تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > منتدى التاريخ > منتدى التاريخ العام

> منهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و السلفية المعاصرة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
عبد الله ياسين
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2007
  • المشاركات : 918
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • عبد الله ياسين is on a distinguished road
عبد الله ياسين
عضو متميز
منهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و السلفية المعاصرة
03-07-2008, 05:37 PM
بسم الله و الصلاة و السلام على سيّد خلق الله

كثُر الحديث مؤخّراً حول منهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في العقيدة على وجه الخصوص و مثله معه موقف رموز الجمعية من بعض القضايا التي كثُر فيها الجدال بين المؤيّدين و المُثبتين لها من تراث الجمعية ؛ من ناحية ؛ وبين المُعارضين لها و المستبعدين لأنّ تكون هذه الأمور مذهبًا للجمعية ؛ من جهة أخرى !


فهل كان ابن باديس : ضد الأشاعرة !!! ؛ حارب التصوّف حلوه و مرّه !!! ؛ يُبدّع المتوسلين بالنبي و يرميهم بالشرك !!! ؛ يُبدّع احياء المولد النبوي الشريف !!!...وغيرها من الأصليات عند سلفية اليوم ؟!

ماذا نجدُ في تراث الجمعية :

أوّلاً : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ؛ تقرّر تدريس التوحيد وفق أصول الأشاعرة و معلومٌ أنّ الأشاعرة ليسوا من أهل السنة و الجماعة عند السلفية المعاصرة !



و قد كان العلامة بن باديس أدرج ضمن قائمة العلوم التي كان يدرّسها لطلبة العلم ، المتون التي تحكي أصول الأشاعرة في العقائد و أصول التصوّف الصحيح في السلوك ؛ كمتن بن عاشر المعروف بـ : " المرشد المعين على الضروري من علوم الدين " للعلامة عبد الواحد ابن عاشر الفاسي ، الذي استفتح متنه بقوله :

فِي عَقْدِ الأَشْعَرِيِّ و فِقْهِ مَالِك **** و فِي طَرِيقَةِ الجُنَيْدِ السَّالِك

فهل جمعية العلماء المسلمين كانت تدرّس الأجيال حملة دين الله الينا ((( التصوفي الخرافي !!!))) و ((( عقيدة التعطيل !!!))) كما تصفهما السلفية المعاصرة !

فتأمّل !

ثانِيًا : قال الشيخ حمّاني تلميذ العلامة ابن باديس - رحمهما الله - و مرآة جمعية علماء المسلمين [ فتاوى الشيخ أحمد حمّاني الجزء الثاني صفحة 597 ، منشوارت وزارة الشؤون الدينية - الجزائر ] : و قد قبل أسلافنا تأويل الأشاعرة كما قبلوا تفويض السلف.اهـــ


و قال أيضاً رحمه الله [انظر : فتاوى الشيخ أحمد حمّاني الجزء الأوّل صفحة 261 ، منشوارت وزارة الشؤون الدينية - الجزائر ] : ومن تمعّن في نصوص الشريعة جيّدا ، و درس حجج الفرق المتنازعة بإنصاف ، حكم بأنّ الحق بجانب أهل السنة و الجماعة ، الذين منهم الأشاعرة.اهـــ

و ها هو تلميذ الجمعية البار الشيخ حمّاني يُقرّر أنّ :
أ- سلفنا قبل التأويل
بـ- سلفنا قبل التفويض
جـ - الأشاعرة من أهل السنة و الجماعة
و كلّ من التأويل و التفويض رضي بهما كبار علماء الأمة ؛ قال الإمام النووي في [ المنهاج شرح صحيح مسلم بن حجاج ] :
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَنْزِل رَبّنَا كُلّ لَيْلَة إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فَيَقُول : مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيب لَهُ ) ‏
هَذَا الْحَدِيث مِنْ أَحَادِيث الصِّفَات , وَفِيهِ مَذْهَبَانِ مَشْهُورَانِ لِلْعُلَمَاءِ سَبَقَ إِيضَاحهمَا فِي كِتَاب الْإِيمَان وَمُخْتَصَرهمَا أَنَّ أَحَدهمَا وَهُوَ مَذْهَب جُمْهُور السَّلَف وَبَعْض الْمُتَكَلِّمِينَ :أَنَّهُ يُؤْمِن بِأَنَّهَا حَقّ عَلَى مَا يَلِيق بِاَللَّهِ تَعَالَى , وَأَنَّ ظَاهِرهَا الْمُتَعَارَف فِي حَقّنَا غَيْر مُرَاد , وَلَا يَتَكَلَّم فِي تَأْوِيلهَا مَعَ اِعْتِقَاد تَنْزِيه اللَّه تَعَالَى عَنْ صِفَات الْمَخْلُوق , وَعَنْ الِانْتِقَال وَالْحَرَكَات وَسَائِر سِمَات الْخَلْق . وَالثَّانِي مَذْهَب أَكْثَر الْمُتَكَلِّمِينَ وَجَمَاعَات مِنْ السَّلَف وَهُوَ مَحْكِيّ هُنَا عَنْ مَالِك وَالْأَوْزَاعِيِّ : أَنَّهَا تُتَأَوَّل عَلَى مَا يَلِيق بِهَا بِحَسْب مَوَاطِنهَا . فَعَلَى هَذَا تَأَوَّلُوا هَذَا الْحَدِيث تَأْوِيلَيْنِ أَحَدهمَا : تَأْوِيل مَالِك بْن أَنَس وَغَيْره مَعْنَاهُ : تَنْزِل رَحْمَته وَأَمْره وَمَلَائِكَته كَمَا يُقَال : فَعَلَ السُّلْطَان كَذَا إِذَا فَعَلَهُ أَتْبَاعه بِأَمْرِهِ . وَالثَّانِي : أَنَّهُ عَلَى الِاسْتِعَارَة , وَمَعْنَاهُ : الْإِقْبَال عَلَى الدَّاعِينَ بِالْإِجَابَةِ وَاللُّطْف . وَاللَّهُ أَعْلَم .اهـــ

و معلومٌ أنّ التأويل و التفويض ؛ عند السلفية المُعاصرة : ((( ضلال !!! ))) و ((( تعطيل!!!))) !

و معلوم أيضاً أنّ الأشاعرة من الفرق الضالة عند السلفية المُعاصرة !

فتأمّل !

ثالثًا : تلامذة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الى يومنا هذا يُدرّسون لطلبتهم العقيدة الأشعرية التي تلقوها من شيوخهم ؛ كما يفعل الفاضل الطاهر آيت علجت و غيره من اخوانه ؛ و هم أعلم بمنهج الجمعية في العقيدة من غيرهم مصداقه قوله تعالى [ سورة فاطر : 14 ] : وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ و قوله أيضاً [ سورة الفرقان : 59 ] : فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا

فكيف نعدل عن قول ابن الدّار في الدّار !

فتأمّل !

رابعًا : الشيخ ابن باديس رحمه الله أوّل من طبع و قام بتحقيق كتاب "العواصم من القواصم" لقاضي قضاة المالكية الإمام ابن العربي الأشعري ؛ فأثنى - ابن باديس - على الكتاب في مقال حافل و خصّ بالذكر دحض صاحب الكتاب لعقائد الظاهرية و الباطنية.

فإذا علمت أنّ العلامة ابن العربي أصّل في كتابه هذا للعقيدة وفق أصول الأشاعرة و نقض وفق هذه الأصول مذاهب الظاهرية في العقيدة كالذين يحملون حديث النزول على ظاهره كما ذكر رحمه الله ؛ ظهر جليًّا مذهب العلامة ابن باديس رحمه الله.

قال الشيخ ابن باديس رحمه الله في التعريف بكتاب العواصم من القواصم للإمام ابن العربي [ ابن باديس حياته و آثاره ؛ جمع و دراسة عمّار طالبي الجزء 4 ص 129 طبعة دار الغرب الإسلامي ]:
قد كتب هذا الامام في علوم الاسلام الكتب الممتعة الواسعة و سار فيها كلها على خطة البحث و التحقيق و النظر و الاستدلال بعلم صحيح و فكر ثاقب و عارضة واسعة و عبارة راقية في البلاغة و أسلوب حلو جذاب في التعبير.

وهذا كتاب ( العواصم من القواصم ) من آخر ما ألف قد سار فيه على تلك الخطة ، و جمع فيه على صغر حجمه بين سائر كتبه العلمية فوائد جمة و علوماً كثيرة ، فتعرض فيه لآراء في العلم باطلة ، و عقائد في الدين ضالة ، وسماها قواصم ، وأعقبها بالآراء الصحيحة و العقائد الحقة المؤيدة بأدلتها النقلية ، و براهينها العقلية المزيفة لتلك الآراء و المبطلة لتلك العقائد و سماها عواصم ، فانتظم ذالك مناظرة السفسطائيين و الطبائعيين والإلاهيين ، و مناظرة الباطنية و الحلولية ، وأرباب الاشارات من غلاة الصوفية و ظاهرية العقائد ، و ظاهرية الاحكام ، وغلاة الشيعة و الفرقة المتعصبة للاشخاص باسم الاسلام.اهـــ


ثم قال موضحاً طريقة الإمام ابن العربي رحمه الله في كتابه ذاك :[ نفس المصدر 4 ص 129 - 130 ] :
سالكاً- ابن العربي - في سبيل الاحتجاج لعقائد الاسلام ، وابطال العقائد المحدثة عليه من المنتمين اليه السبيل الأقوم الأرشد ، سبيل الاستدلال بالآيات القرآنية و الأحاديث النبوية التي هي أدلة نقلية في نصوصها عقلية برهانية في مدلولها ، و هذه الطريقة التي أرادها بقوله في هذا الكتاب ( وهكذا هي حقيقة الملة من أراد أن يدخل فيها داخلة رد عنها اليها بأدلتها ) و هي طريقة القرآن الذي اتضح به كمال الشريعة في عقائدها و أدلتها.

و اذ لم يكن بد من الخطأ لغير المعصوم فليس تفاضل الناس في السلامة منه ، وانما تفاضلهم في قلته و كثرة الصواب التي تغمره . وللامام ابن العربي في كتابه هذا مما ذكرناه في وصفه من كمال ما يذهب بما قد يكون فيه من بعض خطأ يسير لا يسلم منه بشر ، و حسب كتابه هذا أن يكون مورداً معيناً لطلاب العقائد الاسلامية الحقة بأدلتها القاطعة ، و أصول الاسلام الخالية مما أحدثه المحدثون من خراب و تدجيل ، وأن يكون انموذجاً راقياً في التحقيق في البحث و التعمق في النظر و الاستقلال في الفكر و الرجوع الى الدليل و الاعتضاد بانظار الأئمة الكبار . وأن يكون صفحة تاريخ صادق لما كانت عليه الحالة الفكرية للمسلمين بالشرق و الغرب في عصر المؤلف و هو القرن الخامس الهجري ، وكفى بهذا كله باعثاً لنا على طبعه و نشره و تعميم فائدته.اهـــ

و من رجع الى الكتاب المذكور "العواصم من القواصم" يجدُ أنّ العلاّمة ابن العربي المالكي يقصد بظاهرية العقائد الذين يحملون المتشابه على ظاهره كحديث النزول و آيات الإستواء و... وغيرها و معلوم أنّ هذا المذهب الذي نقضه ابن العربي هو مذهب السلفية المعاصرة و منه يُعلم منهج العلامة ابن باديس في العقيدة الموافق لما عليه جمهور علماء المسلمين إذ لا يصحُ شرعاً و لا عقلاً أن يُثني الشيخ ابن باديس على عقائد ((( أهل البدع و الضلال !!!!)))

فتأمّل !

خامسًا : الشيخ ابن باديس يتأوّل في الأخبار الإضافية.

عَن‏ ‏أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ إِذْ أَقْبَلَ نَفَرٌ ثَلَاثَةٌ فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَذَهَبَ وَاحِدٌ فَلَمَّا وَقَفَا عَلَى مَجْلِسِ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏سَلَّمَا فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا وَأَمَّا الْآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ فَآوَاهُ اللَّهُ وَأَمَّا الْآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ

قال الشيخ ابن باديس عند شرح الحديث [ ابن باديس حياته و آثاره جمع و دراسة عمّار الطّالبي الجزء الثاني صفحة 293 طبعة دار الغرب الإسلامي ] : فاستحيا الله منه : ترك عقابه و لم يحرمه من ثواب . أعرض : التفت الى جهة أخرى فذهب اليها . فأعرض الله عنه : حرمه من الثواب.اهــ

قال ربنا [ الذاريات : 47 ] : وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ

قال الشيخ ابن باديس [ ابن باديس حياته و آثاره جمع و دراسة عمّار طالبي الجزء الثاني صفحة 90 طبعة دار الغرب الإسلامي ] : بِأَيْدٍ : بقوة.اهــ

تأويلات محضة وفق أصول الأشاعرة. و هي عند السلفية المعاصرة من مذاهب ((( أهل البدع و المُعطلة !!!))).

