تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
بالتي هي أحسن
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 06-10-2009
  • المشاركات : 77
  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • بالتي هي أحسن is on a distinguished road
بالتي هي أحسن
عضو نشيط
كفانا صدا عن دين الله
01-12-2012, 05:49 AM
كفانا صدا عن دين الله

سلطان بركاني
جريدة الشروق يوم الجمعة 16 محرم 1434هـ- 30/11/2012م


كلب لندن ودرس في النّظام

يروي الأديب الداعية علي الطنطاوي –عليه رحمة الله- واقعة عاينها أحد معارفه في العاصمة البريطانية، استرعت انتباهه ونالت إعجابه، فيقول: " حدّثني رجل كبير القدر صادق اللهجة قال: كنت في لندن، فرأيت صفا طويلا من النّاس يمشي الواحد منهم على عقب الآخر، ممتدا من وسط الشارع إلى آخره، فسألت فقالوا أنّ هنا مركزَ توزيع، وأنّ الناس يمشون إليه صفا، كلّما جاء واحد أخذ آخر الصفّ، فلا يكون تزاحم ولا تدافع، ولا يتقدّم أحد دورَه ولو كان الوزير ولو كان أمامه الكناس، وتلك عادتهم في كلّ مكان؛ على مدخل الكنيسة والسينما، وأمام بائع الجرائد، وعند ركوب الترام أو صعود القطار. قال: ونظرت فرأيت في الصفّ كلبا في فمه سلّة وهو يمشي مع الناس، كلّما خطوا خطوة خطا خطوة، لا يحاول أن يتعدّى دوره أو يسبق مَن أمامه، ولا يسعى مَن وراءه ليسبقه، ولا يجد غضاضة أن يمشي وراء كلب مادام قد سبقه الكلب؛ فقلت: ما هذا؟ قالوا: كلب يرسله صاحبه بهذه السلّة وفيها الثمن والبطاقة، فيأتيه بنصيبه من الإعاشة" ا.هـ.
ربّما كان كافيا أن نبحث في سير سلفنا الصّالح عن نماذج رائدة في الانضباط والتحلّي بالمسؤولية واحترام الآخرين، لنجد ما تقرّ له العين ويفي بالغرض، ولكنْ رُبّ قائل يقول أنّ أولئك أقوام كانوا يعيشون زمانا غير زماننا هذا الذي كثرت مشاغله وشواغله، لذلك ارتأينا أن نقدّم نماذج من واقع زماننا هذا، لأقوام يعيشون آداب الإسلام وأخلاقه من دون أن يعتنقوا عقائده، في مقابل بعدنا الصّارخ عن ديننا الذي توارثناه أبا عن جد وابنا عن أب، وكان حظنا منه الاسم دون الحقيقة والرّسم.
هناك في أوروبا وأمريكا وفي اليابان، يعانون مثلنا الطوابيرَ اليومية أمام وسائل النقل، وأمام المخابز ومؤسسات التموين وأجهزة الصّرف الآليّ، وفي المستشفيات والعيادات، ولكنّهم يتحلّون بمكارم الأخلاق وجميل الآداب، ويتسلّحون بالصّبر والحلم والأناة، ويسود بينهم الاحترام المتبادل وتنعدم الأنانية وتذوب الفوارق.
في الأجواء الحارّة وتحت لفح الشّمس، كما في الأجواء الماطرة والبرد القارس، تجد المسئول الكبير وصاحب المنصب المرموق، يقف في الطّابور خلف الحارس والكنّاس وخلف الطّفل الصّغير، لا يجد غضاضة في ذلك، ويقضي في الطّابور وقتا طويلا هو في أمسّ الحاجة إليه، ولكنّه النّظام والانضباط، فلا يمكن أبدا أن ترى أحد الواقفين في الطابور يستأذن البقية كي يتقدمهم، حتى لو كان معاقا جسديا أو يعاني مرضا لا يسعفه كثيرا على تحمّل تلك الأجواء, فضلا عن أن يتقدمهم من دون استئذان.

