سيرتا ... عاصمة الثقافة العربية
24-07-2016, 02:14 PM

أذكر أنني كتبتها في شهر ماي 2015 .. عندما نصبّوا العروس سيرتا ملكة على عرش العواصم العربية
سيرتا؛
كيف يبدأُ التاريخ منكِ و ينتهي إليكِ؟
كيف ينبثقُ عنكِ، يمتدُّ فيكِ و يترددُ معكِ؟
ربيّتِهِ وليدًا فيكِ، حضنتِه طفلاً و كهلاً و احتفظتِ به لوحدكِ، ملكتِ التاريخ إذن ! فيا تُرى كيف يُروى في غيركِ؟
رأيتُكِ ذات منامٍ فجرًا، كُنتِ فائقةَ الجمال كعروسٍ تتوسط المُدُن، بل رُبما شيئا أكثر من الجمال، قد يدعونه لغة حُسنًا، لقد كُنتِ حسناءً أجل.
فهمتُ حينها كيف تغارُ الجميلات من حسنائهن، و كيف تحقد الوصيفات على مليكتهن.
مُنتشيةً استيقظتُ ذلك اليوم، و حُلم يقظتي بزيارتكِ يُراودُني من جديد.
أُسمّيكِ قسنطينتنا حين أفخر بكِ عاصمةً للثقافة و الهوية، و أدعوكِ سيرتا حين أقرأ لِـ مُفدي زكرياء و أغرق مع قصائدكِ التاريخية.
قسنطينة؛
و أتخيلُني فيكِ، أجولُ الشوارع و الأزقة و الحارات، لتُحدثني بنفسها عمّا قرأتهُ في الروايات، يُخبرُني كُلّ منعرج ماذا حدث فيه، و تروي لي الطُّرُقات عدد المارّين عليها و حكاياتهم جميعًا.
أحتاجُ أن أقضي دهرًا مُعلقةً بين الجسور، فهل يصحّ الحديث عنكِ دون ذكرهم؟ أودُّ أن أُثرثر معهم و لا أتوقف أبدًا و لا أملّ و لا أسأم.
و أجدُني أغرقُ في تفاصيل عمرانكِ و تعاريج هويتكِ المُتنوعة، و تشققات جُدرانكِ و خطوط كفِّكِ و تجاعيد وجهكِ الذي لا يزال فتيًّا. أغرقُ و لا أحد ينتشلُني، و لا أنا أملكُ القُدرة على انتشال نفسي، و لا نفسي تملكُ الرغبة في أن يتم انتشالها.
أنا و نفسي و أنتِ، أسألُ و تُجيبين، أستفسرُ و تُوضحين، أصمتُ و تتحدثين، أُصغي بانتباهٍ شديدٍ و أنتِ تقُصّين، لا أُبالي بشخصٍ يمرّ بالشارع فجأة؛ فيراني أُحدِّثُ عمود إنارة مُجسدًا فيكِ و لا تُبالين، كم أتوق إلى هذا اللقاء لو تعلمين !
أُريد أن أَنظُم فيكِ شعرًا، أُريد أن أكتب فيكِ نثرًا، لكن لا الشعرُ يكفيكِ و لا النثر، و لا كُلّ الحروف اللغوية. الآن فقط أكادُ أجزم أنهم لم يحتاروا حين نصَّبوكِ أميرة العواصم العربية.
أصيلةٌ أنتِ و لو حاولوا تشويه منظركِ الشامخ الثابت الراسخ.
نقيةٌ أنتِ و لو ضَببت صورتكِ على الجدار بعض الطفيليات المُتسلقة.
نظيفة أنتِ و لو تراكم عليكِ التاريخ لينفض غبارًا سينقشع لا محالة.
و أنتِ .. اختصرتِ الصّراع بين الأصالة و الحضارة.
و أنتِ .. احتويتِ النّزاع بين المدنية و القروية.
و أنتِ من أنتِ و ما أنتِ؟ !
مدينةٌ حيّرتني، و حيّرتِ الوجود و العدم.
أمال بروال
من مواضيعي
0 كشكول أسرار
0 سيرتا ... عاصمة الثقافة العربية
0 أردوغان يوضح الشروط الثلاثة للاتفاق التركي الإسرائيلي
0 رمضاننا إنجازات
0 النار والقدر!
0 لِقَاءٌ مَعَ اَلوَطَنْ
0 سيرتا ... عاصمة الثقافة العربية
0 أردوغان يوضح الشروط الثلاثة للاتفاق التركي الإسرائيلي
0 رمضاننا إنجازات
0 النار والقدر!
0 لِقَاءٌ مَعَ اَلوَطَنْ
التعديل الأخير تم بواسطة أبو اسامة ; 24-07-2016 الساعة 02:24 PM