فتأمّل !

التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله ياسين ; 03-07-2008 الساعة 06:47 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
عبد الله ياسين
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2007
  • المشاركات : 918
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • عبد الله ياسين is on a distinguished road
عبد الله ياسين
عضو متميز
رد: منهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و السلفية المعاصرة
03-07-2008, 05:40 PM

سادسًا : حجيّة خبر الواحد عند العلامة ابن باديس رحمه الله تُخالف تمامًا مذهب السلفية المُعاصرة !

قال الشيخ ابن باديس رحمه الله [ ابن باديس حياته و آثاره جمع و دراسة الدكتور عمّارالطّالبي الجزء الثاني صفحة 72 ] :
لمّا كان العرب لم يأتهم نذير قبل النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلمّ - بنّص هذه الآية وغيرها فهم في فترتهم ناجون لقوله تعالى : " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً " [ سورة الإسراء الأية 15 ] و " أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ " [ سورة المائدة الأية 15 ] وغيرهما ، وكلّها آيات قواطع في نجاة أهل الفترة ولا يستثنى من ذلك إلاّ من جاء فيهم نصّ ثابت خاص كعمر بن لحي ، أوّل من سيّب السّوائب وبدّل في شريعة إبراهيم وغيّر وحلّل للعرب وحرّم، فأبَوَا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ناجيان بعموم هذه الأدلّة ولا يعارض تلك القواطع حديث مسلم عن أنس (رضي اللّه عنه) : (أنّ رجلا قال للنّبيّ صلّى اللّه عليه وعلى آله وسلمّ : يا رسول اللّه أين أبي ؟ قال في النّار، فلمّا قفا الرّجـل دعاه فقال : إنّ أبي وأباك في النّار)، لأنّه خبر آحاد فلا يعارض القواطع وهو قابل للتّأويل بحمل الأب على العمّ مجازا يحسنه المشاكلة اللّفظية ومناسبته لجبر خاطر الرّجل وذلك من رحمته صلّى اللّه عليه وسلمّ وكريم أخلاقه.اهــــ

و هو يرى أيضاً نجاة والدي المُصطفى صلوات ربي و سلامه عليه خلافًا للسلفية المعاصرة !

و عند السلفية المُعاصرة هذا المنهج الذي استعمله ابن باديس في هذه المسألة ؛ يُعتبر منهج الفرق الضالة - على حدّ تعبيرهم ! - التي تدعوا لردّ صحيح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم بالعقل !

و له نصوص أخرى تجدها في تفسيره للقرآن الكريم.

فتأمّل !


سابعًا : جمعية علماء المسلمين الجزائريين تدعوا لإحياء المولد النبوي الشريف على الطريقة الشرعية ؛ في حين السلفية المعاصرة تشنّ حربًا في غير عدو على كلّ من يفعل ذالك و تعتبرهم غير صادقين في حبّهم لنبيّهم بله يُروّجون للبدع !

قال الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله
[ "مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير" ، من مطبوعات وزارة الشؤون الدينية
، صفحة 287 ] :

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، وعلى اسم الجزائر الرّاسخة في إسلامها، المتمسّكة بأمجاد قوميتها وتاريخها ـ أفتتح الذّكرى الأولى بعد الأربعمائة والألف من ذكريات مولد نبي الإنسانيّة ورسول الرّحمة سيّدنا ومولانا محمّد بن عبد اللّه عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام ـ في هذا النّادي العظيم الّذي هو وديعة الأمّة الجزائريّة عند فضلاء هذه العاصمة ووجهائها.لسنا وحدنا في هذا الموقف الشّريف لإحياء هذه الذّكرى العظيمة، بل يشاركنا فيها نحو خمسمائة مليون من البشر في أقطار المعمور كلّهم تخفق أفئدتهم فرحا وسرورا وتخضع أرواحهم إجلالا وتعظيما لمولد سيّد العالمين.اهــــ

وقال أيضا [ نفس المصدر ، صفحة 289 ] :
ما الدّاعي إلى إحياء هذه الذّكرى ؟
المحبّة في صاحبها.
إنّ الشّيء يحبّ لحسنه أو لإحسانه وصاحب هذه الذّكرى قد جمع ـ على أكمل وجه ـ بينهما.اهــــ

وقال [ المصدر ذاته ، صفحة 289-290 ] :
فمن الحقّ والواجب أن يكون هذا النّبيّ الكريم أحبّ إلينا من أنفسنا وأموالنا ومن النّاس أجمعين ولو لم يقل لنا في حديثه الشّريف : "لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والنّاس أجمعين" وكم فينا من يحبّه هذه المحبّة ولم يسمع بهذا الحديث ؟ فهذه المحبّة تدعونا إلى تجديد ذكرى مولده في كلّ عام.
ما الغاية من تجديد هذه الذّكرى ؟
استثمار هذه المحبّة.اهــــ

قال الشيخ محمّد البشير الإبرهيمي [ " آثار الإمام محمّد البشير الإبرهيمي " جمع و تقديم نجله الدكتور أحمد طالِب الإبرهيمي ، طبعة دار الغرب الإسلامي ، الجزء الثاني صفحة 341 ] :
أوقفنا مقالات " تاريخ المولد النبوي في المغرب العربي " عن قصد لأنها طالت ، و لأن ما كُتب منها يدخل في رسالة مستقلة ، و لأن المهم منها إنما هو الجانب التاريخي ، أما الحكم الشرعي فيها فنحن لا نقر ذالك الإستحسان الذي يبالغ فيه بعض من نقل الكاتب كلامهم من علماء تلك العصور ، فهم يجعلون من حبّ المولود العظيم عذراً في ارتكاب بدع المولد ، و مسوغًا لأعمال الملوك الذين لا غاية لهم من تلك الموالد إلا الدعاية لأنفسهم ، و قرن أسمائهم باسم النبي صلى الله عليه و سلم في مديح الشعراء ، و استجلاب العامة بذالك كله . و لو أنهم جعلوا تلك الإحتفالات ذرائع لإصلاح حال الأمة ، و حملها على الرجوع الى السنن النبوية ، و الإهتداء بالهدي المحمدي ، لكان لفعلهم محمل سديد ، وأثر حميد ، لأن الأمور بمقاصدها.

أما الحبُّ الصحيح لمحمَّد صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فهو الذي يَدَعُ صاحبَه عن البدع، ويحملُه على الاقتداء الصحيح، كما كان السلف يحبُّونه، فيُحيون سُننه، ويَذُودون عن شريعته ودينه، من غير أن يقيموا له الموالد و ينفقُوا منها الأموال الطائلة التي تفتقر المصالحُ العامَّةُ إلى القليل منها فلا تَجدُه.

ونحن نحتفل بالمولد على طريقة غير تلك الطريقة، و بأسلوب غير ذلك الأسلوب ، فنجلي فيه السيرة النبوية ، والأخلاق المحمدية ، ونكشف عما فيها من السر ، و ما لها من الأثر في إصلاحنا إذا اتبعناها ، و في هلاكنا إذا أعرضنا عنها ، ففي احتفالاتنا تجديد للصلة بنبيّنا في الجهات التي هو بها نبيّنا و نحن فيها أمّته.اهــــ

و قال الشيخ البشير الإبراهيمي أيضاً [ نفس المصدر : " آثار الإمام محمّد البشير الإبرهيمي " ، صفحة 343] :
إحياء ذكرى المولد النبوي إحياء لمعاني النبوة ، و تذكير بكل ما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم من هدى ، وما كان عليه من كمالات نفسية ، فعلى المتكلمين في هذه الذكرى أن يذكّروا المسلمين بما كان عليه نبيهم من خلق عظيم ، وبما كان لديهم من استعلاء بتلك الأخلاق.

لهذه الناحية الحية نجيز إقامَ هذه الاحتفالات، ونعدّها مواسم تربية ، ودروس هداية ، والقائلون ببدعيتها إنما تمثلوها في الناحية الميتة من قصص المولد الشائعة.اهــــ

فتأمّل !

ثامنًا : الشيخ بن باديس يجيز التوسل بذات النبي صلى الله عليه و سلم.

قال الشيخ ابن باديس رحمه الله [ ابن باديس حياته و آثاره ؛ جمع و دراسة عمّار الطّالبي الجزء 3 ص 37 طبعة دار الغرب الإسلامي
] :
نصحني سيدي الطالب اذا يسر الله لي زيارة القبر الشريف أن أسأله عليه و آله الصلاة و السلام الشفاعة ، و قد يسر الله لي ذالك و له الحمد و المنة منذ عشرين سنة ، وقد دعوت الله وحده و توسلت له بنبيه و توجهت اليه به أن يميتني على ملته ، و يجعلني من أنصار سنته ، وأهل شفاعته ، الى أشياء أخرى قد استجاب الله تعالى بعضه ( المحقق : كذا في الأصل و لعله : بعضها ) ، وأنا أرجو الاستجابة في الباقي.اهــــ

و قال رحمه الله [ نفس المصدر ، الجزء 3 ص 160] :
اعلم ان السادة العارفين هم أرسخ الناس قدما في محبة النبي صلى الله عليه و سلم و تعظيم حرمته ، و مراعاة شريف جانبه ، وتعزيره و توقيره و بره . تجد ذالك في صلواتهم عليه ، وفي ادعيتهم لله تعالى عند ذكره ، و التوسل به ، و في مناجاتهم له عند الشوق اليه ، و في تأليفهم عند الكلام في حقه.اهــــ

و قال أيضاً [ نفس المصدر ، الجزء 2 ص 192 ] :
الرّاجح هو الوجه الأوّل الّذي يجيز التّوسّل بذات النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم نظرا لمقامه العظيم عند ربّه لوجهين، الأوّل : أنّ ذلك هـو ظاهر اللّفظ ولا موجب للتّقدير ولا منافاة بين أن يكون في قوله أسألك وأتوجّه إليك بنبّيك وقوله إنّي توجّهت بك قد سأل بذاته، وفي قوله اللّهم شفّعه فيّ قد سأل قبول دعائه له وسؤاله...والثّاني أنّه لمّا كان جائزا السّؤال من المخلوقين بما له مقام عظيم عندهم فلا مانع من أن يسأل اللّه تعالى بنبيّه بحسب مقامه العظيم عنده.اهـــ

و قد توسّع في بسط المسألة ، فليرجع الى كلامه كل من يريد التحقيق ؛ تجده في "ابن باديس حياته و آثاره جمع و دراسة عمّار الطّالبي الجزء 2 ص 187 طبعة دار الغرب الإسلامي ".

و معلوم أنّ التوسل عند السلفية المعاصرة من البدع الخطيرة و الكبائر التي أوقعت الأمة في الشركيات ؛ بزعمهم !

فتأمّل !

تاسعًا : الشيخ بن باديس يجيز التوسل بذوات الصالحين.

قال ابن باديس [ نفس المصدر ، الجزء 2 ص 196 ] : التوسّل بذات غيره من أهل المكانة المحقّقة له وجه في القياس.اهـــ

و معلوم أنّ التوسل بذوات الصالحين من الشركيات عند السلفية المعاصرة !

فتأمّل !


عاشراً : الشيخ ابن باديس يُفرّق بين التصوّف الأصيل المُنضبط بتعاليم الشريعة ؛ و بين التصوّف الدخيل الذي يروّج له الأدعياء.

قال الشيخ بن باديس رحمه الله عند ترجمة الشيخ عمر المختار الصوفي السنوسي طريقةً و الأشعري عقيدةً [
"آثار الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس" ، الطبعة الأولى لوزارة الشؤون الدينية ، الجزء 3 صفحة 73- 74 ] :

"سيّد الشُّهداء و رأس الأبرار"

رحمه اللّه رحمة واسعة ، وحشره مع النّبيّين والصّديقين والشّهداء والصّالحين وحسن أولئك رفيقا، اغتالت يد الطّغيان الاستعماري، بطلا من خيرة أبطال العرب ورأسا من أعظم رؤوسهم، ومجاهدا كان يقف في طليعة مجاهديهم، وصنديدا غالبته الأيّام فغلبها ، وصارعته الحوادث فصارعَها، وحاربته دولة من أكبر دول الأرض بجنودها ودبّاباتها وطيّاراتها، فثبت أمامها ثبات الرّاسيات، متذرّعا بالإيمان متحصّنا بقوّة العزيمة معتدا باللّه، ولطالما انتصر وظفر، ولطالما انكسر واندحر، فما زاده النّصر إلاّ عزيمة وما زاده الانْدِحارُ إلاّ ثباتا ، واعتكف على قتال المعتدين الظّالمين وحوش الاستعمار الإيطالي، فكان في حربهم شريفا مسلما، مستميت ساعة الملحمة، رؤوف حليم ساعة وضع الحرب لأوزارها.

