تحذير السلف من أهل البدع { جمع لأقوالهم }
20-10-2007, 05:33 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم .
وبعد فهذه أقوال ومواقف منهجية لعلماء أجلاء برزوا في نشر السنة بين الناس ونبذ الخرافات التي أتى بها أصحاب الأهواء والبدع , وقد نقلت عنهم ذالك ليعلم السني طريق الحق فيتبعه وطريق الباطل فيجتنبه , وقد عزونا كل كلام الى قائله والى مصادره وذالك باسم الكتاب ورقم الكتاب ومجلد الكتاب ان كان المصدر الذي نقلنا منه ذات مجلدات , وقد وضعت بعض التعليقات , ليس زيادة على كلامهم , بل كزيادة في توضيح عباراتهم, وقد قمنا بهذا العمل المبارك ان شاء الله ابتغاء وجه الله تبارك وتعالى وقصد النصيحة لعموم المسلمين , ونسأله سبحانه وتعالى أن يتقبل ذالك منا انه هو السميع العليم.


1- التحذير من أهل البدع واجب باتفاق المسلمين

وممن نقل الاجماع على ذالك الامام ابن تيمية حيث قال كما في< مجموع الفتاوى 28 – 231 >
قال : < .... ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة , أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة , فان بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين > قلت : فتأمل في قوله رحمه الله { فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين } ففي هذا الكلام نص واضح لا إشكال فيه على أن العلماء أجمعوا على التحذير من أهل البدع , وما ذاك إلا لأنهم أضر على المسلمين من أعداء الله في الخارج كما سيأتي في كلام ابن تيمية رحمه الله

2-الكلام في أهل البدع أفضل من الصلاة والصيام والاعتكاف بل من الجهاد في سبيل الله

- قال شيخ الاسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى في نفس المصدر قال < ... حتى قيل لأحمد بن حنبل رحمه الله تعالى : الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب اليك أو يتكلم في أهل البدع , فقال : اذا قام وصلى واعتكف , فانما هو لنفسه , واذا تكلم في أهل البدع فانما هو للمسلمين , هذا أفضل > قلت : فانظر رحمك الله كيف جعل الامام أحمد رحمه الله الرد على أهل البدع والتحذير منهم وكشف عوارهم أفضل من الصلاة, والصيام, والاعتكاف , وفيه رد على من يتهرب من قول الحق في الخالفين بحجه أنه يشغل عن العبادة , فأقول هل أنت أعلم من الامام أحمد ؟ وهل فتواه كانت مخطئة حين أفتى بأن التكلم في أهل البدع أفضل من الصلاة والصيام ونحوها من العبادات التي أنت تخشى أن تشغلك الردون عنها ؟

ثم قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى : < فتبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله , اذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشريعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذالك واجب باتفاق المسلمين , ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين , وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب , فان هؤلاء – أي أهل الحرب – اذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين الا تبعا , وأما أولائك – أي أهل البدع – فهم يفسدون ابتداء > قلت : الحمد لله أن جعل لكل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم , ينفون عنه انتحال المبطلين , وتأويل الجاهلين , ومن هؤلاء النفر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله , الذي نصر الله به السنة وقمع به البدعة وهتك به عوار أهل البدع , فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ءامين .

وقال أيضا : < الردود على المعتزلة والقدرية وبيان تناقضهم فيها قهر المخالف , واظهار فساد قوله هي من جنس المجاهد المنتصر , فالراد على أهل البدع مجاهد حتى كان يحيى بن يحيى – شيخ البخاري ومسلم – يقول : < الذب عن السنة أفضل من الجهاد > انظر < نقض المنطق لابن تيمية – ص : 12 >.
وقال في منهاج السنة < 5/ 146 : < .... وكذالك بيان أهل العلم لمن غلط في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم , أو تعمد الكذب عليه , أو على من ينقل عنه العلم , وكذالك بيان من غلط في رأي راه في الدين من المسائل العلمية والعملية , فهذا ان تكلم فيه انسان بعلم وعدل وقصد النصيحة فالله يثيبه على ذالك لاسيما اذا كان المتكلم فيه داعيا الى بدعة فهذا يجب بيان أمره للناس , فان دفع شره عنهم أعظم من دفع شر قاطع الطريق > قلت : الله أكبر , الرد على أهل البدع بقصد النصيحة يثاب عليه المسلم ان كان بعلم وعدل , فلما أهل البدع ينفرون الشباب عن الردود ؟

