تسجيل الدخول

الأستاذ رميته...

مسألة أننا نختلف معك على صعيد العقيدة الدينية فهذه هي طبيعة البشر منذ أيام آدم حتى قيام الساعة، فالمشركون في مكة والمنافقون في المدينة كانوا مختلفين عقائديا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، ولكن الله الحكيم الخبير أمر بحسن الخلق في التعامل مع المناقضين عقائديا لعقيدة المسلمين عبر عنها القرآن الكريم بقوله تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...) وبقوله لنبيه موسى وأخيه هارون عندما أمرهما بالذهاب إلى فرعون وعرض دين الإسلام عليه بقوله تعالى: (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى...)

وهذا علي إبن أبي طالب رضي الله عنه، دخل في جدالات طويلة مع الخوارج الذين خرجوا على إمامته الشرعية، اتسمت بالخلق الرفيع وبسعة الصدر وبوضوح البيان والبرهان، فاستطاع بإذن الله أن يقيم الحجة الشرعية عليهم، فمنهم من اهتدى بإذن الله وعاد إلى جادة الحق، ومنهم من حقت عليه الضلالة فظل على بغيه ومعصيته إلى أن مات ميتة جاهلية.

من هنا، تلاحظ بأن الإختلاف العقائدي في هذا المنتدى موجود، وهو طبيعي كما أثبتنا ذلك قبل قليل، ولكن التعامل مع هذا الإختلاف بالطريقة التي أمر بها الله ورسوله مفقود، ولذلك، سادت ظاهرة إغلاق المواضيع وحذف الردود وتغييب الرأي الآخر، وهي ظاهرة تنبيء عن مرض خبيث يفتك بهذه الأمة وهو التسلط وقمع الرأي الآخر وفرض الرأي الواحد، مما يبشر هذه الأمة ببقائها تحت أقدام اليهود وصنائعهم الطواغيت عقودا طويلة قادمة لن تكون نتيجتها سوى المزيد من الكفر والخراب والدمار والتخلف والفقر والمرض.

الأستاذ رميته...

عندما استشهدت أنا بالخلاف العقائدي بين المسلمون الأوائل وفريق المشركين والمنافقين، فإنما قصدت أن أبين مدى أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في محاورة المشركين، أي أنني أردت أن أبين بأن الإسلام يأمر بأخلاقيات الجدال مع المخالفين، سواءا أكانوا مشركين أم مسلمين.

أما مسألة قولك بأن (الخلاف الذي بيننا هو فقط في مسائل نظرية بسيطة وثانوية وفرعية...) فيؤسفني أن أقول بأن هذا غير صحيح، فالخلاف بيننا وبينك خلاف بتعلق بأصول العقيدة، فما تؤمن به أنت أنا كافر به، وما أؤمن به أنا لا تؤمن به أنت، فخذ مثلا، أنت تعتبر الصوفية والرافضة مسلمين لا يجوز الحكم عليهم بالكفر لأنهم ينطقون الشهادتين، في حين أنني أعتبرهم دينهم واحد وعقيدتهم واحدة، معبودهم الشيطان، وأنبيائهم هم خميني والسيستاني وإبن عربي وإبن الرومي والجنيد وغيرهم من أئمة الكفر. فهل تسمي مثل هذا التناقض العقائدي "مجرد خلاف حول مسائل نظرية بسيطة وثانوية وفرعية" ...؟

ثم أنت لا تعتبر حكام المسلمين اليوم طواغيت كفره، بل تعتبرهم مسلمين يجب طاعتهم وموالاتهم وعدم نزع يد الطاعة منهم، في حين أنني أعتبرهم كفرة داخلين في حرب ضد الله ودينه ورسوله وضد عامة المسلمين. فهل تسمي مثل هذا التناقض العقائدي "مجرد خلاف حول مسائل نظرية بسيطة وثانوية وفرعية" ...؟

إنني لا أحاسبك على ما تؤمن به من عقائد يا أستاذ حتى لو كانت عقائد تخالف أصول الإسلام، فالله هو من سيحاسبك عليها يوم القيامة، ولكني أحاسبك عندما تحاول تغييب رأيي ومنعه من الظهور، أحاسبك عندما تمنعني من أن أكتب ما أعتقد بأنه حق يأمر به الله ورسوله.

أما مسألة إغلاق الموضوع أو حذفه بسبب التكرار فهذه حجة لا يقبلها العقل، إذ أن كل موضوع له أحكام عددها هو عدد البشر على الأرض، فكل إنسان له حكمه الخاص على أي موضوع يختلف اختلافا كليا عن حكم غيره من البشر، مما يجعل الموضوع وكأنه يطرق للمرة الأولى، على الرغم من أن الموضوع واحد، فأين هو ذلك التكرار المزعوم...؟