ذلك هو سيّدي عمر المختار زعيم السّنوسييّن ببرقة ، الّذي جاهد عشرين عاما دفاعا عن بيضة الإسلام وكرامة الوطن ضدّ الطّغاة المستعبدين، ولم تترك السّلطة الإيطالـيّة من وسيلة سافلة وحشيّة إلاّ ارتكبتها لإخماد مقاومته، فأغلقت سائر زوايا السّنوسيّة في البلاد ، و صادرت أملاكها ثمّ حصرت ثمانين ألفا من بقايا السّكان الّذين نجوا من المذابح وفظائع القتال الإيطالي، ضمن منطقة محاطة بالأسلاك الشّائكة كي لا يلتحقوا عبعمر المختارع، وأقامت على التّخوم المصريّة حراسة شديدة جدّا، كلّ ذلك وصنديد برقة رابض لا يأخذه في سبيل اللّه ضعف ولا وهن وكان يجول في ميادين القتال ممتطيّا صهوة جوادهِ الأدهم ، وقد وهن عظمه ولم يتدارك الوهن قلبه، واشتعل رأسه شيبا واكتست لحيته لون القمر، وما استطاعت الثّمانون عاما الّتي قضاها في طاعة اللّه وجهاد في سبيله أن تقوِّس له ظهرا أو تضع له هامة.

إلى أن أقام له الإيطاليون كمينا، فأسروه إثر قتال عنيف وأبت الوحشيّة الإيطالية إلاّ أن تقيم برهانا جديدا على فقدها كلّ شرف وتجرّدها عن كلّ عاطفة نبيلة، فحكمت عليه حالا بالإعدام، ونفّذت ذلك الحكم رميا بالرّصاص.

ألا في سبيل تلك الرّوح الطّاهرة النّقيّة الّتي رجعت إلى ربّها راضية مرضيّة، تستنزل نقمته وسوط عذابه على أدناس الاستعمار الإيطالي المتكالبين، وما اللّه بغافل عمّا يعمل الظّالمون وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.اهـــ

و السلفية المُعاصرة تروّج أنّ التصوّف دخيلٌ على الشريعة و الصوفية بالجملة عملاء للأعداء !

فتأمّل !

تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ

هذا و الله أعلم
التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله ياسين ; 04-07-2008 الساعة 09:54 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
أبو عبد الرحمن يوسف
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 13-12-2007
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,991
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • أبو عبد الرحمن يوسف is on a distinguished road
أبو عبد الرحمن يوسف
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
عبد الله ياسين
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2007
  • المشاركات : 918
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • عبد الله ياسين is on a distinguished road
عبد الله ياسين
عضو متميز
رد: منهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و السلفية المعاصرة
03-07-2008, 06:16 PM
مهم لكل من يُحاور :

1- إخلاص النية لله عزّ و جل في البحث ؛ و ذالك بالإنتصار
للحق لا للنفس.

2- من كان له أيّ تعقيب فيما يخصّ أيّ نقطة من الموضوع أعلاه ؛ فعليه أن يُدلي بدلوه وفق أصول البحث و المنهجية العلمية دون الخروج عن صلب الموضوع أو الإكثار من النقولات اللاّموضوعية التي لا تمتّ بأيّ صلة للموضوع الرئيس ؛ فقد كثر في هذه الأيّام دعاة "النسخ و اللّصق الآلي الماكيني !" ؛ أصحاب "كلّ ساقطة لاقطة !"
؛ و ليتهم يعرفون ما ينقلونه من غيرهم ... لهانت ؛ لكن القوم يظنّون أنّ كثرة "النَّقْل تزيدُ في الثِّقل !" و يَحسبون أنّهم يُحسنون صُنعًا ؛ نسأل الله لنا و لهم الهداية .

3- لا كلام لنا مع من يُسئ الأدب و لا يعرف أصول الحوار
؛ فقد قال ربُنا [ سورة الأعلى : 9 ] : فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى ؛ أي حين تنفعُ الذكرى ؛ و قال ربُنا أيضًا [ سورة الأعراف : 199 ] : وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ

4-
التحلي بالأمانة في النقل و عزو الأقوال لأصحابها ؛ فقد قال سلفنا : مِنْ بَرَكَةِ القَوْل أَنْ يُنْسَبَ لِأَهْلِهِ

قال خاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمه الله في كتابه [ المزهر في علوم اللغة وأنواعها ] :
شكر العلم عزوه إلى قائله
فصل ومن بركة العلم وشكره عزوه إلى قائله
قال الحافظ أبو طاهر السلفي : سمعت أبا الحسن الصيرفي يقول : سمعت أبا عبدالله الصوري يقول : قال لي عبد الغني بن سعيد : لما وصل كتابي إلى عبد الله الحاكم أجابني بالشكر عليه وذكر أنه أملاه على الناس وضمن كتابه إلي الاعتراف بالفائدة وأنه لا يذكرها إلا عني وأن أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثهم قال : حدثنا العباس بن محمد الدوري قال : سمعت أبا عبيد يقول : من شكر العلم أن تستفيد الشئ فإذا ذكر لك قلت : خفي علي كذا وكذا ولم يكن لي به علم حتى أفادني فلان فيه كذا وكذا فهذا شكر العلم . انتهى
قلت - أي السيوطي - : ولهذا لا تراني أذكر في شئ من تصانيفي حرفا إلا معزوا إلى قائله من العلماء مبينا كتابه الذي ذكر فيه.
اهـــ

رحم الله أئمّة الإسلام

5-
نقد الفكرة أو نقض المذهب لا الشخص

نسأل الله التوفيق للجميع

  • ملف العضو
  • معلومات
عبد الله ياسين
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2007
  • المشاركات : 918
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • عبد الله ياسين is on a distinguished road
عبد الله ياسين
عضو متميز
رد: منهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و السلفية المعاصرة
04-07-2008, 04:57 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف1441 مشاهدة المشاركة
كل يأخذ منه و يرد الا النبي صلى الله عليه وسلم
أراك متعصبا للرجال لا للحق
و الفقير يرى أنه من المُستحسن لك أن تعرف " متى و كيف !" توظّف كلمة سيّدنا الإمام مالك رضي الله عنه ؛ ثمّ عليك أن تعي أنّ المقصود من البحث هو بيان حقيقة منهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و ليس الغرض منه دراسة هذا المنهج بحدّ ذاته !

فتعقيبك خارج عن الموضوع !




  • ملف العضو
  • معلومات
أبو عبد الرحمن يوسف
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 13-12-2007
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,991
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • أبو عبد الرحمن يوسف is on a distinguished road
أبو عبد الرحمن يوسف
شروقي
رد: منهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و السلفية المعاصرة
04-07-2008, 08:07 PM
((الصوفي الجاهل مصدرُ الابتداع. فكلّ ما جاء في التّحذير من البدعة وصاحبها تحذيرٌ من تصوُّف هذا الزمان وشيوخه))


مبارك الميلي، الشرك ومظاهره ص295.









حكايات عن العامّة



أو


جناية الطُرُق الصوفية على الأمّة الجزائرية










للعلامة السلفي


مبارك بن محمّد الميلي الجزائري


أمين مال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين


رحمه الله تعالى









جمع وإعداد


طالب العلم المُبتدئ


أبي عبد الله غريب بن عبد الله الأثري القسنطيني


عفا الله عنه










الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وإمام المتقين وعلى آله وصحبه والتابعين وبعد:

فهذا جمع مبارك مفيد-إن شاء الله- لكلام الشيخ الإمام العَلَم مؤرّخُ الجزائر العلامة مبارك بن محمّد الميلي -رحمه الله وقدّس ثراه- حول سوء أثر الطرق الصوفية على الشعب الجزائري الأبي انتقيتُها من كتابه الموسوعة ((رسالة الشرك ومظاهره)) وهو كتاب جدّ جدّ نافع بل هو من الكُتُب التي يرجعُ إليها العلماءُ قبل طلبة العلم، وقد قام مؤخرا الشيخ العلامة سعد الحُصين حفظه الله بتهذيبه فأخرجه في خير حلّة فجزاه الله خيرا.

ولكن ما يُلاحظ على تهذيب الشيخ سعد للكتاب هو عدم إيراده للحكايات التي ذكرها المؤلّف في ثنايا حديثه عن الشرك ومظاهره في الأمّة الجزائرية.

ولعلمي أنّ كثيرا من طلبة العلم لم يتسنّى لهم اقتناء النسخة الأصلية للكتاب فقد قُمتُ بجمع ما رأيتُهُ مفيداً من كلام الشيخ مبارك رحمه الله تعالى حول الطُرُق الصوفية وسوء أثرها على العامّة من خلال الحكايات والقصص التي عايش أحداثها الشيخُ أو سمع عنها فذكرها في كتابه.


ولا يخفى عليك أخي القارئ تلك الحملة الشرسة التي يتزعّمُها الهيتي المدعو بن بريكة لمُحاولة نشر دينه الصوفي في وسط المُجتمع الجزائري المسلم مُستغلا طيبة الشعب الجزائري وحُسن ظنّه بكل من تكلّم باسم الدّين خاصّة إذا ظهر على التلفاز أو أُخذت لهُ صوَرٌ في الجرائد والمجلّات !!


ولا يخفى عليك أيضا أخي القارئ سيطرة الطرق الصوفية على أغلب المؤسسات الدّينية ففي القرن التاسع عشر بلغ عدد الزوايا في الجزائر 349 زاوية، وعدد المريدين أو الإخوان 295.000 مريدًا.. (انظر: ابن باديس حياته وآثاره، جمع ودراسة الدكتور عمار الطالبي، ص18).

أمّا اليوم فهم أضعاف هذا العدد !! حتى أصبحنا نسمعُ من بعض المُخنّثين والنّاطقين (الرسميين!) باسم الدّين في الجزائر يتكلّمُ عن مشروع إنشاء المدينة التيجانية !! قاتلهم الله.


هذا والله أسأل أن يرحم الشيخ مبارك الميلي وأن يُسكنهُ فسيح جنّاته وأن يرحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه. كما أسأله تعالى أن ينفعنا بهذه الحكايات وأن يجعلنا من عباده الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنهُ وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا.


أبو عبد الله غريب الأثري، قسنطينة 19/02/2008م





قال الإمام الشيخ العلامة مبارك بن محمّد الميلي رحمه الله تعالى:





مكايد المعارضين:


لقد ثقل على من خفّت موازينه من الطرقيين والقبوريين والمرابطين نصح المشفقين وساءهم تحذير العلماء النّاصحين فكادوا لهم مع الحكومة (1) كي يوقعوهم في قبضتها.
فسامت الحكومة العلماء بالترغيب والترهيب وعاملتهم بالشدّة العملية واللين القولي، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا ثمّ حاول أولائك المستاءون صرف العامّة عن علمائها فلم ينقبضوا عن لإرشاد. وأشدّ ما كانوا يثيرون عليهم الضجّات عند تفسير الآيات.
ضجّات للصدّ عن التفسير:
وأوّل ما شهدتُ من ذلك ضجّة مدرّس دولي بجامع سيدي عقبة قرب بسكرة. (2)
فقد حضرتُ سنة أربع وأربعين درسا للأستاذ عبد الحميد ابن باديس بذلك الجامع ونحن سفرٌ في تفسير أوائل سورة الأعراف فقام ذلك المدرّس رافعا صوته بعدم الفائدة في التفسير طالباً درساً في ((مختصر خليل)) (3) ولكن لم يجن من مصادمته للحقّ إلا المقتَ من الحاضرين.

ثمّ وقعت لي أمثالها مع أصحاب زاوية الهامل لمّا كنت آتي من الأغواط إلى أبي سعادة للوعظ ببعض مساجدها.
وحكاياتهم في هذا الباب مع بقية الأصحاب أكثر من أن يستوفيها كتاب.
وتلك عادة المعاندين لكلام ربّ العالمين: ((وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون)). اهـ ((رسالة الشرك ومظاهره للإمام مبارك الميلي الجزائري رحمه الله تعالى، ص 37-38 شركة الشهاب/ الجزائر)

(1) أي الحكومة الفرنسية.
(2) إحدى ولايات الجنوب الشرقي الجزائري.
(3) من كتب الفقه المالكي.





نسبة العامّة علم الغيب لبعض النّاس:


والعوام ينسبون علم الغيب المطلق إلى من اتخذوهم أولياء، سواء سمّاهم الشرع أولياء، أو كهّانا، أو سحرة، أو مردة، أو مجانين، فيخشون في غيبتهم أن يطّلعوا على ما لا يرضونه منهم.
ويشدّون إليهم الرحال، استعلاما عن سرقة، أو استفتاء عن عاقبة حركة.
وبوادى القطن قرب ميلة شرقيها، كاهن اسمه ((سيدي مبارك)) يأتيه المستطلعون للغيب، من مئات الأميال، كسوق هراص وأراضي الحراكتة. ومات فقام ابنه مقامه، ولم يزل حيّا بل حيّةً على الجهّال.
ومثله كثيرون وإن اختلفت شهرتهم ضيقا واتّساعا.