3-الكلام في أهل البدع ليس بغيبة بحال .


قال أبو صالح الفراء رحمه الله : < ذكرت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئا من أمر الفتن , فقال : ذالك يشبه أستاذه – يعني الحسن بن صالح - , فقال : فقلت ليوسف : أما تخاف أن تكون هذه غيبة , فقال لم يا أحمق ؟ أنا خير لهؤلاء من ابائهم وأمهاتهم , أنا أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم ومن أطراهم كان أضر عليهم > انظر تهذيب التهذيب < 1 / 398 >.
وقال ابن أبي زمنين – رحمه الله - : < ولم يزل أهل السنة يعيبون أهل الأهواء المضلة , وينهون عن مجالستهم ويخوفون فتنتهم , ويخبرون بخلاقهم , ولا يرون ذالك غيبة لهم ولا طعنا عليهم > انظر كتاب أصول السنة لابن زمنين / 292 .
وقال الحسن البصري – رحمه الله - : < ليس لصاحب بدعة ولا لفاسق يعلن بفسقه غيبة > انظر كتاب السنة للالكائي 279 > قلت : الغيبة الجائزة لمن يعلن في بدعته ومعصيته , أما المستور فلا يدخل .
وقال أيضا : < ليس لأهل البدع غيبة > انظر كتاب السنة للالكائي 280 >
وقال أيضا : < ثلاثة ليس لهم حرمة في الغيبة – وذكر منهم – فاسق معلن الفسق , وصاحب البدعة المعلن البدعة > انظر كتاب السنة للالكائي /278 >
وقال إبراهيم النخعي – رحمه الله - : < ليس لصاحب البدعة غيبة > انظر كتاب الدارمي / 394
وقال أبو زيد الأنصاري – رحمه الله - : < أتينا شعبة يوم مطر , فقال : < ليس هذا يوم حديث , اليوم يوم غيبة , تعالوا نغتاب الكذابين > انظر كتاب الكفاية / 91 > قلت : يا من تتهموننا بالغيبة إذا ما تكلمنا عن داعية خالف السلف في المسائل المنصوص عليها في كتبهم ومنها مجالسة المبتدعة والدفاع عنهم لا سيما من يدافع في هذا الزمان عن سيد قطب , أقول هل هؤلاء السلف كانوا آثمين عندما كانوا يتكلمون في أهل البدع ؟ فإن قلتم لا , لم يأثموا , فخذوا بأقوالهم .

وقال أبو زرعة الدمشقي – رحمه الله - : < سمعت أبا مسهر يسأل عن الرجل يغلط ويهم ويصحف ؛ فقال : بين أمره , فقلت لأبي مسهر : أترى ذالك غيبة ؟ , قال : لا > انظر كتاب الكفاية /92 >.
وقال عبد الله بن المبارك – رحمه الله - : < المعلى بن هلال هو ؛ إلا أنه جاء الحديث يكذب . فقال له بعض الضوفية : يا أبا عبد الرحمان تغتاب ؟ فقال : اسكت , إذا لم نبين كيف يعرف الحق من الباطل؟ > انظر كتاب الكفاية / 91 >
وقال عبد الله ابن الامام أحمد – رحمه الله - : < جاء أبو تراب النخشبي – عسكر بن الحصين – الى أبي , فجعل أبي يقول : فلان ضعيف , وفلان ثقة , فقال أبو تراب : يا شيخ , لا تغتب العلماء , قال : فالتفت أبي إليه ؛ فقال : ويحك , هذا نصيحة , هذا ليس بغيبة > انظر كتاب طبقات الحنابلة /1-249> قلت :هذا هو كلام كثير من الشباب بعينه , إذا قام رجل ينصر سنة النبي صلى الله عليه وسلم , وذالك بالرد على فلان وفلان لأنهم خالفوا الحق , تكلم من لا علم عنده وقال : أنت تغتاب العلماء , مع أنك لو نظرت الى المردود عليه تجده من طلاب العلم , وعلى فرض أنه من العلماء , فالواجب التحذير منه إذا خالف الحق كما هو مدون في كلام السلف.