اليابانيون يذهلون العالم في أوج محنتهم
في أعقاب الزّلزال المدمّر الذي ضرب شمال شرق اليابان بتاريخ 11/03/2011م، والذي بلغت قوته 8.9 درجة على سلم ريختر، وأعقبته موجات تسونامي هائلة جرفت المساكن والسيارات وهدمت العمارات، وقُدِرَ ضحاياه بعشرات الآلاف؛ أبدى اليابانيون مواقف أذهلت شعوب العالم، وجعلت الغربيين الذين ظنوا أنهم أساتذة النظام والانضباط، يقفون مشدوهين أمام الصور الرائعة التي رسمها اليابانيون؛ فرغم هول الفاجعة إلا أنهم تحلوا بالهدوء والسكينة، فلا صراخ ولا عويل، ولا ولولة ولا تهويل، بل حزن وألم في تسامٍ وشموخ؛ ترى الطوابير التي تمتدّ لمئات الأمتار أمام صهاريج المياه الصالحة للشرب، وأمام المخابز والمتاجر ومستودعات التموين، وأمام الهواتف العمومية بعد توقف أكثر شبكات الاتصال، الكلّ ينتظر دوره في هدوء وسكينة، لا زحام ولا عجلة ولا صخب.
تجلّت الرّحمة في أرقى صورها، حيث اكتفى أرباب الأسر باقتناء حاجياتهم الضرورية ليوم واحد فقط، بل قد تحلّى كثير منهم بالإيثار واقتنوا أقلّ ممّا يحتاجون، ليتركوا لغيرهم ما يقتنون.
وعلى العكس تماما ممّا يحصل في بلداننا عند حلول الكوارث والأزمات، فإنّ الأسعار عرفت انخفاضا محسوسا، بل قد عمدت كثير من الشركات والمؤسّسات اليابانية إلى تقديم سلعها وخدماتها مجانا للمنكوبين، حتى أنّ شركة واحدة للمواد الغذائية قامت بتوزيع أكثر من مليون علبة من الأطعمة الجاهزة مجاناً.
الموسرون اهتمّوا بالفقراء والمعسرين، وذوو السّعة التفتوا إلى أصحاب الضّيق والحاجة. كلٌ يبحث عمّا يمكنه القيام به لمساعدة الآخرين؛ سيدة مسنّة اشترت كمية كبيرة من الخبز، ولكنّها لم تحملها إلى بيتها، بل مكثت غير بعيد عن الطّابور تنتظر حتى نفد الخبز وأغلقت المخبزة أبوابها، عندها أخرجت السيدة الخبز الذي اشترته وراحت توزّعه بالمجّان على الذين وصلوا إلى المخبزة متأخّرين.
في مكان آخر، حملت سيّدة أخرى لافتة كتب عليها “الرجاء استخدام المرحاض لدينا”، بعد أن فتحت منزلها للمنكوبين الذين هدمت بيوتهم ليستخدموا حمام بيتها.
تحلّى الجميع بالأمانة والمسؤولية؛ فلا فوضى في المحلاّت، ولا استيلاء على المرافق العامّة والممتلكات الخاصّة، ولا قطع للطرق؛ أجهزة الصرف الآلي تُرِكَت على حالها، أعمال السّرقة والنّهب لم يكن لها وجود في اليابان كلّها على الرغم من حالة الارتباك العارمة وانشغال الشرطة بعمليات الإنقاذ، بل أكّدت بعض التقارير الأمنية أنه لم تسجّل حالة سرقة واحدة، وعندما انقطعت الكهرباء في بعض المحلات التجارية أعاد الناس ما بأيديهم إلى الرفوف وانصرفوا بهدوء.
أمّا التضحية فقد قدّم اليابانيون للبشرية أرقى درس من دروسها في هذا الزمان؛ خمسون عاملاً فدوا شعبهم بأرواحهم وظلوا في المفاعل النّووي يضخّون ماء البحر ليجنّبوا بلادهم كارثة كبرى. أفراد الجيش الياباني بدورهم شكّلوا جسورا بشرية بأجسادهم يعبر عليها أطفال المدارس، واستعذبوا أن تداس ظهورهم بالأقدام لأجل مستقبل اليابان.


