الفُرُوقُ بَيْنَ المتُون ِالعِلميَّةِ
02-05-2012, 05:31 PM
جاء في مقدمة كتاب (المدخل لشرح الأصول الثلاثة) هذه الكلمة النافعة والفائدة اللطيفة فأرجو قراءتها بتمعن :
قال الشيخ عبد الله بن سعد بن محمد أبا حسين حفظه الله تحت عنوان (الفُرُوقُ بَيْنَ المتُون ِالعِلميَّةِ)
الفُرُوقُ بَيْنَ المتُون ِالعِلميَّةِ
أبدأ هذا الموضوع مذكراً بمعلومة بدهيّة وهي أن المتون العلمية تختلف من عدة جهات، ومن ذلك اختلافها من جهة الفن الذي تتعلق به، فهناك متون متعلقة بفن العقيدة، وهناك متون متعلقة بفن الحديث أو الفقه أو علوم الآلة كالنحو وأصول الفقه ومصطلح الحديث.
وإذا اتفقت عدّة متون في الفنّ الذي تتعلق به كمجموعة متون متعلّقة بفنّ العقيدة، أو مجموعة متون متعلقة بفن الحديث أو الفقه، فإنها مع هذا الاتفاق تختلف من عدة جهات، كموضوع المتن أو حدوده أو المخاطب به.
عندنا-مثلا-في فنّ الحديث أربعة متون مشهورة، وهي ((الأربعون النووية))، و((عمدة الأحكام))، و((بلوغ المرام))، و((المنتقى من أخبار المصطفى))، فهذه المتون متفقة فيما بينها من جهة الفنّ الذي تتعلّق به وهو فنّ الحديث، لكنّها تختلف فيمل بينها من عدّة جهات، فمن جهة الموضوع يختلف متن الأربعين النووية عن المتون الثلاثة الباقية؛ لأن موضوع((الأربعين النووية)) هو الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، أمّا البقية فموضوعاتها أحاديث الأحكام.
ومن جهة الحدود: تختلف ((العمدة)) عن ((البلوغ))، فحدود ((العمدة))
ما اتفق عليه الشيخان البخاري و مسلم، أمّا البلوغ فأوسع من ذلك حيث يشمل ما رواه البخاري و مسلم و عن لم يتفقا عليه، وما رواه أحد أصحاب السنن الربعة، و أيضا ما رواه مالك في الموطّأ و احمد في المسند.
ومن جهة سبب التأليف أو المُخاطب بالمتن ابتداءً فتختلف أيضاً إذ أنَّ المجد بن تيمية في ((المنتقى)) ذكر في المقدمة أنه قصد العلماء أولاً، فبيّن أنه جمع أحاديث يعتمد عليها علماء الإسلام.
أما ((بلوغ المرام)) فقد ذكر الحافظ ابن حجر في مقدمته ما يُفهم أن المخاطب به أوّلاً هو طالب العلم الذي تقدم فيه شيئاً.
ولنضرب مثلاً آخر في فنّ العقيدة حتى نقترب من مقصودنا أكثر:
هناك متون في فنّ العقيدة تتفق فيما بينها من جهة تعلقها بفن العقيدة، إلا أنها تختلف و تفترق من جهة الموضوع، فالعقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية تختلف عن كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب من جهة أنّ موضوع العقيدة الواسطية هو اعتقاد أهل السنة و الجماعة الذي فارقوا به أهل الضلال و البدع، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ((ما ذكرت فيها فصلاً إلا وفيه مخالف من المنتسبين لأهل القبلة، وكل جملة فيها خلاف لطائفة من الطوائف)).اهـ[مجموع الفتاوى: (3/163)]، أما كتاب التوحيد فموضوعه بيان توحيد الإلهية وما يضاده في أصله أو في كماله الواجب أو المستحب.
وبناءً على هذه المعلومات البدهيّة أقول: فرقٌ بين من يتعلم المتون ويسير في طلب العلم بناءً على أنها معلومات متراكمة، ومن يسير في طلب العلم بناءً على متون يعرف سبب تأليفها، ومن المخاطب بها في الأصل، وما هو الفنّ الذي يتعلق به هذا المتن و ذاك المتن، وما هو الموضوع الذي تتناوله، وما هي الحدود التي تتحدث فيها من الفنّ الواحد.
ويتضح الفرق بينهما في أنّ الأول يتلقّى معلومات لم تتوجّه لخدمة مقصود مؤلفي المتون منها أو مقصودهم من ترتيبها على النسق الذي سار عليه المؤلف، ثم يظن هذا الطالب بعد ذلك أنه أنهى ما يتعلق بالعقيدة عندما درس المتن الفلاني أو المتن الفلاني وهو في الحقيقة لم يدرس إلا موضوعات معيّنة في العقيدة، أما الثاني فإنه يعرف ما الذي تعلمه، ولماذا تعلمه، وما الذي أنهاه من الفن الواحد، وما الذي تبقى عليه، كما أن أثر المتن عليه أقوى، ثم إذا وُفّق وشرح هذا المتن الذي تعلّمه فإنه-غالباً-يؤثر في المتلقي أكثر من غيره.
..............................