وقال إسماعيل الخطبي – رحمه الله - : حدثنا عبد الله بن أحمد , قال : قلت لأبي : ما تقول في أصحاب الحديث يأتون الشيخ لعله يكون مرجئا أو شيعيا , أو فيه شيء من خلاف السنة , أيسعني أن أسكت عنه , أم أحذر عنه ؟ ؛ فقال أبي : < إن كان يدعو إلى بدعة , وهو إمام فيها ويدعو إليها ,نعم ؛ تحذر عنه> انظر كتاب شرح العلل / 1-350 >

4-التحذير من مجالسة أهل الأهواء والبدع ومخالطتهم والمشي معهم.


-قال تعالى : < ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ...
وقال : < ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون >
قال الفضيل بن عياض رحمه الله - : < من جلس مع صاحب بدعة فاحذره , ومن جلس مع صاحب البدعة لم يعط الحكمة , وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد , اكل عند اليهودي والنصراني أحب الي من أن اكل عند صاحب بدعة> انظر كتاب السنة للامام الالكائي - / 1139

وقال أحمد ابن حنبل رحمه الله تعالى - : < أهل البدع لا ينبغي لأحد أن يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم >. انظر كتاب الابانة – 495 . قلت : وما أكثر من يجالسهم ويثني عليهم ويمدح كتبهم ويخطء كتب أهل السنة , كما يفعل الان الصحويون والحركيون والقطبيون في هذا الزمان مع أهل السنة , ولما قام الشيخ ربيع حفظه الله بالرد على سيد قطب قام عليه الاخوان المسلمون والحركيون وغيرهم كثير فشنعوا عليه وعابوه , مع أن الشيخ الألباني زكى رد الشيخ ربيع , ولاكن لا حياة لمن تنادي , لأنه الهوى والعياذ بالله , كما قال الشاعر : أتاني الهوى قبل أن أعرف الهوى فصادف قلبا خاويا فتمكنا .
وقال حبيب بن أبي الزبرقان رحمه الله - : < كان محمد بن سيرين اذا سمع كلمة من صاحب بدعة وضع اصبعيه في أذنيه , ثم قال : لا يحل لي أن أكلمه حتى يقوم من مجلسه > .المصدر السابق قلت : رحمك الله يا ابن سيرين , تخاف على نفسك مع ما أتيت من علم , فما بال أناس يزعمون أنهم ينصحونهم مع قلة علمهم فإذا بهم , تراهم قد انحرفوا واتبعواالباطل نسأل الله الثبات على الحق .