وحدّثني ميليان (1)لم يزالا حيين ، قال أحدهما: كنت عند باش تارزي شيخ الطريقة الرحمانية (2) بقسنطينة اعلم (3) القرآن، وكنت فتى تدعوني نفسي إلى غشيان النّساء، فلم يكن يمنعني إلا خشية الشيخ أن يطّلع علي عن طريق الغيب !!
وقال الآخر: كنتُ ذا سوق في تاجنانت (4) من أرض أولاد عبد النّور، وبقربي اثنان يتنازعان، فحلف أحدهما للآخر بسيده عبد الرحمن بن حملاوي، شيخ من شيوخ الطريقة الرحمانية، قرب سقّان (5) فتغير وجه المحلوف له وأنكر على الحالف قائلا: أليس الشيخ عالما بما يجري الآن بيننا ؟ قال محدّثي: ظننته لأوّل سماع إنكاره أنّه ينهاه عن الحلف بالمخلوق، فإذا هو يكبره عن الحلف به ! ويشركه مع الله في غيبه.

والحكايات في مثل هذه الضلالات، ممّا لا تسعه المجلّدات.
فإنّ نسبة الغيب المطلق إلى الأولياء، ممّا شاع وذاع وملأ الحزن والقاع وهو شرك بإجماع، وإنّما حسّنه الجهل والقعود عن العلم، حتى فقد طلابه وتنوّعت عقباته وصعابه، ولم يبق من أهله إلا من يدعى فقه الفروع على قلّة، وجمود
الفقه الأكبر:
أمّا الفقه الأكبر بالتفقّه بالكتاب والسنّة وتصحيح العقائد، والأعمال عليهما، وأخذ المواعظ منهما، فقد انقطع منذ أزمان من وطننا حتى أحياه من ارتحلوا في طلبه، ممّن تكوّنت منهم جمعية العلماء فكانت بهم للوطن توبة. عملوا فيها بآية التوبة: ((فلولا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة ليتفقّهوا في الدّين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون)) انتهى. (الشرك ومظاهره ص145-146)

(1) نسبة إلى مدينة ميلة بجوار مدينة قسنطينة في الشرق الجزائري.
(2) من أشهر الطرق الصوفية الخرافية في الشرق الجزائري.
(3) هكذا بالأصل ولعلّ الصواب: أتعلّم
(4) مدينة تاجنانت بجوار مدينة قسنطينة.
(5) قرية تسمّى سقّان.






التصرّف في الكون:


فقد حدّثني بقرية أبي سعادة من حضر مجلسا فيه كاهن سكّير، ممن يُعرَفون في العرف بالمرابطين، فطلب رجل من مرابطه ذلك ولدا ذكراً فأعطاه إيّاه، وعيّن له علامة تكون بجسمه عند الوضع، وقال له: إن وُضع بها فهو منّي، وإن خلا منها فهو من الله.
ولهذه الطامّة أشباه ونظائر يعرفها من اختلط بالعامّة، وسمع أخبارهم مع أوليائهم، وقد كنتُ سنة أربع وأربعين مع فقيه ميلي بمقهى في قسنطينة، فقصّ علينا رجلٌ مصيبة أيس من السلامة منها، ثمّ حصل له الفرج، فعبّر عن خطورتها قائلا: ((لوما النّاس الصالحين ...)) فقال له صاحبي مُرشداً أو منكّتاً: ((وربي)) ؟
فأجابه: ((ربي والنّاس الصالحين))
فقال له: ((وربي وحده)) ! فلم يُجاره وقال له: ((هكذا سمعنا النّاس يقولون)). ((ربنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، إنّك أنت الوهّاب)). اهـ (الشرك ومظاهره ص134-135)





حكايتان عن المجاوي والونيسي


حدّثني تلميذ للشيخ عبد القادر المجاوي أنّ هذا الشيخ رأى ذات يوم بيده رسالة محمّد عبده في التوحيد، فانتهره لنظره فيها، وأغلظ له القول في مؤلّفها.
فأمهله هذا التلميذ ثمّ راجعه مرّة أخرى فيما سمع منه، فأثنى له على الشيخ محمّد عبده، واعتذر له عمّا أسمعه فيه أوّلا، بمجاراة العامّة التي كانت لذلك العهد لا تذكر بالشيخ عبده إلا الإلحاد، والإفساد في الدين.
وحدّثني آخر عمّن حضر ((زردة)) بكدية عاتي، من مدينة قسنطينة مع الشيخين عبد القادر المجاوي وحمدان الونيسي، أنّهم كانوا في بيت كتّان نسمّيه القيطون (1) فقام أحدهم متلهّفاً أن يفوته طعام الزردة وبركتها.
فقال له الشيخ حمدان: أيّ بركة فيها، إننّ طعامها حرام، ومجيئنا إليها حرام.

هذان الشيخان هما من شيوخ شيوخنا، وهما أشهر شيوخ الجزائر لعهدهما، ومن هاتين الحكايتين عنهما نرى كيف يضيع الدين وينمو المنكر.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنّه قال: ((إذا التمست الدنيا بعمل الآخرة، وتفقّه لغير الدّين، ظهرت البدع)). رواه ابن وضّاح في رسالة البدع والنّهي عنها (ص39) ولقد نصح من قال:
ولدتك، إذ ولدتك، أمّك باكيا **** والقوم حولك، يضحكون سرورا
فاعمل ليوم تكون فيه إذا بكوا **** في يوم موتك، ضاحكا مسرورا .اهـ
(الشرك ومظاهره ص 58-59)
(1) أي: خيمة.






الوليُّ عند العامّة وعقيدتهم فيه:


أمّا الولي عند النّاس اليوم فهو إمّا من انتصب للإذن بالأوراد الطرقية ولو كان في جهله بدينه مساويا بحماره.
وإما من اشتهر بالكهانة وسموه حسب اصطلاحهم ((مرابطاً)) ولو تجاهر بترك الصلاة، وأعلن شرب المسكرات.
وإمّا من انتمى إلى مشهور بالولاية ولو كان إباحيّاً لا يُحرّمُ حراماً.
وحق هؤلاء الأولياء على النّاس الجزم بولايتهم، وعدم التوقّف في دخولهم الجنّة، ثمّ الطاعة العمياء ولو في معصية الله، وبذل المال لهم ولو أخلّ بحق زوجته وصبيّته، والثقة بهم ولو خلوا بالخرد العين.
وبعد فهم المطلوبون في كلّ شدّة، ولكل محتم بهم عدّة.
وهم حماة للأشخاص وللقرى والمدن، كبيرها، وصغيرها، حاضرها وباديها.
فما من قرية بلغت ما بلغت في البداوة أو الحضارة، إلا ولها ولي تُنسبُ إليه، فيُقال سيدي فلان هو مولى البلد الفلاني.
ويجب عند هؤلاء النّاس أن يكون علماء الدين خَدَمَةً لهؤلاء الأولياء، مقرّين لأعمالهم وأحوالهم، غير منكرين لشيء منها، وإلا أوذوا بضروب السُباب، ومُستقبح الألقاب، وسلبوا الثقة بعلمهم، ووشى بهم إلى الحكّام. وذلك حظّ الدعاة إلى السنّة من مبتدعي هذه الأمّة. اهـ
(الشرك ومظاهره ص 122-123)





العبيدي الميلي:


ولقد أدركتُ بميلة جيلا كلّهُ إعجاب برجل يدعونه ((العبيدي)) وينقلون في مجالسهم أحاديث تصرّفه في الجنون فهذا يقول أخرجه من فلانة وسجنه في زجاجة، وذلك يحدّثك عن إحراقه وتصاعد دخانه، وآخر يروي لك توبيخه لهم وتهديده إياهم.
فهذا الحكيم ((العبيدي)) بميلة يكاد يحظى حظوة ذلك ((الحاكم)) العبيدي الميلي في صنعته وإن كان دون شُهرته وكُنتُ أتمنّى أن يُطلعني شيخي على هذا السرّ فحفظني الله من ذلك الشرّ. اهـ (الشرك ومظاهره ص 163-164)






صفة العزيمة اليوم:


وصفة العزيمة اليوم عندنا اليوم أن يقرأ القارئ على من يظنّ به مسّ الجنّ بسورة الجنّ غالبا وبيده فتيلة قد أحرق رأسها، يكوي بها أنف المُصاب وقد يدخن له ببخور وقد يكتب له ممّا هو مدوّن في نحو ((شمس المعارف)) (1).
وأكثر من يدّعي الصرع بالجنّ النّساء وأكثرهنّ فاجرات، يتّخذن الصرع وسيلة إلى أهوائهنّ في المعروفين بالعزائم.
فترى المعزم يتلوا القرآن بلسانه ويهوي إلى مسّ الصريعة بأركانه ويتحرّق لبلوغ أمنيته منها بجنانه.

فهو كالجزّار فينا ***** يذكر الله َ ويذبح






مفاسد أصحاب الرقية والعزيمة:


قد احترف أناسٌ -ممّا أصيبوا في مروءتهم بالإفلاس- الرقية بكلّ ما ليس بمشروع والعزيمة بما في نحو كتاب ((الرحمة)) (2) على كلّ مصروع، وأحدثوا في ذلك الأحداث وأرخوا الستائر دون الحرائر والأحداث، وهم بين منحلّ جملة من الدّين ومصرّ على الحرام المهين ولهم قبول عند ضعفة العقول، يزيّن لهم تلك الحال ويُغريهم بالمُضيّ في هذا الضلال: ((يا أيّها الذبن آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وَقودها النّاس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون)). اهـ (الشرك ومظاهره ص 171-172)

(1) و (2) من كتب الصوفية في السحر والشعودة.





مفاسد الإنتصاب للدعاء:


وقد وُجد في عصرنا من الطرقيين والمرابطين من ينتصب للدعاء ويصرّح بكونه واسطة بين الله وخلقه في جلب المحبوب ودفع المكروه، فإذا رضي عن أحد ضمن له ما يشتهي من حاجات من الدنيا ونعيم الآخرة، وإذا غضب عن آخر توعده بحلول النّقمة، ورضاه وغضبه تابعان لمطامعه فيما في أيدي النّاس.
ورأينا من الجهّال المعتقدين في لصوص الدّين هؤلاء من يبذل فوق طاقته طلبا لرضاهم عنه وفوزه بدعوة منهم له، ويشتري ما ينتسب إليهم من شمع وبخور مزايدة بأرفع الأثمان ليقوم ذلك الشيء المُشترى مقام دعوة صاحبه.
ففي الإنتصاب للدعاء وسؤاله ذريعة إلى الشرك والعياذ بالله.
(الشرك ومظاهره 191-192)





فشو دعاء غير الله:


ولقد فشا في المسلمين دعاء غير الله على شدّة إنكار كتابهم له وتحذير نبيّهم منه، حتى صار الجهلة ومن قرُب منهم يؤثرون على دعاء الله وحده.
والإستشهاد لذلك بالحكايات عنهم واستيعابها ممل معجز، فلنقتصر على حكاية واحدة.





