عجيب...نذر صلاح الدين...وعاقبة سابّ الرّسول-صلّى الله عليه وسلّم-
21-10-2008, 03:38 PM
.......ثمّ اتّفق أن مرض السّلطان-صلاح الدّين الأيّوبي- بعد ذلك مرضا شديدا, فكان يتجلّد ولا يظهر شيئا من الألم حتّى قوي عليه الأمر وتزايد الحال, حتّى وصل الى حرّان فخيّم هنالك من شدّة ألمه, وشاع ذلك في البلاد, وخاف النّاس عليه وأرجف الكفرة والملحدون, وخاف أهل البلد والمؤمنون, وقصده أخوه أبوبكر العادل من حلب بالأطبّاء والأدوية, فوجده في غاية الضّعف, وأشار عليه بأن يوصي ويعهد, فقال ما أبالي وأنا أترك من بعدي أبا بكر وعمر وعثمان وعليّا
- يعني أخاه العادل صاحب حلب وتقي الدين عمر صاحب حماة وهو اذ ذاك نائب مصر,وهو بها مقيم, وابنيه العزيز عثمان والأفضل عليّا-
ثمّ نذر لئن شفاه الله من مرضه هذا ليصرفن همّته كلّها الى قتال الفرنج ولا يقاتل بعد ذلك مسلما, وليجعلنّ أكبر همّه فتح بيت المقدس, ولو صرف في سبيل الله جميع ما يملكه من الأموال والذّخائر, وليقتلنّ البرنس صاحب الكرك بيده, لأنّه نقض العهد وتنقّص الرّسول -صلّى الله عليه وسلّّم-, وذلك أنّه اخذ قافلة ذاهبة من مصر الى الشّام, فأخذ أموالهم وضرب رقابهم, وهو يقول أين محمّدكم ادعوه ينصركم وكان هذا النذر كلّه باشارة القاضي الفاضل, وهو أرشده اليه وحثّه عليه, حتّى عقده مع الله عزّ وجلّ, فعند ذلك شفاه الله وعافاه من ذلك المرض الذي كان فيه كفّارة لذنوبه, وجاءت البشارات بذلك من كلّ ناحية...............................
..........ولمّا تمّت هذه الوقعة -اي معركة حطّين الشّهيرة- ووضعت الحرب أوزارها أمر السّلطان بضرب مخيّم عظيم, وجلس فيه على سرير المملكة وعن يمينه أسرّة وعن يساره مثلها, وجيء بالأسارى تتهادى بقيودها......ثمّ جيء بملوكهم فأجلسوا عن يمينه وعن شماله على مراتبهم, فأجلس ملكهم الكبير عن يمينه, وأجلس أرياط برنس الكرك وبقيّتهم عن شماله, ثمّ جيء الى السّلطان بشراب من الجلاب مثلوجا, فشرب ثمّ ناول الملك, فشرب ثمّ ناول أرياط صاحب الكرك, فغضب السّلطان وقال له انّما ناولتك ولم آذن لك أن تسقيه, هذا لا عهد له عندي, ثمّ تحوّل السّلطان الى خيمة داخل تلك الخيمة واستدعى بأرياط صاحب الكرك, فلمّأوقف بين يديه قام اليه بالسّيف ودعاه الى الأسلام فامتنع, فقال له نعم أنا أنوب عن رسول الله في الانتصار لأمّته, ثمّ قتله وأرسل برأسه الى الملوك وهم في الخيمة, وقال ان هذا تعرّض لسبّ رّسول الله - صلّى الله عليه وسلّم-
البداية والنّهاية لابن كثير المجلّد الثّامن طبعة دار الفكر
ص 466 ثمّ ص471
- يعني أخاه العادل صاحب حلب وتقي الدين عمر صاحب حماة وهو اذ ذاك نائب مصر,وهو بها مقيم, وابنيه العزيز عثمان والأفضل عليّا-
ثمّ نذر لئن شفاه الله من مرضه هذا ليصرفن همّته كلّها الى قتال الفرنج ولا يقاتل بعد ذلك مسلما, وليجعلنّ أكبر همّه فتح بيت المقدس, ولو صرف في سبيل الله جميع ما يملكه من الأموال والذّخائر, وليقتلنّ البرنس صاحب الكرك بيده, لأنّه نقض العهد وتنقّص الرّسول -صلّى الله عليه وسلّّم-, وذلك أنّه اخذ قافلة ذاهبة من مصر الى الشّام, فأخذ أموالهم وضرب رقابهم, وهو يقول أين محمّدكم ادعوه ينصركم وكان هذا النذر كلّه باشارة القاضي الفاضل, وهو أرشده اليه وحثّه عليه, حتّى عقده مع الله عزّ وجلّ, فعند ذلك شفاه الله وعافاه من ذلك المرض الذي كان فيه كفّارة لذنوبه, وجاءت البشارات بذلك من كلّ ناحية...............................
..........ولمّا تمّت هذه الوقعة -اي معركة حطّين الشّهيرة- ووضعت الحرب أوزارها أمر السّلطان بضرب مخيّم عظيم, وجلس فيه على سرير المملكة وعن يمينه أسرّة وعن يساره مثلها, وجيء بالأسارى تتهادى بقيودها......ثمّ جيء بملوكهم فأجلسوا عن يمينه وعن شماله على مراتبهم, فأجلس ملكهم الكبير عن يمينه, وأجلس أرياط برنس الكرك وبقيّتهم عن شماله, ثمّ جيء الى السّلطان بشراب من الجلاب مثلوجا, فشرب ثمّ ناول الملك, فشرب ثمّ ناول أرياط صاحب الكرك, فغضب السّلطان وقال له انّما ناولتك ولم آذن لك أن تسقيه, هذا لا عهد له عندي, ثمّ تحوّل السّلطان الى خيمة داخل تلك الخيمة واستدعى بأرياط صاحب الكرك, فلمّأوقف بين يديه قام اليه بالسّيف ودعاه الى الأسلام فامتنع, فقال له نعم أنا أنوب عن رسول الله في الانتصار لأمّته, ثمّ قتله وأرسل برأسه الى الملوك وهم في الخيمة, وقال ان هذا تعرّض لسبّ رّسول الله - صلّى الله عليه وسلّم-
البداية والنّهاية لابن كثير المجلّد الثّامن طبعة دار الفكر
ص 466 ثمّ ص471
من مواضيعي
0 مرحبا بكم في منتدى أبي عبد الرّحمان الثّاني....
0 الدّرر البهيّة...في ترشيد غلاة السّلفيّة
0 عجيب...نذر صلاح الدين...وعاقبة سابّ الرّسول-صلّى الله عليه وسلّم-
0 هنّئوني... فقد فزت بنصف العلم...
0 عواطف وعبرات.....وداعا أمّاه...
0 انتصار الله لأوليائه...عثمان -رضي الله عنه- نموذجا
0 الدّرر البهيّة...في ترشيد غلاة السّلفيّة
0 عجيب...نذر صلاح الدين...وعاقبة سابّ الرّسول-صلّى الله عليه وسلّم-
0 هنّئوني... فقد فزت بنصف العلم...
0 عواطف وعبرات.....وداعا أمّاه...
0 انتصار الله لأوليائه...عثمان -رضي الله عنه- نموذجا
التعديل الأخير تم بواسطة راشد منصور ; 22-10-2008 الساعة 07:29 AM