قال سلام بن أبي مطيع – رحمه الله - : < أن رجلا من أصحاب الأهواء قال لأيوب السختياني : يا أبا بكر أسألك عن كلمة , قال أيوب – وجعل يشير باصبعه - : ولا نصف كلمة ولا نصف كلمة >.
انظر كتاب السنة للامام الالكائي -291 .
وقال أحمد ابن حنبل رحمه الله تعالى – في رسالته الى مسدد : < ولا تشاور صاحب بدعة في دينك , ولا ترافقه في سفرك > انظر الاداب الشرعية
< 3 / 578 / . قلت : فما بال الكثير من الشباب تراهم يسؤلون ويستفتون كل من هب ودب , ولا يسألون عن حالهم ومنهجهم , تقول له أن الرجل من أهل البدع , يجيبك بأنه شيخ , وهو لم يطلع هذا المسكين عمن يفوق هؤلاء بكثير مثل , الحارث المحاسبي , والحسن بن صالح , وكانوا علماء كبار , ولم يمنع الإمام أحمد أن يحذر منهم ويبدعهم , لما علم من أن من خالف الحق وركب الهوى ولم يقبل نصائح الناصحون من أهل العلم الربانيون , اتهم في دينه وحذر منه ولا كرامة .
وقال الامام ابن الجوزي رحمه الله تعالى - : < الله , الله من مصاحبة هؤلاء – يعني : أصحاب البدع - , ويجب منع الصبيان من مخالطتهم لئلا يثبت في قلوبهم من ذالك شيء , واشغلوهم بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , لتعجن بها طبائعهم > انظر المصدر السابق .
قال أبو محمد البربهاري – رحمه الله تعالى - : < اذا ظهر لك من انسان شيء من البدع فاحذره فان الذي أخفى عنك أكثر مما أظهر > انظر كتاب السنة للامام البربهاري – 148 > . قلت : وصدق رحمه الله , فإن أهل البدع يخفون الكثير من خرافاتهم وبدعهم , ولولا أهل العلم الربانيون لأظهروا كل شيء , ولاكن هيهات هيهات , {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق }.
وقال أيضا : < مثل أصحاب البدع مثل العقارب , يدفنون رءوسهم وأبدانهم في التراب ويخرجون أذنابهم , فاذا تمكنوا لدغوا , وكذالك أهل البدع هم مختفون بين الناس , فاذا تمكنوا بلغوا ما يريدون > انظر كتاب طبقات الحنابلة / 2 – 44 / > .
وقال ابن رجب رحمه الله : < أما أهل البدع والضلال ومن تشبه بالعلماء وليس منهم , فيجوز بيان جهلهم , واظهار عيوبهم تحذيرا من الاقتداء بهم > انظر الفرق بين النصيحة والتعيير 36 /. قلت : وما أكثرهم في هذا الزمان , تجدهم يظهرون التخشع , وفصاحة اللسان , وكثرة النقولات , فيظن به السامعون أنه من كبار العلماء وهو حاطب ليل , ويصدق فيهم , قوله صلى الله عليه وسلم : < المتشبع بما لم يعطى كلابس ثوبي زور > والحديث في الصحيحين .
وقال الحسن البصري رحمه الله - : < لا تجالس صاحب هوى فيقذف في قلبك ما تتبعه عليه فتهلك , أو تخالفه فيمرض قلبك > انظر كتاب ابن وضاح /-57 / >.
وقال الحسن وابن سيرين رحمهما الله - : < لا تجالسوا أصحاب الأهواء , ولا تجادلوهم , ولا تسمعوا منهم > انظر كتاب الابانة < 395 >.قلت : ما أكثر النقولات عن هؤلاء الأعلام , في التحذير من مجالسة أهل البدع , والاستماع لمواعظهم , إنهم يريدون لكم الخير إخواني , خذوا بوصاياهم تفلحوا , فالسلف يحذرونكم منهم لأن أهل البدع عندهم أساليب مكرة , وطرائق مختلفة , فهم يصطادون الحوت في الماء العكر فاحذروهم .