الحكاية العاشورية:


ففي سنة سبع وأربعين، قُتل شيخنا محمّد الميلي رحمه الله، فأتيت من الأغواط (1). وجاء للتعزية الشيخ عاشور صاحب ((منار الأشراف)) وملقب نفسه ((كليب الهامل))، والهامل قرية بالحضنة قرب أبي سعادة بها زاوية كانت تمدّه بالمال.
فحضرتُ مجلسهُ ولم أشعره بحضوري إذ كان قد اجتمع عليه العمى والصمم. وذلك لئلا يحترز في حديثه أو نقع في حديث غير مناسب للمقام.
سمعت في ذلك المجلس بأذني ((كليب الهامل)) يحكي مناقضا لدعوة الإصلاح التي اشتهرت يومئذ، أنّ شيخا من شيوخ الطرق الصوفية كان مع مريديه في سفينة فهاج بهم البحر وعلت أمواجه، فلجأوا جميعا إلى الله يسألون الفرج والسلامة.
وكان الشيخ منفردا في غرفة يدعو فلم تنفرج الأزمة، وعادته أن لا يبطأ عليه بالإجابة، فوقع في روعه أنّه أتي من قبل أتباعه. لا لنقص فيه يوجب هذا الإعراض عنه.
فخرج على أتباعه مغضبا يقول: ((ماذا صنعتم في هذه الشدّة ؟)) فقالوا: ((دعونا الله مخلصين له الدّين بلسان المضطرّين)) إشارة لقوله تعالى: ((أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)) فنكّر عليهم اللجوء إلى الله مباشرة ووبخهم عليه وعرّفهم أنّ ذلك هو الحائل دون استجابة دعائه، وأنذرهم عاقبة استمرارهم على التوجّه إلى ربّهم، وأنّه الغرق وعلّمهم أنّ واجبهم هو التوجّه إليه وسؤاله ثمّ هو وحده يتوجّه إلى الله، فتابوا من دعاء الموحدين وامتثلوا تعليم الشيخ المخالف لتعليم ربّ العالمين. وعاد الشيخ إلى غرفته يدعو متوسطا بين الله وبين مريديه، فانكشفت الغمّة وسلمت السفينة، وحمد الشيخ ثقته بنفسه وفقهه سرّ البطء عن استجابة دعائه، وتفقيهه لأتباعه سرّ النّجاة وصرفهم إلى الثقة به عن الثقة بالله.
هذا معنى ما سمعته من كليب الهامل، ولم أقيّد الحكاية حين السماع حتى أؤدّيها بلفظها وأصوّرها بنصّها، ولم يسعني وأنا في مقام التحذير من الشرك اجتناب إدراج ما ينافي غرض الحاكي في الحكاية حتى تتم ثمّ أعلّق عليها، لئلا يعلق بذهن القارئ شيء من الشرك ولو إلى حين، ولم أميّز المدرج في الحكاية، لأنّه لا يخفى على العارف بحال المعارضين لدعاة الإصلاح الديني.
يستدل الشيخ عاشور وأتباعه بأمثال هذه الحكاية على لزوم التعلّق بشيوخ الزوايا وتوسيطهم بين العباد وربّهم، ناسخين بها نصوص الشريعة الكثيرة المحكمة وتتلقّفها منهم العامّة بقلوبها وتتمسّك بها في الاحتجاج لإيثار دعاء غير الله، وتعتقد أنّ ذلك أليقُ بحالها من أن تُخاطب بنفسها أرحم الراحمين، سنّة المشركين من قديم كما تقدّم عن الكلدانيين.





إعراض المبتدعين عن محكم الكتاب وصحيح السنّة:


والحكاية العاشورية تدلُّ على أنّ معتقدها أحطّ فكرا وأقبح جهلا وأبعدُ كفرا من مشركي العرب الذين يخلصون الدعاء لله في حال الشدّة واضطراب الموج.
ولم يزل من يعظ النّاس بنحو تلك الحكاية ويغرس في القلوب ضريب تلك العقيدة، ولا يرجعون في تمحيص ذلك إلى الكتاب والسنّة، فإن اضطروا إليهما تمسّكوا بمتشابه الكتاب ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وبضعيف الحديث المتداعي والموضوع الذي لا تحلُّ روايته إلا للتحذير منه وتلك عادة المبتدعين، من قديم لا يعنون بمحكم الذكر وصحيح الأثر، ولكن بالحكايات المختلقات والأضاليل الملفّقات.
فإن نصح لهم ناصح رموه بخبال في الرأي أو ضلال في الفهم أو زيغ في العقد لا عن حجّة وبيان ولكن ثقة بالذين يصدّقونهم في كلّ بهتان.
قال تعالى: ((قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون)) ، ((ففرّوا إلى الله إنّي لكم منه نذير مبين)) ، ((ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إنّي لكم منه نذير مبين كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون أتواصو به بل هم قوم طاغون، فتولّ عنهم فما أنت بملوم، وذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين)).
(الشرك ومظاهره ص 195-198)





غلوّ العامّة في التوسّل بالجاه:


وقد غلب الجهل بالدين وضعفت الثقة برب العالمين واعتد النّاس من سمّوهم أولياء صالحين وعوّلوا على التوسُّل بهم في قضاء مطالبهم، وغالوا في اعتباره وتشددوا في التمسّك به، وبادروا إلى الإنكار على من أراد بيان المشروع منه لهم.
ولم تزل مسألة الوسيلة حديث المجالس منذ أزمنة طذويلة فضبطناها ضبطا يقربها من مُتناول العامّة عسى أن يخفضوا من غلوائهم ويرجعوا إلى السنن المشروع في توسّلهم ويهتدوا إلى الحقّ في دعائهم، فيعبُدوا ربّهم بما شرع لهم ويتّبعوا الرسول فيما سنّ لهم. ((ومن يُطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ ألئك رفيقا))






شركُ القبوريين والطرقيين:


((إنّ الرزيّة كلّ الرزية والبلية كلّ البلية، أمر غير ما ذكرنا من التوسُّل المجرّد والتشفُّع بمن له شفاعة. وذلك ما صار يعتقدهُ كثيرٌ من العوام وبعض الخواص في أهل القبور وفي المعروفين بالصلاح من الأحياء من أنّهم يقدرون على ما لا يقدر عليه إلا الله، جلّ جلاله، ويفعلون ما لا يفعله إلا الله عزّ وجلّ حتى نطقت ألسنتهم بما انطوت عليه قلوبهم.
فصاروا يدعونهم تارة مع الله وتارة استقلالا، ويصرخون بأسمائهم ويعظمونهم تعظيم من يملك الضرّ والنّفع، ويخضعون لهم خضوعا زائدا على خضوعهم عند وقوفهم بين يدي ربّهم في الصلاة والدُّعاء.
وهذا إذا لم يكن شركاً فلا ندري ما هو الشرك ؟ وإذا لم يكن كُفرا فليس في الدُّنيا كُفرٌ)) (ص155) (1)




الطريق إلى الشفاعة:


أيُّها المُسلمُ اتّبع القرآن فيما أرشدكَ إليه يشفع لك عند الله.
ولا تحد عن سنّة رسول الله تشملك –إن شاء الله- شفاعته.
ولا تقنط من رحمة الله وترجو رحمة سواه، فإنّه أرحم الراحمين: ((يا أيُّها النّاس قد جائتكم موعظة من ربّكم وشفاء لما في الصدور وهُدى ورحمة للمؤمنين، قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير ممّا يجمعون)).
(1) (صيانة الإنسان نقلا عن الشوكاني)
(الشرك ومظاهره ص227-228)






قطعُ السلف لاتخاذ المزارات:


وقد علمت الحكم في البناء على القبور وحكمته. وأجمع الصحابة على العمل به. فلمم يبنوا على الأمكنة التي جلس فيها الرسول في أسفاره في الحج والعمرة والغزو، وهم عالمون بها وشديدو الحب له. ولم ينوطوا بشجرة الرضوان ولا غيرها خيوطا وخرقا ولا وضعوا تحتها مباخر ومصابيح، ولا قبّلوا غير الحجر الأسود أو تمسّحوا بشيء من غير أركان البيت. بل نهى أمير المؤمنين ومحدّثُ هذه الأمّة عمر بن الخطّاب عن تعمُّد العدول إلى موضع سجوده صلى الله عليه وسلّم في طريق المدينة إلى مكّة. وقطع شجرة الرضوان، وبيّن وجه تقبيله للحجر الأسود كما تقدّم في الفصل الحادي عشر.






إحداث الخلف للمزارات:


أين أنتم من هذا يا من اتّخذتم من القبور والمزارات أوثانا مودّة بينكم في الحياة الدنيا ؟
وشيّدتم عليها القصور ورفعتم القباب وأشركتموها بربّ الأرباب ؟
وجاوزتم ذلك تكثيرا لمظاهر الشرك فبنيتم على القبور ؟
واتّخذتم من شجر البطم والسدر وغيرهما ذات أنواط تعلقون به الخرق والخيوط وتسرجون له الأضواء وتعطّرونه بالمباخير والرياحين ؟
وجاوزتم ذلك إغراقا في الشرك إلى الصخور الضخمة والأودية الموحشة ؟ واستبدلتم بالتبرّك المسنون تبرككم المبتدع المأفون.
ها قد أوضحنا لكم ما في الزيارات من رشد وغيّ، فكونوا من عباد الله الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنهُ. ولا تكونوا ممّن حقّت عليهم كلمة الله: ((سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحقّ وإن يرو كلّ آية لا يُؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتّخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغيّ يتّخذوه سبيلا)).
(الشرك ومظاهره ص245-246)








[الإسراف والتبذير باسم الزردة والوعدة]


لو ضبطنا ما يُنفق بوطننا الجزائري على الزردات لهالنا الأمر واستهوتنا الأحزان إذ نرى التبذير الذي لا يحتمل في حين حاجتنا الشديدة إلى التعليم الحر وعجزنا ماليا عن سدّها.
وقد سألتُ ذات عام تُجّار الجلفة (1) عمّا خرج في زردة ((سيدي عبد العزيز الحاج)) وهي على أميال منهم. فذكروا لي في خصوص ما باعوه من زيت السيارات المعبّر عنه بالليصانص (2) مبلغا عظيما نسيته الآن، ولكنّه نحو المائة ألف فرنك.
هذا في خصوص الزيت وفي تلك المسافة القليلة، فانظر مبلغ ما اشترى من الزيت من غير الجلفة وما خرج في غيره من خمر ولهو ثمّ من لحم ودقيق وغير ذلك.
على أنّ هذه الزردة من متوسط الزردات، وأعلى منها زردة ((سيدي عابد)) من نواحي تيهرت (تيارت). (3)
إنّ ما يخرج في الزردات يُعدُّ بعشرات الملايين. وتصوّر ذلك يقف بك على الخسارة الفادحة التي لم تقف على الوجه المادي، بل تناولت ناحية الأخلاق والدّين، فاستفرغت الأيدي من المال والأدمغة من العقول والأفئدة من الدّين وقضت على الذرّية بالإهمال. فكانت خسارة إيجابية في الجهل والجمود والفقر والعصيان، وسلبية في العلم والتفكير والثروة والطاعة. فيا ليتها أبقت علينا ديننا فتمثّلنا بقول من مضى:
إذا أبقت الدنيا على المرء دينه **** فما فاته منها فليس بضائر.
(الشرك ومظاهره ص 260)
(1) من المدن الجزائرية
(2) كلمة فرنسية معرّبة بمعنى: البنزين.
(3) من المدن الجزائرية






الطيّب بن الحملاوي:


فمن الشائع عن الطيّب بن الحملاوي وهو أخو عبد الرحمن نسباً وأدبا ً أنّهُ أمَرَ صاحبة نزل بقسنطينة أن تُهيّئ لهُ غداء في رمضان.
فاستفهمتهُ المرأة وهي مسيحية (1) عن ذلك مُتعجّبة فأجابها قائلا: (( نحن نفرنو الدين على النّاس)).
وكلمة نفرنو فرنسية استعربت إلى العامية يُريدون منها معنى العطاء والتوزيع. والمقصود أنّ الدّين ملك لهم يُكلّفون به النّاس ولا يتكلّفون به.
ومن المعلوم عند الحنصالية وهي شُعبة من الشاذلية أنّ شيخهم سوّغ لهم الملاهي وتمتيع النّفس بما تشتهي.
وكم قائل من الطرقيين لمن رضيه من خدامه ((إذا تعرضتَ للنّار يتعرض لها فخذي))، وكم شيخ نقل عنه ضمان الجنّة لمن رآه ورأى من رآه إلى ثلاثة أجيال أو سبعة، ويوم النّظرة معروف عند التيجانية.





يوم النّظرة:


وهو أنّ الشيخ أحمد بن سالم (2) جمع أحبابه وهم مريدوه من صحراء وهران (3) وغيرها، ووقف –بعين ماضي مسقط رأسه قرب الأغواط- على ربوة ووضع على رأسه قطعة ذهبية كبيرة ليُرى. ثمّ نادى في جُموعه بضمان الجنّة لمن رآهُ إلى سبعة أجيال...
(الشرك ومظاهرُه ص 297-298)
(1) هكذا في الأصل والأولى أن يُقال نصرانية والله أعلم.
(2) مؤسس الطريقة التيجانية الصوفية الكافرة الشقيّة.
(3) مدينة بالغرب الجزائري (عاصمة الغرب)






الحسين القشّي:


ومن الشائع عن الحسين القشي دفين قرية سيدي خليفة جنوب ميلة قوله: ((بالحُرَيَّم ابتاع سيدي ربي إلا فتّشت على الدجّال في السماء السابعة وما لقيته))، والحريم بفتح الراء وتشديد الياء تصغير الحرام يمين السفهاء.
ونسبته إلى الله اعتقاد بأنّ له صاحبةً تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا. ونفيه لوجود الدجّال تكذيب بما ورد فيه عن الرسول صلى الله عليه وسلّم،ورقيه للسماء ردّة كما في مختصر خليل وغيره، ومع ذلك فهو ولي مزور وذرّيته معظّمة وإن كان المعظّمون لهم قد يُعظّمون الكلاب تعظيمهم.





كلاب ابن الحملاوي:


فقد تواتر أنّ كلاب عبد الرحمن بن الحملاوي هامت ذات سنة في عدّة جهات فكان النّاس يُكرمونها بالذبائح والضيافات ولكنّهم يؤلونها بانتزاع شعورها تبرّكا وزلفى.
(الشرك ومظاهره ص299-300)






العربي بن حافظ:


ويدلُّ لتألّههم (أي رؤوس الطرق الصوفية) وتأليه النّاس لهم دلائل كثيرة حالية ومقالية. قال العربي بن حافظ: ((يا رب أنت اشبح ونا نشبح وما خايف إلا على جهتك)) وهو أحد مشاهير المرابطين معاصر للحسين القشي بقاف بدوية وشين مشددة، يسكن جنوب ميلة قرب العثمانية ولم يزل أحد أبنائه لصلبه حيا.
ومعنى اشبح: اضغط، ومراده إظهار التبرّم بالنّاس والتضجّر منهم، وأنّهم أهل لكل ضغط إلهي، وأنّه مشارك للإله في هذا الضغط قاس فيه، ولكن يخشى التخفيف من جانب الله.
والمؤمن الراجي لرحمة الله يكون ذا رحمة ولا ينازع الله في شيء من أحكامه.
ولا يعدم المتأوّلة وجها لستر ذلك الشرك العظيم.
ولكن بإخراجه من مراد المتكلّم وفهم العامّة التي هي رواية أمثال هذه الأقوال.

وقال شاعر عامّي يُخاطب الشيخ عبد القادر الجبلي من قصيدة:
يا لعرج ولدام الخير يا سيدي نيف عليه********************
**********************وانحزنك وندير السير ما درت مزيّة.
(الشرك ومظاهره ص301)







استلاب الطرقيين للأموال:


... وشأن شيوخ الطرق في استلاب ما في أيدي النّاس عُجاب.
ومما وقع وأنا بالأغواط أرشد النّاس إلى ضلال هاته الطرق أن أحد شيوخها ممن كان يُتبرّك بغبار سيارته اشترى داراً بسلعين ألفاً وليس تحته فرنك (1) منها.
فخرج إلى من أَلف منهم الاعتقاد فيه وقال لهم: الزاوية مدينة فاجمعوا لها ما تؤدّي به الدّيْن. فأجابوه أنّ لك أربع ديار، فإذا بعتها وبقيت الزاوية مدينة فنحن مستعدّون لخلاصها من الدّين فكان هذا الجواب أوّل ما طرق سمعه على خلاف هواه.
مرابط عرفناه فقيرا فلمّا أقبل النّاس على زيارته أصبح غنيّاً يتودّد بغناه إلى الحكّام.
... ومن نظم الزمخري:
إنّي على ما أراكم لا أحذّركم **** معرّة اللّص والاكراد والفسقة
لكن أحذّركم من ينبري لكمو **** في هيئة الزّهد لكن همّه السرقة
صلاته الرّمحُ والتّسبيح أسهمهُ **** وصومه سيفه والمصحف الدرقة

(الشرك ومظاهره ص302-303)
(1) الفرنك عملة فرنسية قديمة.






خاتمة:


هذا حديثنا عن صوفية الزمان هُداةُ الشرك وحُماته، وقد دعوناهم بالكتاب والسنّة إلى الوفق (1)، فأخذتهم العزّة بالإثم ولجّوا في الشقاق ((ومن يُشاقق الرسول من بعد ما تبيّن له الهُدى ويتّبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونُصله جهنّم وساءت مصيرا)).
(الشرك ومظاهره ص303)
(1) هكذا في الأصل ولعلّ الصواب: الوفاق.



انتهى كلام الإمام العلامة مبارك الميلي رحمه الله تعالى.
  • ملف العضو
  • معلومات
عبد الله ياسين
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2007
  • المشاركات : 918
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • عبد الله ياسين is on a distinguished road
عبد الله ياسين
عضو متميز
رد: منهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و السلفية المعاصرة
04-07-2008, 09:16 PM
للأسف يا "يوسف1441" مرةً أخرى لم يسعفك "النسخ و اللصق الآلي" في حلّ اللّغز !

حديثنا عن التباين الواضح بين أصول الجمعية و بين السلفية المُعاصرة لا غير ؛ و عليه فلا تزال تعقيباتك خارجة عن الموضوع !

ثمّ إني أنصحك أن لا تعتمد على الشيخ الميلي فهو أشعري المُعتقد أي بمفهوم السلفية المعاصرة هو ((( جهمي معطل
!!!))) ؛ فعجبًا كيف يستنجدُ الغريق بالغريق !

و من المفروض أنك على اطّلاع بالأمر فكلّ من طالع كتابه " تاريخ الجزائر في القديم والحديث " لا تخفى عليه أشعرية الرجل كما أنّ كتابه "الشرك ومظاهره" الذي تتشدق به ؛ فيه من التأويل وفق أصول الأشاعرة ممّا لا ينكره حتى العميان !

و لكن يبدو أنك من هواة " النسخ و اللصق السريع !" استحسانًا منك لطريقة هذا الزمان "وجبة سريعة !" ؛ فلربما أتعبتك الدراسة المتأنية أثناء البحث و استخلاص الحقائق !

عليك أن تتعلّم قبل أن تتكلّم



التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله ياسين ; 04-07-2008 الساعة 09:22 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2008
  • الدولة : البليدة
  • العمر : 36
  • المشاركات : 7,183
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • جمال البليدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
رد: منهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و السلفية المعاصرة
04-07-2008, 10:31 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
اقتباس:
السلفية المعاصرة

هل تقصد أن الذين يتبعون منهج السلف الصالح في إثبات الصفات يعتبرون سلفية معاصرة؟
إن كان هؤلاء الذين إتبعو الطريقة النبوية سلفية معاصرة عندك فمابالك بمن إبتدعو طريقة جديدة خاصة في إثبات الصفات وإحياء بدعة المولد؟؟؟؟
من أحق بهذه التسمية إذن آ المتبعون للصحابة رضوان الله عليهم أم المقلدون لبعض العلماء كالنووي وابن حجر؟!!

اقتباس:
أوّلاً : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ؛ تقرّر تدريس التوحيد وفق أصول الأشاعرة و معلومٌ أنّ الأشاعرة ليسوا من أهل السنة و الجماعة عند السلفية المعاصرة !
اقتباس:

و قد كان العلامة بن باديس أدرج ضمن قائمة العلوم التي كان يدرّسها لطلبة العلم ، المتون التي تحكي أصول الأشاعرة في العقائد و أصول التصوّف الصحيح في السلوك ؛ كمتن بن عاشر المعروف بـ : " المرشد المعين على الضروري من علوم الدين " للعلامة عبد الواحد ابن عاشر الفاسي ، الذي استفتح متنه بقوله :

فِي عَقْدِ الأَشْعَرِيِّ و فِقْهِ مَالِك **** و فِي طَرِيقَةِ الجُنَيْدِ السَّالِك
فهل جمعية العلماء المسلمين كانت تدرّس الأجيال حملة دين الله الينا ((( التصوفي الخرافي !!!))) و ((( عقيدة التعطيل !!!))) كما تصفهما السلفية المعاصرة !
فتأمّل !
1-الشيوخ الذين تسميهم أنت بالوهابية أيضا يدرسون كتب النووي وابن حجر الذين تعتبرونهم أنتم أشعريين ويقولون عنهما أنهما وافقا الأشاعرة في الصفات ووافق أهل السنة في الفقه يعني تماما مثل ما نقلته انت عن الشيخ ابن باديس رحمه الله فما الفرق إذن؟
2-يقول الإمام بان باديس في كتابه
( العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية):و نثبت له ما أثبته لنفسه، على لسان رسوله، من ذاته، و صفاته، و أسماءه، و أفعاله. و ننتهي عند ذلك و لا نزيد عليه، و ننزهه في ذلك عن مماثلة أو مشابهة شيئ من مخلوقاته.
و نثبت الاستواء و النزول و نحوهما، و نؤمن بحقيقتهما على ما يليق به تعالى بلا كيف، و بأنّ ظاهرها المتعارف في حقّنا غير مراد".
وهذا التصريح منهم أقوى حجة على أنه ليس أشعري
ويقول الإمام المؤرخ المبارك الميلي(فنحن بالعقيدة السلفية قائلون ولما مات عليه الأشعري موافقون)
ومعلوم عندك أخي ياسين أن الأشعري مات على السنة بعد أن ألف كتابه المشهور الإبانة


اقتباس:
ثانِيًا : قال الشيخ حمّاني تلميذ العلامة ابن باديس - رحمهما الله - و مرآة جمعية علماء المسلمين [ فتاوى الشيخ أحمد حمّاني الجزء الثاني صفحة 597 ، منشوارت وزارة الشؤون الدينية - الجزائر ] : و قد قبل أسلافنا تأويل الأشاعرة كما قبلوا تفويض السلف.اهـــ

نعم هذا صحيح أسلافنا المتقدمين قبلوا تأويل الأشاعرة المبتدع وقبلوا تفويض السلف(بمعنى إمرار الصفات كما جاءت) ولكن نقل الشيخ حماني لهذا القبول لا يعني أنه يوافقهم في قبولهم ذاك ولا يعني أنه أشعري كما توهمت
وكلام الشيخ الحماني يتطابق مع كلام العلامة البشير الإبراهيمي حين قال(أما المذاهب الكلامية، فلم يكن أثرها بالقليل في تفرق المسلمين و تمزق شملهم. و لكنها لما كان موضوعها البحث في وجود الله و إثبات صفاته، و ما يجب له من كمال) آثار البشر الإبراهيمي (1/ 97، 99).

و
اقتباس:
قال أيضاً رحمه الله [انظر : فتاوى الشيخ أحمد حمّاني الجزء الأوّل صفحة 261 ، منشوارت وزارة الشؤون الدينية - الجزائر ] : ومن تمعّن في نصوص الشريعة جيّدا ، و درس حجج الفرق المتنازعة بإنصاف ، حكم بأنّ الحق بجانب أهل السنة و الجماعة ، الذين منهم الأشاعرة.اهـــ

1-نعم الأشاعرة الذين إتبعوا كتاب الإبانة كما صرح بذلك الإمام المبارك الميلي رحمه الله وقد تقدم ذلك
2-هب أنه قال أن الأشاعرة من أهل السنة والجماعة فإنه ليس الوحيد من قال بهذا فهناك الإمام السفارني أيضا قال بذلك وكذلك الشهرستاني وهؤلاء أئئمة علماء ولكنهم أخطأو في تصنفيهم للأشاعرة ضمن اهل السنة والجماعة ولسنا مطالبون بتقليدهم فكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم

اقتباس:
كلّ من التأويل و التفويض رضي بهما كبار علماء الأمة ؛ قال الإمام النووي في [ المنهاج شرح صحيح مسلم بن حجاج ] :
اقتباس:
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَنْزِل رَبّنَا كُلّ لَيْلَة إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فَيَقُول : مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيب لَهُ ) ‏
هَذَا الْحَدِيث مِنْ أَحَادِيث الصِّفَات , وَفِيهِ مَذْهَبَانِ مَشْهُورَانِ لِلْعُلَمَاءِ سَبَقَ إِيضَاحهمَا فِي كِتَاب الْإِيمَان وَمُخْتَصَرهمَا أَنَّ أَحَدهمَا وَهُوَ مَذْهَب جُمْهُور السَّلَف وَبَعْض الْمُتَكَلِّمِينَ :أَنَّهُ يُؤْمِن بِأَنَّهَا حَقّ عَلَى مَا يَلِيق بِاَللَّهِ تَعَالَى , وَأَنَّ ظَاهِرهَا الْمُتَعَارَف فِي حَقّنَا غَيْر مُرَاد , وَلَا يَتَكَلَّم فِي تَأْوِيلهَا مَعَ اِعْتِقَاد تَنْزِيه اللَّه تَعَالَى عَنْ صِفَات الْمَخْلُوق , وَعَنْ الِانْتِقَال وَالْحَرَكَات وَسَائِر سِمَات الْخَلْق . وَالثَّانِي مَذْهَب أَكْثَر الْمُتَكَلِّمِينَ وَجَمَاعَات مِنْ السَّلَف وَهُوَ مَحْكِيّ هُنَا عَنْ مَالِك وَالْأَوْزَاعِيِّ : أَنَّهَا تُتَأَوَّل عَلَى مَا يَلِيق بِهَا بِحَسْب مَوَاطِنهَا . فَعَلَى هَذَا تَأَوَّلُوا هَذَا الْحَدِيث تَأْوِيلَيْنِ أَحَدهمَا : تَأْوِيل مَالِك بْن أَنَس وَغَيْره مَعْنَاهُ : تَنْزِل رَحْمَته وَأَمْره وَمَلَائِكَته كَمَا يُقَال : فَعَلَ السُّلْطَان كَذَا إِذَا فَعَلَهُ أَتْبَاعه بِأَمْرِهِ . وَالثَّانِي : أَنَّهُ عَلَى الِاسْتِعَارَة , وَمَعْنَاهُ : الْإِقْبَال عَلَى الدَّاعِينَ بِالْإِجَابَةِ وَاللُّطْف . وَاللَّهُ أَعْلَم .اهـــ
و معلومٌ أنّ التأويل و التفويض ؛ عند السلفية المُعاصرة : ((( ضلال !!! ))) و ((( تعطيل!!!))) !
و معلوم أيضاً أنّ الأشاعرة من الفرق الضالة عند السلفية المُعاصرة !
فتأمّل !
1-أين التفويض في كلام النووي؟
2-أما عن الـتأويل الذي نسبه الإمام النووي لبعض السلف فمردود عليك بهذا الأثر:
قال الوليد بن مسلم : (سألت الأوزاعي والثوري ومالك بن أنس والليـث بن سعد: عن الأحاديث التي فيها الصفات؟ فكلهم قال (أمروها كما جاءت بلا كيفية).
;قال الإمام الأوزاعي: كنا - والتابعون متوافرون- نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من الصفات. نقل هذا التصريح عن الإمام الأوزاعي الإمام البيهقي في كتابه "الأسماء والصفات"106، وهو تصريح يدل على إجماع التابعين المبني على إجماع الصحابة المستند إلى صريح الكتاب وصحيح السنة في صفة الاستواء وغيرها من الصفات الواردة في الكتاب والسنة.

وجاء في فتح الباري في تفسير حديث النزول ما نصه:
" . قَوْله : ( يَنْزِل رَبّنَا إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا ) اِسْتَدَلَّ بِهِ مَنْ أَثْبَتَ الْجِهَة وَقَالَ : هِيَ جِهَة الْعُلُوّ , وَأَنْكَرَ ذَلِكَ الْجُمْهُور لِأَنَّ الْقَوْل بِذَلِكَ يُفْضِي إِلَى التَّحَيُّز تَعَالَى اللَّه عَنْ ذَلِكَ .
وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي مَعْنَى النُّزُول عَلَى أَقْوَال :
> فَمِنْهُمْ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى ظَاهِره وَحَقِيقَته وَهُمْ الْمُشَبِّهَة تَعَالَى اللَّه عَنْ قَوْلهمْ .
>وَمِنْهُمْ مَنْ أَنْكَرَ صِحَّة الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي ذَلِكَ جُمْلَة وَهُمْ الْخَوَارِج وَالْمُعْتَزِلَة وَهُوَ مُكَابَرَة , وَالْعَجَب أَنَّهُمْ أَوَّلُوا مَا فِي الْقُرْآن مِنْ نَحْو ذَلِكَ وَأَنْكَرُوا مَا فِي الْحَدِيث إِمَّا جَهْلًا وَإِمَّا عِنَادًا ,
>وَمِنْهُمْ مَنْ أَجْرَاهُ عَلَى مَا وَرَدَ مُؤْمِنًا بِهِ عَلَى طَرِيق الْإِجْمَال مُنَزِّهًا اللَّه تَعَالَى عَنْ الْكَيْفِيَّة وَالتَّشْبِيه وَهُمْ جُمْهُور السَّلَف , وَنَقَلَهُ الْبَيْهَقِيُّ وَغَيْره عَنْ الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة وَالسُّفْيَانَيْنِ وَالْحَمَّادَيْنِ وَالْأَوْزَاعِيُّ وَاللَّيْث وَغَيْرهمْ

3-قال الحافظ ابن رجب : والصواب ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تفسير لها، ولا تكييف، ولا تمثيل، ولا يصح عن أحد منهم خلاف ذلك البتة) [ينظر: فضل علم السلف على الخلف لابن رجب ص( 22 ) ]
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن جميع ما في القرآن من آيات الصفات فليس عن الصحابة اختلاف في تأويلها، وقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة وما رووه من الحديث ووقفت من ذلك على ما شاء الله تعالى من الكتب الكبار والصغار أكثر من مائة تفسير فلم أجد إلى ساعتي هذه عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئا من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف...)مجموع الفتاوى ( 6/394 )
وقال ابن القيم – رحمه الله - : (إن أهل الإيمان قد يتنازعون في بعض الأحكام، ولا يخرجون بذلك عن الإيمان، وقد تنازع الصحابة في كثير من مسائل الأحكام وهم سادات المؤمنين، وأكمل الأمة إيماناً، ولكن بحمد الله لم يتنازعوا في مسألة من مسائل الأسماء والصفات والأفعال، بل كلهم على إثبات ما نطق به الكتاب والسنة، كلمة واحدة، من أولهم إلى آخرهم، ولم يسوموها تأويلاً، ولم يحرفوها عن مواضعها تبديلاً، ولم يبدوا لشيء منها إبطالاً، ولا ضربوا لها أمثالاً، ولم يدفعوا في صدورها وأعجازها، ولم يقل أحد منهم: يجب صرفها عن حقائقها، وحملها على مجازها، بل تلقوها بالقبول والتسليم، وقابلوها بالإيمان والتعظيم وجعلوا الأمر فيها كلها أمراً واحداً ، وأجروها على سنن واحدة) [ إعلام الموقعين ( 1/51- 52 ) ]،

اقتباس:
ثالثًا : تلامذة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الى يومنا هذا يُدرّسون لطلبتهم العقيدة الأشعرية التي تلقوها من شيوخهم ؛ كما يفعل الفاضل الطاهر آيت علجت و غيره من اخوانه ؛ و هم أعلم بمنهج الجمعية في العقيدة من غيرهم مصداقه قوله تعالى [ سورة فاطر : 14 ] : وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ و قوله أيضاً [ سورة الفرقان : 59 ] : فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا
اقتباس:
فكيف نعدل عن قول ابن الدّار في الدّار !
فتأمّل !
1-وأيضا الأشاعرة القدماء نسبوا الأشعرية للمذاهب الأربعة ومصداقه قوله تعالى"تشابهت قلوبهم"البقرة 118
2-يقول الإمام بان باديس في كتابه
( العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية):و نثبت له ما أثبته لنفسه، على لسان رسوله، من ذاته، و صفاته، و أسماءه، و أفعاله. و ننتهي عند ذلك و لا نزيد عليه، و ننزهه في ذلك عن مماثلة أو مشابهة شيئ من مخلوقاته.
و نثبت الاستواء و النزول و نحوهما، و نؤمن بحقيقتهما على ما يليق به تعالى بلا كيف، و بأنّ ظاهرها المتعارف في حقّنا غير مراد".
فكيف نعدل عن قول صاحب الدار؟!
يتبع بإذن الله........
التعديل الأخير تم بواسطة جمال البليدي ; 04-07-2008 الساعة 10:57 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2008
  • الدولة : البليدة
  • العمر : 36
  • المشاركات : 7,183
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • جمال البليدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
رد: منهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و السلفية المعاصرة
04-07-2008, 11:35 PM
اقتباس:
رابعًا : الشيخ ابن باديس رحمه الله أوّل من طبع و قام بتحقيق كتاب "العواصم من القواصم" لقاضي قضاة المالكية الإمام ابن العربي الأشعري ؛ فأثنى - ابن باديس - على الكتاب في مقال حافل و خصّ بالذكر دحض صاحب الكتاب لعقائد الظاهرية و الباطنية.
اقتباس:
فإذا علمت أنّ العلامة ابن العربي أصّل في كتابه هذا للعقيدة وفق أصول الأشاعرة و نقض وفق هذه الأصول مذاهب الظاهرية في العقيدة كالذين يحملون حديث النزول على ظاهره كما ذكر رحمه الله ؛ ظهر جليًّا مذهب العلامة ابن باديس رحمه الله

1-أظنك لا تفرق بين الزنديق ابن عربي محمد بن علي الحاتمي الظائي المرسي ولد بالأندلس سنة 560 هـ وتوفي سنة 638هـ صاحب كتاب فصوص الحكم الذي يقدسه بعض المتصوفة وبين العالم السني ابن العربي المالكي فالأول ابن عربي بدون الألف واللام والثاني بالألف واللام
2-هب أنه أشعري كما إدعيت فعلمائنا أيضا يدرسون كتب من تسميهم أنت بالأشاعرة كالنووي وابن حجر ولكن لا يدرسون عقيدتهم وكتاب العواصم من القواصم لا يتناول قضايا الأسماء والصفات إنما يتناول المناقب والتاريخ، يبحث فيه الكاتب القاضي ابن العربي مسألة هامة وهي العصمة فالعصمة لا تكون إلا للأنبياء وبالتالي الكتاب نافع وقد شرحه أيضا بعض مشايخنا
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3096
وكتاب ابن حجر أيضا فيه بعض التأويلات ومشايخنا مازالوا يثنون عليه فأين المخالفة المزعومة؟؟؟؟

و
اقتباس:
من رجع الى الكتاب المذكور "العواصم من القواصم" يجدُ أنّ العلاّمة ابن العربي المالكي يقصد بظاهرية العقائد الذين يحملون المتشابه على ظاهره كحديث النزول و آيات الإستواء و... وغيرها و معلوم أنّ هذا المذهب الذي نقضه ابن العربي هو مذهب السلفية المعاصرة و منه يُعلم منهج العلامة ابن باديس في العقيدة الموافق لما عليه جمهور علماء المسلمين إذ لا يصحُ شرعاً و لا عقلاً أن يُثني الشيخ ابن باديس على عقائد ((( أهل البدع و الضلال !!!!)))
1-سأرد عليك بكلامك الذي نقلته عن الإمام ابن باديس
اقتباس:
اذ لم يكن بد من الخطأ لغير المعصوم فليس تفاضل الناس في السلامة منه ، وانما تفاضلهم في قلته و كثرة الصواب التي تغمره
ونفس الشيء قاله علمائنا في أخطاء النووي وابن حجر ونقوله في ابن العربي
2-علمائنا أيضا شرحوا كتاب العواصم من القواصم كما تقدم فأين الخلاف؟
اقتباس:
خامسًا : الشيخ ابن باديس يتأوّل في الأخبار الإضافية.
عَن‏ ‏أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ إِذْ أَقْبَلَ نَفَرٌ ثَلَاثَةٌ فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَذَهَبَ وَاحِدٌ فَلَمَّا وَقَفَا عَلَى مَجْلِسِ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏سَلَّمَا فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا وَأَمَّا الْآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ فَآوَاهُ اللَّهُ وَأَمَّا الْآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ
قال الشيخ ابن باديس عند شرح الحديث [ ابن باديس حياته و آثاره جمع و دراسة عمّار الطّالبي الجزء الثاني صفحة 293 طبعة دار الغرب الإسلامي ] : فاستحيا الله منه : ترك عقابه و لم يحرمه من ثواب . أعرض : التفت الى جهة أخرى فذهب اليها . فأعرض الله عنه : حرمه من الثواب.اهــ


هذا ليس تأويلا كما توهمت إنما من إستحياء الله تعالى أنه ترك عقاب عبده ولم يحرمه ثوابه كما أنه من رحمة الله تعالى أنه يقبل التوبة عن عباده
اقتباس:
قال ربنا [ الذاريات : 47 ] : وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ
اقتباس:
قال الشيخ ابن باديس [ ابن باديس حياته و آثاره جمع و دراسة عمّار طالبي الجزء الثاني صفحة 90 طبعة دار الغرب الإسلامي ] : بِأَيْدٍ : بقوة.اهــ

نفس الشيء هذا ليس تأويل بل الأيد في اللغة العربية تعني القوة حقا
وهذا ماقاله الإمام السلفي عبد الرحمان السعدي في تفسيره:
أي : بقوة وقدرة عظيمة..اه
و قال الامام العلامة المفسر الأصولي محمد الامين الشنقيطي رحمه الله في تفسيره اضواء البيان :

( قوله تعالى في هذه الآية الكريمة {بَنَيْنَـٰهَا بِأَيْدٍ}، ليس من آيات الصفات المعروفة بهذا الاسم، لأن قوله {بِأَيْدٍ} ليس جمع يد: وإنما الأيد القوة، فوزن قوله هنا بأيد فعل، ووزن الأيدي أفعل، فالهمزة في قوله: {بِأَيْدٍ} في مكان الفاء والياء في مكان العين، والدال في مكان اللام. ولو كان قوله تعالى: {بِأَيْدٍ} جمع يد لكان وزنه أفعلاً، فتكون الهمزة زائدة والياء في مكان الفاء، والدال في مكان العين والياء المحذوفة لكونه منقوصاً هي اللام.
والأيد، والآد في لغة العرب بمعنى القوة، ورجل أيد قوي، ومنه قوله تعالى {وَأَيَّدْنَـٰهُ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ} أي قويناه به، فمن ظن أنها جمع يد في هذه الآية فقد غلط فاحشاً، والمعنى: والسماء بنيناها بقوة ) انتهى أضواء البيان .
ومثلها قوله تعالى ( اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) [صـ : 17]
قال ابنُ فارس :
[ (أيد) الهمزة والياء والدال أصلٌ واحد، يدلّ على القوة والحِفْظ. يقال أيّدَه الله أي قوّاه الله. قال تعالى: والسَّماءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ ]

قال في القاموس المحيط :
( .. آدَ يَئِيدُ أيْداً : اشْتَدَّ وقَوِيَ . والآدُ : الصُّلْبُ والقُوَّةُ كالأَيْدِ . وآيَدْتُهُ مُؤَايدَةً وأيَّدْتُه تأييداً فهو مُؤْيَدٌ ومُؤَيَّدٌ : قَوَّيْتُه . وككِتابٍ : ما أُيِّدَ به من شيءٍ والمَعْقِلُ والسِّتْرُ والكَنَفُ والهَواءُ واللَّجَأُ والجَبَلُ الحَصينُ والتُّرابُ يُجْعَلُ حَوْلَ الحَوْضِ والخِباءِ و من الرَّمْلِ : ما أشْرَفَ ومَيْمَنَةُ العَسْكَرِ ومَيْسَرَتُه وحَيٌّ من مَعَدٍّ وكَثْرَةُ الإبِلِ . والمُؤْيِدُ كمُؤْمِنٍ : الأَمْرُ العظيمُ والدَّاهِيةُ ج : مَوائِدُ . وتَأَيَّدَ : تَقَوَّى ) .