وماذا عنّا معاشر المسلمين؟
هذا ما فعله اليابانيون في محنتهم، وهو ما نجزم يقينا أنّ بلاد المسلمين لا تخلو منه، لكنّه لندرته لا يكاد يُذكر أمام ما نعيشه ونراه من مظاهر لا تمتّ إلى تعاليم ديننا ولا إلى قيم الإنسانية بصلة، يوم سادت الأنانية وغاب الاحترام، ورفع الكلّ –إلا من رحم الله- شعار "أنا وبعدي الطّوفان".
طوابيرنا أصبحت ساحات للسّباب والشتائم والمعارك الطّاحنة، التي تنشب بسبب الأنانية القاتلة واستباحة الحيل الساقطة واللجوء إلى الطرق المختصرة والوساطات لقضاء المآرب والحاجات، دون مراعاة لمشاعر الآخرين، حتى سمعنا بدماء أسيلت في طوابير المطاعم الجامعية التي يفترض في أفرادها أنهم نخبة المجتمع وزبدته!.
اللامبالاة وغياب المسؤولية أصبحت واقعا يوميا نعيشه ونتجرّع مرارته؛ تُعطّل المصالح العامّة وتوصد أبواب المكاتب والإدارات، لأتفه الأسباب، وتغلَق الطرق العامّة وتعطّل حركة السّير لأجل مصالح شخصية ضيّقة، حتى بلغ بنا الحال أنْ نغلق الطرق العامّة لإقامة حفلات الأعراس، وللمطالبة برفع الممهّلات.
إضاعة الأمانة أصبحنا مضرب المثل فيها؛ في الأحوال العادية نسجّل معدلات غير مسبوقة في السرقة واستباحة المال العامّ، أمّا في أوقات المحن والأزمات، فلا تكاد ترى إلا الجشع والأنانية والطّمع، ولا تسمع إلا أخبار السّطو والسرقة وأعمال السلب والنهب.
الرّحمة جفّت منها القلوب في المستشفيات والمستوصفات فضلا عن غيرها من المصالح، حتى أصبح المريض الذي يضطرّ لدخول مستشفى عمومي لعلاج مرض معيّن، يخشى أن يخرج وهو يحمل العديد من الأمراض، أجهزة الكشف تعطّل عمدا وعن سبق إصرار وترصّد، مقابل رشاوى يتلقاها بعض الممرّضين من أصحاب العيادات الخاصّة، أكثر من 700 امرأة تموت سنويا أثناء الولادة، وأكثر من 5000 قابلة متابعة قضائيا في المحاكم الجزائرية، بسبب التسيّب والإهمال.
في مصالح البريد والضمان الاجتماعيّ والحالة المدنية، حدّثْ ولا حرج عن الأجهزة المعطّلة، وعن الموظّفين المنشغلين عن قضاء مصالح النّاس بحلّ الكلمات المتقاطعة وارتشاف القهوة والتنقّل بين المكاتب، حتى صدمنا بتقارير تشير إلى أنّ إنتاجية الفرد الجزائريّ لا تتعدّى 22 دقيقة في اليوم، مقابل 05 ساعات يوميا للعامل في فرنسا!.
فهل بقي من أثر للإسلام في واقعنا؟ وهل بقي له من حظّ في أخلاقنا ومعاملاتنا؟. لقد صرنا نعيش مع ديننا لونا من ألوان العلمانية المقيتة، وأصبح الواحد منّا لا يكاد يتذكّر الإسلام إلا في المسجد، بل قد بدأ الإسلام ينحسر عن مساجدنا، يوم تحوّلت إلى أسواق ومقاهي ونوادي للقاءات وتبادل أطراف الحديث الذي لا يخرج عن مشاغل الدنيا وهمومنا.