وقال عطاء رحمه الله : < أوحى الله عز وجل الى موسى عليه السلام : لا تجالس أهل الأهواء , فانهم يحدثون في قلبك ما لم يكن فيه > انظر كتاب < الابانة – 358 > .
وقال أبو نعيم – رحمه الله - : < دخل الثوري يوم الجمعة فاذا الحسن بن صالح بن حي يصلي , فقال : نعوذ بالله من خشوع النفاق , وأخذ نعليه وتحول > انظر كتاب <التهذيب / 2 – 249 > . قلت : فانظر رحمك الله كيف أن الامام الثوري رحمه الله لم يغره تخشع الحسن بن صالح , لعلمه أن العبرة بموافقته للحق لا بتخشعه المزيف .
وقال بشر بن الحارث الحافي رحمه الله : < كان زائدة يجلس في المسجد يحذر الناس من ابن حي وأصحابه , قال : وكانوا يرون السيف > .انظر كتاب < السير / 7 -363 > .
وقال محمد بن الحسن بن هارون الموصلي – رحمه الله - : < سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن قول الكرابيسي : نطقي بالقران مخلوق , فقال لي أبو عبد الله : اياك , اياك وهذا الكرابيسي لا تكلمه ولا تكلم من يكلمه . أربع مرات , أو خمس مرات > . انظر كتاب < السنة لعبد الله بن الامام أحمد -187 . قلت : انظر كيف حذر الامام أحمد من هذا الكرابيسي مع أنه لم يقل أن القرآن مخلوق , بل قال نطقي بالقرآن مخلوق , وهو كلام حق , لاكن لما قد يتبادر الى الذهن معنا آخر ويفضي الى القول بخلق القرآن لم يقبله الإمام أحمد , فكيف لو رأى في هذا الزمان كتب سيد قطب , ورأى أقواله , ومنها القول بخلق القران , وكيف لو رأى كذالك مقولة عمرو خالد , قوله { والذي خلق السماوات والأرض وهذا القران الحكيم } التي فيها القول بخلق القرآن , قلت ماذا لو رأى الامام أحمد هذا الكلام ما سيكون موقفه منهم , لاشك أنه يحذر منهم غاية التحذير , بل أشد من الحارث المحاسبي, وأمثاله , فتأمل أخي القارئ ولا تكن من الغافلين .
وقال أيوب السختياني رحمه الله - : قال لي أبو قلابة : < لا تمكن أصحاب الأهواء من سمعك فينبذوا فيه ما شاؤوا < فيغيروا قلبك > > انظر كتاب < الابانة – 397 .قلت : ما أجمل من نصيحة لو أخذ بها شبابنا المتدين .
وقال عثمان بن زائدة – رحمه الله - : أوصاني سفيان قال : < لا تخالط صاحب بدعة > انظر كتاب < الابانة – 453 .
وقال الفضيل بن عياض – رحمه الله - : أدركت خيار الناس كلهم أصحاب سنة , وينهون عن أصحاب البدع > انظر كتاب < السنة للامام الالكائي -267 >.قلت : ليس هو أول من ينهى الناس عن اهل البدع بل أدرك الكثير من أهل العلم , وهم كلهم أهل سنة , فتأمل أن تظن أن التحذير من أهل البدع قاله واحد من السلف أو اثنان فحسب , بل كلهم أخي المحب .
وقال عبد الله بن المبارك رحمه الله - : اياك أن تجلس مع صاحب بدعة > انظر كتاب الابانة 452
وقال يحيى بن أبي كثير – رحمه الله - : < اذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في طريق اخر > وكذا قال الفضيل بن عياض . انظر كتاب الابانة – 490-493 /.
وقال مقاتل بن محمد – رحمه الله - : < قال لي عبد الرحمان بن مهدي : << يا أبا الحسن , لا تجالس هؤلاء أصحاب البدع , ان هؤلاء يفتون فيما تعجز عنه الملائكة >> .انظر كتاب < الابانة -456 .
وقال الفضيل رحمه الله : < لا تجلس مع صاحب بدعة , فاني أخاف أن ينزل عليك اللعنة > . انظر كتاب شعب الايمان – 9472 .