جزى الله خيرا الأخ الفاضل عبد الحق آل أحمد فهو من قام بنسخ الكتاب وإعداده للنشر وقد إقتبست هذا الجزء بطريقة النسخ واللصق فقط فالله أسأل أن يجزل له المثوبة .. شكرا
قال الشيخ عبد الله بن سعد بن محمد أبا حسين حفظه الله تحت عنوان (الفُرُوقُ بَيْنَ المتُون ِالعِلميَّةِ)
الفُرُوقُ بَيْنَ المتُون ِالعِلميَّةِ
أبدأ هذا الموضوع مذكراً بمعلومة بدهيّة وهي أن المتون العلمية تختلف من عدة جهات، ومن ذلك اختلافها من جهة الفن الذي تتعلق به، فهناك متون متعلقة بفن العقيدة، وهناك متون متعلقة بفن الحديث أو الفقه أو علوم الآلة كالنحو وأصول الفقه ومصطلح الحديث.
وإذا اتفقت عدّة متون في الفنّ الذي تتعلق به كمجموعة متون متعلّقة بفنّ العقيدة، أو مجموعة متون متعلقة بفن الحديث أو الفقه، فإنها مع هذا الاتفاق تختلف من عدة جهات، كموضوع المتن أو حدوده أو المخاطب به.
عندنا-مثلا-في فنّ الحديث أربعة متون مشهورة، وهي ((الأربعون النووية))، و((عمدة الأحكام))، و((بلوغ المرام))، و((المنتقى من أخبار المصطفى))، فهذه المتون متفقة فيما بينها من جهة الفنّ الذي تتعلّق به وهو فنّ الحديث، لكنّها تختلف فيمل بينها من عدّة جهات، فمن جهة الموضوع يختلف متن الأربعين النووية عن المتون الثلاثة الباقية؛ لأن موضوع((الأربعين النووية)) هو الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، أمّا البقية فموضوعاتها أحاديث الأحكام.
ومن جهة الحدود: تختلف ((العمدة)) عن ((البلوغ))، فحدود ((العمدة))
ما اتفق عليه الشيخان البخاري و مسلم، أمّا البلوغ فأوسع من ذلك حيث يشمل ما رواه البخاري و مسلم و عن لم يتفقا عليه، وما رواه أحد أصحاب السنن الربعة، و أيضا ما رواه مالك في الموطّأ و احمد في المسند.
ومن جهة سبب التأليف أو المُخاطب بالمتن ابتداءً فتختلف أيضاً إذ أنَّ المجد بن تيمية في ((المنتقى)) ذكر في المقدمة أنه قصد العلماء أولاً، فبيّن أنه جمع أحاديث يعتمد عليها علماء الإسلام.
أما ((بلوغ المرام)) فقد ذكر الحافظ ابن حجر في مقدمته ما يُفهم أن المخاطب به أوّلاً هو طالب العلم الذي تقدم فيه شيئاً.
ولنضرب مثلاً آخر في فنّ العقيدة حتى نقترب من مقصودنا أكثر:
هناك متون في فنّ العقيدة تتفق فيما بينها من جهة تعلقها بفن العقيدة، إلا أنها تختلف و تفترق من جهة الموضوع، فالعقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية تختلف عن كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب من جهة أنّ موضوع العقيدة الواسطية هو اعتقاد أهل السنة و الجماعة الذي فارقوا به أهل الضلال و البدع، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ((ما ذكرت فيها فصلاً إلا وفيه مخالف من المنتسبين لأهل القبلة، وكل جملة فيها خلاف لطائفة من الطوائف)).اهـ[مجموع الفتاوى: (3/163)]، أما كتاب التوحيد فموضوعه بيان توحيد الإلهية وما يضاده في أصله أو في كماله الواجب أو المستحب.
وبناءً على هذه المعلومات البدهيّة أقول: فرقٌ بين من يتعلم المتون ويسير في طلب العلم بناءً على أنها معلومات متراكمة، ومن يسير في طلب العلم بناءً على متون يعرف سبب تأليفها، ومن المخاطب بها في الأصل، وما هو الفنّ الذي يتعلق به هذا المتن و ذاك المتن، وما هو الموضوع الذي تتناوله، وما هي الحدود التي تتحدث فيها من الفنّ الواحد.
ويتضح الفرق بينهما في أنّ الأول يتلقّى معلومات لم تتوجّه لخدمة مقصود مؤلفي المتون منها أو مقصودهم من ترتيبها على النسق الذي سار عليه المؤلف، ثم يظن هذا الطالب بعد ذلك أنه أنهى ما يتعلق بالعقيدة عندما درس المتن الفلاني أو المتن الفلاني وهو في الحقيقة لم يدرس إلا موضوعات معيّنة في العقيدة، أما الثاني فإنه يعرف ما الذي تعلمه، ولماذا تعلمه، وما الذي أنهاه من الفن الواحد، وما الذي تبقى عليه، كما أن أثر المتن عليه أقوى، ثم إذا وُفّق وشرح هذا المتن الذي تعلّمه فإنه-غالباً-يؤثر في المتلقي أكثر من غيره.
..............................
جزى الله خيرا الأخ الفاضل عبد الحق آل أحمد فهو من قام بنسخ الكتاب وإعداده للنشر وقد إقتبست هذا الجزء بطريقة النسخ واللصق فقط فالله أسأل أن يجزل له المثوبة .. شكرا
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]
أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا
وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا
أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا
موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج
الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة
الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة
أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا
وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا
أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا
موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج
الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة
الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة