ليختفي هو تاركا من خلفه احجية لا يمكن حلها ...هل كانت ابتسامة سخرية ام نداء قلب يحتضر ...سؤال عالق و حيرة قاتلة دفعت به لان يقرر متحديا كارثتها الثانية...لابد ان أتأكد غدا
ياتي الغد مسرعا حاملا معه املا يغرق* بين ثنايا الالم ...ينهض مهرولا يمني النفس بمحو خيبات الامل لكنها الخيبة من جديد و اي خيبة هذه المرة
هاهو صديقه الذي لم يره منذ مدة
اهلا بك منير كيف حالك
بخير الحمد لله و انت
و الله تمام التمام و كل شيئ على ما يرام
الم تسمع
اسمع ؟!! عن ماذا؟!!!
فلانة
ما بها فلانة
انها مع صديقنا ً...........ً....ً
لم يعد يستمع لمنير ...حاول ان يتمالك نفسه ...كان يبحث عن الكلمات التي اختفت فجأة ...يلفظ كلمة ثم يفكر في رجليه اللتان ترتعشان..* اهي رجلاي ام ارض غاضبة تتحرك* ...اخيرا و بعد جهد جهيد استطاع ان يجد كلمتين وسط فراغ رهيب ينهي بهما بأسه المصطنع ....ربي يهنيهم !!
يودع صديقه بصوت مخنوق* ليحتضنه مارد الالم بعد اول خطوة بابتسامة عريضة* ثم يضمه بشوق جارف هامسا في اذنه ... اهلا بك في مملكة الدموع يا عزيزي
كان ملكا بحق في مملكته فدموعه لم تتوقف يومين كاملين... في ثالث الايام و في جوف الليل قرر ان لا يكون ملكا بعدها و الدنيا لن تتوقف من دونها...تضرع لله تلك الليلة و صلى ركعتين و دعا بحرقة ...ربي اني مسني الضر و انت ارحم الراحمين...اعادها مرات و مرات و في كل مرة
يبلل سجادته الزرقاء بقطرات حارقة...و جاء الصباح...لكن صباحه كان كالعادة بلا شمس بلا نور بل بلا معنى ...ظلام لا يختلف عن ظلام الليل ...ينظر الى السماء ثم يطأطئ رأسه محدثا نفسه ...لا فائدة لا مناص لن انسى ما حييت ... و كانه يتعجل رحمة ربه...يعود فيستغفر الله ليمضي في ظلامه تائها عن سبيله ...ثم يتوقف.. كانت هناك يد تحاول ان تلمس يده ...يد تقترب فتمسك يده بقوة ...يستسلم لها و يتركها تاخذه ...كانت تقوده لنور خافت يلوح من بعيد...لكن النور بدأ يعم المكان و يزداد قوة و ضياءا ليعلم بعدها ان رحمة الله واسعة و ان فرج الله قريب..فاستغفر ربه و امسك بتلك اليد بقوة و قرر ان لايفارقها محدثا نفسه بعزم .. لن يبعدني عنك سوى الموت وحده
ههههههههههه نهاية سعيدة ...الليل طويل الله غالب