وقال ابنُ دريد في <الجمهرة> :
( .. والأَيْد: القوّة، وكذلك الأَوْد. ورجل ذو آد وذو أَيْدٍ، أي قوة. ومنه قوله عزّ وجلّ: " والسماءَ بنيناها بأَيْدٍ " ، أي بقوّة .. )

وقال امرئ القيس :
فأَثَّتْ أَعالِيه وآدَتْ أُصولُه ** ومال بِقُنْيَانٍ من البُسْر أَحمَرَا

يتبع بإذن الله...........
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2008
  • الدولة : البليدة
  • العمر : 36
  • المشاركات : 7,183
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • جمال البليدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
رد: منهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و السلفية المعاصرة
05-07-2008, 12:14 AM
اقتباس:
سادسًا : حجيّة خبر الواحد عند العلامة ابن باديس رحمه الله تُخالف تمامًا مذهب السلفية المُعاصرة !
اقتباس:
قال الشيخ ابن باديس رحمه الله [ ابن باديس حياته و آثاره جمع و دراسة الدكتور عمّارالطّالبي الجزء الثاني صفحة 72 ] :
لمّا كان العرب لم يأتهم نذير قبل النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلمّ - بنّص هذه الآية وغيرها فهم في فترتهم ناجون لقوله تعالى : " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً " [ سورة الإسراء الأية 15 ] و " أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ " [ سورة المائدة الأية 15 ] وغيرهما ، وكلّها آيات قواطع في نجاة أهل الفترة ولا يستثنى من ذلك إلاّ من جاء فيهم نصّ ثابت خاص كعمر بن لحي ، أوّل من سيّب السّوائب وبدّل في شريعة إبراهيم وغيّر وحلّل للعرب وحرّم، فأبَوَا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ناجيان بعموم هذه الأدلّة ولا يعارض تلك القواطع حديث مسلم عن أنس (رضي اللّه عنه) : (أنّ رجلا قال للنّبيّ صلّى اللّه عليه وعلى آله وسلمّ : يا رسول اللّه أين أبي ؟ قال في النّار، فلمّا قفا الرّجـل دعاه فقال : إنّ أبي وأباك في النّار)، لأنّه خبر آحاد فلا يعارض القواطع وهو قابل للتّأويل بحمل الأب على العمّ مجازا يحسنه المشاكلة اللّفظية ومناسبته لجبر خاطر الرّجل وذلك من رحمته صلّى اللّه عليه وسلمّ وكريم أخلاقه.اهــــ

الشيخ ابن باديس لم ينكر الحديث بل أوله بخلاف غيره من أعداء السلفية وسبب تأويله للحديث هو أنه رآه يخالف الآية "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً " وليس لكونه أحاد وعدا الأبوان من أهل الفترة
وهو في هذا مجتهد لا يخرج من دائرة السلفية أصلا وإن خالف بعض العلماء السلفيين فلا يعني أنه ليس سلفي كما تتوهم دائما

اقتباس:
سابعًا : جمعية علماء المسلمين الجزائريين تدعوا لإحياء المولد النبوي الشريف على الطريقة الشرعية ؛ في حين السلفية المعاصرة تشنّ حربًا في غير عدو على كلّ من يفعل ذالك و تعتبرهم غير صادقين في حبّهم لنبيّهم بله يُروّجون للبدع
!
نعم وهم في هذا مجتهدون معذرون كالذين من قبلهم كابن حجر وغيره من الذين أجازو بدعة المولد
وليس كل من وقع في بدعة يبدع
قال الإمام الشاطبي:لا يخلوا المنسوب إلى البدعة أن يكون :مجتهدا فيها أو مقلدا....ثم قال : فالقسم الأول على ضربين :أحدهما : أن يصح كونه مجتهدا فالإبتداع منه لا يقع إلا فلتة وبالعرض لا بالذات وإنما تسمى غلطة أو زلة لأن صاحبها لم يقصد اتباع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويل الكتاب أي لم يتبع هواه ولا جعله عمدة والدليل عليه أنه ظهر له الحق أذعن له وأقر به )الإعتصام(1/193/-197)
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: ((وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها، وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله : (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)، وفي الحديث أن الله قال : ((قد فعلت))، وبسط هذا له موضع آخر))[معارج الوصول ص:43].

اقتباس:
ثامنًا : الشيخ بن باديس يجيز التوسل بذات النبي صلى الله عليه و سلم.
اقتباس:
قال الشيخ ابن باديس رحمه الله [ ابن باديس حياته و آثاره ؛ جمع و دراسة عمّار الطّالبي الجزء 3 ص 37 طبعة دار الغرب الإسلامي ] :
نصحني سيدي الطالب اذا يسر الله لي زيارة القبر الشريف أن أسأله عليه و آله الصلاة و السلام الشفاعة ، و قد يسر الله لي ذالك و له الحمد و المنة منذ عشرين سنة ، وقد دعوت الله وحده و توسلت له بنبيه و توجهت اليه به أن يميتني على ملته ، و يجعلني من أنصار سنته ، وأهل شفاعته ، الى أشياء أخرى قد استجاب الله تعالى بعضه ( المحقق : كذا في الأصل و لعله : بعضها ) ، وأنا أرجو الاستجابة في الباقي.اهــــ

و قال رحمه الله [ نفس المصدر ، الجزء 3 ص 160] :
اعلم ان السادة العارفين هم أرسخ الناس قدما في محبة النبي صلى الله عليه و سلم و تعظيم حرمته ، و مراعاة شريف جانبه ، وتعزيره و توقيره و بره . تجد ذالك في صلواتهم عليه ، وفي ادعيتهم لله تعالى عند ذكره ، و التوسل به ، و في مناجاتهم له عند الشوق اليه ، و في تأليفهم عند الكلام في حقه.اهــــ

و قال أيضاً [ نفس المصدر ، الجزء 2 ص 192 ] :
الرّاجح هو الوجه الأوّل الّذي يجيز التّوسّل بذات النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم نظرا لمقامه العظيم عند ربّه لوجهين، الأوّل : أنّ ذلك هـو ظاهر اللّفظ ولا موجب للتّقدير ولا منافاة بين أن يكون في قوله أسألك وأتوجّه إليك بنبّيك وقوله إنّي توجّهت بك قد سأل بذاته، وفي قوله اللّهم شفّعه فيّ قد سأل قبول دعائه له وسؤاله...والثّاني أنّه لمّا كان جائزا السّؤال من المخلوقين بما له مقام عظيم عندهم فلا مانع من أن يسأل اللّه تعالى بنبيّه بحسب مقامه العظيم عنده.اهـــ

و قد توسّع في بسط المسألة ، فليرجع الى كلامه كل من يريد التحقيق ؛ تجده في "ابن باديس حياته و آثاره جمع و دراسة عمّار الطّالبي الجزء 2 ص 187 طبعة دار الغرب الإسلامي ".
و معلوم أنّ التوسل عند السلفية المعاصرة من البدع الخطيرة و الكبائر التي أوقعت الأمة في الشركيات ؛ بزعمهم !
فتأمّل !

مع كتاب "الرد النفيس على الطاعن في العلامة ابن باديس" لمحمد حاج عيسى..." -
تعرض محمد حاج عيسى في الفصل الثالث من هذا الباب إلى الأخطاء في المسائل الخفية والقضايا الخلافية التي انتقدتها الكاتبة على ابن باديس رحمه الله، مبينا أنه ليس المقصود تصويب ابن باديس فيما رآه فيها، ولكن الغرض دفع التشنيع والتبديع عنه في مسائل قد سبق إليها وهي من مسائل الخلاف.
أول مبحث في هذا الفصل كان في قضية التوسل بالنبي ،ورأى الكاتب حفظه الله أن يبدأ بتحرير كلام ابن باديس في المسألة (أنظره في الآثار2/47)،وملخصه أن ابن باديس رحمه الله تعالى يرى التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائزا مرجوحا، ثم ذكرالكاتب أنه مع أن الراجح من المسألة أنه لا يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أهل العلم نصوا على أن المسألة خفية خلافية قال ابن تيمية وقال:" قلت فهذا الدعاء ونحوه قد روي أنه دعا به السلف ونقل عن أحمد بن حنبل في منسك المروذي التوسل بالنبي في الدعاء، ونهى عنه آخرون فإن كان مقصود المتوسلين التوسل بالإيمان به وبمحبته وبموالاته وبطاعته فلا نزاع بين الطائفتين، وإن كان مقصودهم التوسل بذاته فهو محل النزاع وما تنازعوا فيه يرد إلى الله والرسول… وفى الجملة فقد نقل عن بعض السلف والعلماء السؤال به، بخلاف دعاء الموتى والغائبين من الأنبياء والملائكة والصالحين والاستغاثة بهم والشكوى إليهم فهذا مما لم يفعله أحد من السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا رخص فيه أحد من أئمة المسلمين .... " (مجموع الفتاوى (1/264-265) التوسل والوسيلة (123-124) وانظر أيضا مجموع الفتاوى (1/337-338) ).
وقال ابن عثيمين رحمه الله تعالى :" التوسل بجاه النبي ليس بجائز على الراجح من قول (كذا) أهل العلم فيحرم التوسل بجاه النبي ، فلا يقول إنسان اللهم إني أسألك بجاه نبيك كذا وكذا ، وذلك لأن الوسيلة لا تكون إلا إذا كان لها أثر في حصول المقصود ، وجاه النبي بالنسبة إلى الداعي ليس له أثر في حصول المقصود " (فتاوى العقيدة (279). ).
وبناء على ذلك لا يبنى على هذه المسألة تكفير ولا تبديع إلا بعد إقامة الحجة الواضحة، ننقل مما نقله الكاتب من ذلك ما قاله ابن تيمية رحمه الله تعالى :" والثاني أن التوسل يكون في حياته وبعد موته وفى مغيبه وحضرته ولم يقل أحد إن من قال بالقول الأول فقد كفر ولا وجه لتكفيره، فإن هذه مسألة خفية ليست أدلتها جلية ظاهرة، والكفر إنما يكون بإنكار ما علم من الدين ضرورة أو بإنكار الأحكام المتواترة والمجمع عليها ونحو ذلك، واختلاف الناس فيما يشرع من الدعاء وما لا يشرع كاختلافهم هل تشرع الصلاة عليه عند الذبح، وليس هو من مسائل السب عند أحد من المسلمين، وأما من قال إن من نفى التوسل الذي سماه استغاثة بغيره كفر وتكفير من قال بقول الشيخ عز الدين وأمثاله فأظهر من أن يحتاج إلى جواب، بل المكفر بمثل هذه الأمور يستحق من غليظ العقوبة والتعزير ما يستحقه أمثاله من المفترين على الدين لا سيما مع قول النبي من قال لأخيه كافر فقد باء بها أحدهما" ( مجموع الفتاوى (1/106)).
ثم بعدها وقف الكاتب مع مجازفات الكاتبة وتحاملها على ابن باديس فوصفته ص33 بمباينته لمنهج العلماء السلفيين وتجويز هذا "العمل الشركي" ، متهمة إياه ص 36 أنه -بقوله في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم- يفتح الباب للتوسل بالصالحين وغير ذلك من الاتهامات.
كتبه الأخ سيد أحمد مهدي


يتبع بإذن الله........

موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 06:27 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى