على حافة الهاوية
18-02-2015, 09:29 AM
على حافة الهاويــة.
الشيء الذي ينذر بالخطر الكاسح ، ما آل إليه نظامنا التربوي من تقهقر وتراجع في مخرجاته ، التي لا يُعَوّلُ عليها في دفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة ، وتحقيق أهدافها في ظل إكراهات العولمة وتحديات العصر. إن هذا الوضع المزري ، هو نتيجة حتمية لجملة من التجارب المقحمة التي كثيرا ما يعتريها الفشل ، في غياب مرجعية تربوية جامعة تفعلها وترشدها هيئات علمية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة والوطنية. ومما زاد الطين بلة تهميش قطاع التربية والتكوين، وعَدُّهُ من القطاعات غير المنتجة التي لا تحظى بالأولوية ضمن اهتمامات الدولة . رغم تحقيق شبكة واسعة من المنشئات في مختلف مراحل التربية والتعليم والتكوين ، لكنها أَغْفَلتْ وقَصّرَتْ في تأهيل الموارد البشرية التي تعد الوسيلة والغاية في دينامية الفعل التنموي الراشد .
فقد أرادوا لنا ــ عداء وتقصيرا ــ تكريس التبعية والاستلاب ، إلى أن أصبحنا أمة مستهلكة عاجزة عن إنتاج الحضارة ، فصودرت طاقاتنا البشرية وعطلت قدراتها في العمل والإنتاج ، بل أصبحت عالة على المجتمع تقتات من ريع الدولة وبدون المقابل ، الذي كان يفترض أن يكون العمل والإنتاج والاستحقاق.
لقد طفح الكيل ، وبلغ السيل الزبى ، وآن الأوان لكشف هذه الدسيسة الدنيئة ، التي حيكت ضد الجزائر بإقصاء وقتل طاقاتها البشرية المعروفة بقدراتها وإبداعها. ولعل الثلة القليلة من أدمغتنا المهاجرة المتألقة في دول الغرب المتقدم دليل على ما أقول. أين الضمير الوطني الحر!؟ ، أين المصلحة العامة ؟ أين عهد الشهداء ؟ الذين ضحوا بأرواحهم الزكية في سبيل الله ثم من أجل جزائر حرة وآمنة ومزدهرة وقوية. قوية بأفكار وسواعد أبنائها وبناتها بدون تمييز ولا تهميش ولا إقصاء .
يا فخامة الرئيس ـ حفظك الله ـ نناشدك أن تأمر بإيقاف هذه المهزلة ، التي تنخر جسد الأمة في أهم مواردها ألا وهو الإنسان في بنائه وتنشئته وتكوينه ، وذلك بإعادة الاعتبار لقطاع التربية والتكوين ، وإبعاده عن الصراعات المصلحية الضيقة ، وجمع شركائه باختلاف توجهاتهم حول المصلحة العامة للوطن. إن التقصير والتفريط في المسؤولية تجاه الفعل التربوي ، من أي فرد أو هيئة أو جهة أيا كانت ، يُعَدُّ جريمة نكراء تقتضي العقاب الرادع.
وللخروج من هذه الأزمة القاتلة نقترح جملة من الاقتراحات :
1ـ إجراء تقويم موضوعي شامل للإصلاحات التي شهدها قطاع التربية والتكوين في جميع مركباته ، وذلك بإشراك الخبراء والفاعلين في الحقل التربوي.
2ـ حصر الاختلال والنقائص المؤثرة في مردود قطاع التربية والتكوين في جميع مراحله ، وتجنيد إجراءات علاجية وتصحيحية ناجعة قابلة للتطبيق وخاضعة للتقويم.
3ـ إعادة الاعتبار(للوظيفة التربوية)، لكونها رسالة وليست مجرد مهنة ، وذلك بتأهيل الكفاءات لجميع الفئات المنتسبة لهذا القطاع الإستراتيجي الحساس، وتكريمها بأرفع الأجور وحل مشاكلها الاجتماعية والمهنية والصحية ومحاسبتها على التقصير في مهامها النبيلة بدون هوادة.
4 ـ التعجيل بإقامة مرجعية وطنية للاستشارة والبحث والتقويم والاستشراف ، في قطاع التربية والتكوين مكونة من خِيرَة ِ الكفاءات في مختلف العلوم ، على أن تكون مستقلة عن الوصاية القطاعية والحسابات السياسية.
بقلم/ ملاد الجزائري
مشرف تربوي متقاعد وعضو سابق للمجلس الأعلى للتربية
من مواضيعي
0 راحة البال من أعظم النعم.
0 هنيئاً للمعلمين في يومهم العالمي
0 تهنئة بالعودة إلى مقاعد الدراسة.
0 تهانينا لكل الناجحين في ربوع الوطن.
0 شَمِّرُوا واجتهدوا في العشر الأواخر.
0 هل من منخرط ومحاسب لنفسه ؟
0 هنيئاً للمعلمين في يومهم العالمي
0 تهنئة بالعودة إلى مقاعد الدراسة.
0 تهانينا لكل الناجحين في ربوع الوطن.
0 شَمِّرُوا واجتهدوا في العشر الأواخر.
0 هل من منخرط ومحاسب لنفسه ؟
التعديل الأخير تم بواسطة ملاد الجزائري ; 24-02-2015 الساعة 07:13 AM