنتخابات ماذا؟؟ :rolleyes:
راني مبحرة :)

تعقّت من الإنتخابات أنا
كلما قرُبت إزداد العنف
ربّي يستر

:) مرحبا سليم قبلنا عذرك

أنت شخصيّا إذا غبت نتقلقوا عليك

نقولوا ممكن حكايته مع القطارات عادت:confused:

ربّي يحفظك و يحفظ الجميع

لا أدري لماذا اليوم تذكّرت قصّة علاّل مغربيّ في عقده الرّابع كان معي في نفس الطّابق في المستشفى الثّاني ببروكام هذا مكثت فيه سنة واحدة فقط و قبله كنت في المستشفى العسكري الملكة أستريد الّذي قضيت فيه تقريبا ثلاث سنوات.
علاّل كنت أراه دائما في نفس المكان بدا لي عربي الملامح كان يبدو حزينا لا يكلّم أحدا، و عندما أمرّ عليه لا أكلّمه فلا تبدأ المرأة السّلام :) ففاجأني بلإلقائه هو ردّيت السّلام فإلقاء السّلام سنّة و ردّه واجب
ذات مرّة سألت صديقتي المغربيّة ممرّضة في طابقنا عنه و قصّت لي حكايته الحزينة
كان يشتغل طبّاخا في أحد المطاعم و هناك أصيب بهزّة كهربائيّة سبّبت له شللا كليّا
كان حديث عهد بالزّواج، فطلبت منّي صديقتي أن أكلّمه و أخفّف عنه لأنّه لا يتكلّم الفرنسية و هو وحيد في غربته
سألتها عن زوجته قالت لي نادرا ما تقوم بزيارته و هي تنوي طلب الطّلاق
أثّرت فيّ جدّا قصّة علال، و لأوّل مرّة حاولت أن أتغلّب على خجلي و زرته مرّة في غرفته كان رفقته ثلاث مرضى أجانب
سلّمت عليه و سألته عن أحواله، و كأنّه كان ينتظر هذه الزّيارة بدأ يحكي لي قصّته و يبكي .. يا إلهي أوّل مرّة أرى رجلا يبكي، نظر إلى يديه المشلولتين و قال
لو تعلمين ماذا كانت تفعل هاتين من أصناف الحلويّات و الطّبخ، فقد كان طبّاخا ماهرا
و الآن ها هما جامدتان لا أستطيع تحريكهما
حاولت أن اخفّف من ألمه و أنّ ما أصابه إبتلاء من ربّ العالمين و سيجازيه خيرا كبيرا إن صبر.
قاطعني قائلا
هل ترين هذا الّذي يقابلني رغم أنّه ليس مسلما فزوجته تزوره يوميّا و تعتني به كطفل صغير
و أنا تطلب منّي الطّلاق لأنّني أصبحت روحا بلا جسد
و قال لي إشتقت إلى أمي كثيرا، فقلت له تريد أن تكلّمها؟ قال ليس لي بطاقة هاتفيّة
إستأذنته لحظة أحظرت بطاقتي ركّبتها في هاتفه أخذت رقم أمّه إتّصلت بها و مسكت له السّماعة و تركته يكلّمها
كم أحزنني كلامه كان يتوسّل لأمّه أن تبيع كلّ شيئ هناك و تأتي عنده لأنّه إشتاق إليها كثيرا، فلم يتماسك و أجهش بالبكاء
أدرت وجهي و أخفيت دمعي أنا الأخرى
بعدما إنتهى من المكالمة شكرني و سعد لمّا سمع صوت أمّه، و طلب منّي أن أكلّم أمّه .. طمأنتها على إبنها و أنّنا كلّنا عائلة هنا و أن لا تقلق عليه ...
مرّت الأشهر على علاّل و هو كما هو لم يتحسّن فقرّرت إدارة المستشفى أن تنقله إلى مستشفى خاص يدخله أمثاله يعني الميؤوسين من حالاتهم.
طلبت من صديقتي الممرّضة أن نذهب لزيارته و رافقنا مريص بلجيكي كان معنا في المستشفى، إستأجرنا سيّارة و ذهبنا
لمّا وصلنا لم نجده في الغرفة و قالوا لنا أنّه في الحديقة
رأينه من بعيد مع رجل و إمرأة عرفنا هذه الأخيرة هي زوجته أقصد طليقته و الآخر شقيقه
سعد جدا برؤيتنا و عرّفنا بأخيه، قضينا وقتا ممتعا و عندما إنتهى موعد الزّيارة ودّعناه على أمل أن نزوره مرّة ثانية
مرّت أسابيع و إذ بصديقتي الممرّضة نبلغني بخبر وفاة علاّل
الله أكبر إنّا لله و إنّا إليه راجعون
أخبرتني أنّ الأطباء قالوا سبب الوفاة بسبب الحزن و الكآبة
فرحت أنّني وفيت بوعدي له و زرته، و حزنت جدا جدا أنّه لم يرَ أمّه كما كان يحلم، و أكيد حزنها هي كان أكبرا
رحمك الله يا علاّل و أسكنك فسيح جناته
بعد وفاته قالت لي صديقتي الممرّضة لويزة ندمت زوجته على طلب الطّلاق لأنّه لو كانت ما زالت على عصمته لورثت هي الملايين الّتي قُدّمت لعلاّل من التأمين.
أعوذ بالله من الجشع و الطّمع :(

و إلى ذكريات أخر دمتم متابعين :)

وفّقك الله دنيا و آخرة يا عماد :)
و ما دمت في فترة إمتحانات يا ليت تركّز عليها و لا تدخل المنتدى إلاّ بعد الإنتهاء منها
ننتظر منك أن تبشّرنا :)

لقلوبكم الطّاهرة أحبّتي

لحين عودة :)