وقال : < احذروا الدخول على أصحاب البدع , فانهم يصدون عن الحق > انظر كتاب السنة للالكائي / 261 .
وقال علي بن شقيق – رحمه الله - : سمعت عبد الله بن المبارك – رحمه الله – يقول على رؤوس الناس : < دعوا حديث عمرو بن ثابت فانه كان يسب السلف > انظر كتاب صحح مسلم /1/16>
وقال هشام بن عروة – رحمه الله - : < كان الحسن , وابن سيرين يقولان : < لا تجالسوا أهل الأهواء , ولا تجادلوهم , ولا تسمعوا منهم > . انظر كتاب تهذيب الكمال / 6 – 111 >.
وقال أيوب رحمه الله : < راني سعيد بن جبير جلست الى طلق بن حبيب فقال لي : < ألم أرك جلست الى طلق بن حبيب , لا تجالسنه قال أيوب : وما شاورته في ذالك ولاكن يحق للرجل المسلم اذا رأى من أخيه شيئا يكرهه أن ينصحه > انظر كتاب الشريعة / 137 .
وقال علي بن أبي خالد – رحمه الله - : < قلت لأحمد – يعني : ابن حنبل - : ان هذا الشيخ – لشيخ حضر معنا – هو جاري , وقد نهيته عن رجل , ويحب أن يسمع قولك فيه : حارث القصير – يعني الحارث المحاسبي - , وكنت رأيتني معه منذ سنين كثيرة , فقلت لي : < لا تجالسه , ولا تكلمه > , فلم أكلمه حتى الساعة , وهذا الشيخ يجالسه , فما تقول فيه ؟ فرأيت أحمد قد احمر لونه , وانتفخت أوداجه وعيناه , وما رأيته هكذا قط , ثم جعل ينتفض ويقول : < فعل الله به وفعل , ليس يعرف ذالك الا من خبره وعرفه , أويه , أويه , ذاك لا يعرفه الا من خبره وعرفه , ذاك جالسه المغازلي , ويعقوب , وفلان , فأخرجهم الى رأي جهم , هلكوا بسببه >
فقال له الشيخ : يا أبا عبد الله , يروي الحديث , ساكن , خاشع , من قصته , ومن قصته . فغضب أبو عبد الله , وجعل يقول : < لا يغرك خشوعه ولينه > ويقول أيضا : < لا تغتر بتنكيس رأسه فانه رجل سوء , ذاك لا يعرفه الا من خبره , لا تكلمه , لا كرامة له , كل من حدث بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مبتدعا تجلس اليه ؟ لا . ولا كرامة , ولا نعمى عين > , وجعل يقول : < ذاك , ذاك > . انظر كتاب طبقات الحنابلة /325 .
وقال اسماعيل الطوسي – رحمه الله - : قال لي ابن المبارك : < يكون مجلسك مع المساكين , واياك أن تجلس مع صاحب بدعة > انظر كتاب شعب الايمان < 7/ 64 >.
وقال الفريابي – رحمه الله - : < وكان سفيان الثوري ينهاني عن مجالسة فلان > يعني : رجلا من أهل البدع . انظر كتاب الابانة / 454 >.
وقال مفضل بن مهلهل السعدي – رحمه الله - : < لو كان صاحب البدعة اذا جلست اليه يحدثك ببدعته , حذرته وفررت منه , ولاكنه يحدثك بأحاديث السنة في بدو مجلسه , ثم يدخل عليك بدعته فلعلها تلزم قلبك , فمتى تخرج من قلبك > انظر كتاب الابانة / 394 >.قلت : أجل والله , وهذه هي المصيبة , أنك تجد فلان وفلان ممن يتزيون بتزين أهل العلم , يحدثك بالأحاديث والآيات , ويظن السامعون أنه على صواب , بينما تجد أهل العلم قد عرفوا حالهم ومنهجه وعقيدته , وذالك إما من خلال كتبه , أو سماع أشرطته , أو مناقشته , فيكشف عن حاله , لأنه يعرف أين عنده الخطأ من الصواب , أما العامي فلا يدري عنه شيئا لأنه ليس من أهل هذا الفن لأن يعرف .



يتبع أسفله في الرد السريع