سيّدي اللّص، عذرا إني أبحث عن عمل
24-12-2006, 08:43 PM
قد يجد المرء نفسه أحيانا أمام مواقف تدعوه للتعجب ، و الغرابة. فإن ما يسوس الساحة الاجتماعية سماعنا لأخبار اللصوصية التي تغذيها ثقافة الشجاعة الأدبية لحد التطاول على المال العام لأنه مال عمومي كلنا شركاء فيه فما المانع من غل الأيدي عنه ما دام في متناول الفئات الخاصة، فالفرق حينها واضح بين لص يسرق دريهمات أو دنانير معدودة و بين من يسرق دراهم مدرهمة أو دن دنانيرِ معدودات. ثم إنك لتعجب لكلام الناس حول اللصوصية بقول أحدهم: " أعترف لهم بالشجاعة، هؤلاء ، فحول الرجال" ، أو تسمع آخر يغذي قول سابقه بقوله:" و إن خدموا الصالح العام ، فلا بأس، لأنه يعود بالمنفعة على الجميع ، ما دام يستثمر في مشاريع الخير" ... إن الحديث عن ظاهرة الفساد لا تقتصر على المفسدين فحسب و إنما الأخطر من ذلك فساد العقول و ذهاب الأخلاق، و عزوف الناس عن مظاهر الخير و الاقبال على الشر لأن فرص الربح فيه سريعة و تكاليف العمل قليلة ، حتى يرائ لك بعد زمن أنك تعيش في وسط أشبه ما يكون بانتشار فيروس الإيدز ، و حينها يتعذر العلاج
دعوتنا إذن ليست لرصد المفسدين أو درئهم عن الفساد و إنما إيقاظ الهمم للعودة إلى فضائل الأخلاق، حتى لا نكون كما قال اليلسوف اليوناني " دوجين" و قد حمل مصباحا في وضح النهار يجوب به المدينة و حين سئل عن ذلك قال أفتش عن إنسان
بقلم الأستاذ: الحسين الراشدي
دعوتنا إذن ليست لرصد المفسدين أو درئهم عن الفساد و إنما إيقاظ الهمم للعودة إلى فضائل الأخلاق، حتى لا نكون كما قال اليلسوف اليوناني " دوجين" و قد حمل مصباحا في وضح النهار يجوب به المدينة و حين سئل عن ذلك قال أفتش عن إنسان
بقلم الأستاذ: الحسين الراشدي