كفانا صدا عن دين الله
بعد عودته من زيارة قادته إلى إحدى دول الغرب، سئل الشيخ محمد عبده –رحمه الله- عن انطباعه حول ما رآه في تلك البلاد، فقال: "وجدت هناك إسلاما بلا مسلمين، أمّا في بلاد الإسلام فوجدت مسلمين بلا إسلام".
وهذه هي الحقيقة التي لا ينكرها إلا مكابر؛ أصبحنا مسلمين بلا إسلام، وليت الأمر توقف عند هذا الحدّ، بل قد أصبحنا مسلمين نصدّ النّاس عن ديننا؛ حقيقة تأسّف لها كثير من الغربيين والشرقيين الذين اعتنقوا دين الحقّ عن قناعة، وأعلنوها قائلين: "الحمد لله أنّنا عرفنا الإسلام قبل أن نعرف المسلمين"، عبارة قالها الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي (ت 2012م)، وصدع بها كثير من العلماء والمفكّرين والأدباء والفنانين والرياضيين الذين هداهم الله إلى دينه.
لقد أصبحنا بسبب بعدنا عن ديننا حائط صدّ في طريق دخول النّاس في دين الله، ولولا أنّ الله تبارك وتعالى يأخذ بقلوب عباده إلى دينه بداعي الفطرة والعلم والعقل، لما دخل في دين الله أحد.
لقد آن الأوان أن نحاسب أنفسنا ونتساءل: تُرى، كم إنسانا في هذا العالم صددناه عن اعتناق دين الله الحقّ، وكنّا سببا في إصراره على باطله؟ وكم إنسانا مات على كفره بسبب ما كان يراه من انحدار في أخلاقنا؟. إنّ الصدّ عن سبيل الله كبيرة من أعظم الكبائر: يقول الحقّ تبارك وتعالى: {وَلاَ تَتَّخِذُواْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ الْسُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }، وسنن الله لا تحابي أحدا من خلقه، فمتى ما أصررنا على أحوالنا فإنّ الله جلّ وعلا سيستبدل قوما غيرنا يستخدمهم في طاعته ونصرة دينه: { وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }.
التعديل الأخير تم بواسطة بالتي هي أحسن ; 01-12-2012 الساعة 06:01 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية Lblad_dz
Lblad_dz
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 29-10-2012
  • المشاركات : 398
  • معدل تقييم المستوى :

    12

  • Lblad_dz is on a distinguished road
الصورة الرمزية Lblad_dz
Lblad_dz
عضو فعال
رد: كفانا صدا عن دين الله
01-12-2012, 11:15 AM
السلام عليكم
أرجوا من صاحب الموضوع أن لايستغرب من عدم تجاوب القراء مع الموضوع و عدم كتابة التعليقات لأني متأكد من أن الجميع لا يزال تحت الصدمة من ما جاء في الموضوع من حقائق قد نكون نعلمها من قبل و لم تحرك فينا ساكنا و أخرى نحن طرف فيها ولكننا نتعاما عنها...ونرمي بها غيرنا ...
بارك الله فيكم موضوع قيم...
التعديل الأخير تم بواسطة Lblad_dz ; 01-12-2012 الساعة 02:47 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
**مصطفى**
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 15-10-2012
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 591
  • معدل تقييم المستوى :

    12

  • **مصطفى** is on a distinguished road
**مصطفى**
عضو متميز
رد: كفانا صدا عن دين الله
01-12-2012, 05:23 PM
السلام عليكم

حقائق صادمة والحق يقال لماذا نحن موسومين بالفوضى ولا نظام لماذا ..لماذا ..لماذ..؟؟؟
البعض يريد أن يغطي الشمس بالغربال وهذا أشنع حدثنا من أنعم الله عليه بزيارة الحرم لموسم الحج هذه السنة عن مواقف مؤلمة ودون مبالغة لأننا مسلمين ولأننا جزائريين هذه الموقف القاسية في شعيرة الحج
الموقف الأول
في الفندق التدافع على المصعد الذي يقصد الطابق الأول وهو في كامل قوته يزاحم العجز الذين هم في الطابق ما فوق العاشر وكل ذي قوة يدفع بجسمه ليصعد ثم يمتلئ المصعد وفوق طاقته المصعد لا يقلع ويصفر صفير الإنذار ليخففوا عنه الحمل ثم الكل يمتنع عن النزول بعد معركة جدلية ينزل الضعيف .
طبعا ناهيك في حياتنا اليومية وفي شتى المصالح نحن أبعد ما نكون عن الأخلاق سوى أن
نتظاهر بيها
بارك الله فيك أخي على الطرح القيم
..............................
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 01:00 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى