تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
aloui
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 03-05-2014
  • المشاركات : 145
  • معدل تقييم المستوى :

    11

  • aloui is on a distinguished road
aloui
عضو فعال
تجربتي في تربية لطفي
24-06-2014, 08:34 PM
تحياتي الخالصة للقائمين على هذا المنتدى، وتحياتي الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة...
مساهمة مني في إثراء هذا الركن، سأحاول أن أعرض تجربتي في تربية ابني الذي ولد بصفة ما يعرف بالأجنبية Trisomie 21 ، وأتمنى أن أفيد بها زوار هذا الركن..
بداية أعرف بابني:
اسمه لطفي
احتفل بعيد ميلاده التاسع والعشرين في الشهر الماضي.
هو الآن متمدرس في مركز بيداغوجي ببجاية.
يشارك في ورشة الأشغال اليدوية.
غير عنيف
سهل المعاشرة
محبوب عند معارفه
اجتماعي
يستخدم ما أوتي من ذكاء في علاقته مع محيطه.
صحته جيدة.
وزنه: له بعض الكيلوغرامات الزائدة ولكنه "واع" بذلك ويجتهد قدر المستطاع للأخذ بالنصائح كي ينقص وزنه.
مطيع.
يحب المشاركة في الأعمال المنزلية وغير المنزلية.
يبادر، أي يقوم بأشياء دون أن يطلب منه ذلك.
وله صفات أخرى كثيرة قد نعرض لها خلال المساهمات القادمة بحول الله تعالى.



1
تسعة أشهر كاملة ونحن ننتظر قدوم أول طفل لنا يملأ حياتنا بوجوده، الفرحة كانت تزداد كلما اقترب موعد الولادة، فذهبنا في غمرة ذلك الفرح بقدوم حياة جديدة تملأ أيامنا سعادة، وكنا نستمتع بأحاديثنا المتشاكسة. هي، أي الزوجة الكريمة، تقول بأن المولود سيكون ذكرا وأنا أقول بأنه سيكون أنثى، ولأنها كانت كالمتيقنة من جنس المولود، كونها تنطلق من تجربة غيرها، وحديث العجائز عن مظاهر الحمل، فكانت لأجل ذلك تهيئ له كل التجهيزات اللازمة لاستقباله، فاشترت ملابس وأفرشة وأغطية ذكورية، حتى المهد اختارته بلون ذكوري. كل ما كان عليها من واجب كأم، فعلته بسخاء، وبقيت أنا أنتظر متى تدق الساعة الحاسمة كي آخذها إلى المستشفى، وتلك مهمتي، وهي المهمة التي لم أحسن التحضير لها كما ينبغي لقلة، بل لانعدام التجربة، ومن جراء ذلك، أضفت لها عبئا آخر فوق عبء الحمل. لم أكن في تلك الفترة أملك سيارة، ومما صعب المهمة أكثر، انعزال الحي الذي أسكن فيه عن العمران، حيث لا سيارة أجرة في الجوار، غير أن الله تعالى وضع في طريقي أحد الجيران في الوقت المناسب. وكادت، ونحن في طريقنا إلى أقرب عيادة توليد، تضع حملها، لولا لطف الخالق، وتعقدت الأمور أكثر، كل واحدة تحولني إلى أخرى، إلى أن حططنا الرحال بمستشفى حسين داي. وما هي إلا لحظات قليلة حتى جاءت ممرضة تزف إلي الخبر بأن زوجتي وضعت حملها وهو ذكر، وأنه في صحة جيدة، والأم قامت سالمة معافاة والحمد لله.
في اليوم الموالي أخرجتها من قسم الولادة، وهي مازالت متعبة، كثرة الوافدات للوضع يحتم ذلك عدنا إلى البيت دون أن يخبرنا أحد في المستشفى بأن في الطفل عيبا خلقيا، ودفتر الولادة لا يحمل شيئا خاصا يلفت الانتباه، سجلت فيه ساعة ولادته ووزنه الذي كان، 3.5 كيلو، وإطلاق الصيحة الأولى، ... غير أن زوجتي قالت لي بعد ذلك، بأن الصبي لم يصرخ، على عكس ما كتب في الدفتر، حتى أنها شكّت في كونه ابنها في بادئ الأمر، بعدما تأخروا مدة طويلة قبل أن يعيدوه إليها، الأمر الذي غذى الشكوك التي ظلت تحوم حولنا أياما عديدة، ونغصت علينا فرحتنا، ومن حسن حظنا لم نعلم أحدا في محيطنا العائلي بتلك الشكوك، لو فعلنا، لما عرفنا يوما هانئا بعدها، بل استسلمنا لقضاء الله وقدره، واتجهنا في تفكيرنا إلى ما هو أقرب إلى الصواب، فأخذنا الطفل إلى طبيبة مختصة في طب الأطفال، فلما أنهت فحصها، دعتني على انفراد لترمي على وجهي بالحقيقة وهي أن ابني trisomique ، وحاولت بعد ذلك أن تشرح لي كما استطاعت، تلك الحالة الشاذة، وطلبت مني باعتباري الرجل، والأقرب منطقيا إلى تقبل الأمر الواقع ، أن أقوم بتهيئة الجو، وتمهيد الأرضية، قبل أن أعلن الخبر للزوجة، تجنبا لصدمة نفسية، غير أن الأم بحدسها، اشتمت رائحة أمر غير طبيعي، فلم يهنأ لها بال حتى أخبرتها، وبدون مقدمات ولا تهيئة سيكولوجية، بأن لطفي مريض وعلينا أن نهتم به اهتماما زائدا. لم تقتنع بما قلته لها على لسان الطبيبة، وظلت تلح، وتحفر حتى بحت لها بالأمر بتفاصيله، ومن يومها بدأت الحرب، ليس مع الزوجة، بل مع المحيط... سميتها كذلك لأن المعارك التي خضناها لا تختلف في شيء عن المعارك الحقيقية إلا في وسائلها...!
توقعت أن يكون رد فعلها حادا، فلم يكن شيء مما انتظرته، بدت لي قوية في تلك اللحظات، غير أن سكوتها وهدوءها بديا لي مخيفين، قلت في نفسي :"ربما لم تسترجع أنفاسها من شدة الصدمة" وتمنيت من كل قلبي ألا ينقلب هدوءها إلى انفجار، ومرت الساعة بسلام، كانت تبحث في نفسها عن هذا المرض الذي لا تعرفه، ولم يسبق لها أن سمعت به، ذلك ما أبانت عنه تساؤلاتها فيما بعد، إذ كانت تسألني بين الحين والآخر عن نوع هذا المرض، وما إذا كنت أعرف أحدا مصابا به، وهل هو خطير...إلى ما هناك من أسئلة تريد أن تطمئن نفسها وتسكت مخاوفها.. وكنت أجيبها بما سمعته من الطبيبة، لأنني لا أعرف شيئا أنا الآخر عن هذه الحالة التي لا تعد مرضا حسب الطبيبة، ولكن لساني أبى إلا أن ينطقه مرضا أمام زوجتي، لاعتقادي بأن ذلك أفضل، من أن أقول لها بأن هذه حالة ميئوسة، ستلزم ابننا طول حياته، حتى يفعل الزمان فعله...
ولكن وجدتها قوية، وهب لها الله من القوة ما جابهت به بتحد كبير ما اعترضنا من صعوبات ومشاكل، واستطاعت أن تتفوق على نفسها وعلى المحيط العائلي وغير العائلي الذي لم يكن دائما من جانبنا..ولما رأيت منها كل ذلك، اطمأنت نفسي من جهتها، ورحت أجتهد في البحث لمعرفة هذا النوع من المرض الخاص، كي أجابه ما يأتي مستقبلا، خاصة وأن الطبيبة قالت من جملة ما قالت لي يومها، بأن أمثال لطفي يمرون بفترة صعبة في السنتين الأوليين، فإذا كانت العناية به تامة وكاملة، نجا وعاش ما كتب الله له من عمر، أما إذا أهمل، فإنه لن يعيش، وقد يموت في السنة الثانية أو قبل ذلك، هذه الحقيقة التي لم أجرؤ على أن أبوح بها لزوجتي، ظلت تؤرقني حتى مرت السنتان بسلام، خاصة أن الصبي عرف خلال تلك السنتين أياما صعبة كما مررنا نحن الاثنين بأوقات عصيبة، فقد كان شديد التأثر بالعوامل الطبيعية، تؤثر فيه الحرارة كما يؤثر فيه البرد. مرض كثيرا، وكان يبدو عبارة عن مجموعة من العظام مكسوة بطبقة من الجلد، عيناه كحبتي زيتون غير مكتملتي النضج في محجريهما. ومن شدة هزاله، تخاف أن تمسكه بين يديك، غير أن الله تعالى أمدنا بالصبر الجميل، فلم نيأس من شفائه، عرضناه على كل طبيب موصى به، تنقلنا به بين المصحات المختلفة، وجربنا معه كل الأدوية المتاحة، حتى الطب الشعبي لم نستثه، فقد حدث أن غطسته عجوز في إناء مملوء بزيت الزيتون.. وبإغلاقه السنة الثانية من العمر، بدأت ملامحه ترتسم من جديد، امتلأت وجنتاه، وانتفخت أوداجه، ورجعت إليه هيأته، وازداد وزنه.. إلى حد غير منتظر. ومن ثم بدأ يخرج من مرحلة الخطر، وأخذ ينطق شيئا فشيئا بأصوات تشبه الكلمات، وانتظرنا حتى السنة الثالثة لكي ينطق بكلمات كاملة، من فضل الله. ويحبو أو ما يشبه الحبو، على إليتيه، إلى أن قام على رجليه في نهاية السنة الثانية.

إلى اللقاء في الحلقة الثانية، إن شاء الله تعالى.


لطفي 3
عندما رأيت لطفي أول مرة، بعد ولادته، لم ألاحظ شيئا غير عادي في خلقته، كان يبدو لي كطفل سوي تماما، كتلة تدب فيها الحياة...أعضاؤه كاملة، وملامحه جميلة، لاعلامة بارزة توحي لي باختلال ما، وبعد تصريح الطبيبة المختصة التي عرضت عليها لطفي، بدأت أركز وأدقق فيه، ومن ثم لاحظت بأن كل شيء فيه صغير، وجهه المستدير، وأذناه،وأنفه، وعيناه اللتان تشبهان عيني أبناء الجنس الأصفر، ومنه جاءت تسميتهم بالمغوليين، نسبة إلى المغول الذين لهم وجوه مستديرة وعيون صغيرة، ثم لاحظت صغر أصابع يديه ورجليه وأن بعض أصابع يده وأصابع رجليه متلاحمين، بالإضافة إلى خروج لسانه دائما كالثعبان..
كل هذه الملاحظات وغيرها، دفعتني إلى أن أبحث وأجمع ما استطعت من معلومات تفيدني في تربيته، صرت كالداخل في حرب، عليه أن يدرس عدوه، ويعرف أدق التفاصيل عن تحركاته، كنت أشبه بذلك الجاسوس الذي عليه أن يجمع أكبر قدر من المعلومات لاستغلالها في أوانها، حيث لا أضيع أية فرصة تتاح لي لأسأل عارفا،أو شخصا له علاقة بطفل مثل لطفي، كنت أختزن كل شيء أسمعه، وكذلك كانت تفعل الزوجة من جانبها، وفي البيت ، نفتح "الكيسين"، ونغربل المعلومات التي اصطدناها.
وذات يوم، وأنا أسير في شارع ديدوش مراد بالجزائر العاصمة، دخلت إلى المكتبة التابعة للديوان الوطني للمطبوعات الجامعية، بنية البحث عن كتب تهتم بموضوع هذه الحالة المرضية، فوجدت كتابا صغيرا في حجمه، ولكنه عظيم في فائدته، هو عبارة عن أجوبة للتساؤلات التي يطرحها الناس الذين يواجهون مثل هذه الحالة، ويتولى صاحب الكتاب وهو خبير في هذه المسائل، الإجابة عليها بطريقة مباشرة، بسيطة ،لا ترهق القارئ العادي. كتاب مازلت أحتفظ به إلى اليوم، لأن فيه بعض الإجابات على أسئلة حساسة، لم يحن بعد التأكد من صحتها بالنسبة لابني لطفي، ولكن بالنسبة لغيره لا أعرف شيئا، ولا أريد أن أقحم نفسي في ذلك، حتى لا تتأثر حياتي وحياة العائلة بالجواب الصادم.
قرأت الكتاب مرارا وتكرارا، وتزودت بالمعارف التي كنت أجهلها، وعملت بالتوجيهات والنصائح التي تتضمنها تلك الإجابات، فكان لي الكتاب بمثابة الدليل الذي يبين لي الطريق التي أسلكها لتربية ابني لطفي.
وأذكر أيضا بأن التلفزيون الوطني قد نظم، في نفس الفترة، ندوة بثها مباشرة، تناقش مسألة الإعاقة الذهنية، الناجمة عن هذا الاختلال الكروموزومي، والذي يطلق عليه، تريزومي 21، وتداول على النقاش أطباء ونفسانيون، وكانت الخلاصة التي أجمعوا عليها، والمتعلقة بالتكفل بهذه الحالات، هي أن أحسن طريقة وأحسن مكان، للتكفل بالتريزومي، هو الوسط العائلي، بين أحضان أمه وأبيه، وأقاربه، خاصة في طفولته الأولى..أصدقكم القول، عندما سمعنا ذلك من أفواه المختصين، فرحت زوجتي كثيرا، وهي تقارن تطورلطفي واستجابته لتعاملنا معه، مع بعض الأطفال الذين نصادفهم في الشارع أو ممن نعرفهم ونعرف أولياءهم، والذين سيأتي ذكر بعضهم، أذكرهم على سبيل التدليل على صحة ماسمعنا وما قرأنا من توجيهات. وكنت أشد فرحا، لأني تيقنت بأني أسير في الطريق الصحيحة، خاصة أنني مررت بتجربة أكدت لي صحة هذا الاتجاه، وهو أنني ذهبت، عندما بلغ لطفي السن القانونية للتمدرس، إلى مركز مختص تابع للدولة، لا أريد أن أذكر اسمه في هذا المقام، قصد تسجيله، أتيح لي أن أزور أقسام المركز، وأرى الوسائل ـ وأية وسائل ـ، المستخدمة، ومقابلة بعض المؤطرين، وصادف خروجي من مكتب الإدارة، خروج التلاميذ المتمدرسين إلى الساحة، لقضاء وقت الاستراحة، وكان علي أن أقطع الساحة لبلوغ المخرج، وأنا أسير، أقبل إلي طفل في سن لطفي أو أكبر قليلا، وعانقني، فربتّ على رأسه وكتفه، وما هي إلا هنيهة حتى جاء "مرب" على جناح السرعة، ساحبا الطفل بعنف، ثم "كافأه" بكف أشعلت النار في خده!!!وضع المسكين يده على خده المشتعلة، وذهب مسرعا يختفي وسط جموع زملائه الآخرين، وقد اغرورقت عيناه بالدموع.
لم افهم شيئا في تلك اللحظة، تمت اللقطة بسرعة، تركتني مندهشا، حتى أنني لم أخرج من دهشتي إلا بعد أن دق الجرس، تمكنت فقط من طرح سؤال في الهواء..لماذا فعلت ذلك؟ ولا جواب على سؤال ظلت صورة مشهده المثير عالقة في ذهني إلى اليوم.
تصورت ساعتها ابني بين يدي هذا الشخص، وتخيلت سيناريوهات مرعبة، لا أحتمل أن أرى لطفي أحد أبطالها، فاجتهدنا، أنا وأمه لتنظيم وقتنا كي نهتم به، غير أن ظروف العمل تضطر الشخص إلى فعل أشياء رغما عنه، كان لابد علينا، بعد أن بلغت أخته الثالثة أن نجد روضة تقبل بهما معا، ومن حسن حظنا، فتحت البلدية روضة لأبناء العاملين والعاملات في ما تلا من الأيام، وكنا أكثر من محظوظين، لما وجدت المديرة متفهمة تخوفي بالنظر لحالة لطفي، ووجدت مربية كانت واحدة من تلميذاتي، وعدتني بالتكفل به، غير أن تجربة المركز الأول تكررت مع ابني.
ذات مرة، لاحظت أمه التي أحضرته في آخر النهار، بأن حنكه الأيمن متورم، فاستسهلت الأمر من جانبي، إلا أن قلب الأم ليس مثل قلب الأب، لا يقبل الأمور بسهولة، دون معرفة أصل المشكلة. كانت أخته هي من جاءتنا الخبر اليقين.. مربية كانت مكلفة بحراسة التلاميذ أثناء فترة الاستراحة، لسبب ما، لا أعلمه إلى اليوم، صفعت لطفي، صفعة أسقطته أرضا...ومن صباح الغد، أنا كتبت تقريرا عن الحادث، والزوجة الكريمة تولت مقابلة تلك المربية، بما تعرفون عن الأم المجروحة في كبدها!!


4-
كانت الحادثة السابقة، هي الوحيدة التي وقعت لنا في ذلك العام، وكان لمرور لطفي بهذه الروضة بعض الأثر الطيب، بفضل ما حظي به من رعاية، فقد استطاع أن يتعلم بعض الكلمات الجديدة، كما تدرب على ما يتدرب عليه الأطفال في الروضة، من عادات اللعب والأكل والجلوس، وكان يعيد في المساء علينا ما تعلمه كيفما استطاع لأنه كان يتأتئ، ولسانه ثقيل، ولكن كان يؤدي بعض الحركات الكوميدية يقلد فيها معلمته، أو رفقاءه، وكم كان يبتهج عندما نصفق لأدائه، فيحسب أننا نريد المزيد، فيقوم لأداء أدوار أخرى قائلا:" نزيد..نزيد؟
وهذا التقدم الملاحظ عليه، جعلني أفكر بطريقة أخرى، فكنت أطرح على نفسي سؤالا:" كيف أصل بلطفي إلى مستوى قريب من مستوى الأطفال الأسوياء؟
أمثال لطفي عندهم تأخر في النمو يشمل جميع النواحي، جسدية وعقلية ونفسية، تنمو قدراته بشكل بطيء، بحيث يهرب عمره الزمني كثيرا عن عمره العقلي، إلا أن له القدرة على التذكر، قدرة عجيبة، إذ يتذكر كل ما يراه، وكل ما يسمعه، ويحفظ أسماء زملائه وكل من يحيط به في المدرسة، من المديرة إلى المعلمة إلى الطباخة والمنظفة، لولا تلعثمه وتأتأته، التي تعيق إخراج الأصوات، لكان ممثلا بارعا.
وهذا ما شجعني في التفكير في تسجيله في مدرسة عادية، بعد بلوغ أخته سن الدخول إلى المدرسة. وكذلك فعلت، وكان تسجيل لطفي تسجيلا غير رسمي، وكان الهدف الذي أردت الوصول إليه هو أن يتعلم عادات الأطفال الأسوياء، كان تخوفي الوحيد آت من صعوبة المهمة التي أحملّها للمعلم الذي يقبله في قسمه، كون لطفي يختلف اختلافا واضحا في صورته وكلامه ولعبه مع الأطفال الآخرين، وكيف يتقبله التلاميذ بينهم، وكان تخوفي في محله، غير أن المعلم تحمل المسؤولية الإضافية بكل صدر رحب، وقد تعاونا برعاية مدير المدرسة على اندماجه.
لم يكن الأمر سهلا، فقد مررنا ثلاثتنا بأوقات حرجة، إذ كان لطفي محل سخرية الأطفال الآخرين، وكان في الأسابيع الأولى، يثير الفوضى داخل الحجرة بما يصدر عنه من حركات كوميدية، مما حفظه في الروضة، كما كان الأطفال يتحلقون حوله في الساحة أثناء وقت الاستراحة، ويثيرون أعصابه بمناوشاتهم، وكثيرا ما يرد على ذلك باللكم، أو بالدفع، مما يؤدي إلى سقوط بعضهم وجرح آخرين، وكان مدير المدرسة يتولى الرد على شكاوي الأولياء، كما كان يفعل المعلم.
وتعلم مع ذلك أشياء كثيرة، منها الجميل ومنها القبيح، كان مثل دلو يملأه في النهار وفي المساء، يدفق علينا ما حواه، بل مثل كيس، يفرغه علينا بغثه وسمينه، وكم كان يحوي صيده من كلمات بذيئة سوقية سمجة سمعها هنا أو هناك، فقد عانينا سنوات من ذلك، أي المدة التي قضاها في المدرسة الابتدائية، غير أن الأمر المشجع، هو أن لطفي يستمع إلى تنبيهاتنا ويطيع نواهينا، قل ما عاد إلى ترديد الكلمات المنهي عنها، فقد كنا، أنا وأمه نبدي شدة وغضبا على ملامحنا، كلما نطق بكلمة نابية، ينظر إلى صفحة وجوهنا فيعرف إن كان على صواب أو خطأ ، فقد تعود على ذلك، حتى أنه صار يستأذننا أحيانا قبل أن ينطق بكلمة جديدة سمعها من فلان أو فلان، وكان أكثر ما أعاننا على تحسين مستوى محادثته، هو أننا نستمع إليه، بحيث لا نشعره بأننا غير مهتمين بما يقوم به.


5 -
قضى لطفي حوالي ست سنوات في المدرسة الابتدائية، أي المدة التي قضتها أخته، قبل أن تنتقل إلى المدرسة الإكمالية. لم يكن ممكنا بقاؤه في المدرسة الابتدائية، ليس لأن أخته ليست معه، ولكن لكون لطفي يبدو أكبر من بقية التلاميذ، وذلك كان يسبب حرجا كبيرا للمعلم والمدير والتلاميذ، ومن ثم كان علي أن أسجله في مركز مختص، بعد أن اطمأننت على أشياء كثيرة، منها أنه كان مستقلا في العناية بنفسه، ينظف نفسه بنفسه، يلبس أثوابه دون مساعدة أحد، اغتنى زاده اللغوي، وباستطاعته التعبير عن رغباته، وهذه الأشياء كلها وغيرها، شجعتني على التفكير في تسجيله بمدرسة مختصة، ثم إن تركه في البيت دون أن ينشغل بشيء، أمر غير وارد تماما، وإلا تبخر كل ما أنجزه من تطور في سلوكه، غير أن مشكلة مرافقته صباح مساء عادت لتحتل تفكيري، إذ لم يكن ممكنا ، نظرا لظروف العمل التي لا تسمح لي بذلك، من جهتي، أما من جهة الزوجة، فقد كانت منشغلة بتربية ابننا الثالث الذي ولد في تلك الفترة، ومع ذلك سجلته في المركز البيداغوجي الواقع بمدينة الرويبة، الذي يستقبل الأطفال ما دون السادسة عشرة، وقلت في نفسي: إن الله الذي أوجد مخارج للمشاكل السابقة، سيهدينا إلى مخارج أخرى، علي فقط، بالبحث عنها.
كانت البداية بالتضحية، كنت أضحي ببعض الساعات من العمل بالصباح أو المساء، من أجل مرافقته إلى المركز، الذي يستلزم منا تغيير حافلتين، وكان موقف الحافلات يبعد بحوالي نصف كيلومتر عن المركز. وعندما يتعذر علي مرافقته، تتولى أمه ذلك، الصبي في يد، ولطفي في يد أخرى. ودمنا على ذلك ثلاثة أشهر تقريبا، أحيانا أرافقه صباحا وفي المساء تعود به أمه، أو العكس، وأثناء هذه المدة، تعرفت إلى معظم الناقلين، بل صاروا يعرفونني بفضل وجود لطفي معي، كما نسج هو الآخر مع السائقين خاصة، علاقات حميمية، بفضل تأدبه وحسن جوابه، وأكثر ما يحبونه فيه، ما يضفيهمن جو المرح في الحافلات، بما يؤديه من لقطات كوميدية، مما يلاحظه في محيطه، إذ كان يحب المسرح، كما سيأتي ذكر ذلك لاحقا.
وكانت هذه الألفة التي نسجها بين السائقين، هي التي أوحت لي بتجريب خطوة جديدة في تربيته. لم يكن الأمر بالسهل تقبله، وما بالك بمباشرة تجريبه على أرض الواقع، فقد وجدت مقاومة شديدة من أمه في البداية، ولكن بفضل ما هداني الله إليه، مضيت في تنفيذ الخطوة الجبارة، واستطعنا بفضل الله ومساعدة كثير من الناس الذين نصادفهم في طريقنا، تحقيق ما كنا نرجوه من ذلك.
كانت الفكرة تتمثل في جعل لطفي يذهب وحده إلى المدرسة دون مرافقة أحد منا.. ونظرا لخطورة ما نقدم عليه، كان علينا الاحتياط، لتأمين ذهابه وعودته، فاستمرت تضحيتنا لأشهر أخرى، كنا نتركه يخرج وحده من البيت بعد توصيته بما عليه فعله، التوصيات التي ألفها كسلوك معنا، ونحن نرافقه، ثم نذهب وراءه دون أن يحس بوجودنا،نراقبه من بعيد، كيف يتصرف من جهة، ومن جهة أخرى نراقب الأشخاص الذين يقتربون منه، ومن حين إلى آخر نظهر أمامه، ونفعل ذلك بغية أن يترسخ في ذهنه بأننا دائما نراقبه، حتى وهو وحده.
استمرت هذه التجربة أكثر من شهرين، ولما تأكد لنا أنه حفظ المسار، وصار يختار الجلوس بجانب السائقين الذين ألفهم، ولا يركب إلا معهم، دون سواهم، وأنه يسير على الرصيف المناسب الذي تعوده، كما عرف الأماكن التي يقطع فيها الطريق لتغيير الرصيف، انتقلنا إلى خطوة أكثر جرأة.كنت أوصي أولئك السائقين، وبعض عمال المحطات المألوفين، كي يضعوا أعينهم عليه، وعدم التدخل إلا في حال ما وقع له مكروه، أواعترض طريقه أحد. ولم يأت شهر جوان من تلك السنة، حتى صار يذهب ويعودوحده، دون مرافقة ولامراقبة..يعود متأخرا..ولكنه يعود كالمنتصر، يقول لنا باعتزاز كل مساء: ماما..بابا..رجعت..أنا هنا! فنربت على كتفه، ونثني على إنجازه، ثم بعد ذلك يبدأ في سرد شريط يوميته، ونحن له مستمعون، مقاطعينه بأسئلة خفيفة، بين الحين والآخر.

6-
بعدما رزقني الله بلطفي، عرفت أطفالا آخرين مثله، البعض عرفته في المراكز التي مر بها لطفي، والبعض الآخر عرفته عن طريق المصادفة، وعن هؤلاء الذين عرفتهم مصادفة، سأتكلم، لأنني أعرف أولياءهم من جهة، ومن جهة ثانية ، لأن وجود لطفي بمرافقتي، كان السبب في كشف النقاب عن هؤلاء الأطفال المحرومين من الحياة العادية، إذ كانوا في طي الكتمان، تستر أولياؤهم على وجودهم، لأسباب غير منطقية.سلوك غير إنساني، لا يمكن أن يأتي إلا ـ مع كل الاحترام لكل الناس ـ من جاهل جهلا مركبا! وهو ما تعجبت له، لأن بعض هؤلاء إطارات وعلى درجة من العلم، أو موظفون على درجة من المعرفة!
سأتكلم عن ثلاثة أطفال، عرفوا نور الحياة العامة، وكان لطفي السبب المباشر في فك قيود أسرهم. كيف حدث ذلك؟
ليس ثمة من معجزة، أو من أمر خارق للعادة، كل ما هنالك أني كنت أصطحب معي لطفي إلى أي مكان أذهب إليه، كان يخرج معي إلى السوق، إلى المقهى، إلى مراكز الخدمات المختلفة كالبريد ومصالح الكهرباء و المياه، أو المتنزهات، أو يبقى بجانبي في الحي عندما أجالس الجيران...
لم أكن أفعل ذلك لهدف معين، ولم يخطر ببالي يوما، شيء ما أنتظره من وراء اصطحابه، نأخذه ـ فإذا لم يكن معي، كان مع أمه، أو كان معنا معا ـ، تلقائيا بدون أية حسابات مسبقة. وذات مرة رأتني زوجة أحد معارفي، وكان لطفي معي، اقتربت مني ودار الحديث التالي بيننا: قالت بتعجب ظاهر:
- هل هو ابنك؟ قلت:
- نعم، وتوجهت للطفي قائلا:
- قل للسيدة اسمك! فقال لها:
- اسمي لطفي.. وضعت يدها على رأسه، وقالت له:
- كيف حالك لطفي؟ فقال:
- أنا خير منك!! رأيتها تسحب يدها من على رأسه وقد فاجأها جوابه، فتدخلت قائلا:
- إنه يحب المزاح! ثم قالت كلاما ما توقعت مثله في تلك اللحظة:
- لم يخطئ ابنك في قوله.. فأنا... وصمتت لحظة، ثم واصلت والأسى باد على ملامحها:
- استأت من نفسي...ولمحت في عينيها دمعات تترقرق، على أهبة إنزال سر خطير، وتخفيفا عنها وطأة ذلك السر الثقيل، قلت لها:
- خيرا إن شاء الله سيدتي! قالت:
- خيرا.. ولكن..عندما رأيت لطفي..مر علي شعور حاد اخترقني من رأسي حتى قدمي.. أحسست بهول الخطأ الذي ارتكبته في حق..ابنتي!! فقلت لها متعجبا:
- من؟ لعلمي أن لها ابنتان جميلتان وناجحتان في دراستهما، فقالت:
- الأمر لا يتعلق بـ... وبـ...، عندي ابنة ثالثة..لا تعرفها، بل لا يعرفها أحد عدا خادمتها!
لا أخفي عليكم، فقد صدمني الجواب، ولم أجد ما أقول في تلك اللحظة، ظللت مسمرا في مكاني، أحملق فيها بعينين جاحظتين، وعقلي شارد، لا أعلم ما أصنع..لولا وجود لطفي الذي كان يتابع المشهد، فقد نطق بجملة أخرجتني من شرودي، وأعادتني إلى الواقع، قال :
- ما بك بابا..هل بك شيء؟
ثم رأيت السيدة تحبس دموعا تترقرق في عينيها، ولكن ذلك لم يمنعنها من أن تخرج منديلها تمسح ما فاض منها على خديها.أنهينا المقابلة على هذاـ وضربنا موعدا في يوم آخر، وتكلمنا في حكاية ابنتها اللغز!
حكاية "ا"
رمزت لاسم هذه الفتاة بحرف "ا"، تجنبا لأي تجريح قد أسببه لأحد، وكذلك سأرمز للطفلين الآخرين بحرفي "ب" و "ج".
قالت السيدة:" عندما ولدت لنا "ا"، وهي مولودنا الأول، صدمنا صدمة كبيرة، لم نفكر ساعتها بأنه يمكن أن تعيش عيشة طبيعية، كل ما كان يسيطر على تفكيرنا، هو الكيفية التي نربيها بها، بعيدا عن نظرات المحيط التي لا ترحم، اهتممت بها في السنتين الأوليين، ثم جئت بمربية تقوم بكل شؤونها، وكانت هذه المربية التي اشترطت عليها إبقاء الأمر سرا، تؤدي في نظر الجيران ، عملها كخادمة ، ودام هذا سنوات، ولدت لنا بعدها بنتان أخريان، اللتان تعرفهما.
ومع مرور الأعوام، بدت لنا مهمة المربية صعبة، وأكبر منها، كان لابد لأحدنا، الأب أو الأم، أن يظل إلى جانب المربية لمساعدتها، ومن أجل ذلك خرجت إلى التقاعد المسبق، فقد كانت"ا" عنيفة في كل تصرفاتها، كانت تصرخ، وتحطم أشياء في غرفتها، وتعتدي على مربيتها أحيانا، أما أختيها، فقد منعت أي اتصال بينهما وبينها، وكان لزاما علي أن أبقى بجانبها، بعدما أثارت انتباه الجيران بما تحدثه من جلبة.
سنوات طويلة، لم تر فيها المحيط الخارجي، لم أنتبه إلى أنها مسجونة، كنت أعتبر الأمر وقائيا، أو ..قاطعتها حتى أخفف عنها وطأة الاعتراف، وقلت لها:
وكم عمرها الآن؟ قالت: بعد أيام ستدخل العشرين من العمر! قلت في نفسي:" عشرون سنة..لم تر فيها المسكينة نور الشمس!!وكيف لا تكون عنيفة.. ؟ صحيح بأن الأطفال الذين يولدون بهذه الصفة، يميلون إلى العنف في تصرفاتهم، غير أنه يمكن التحكم فيه، كما حدث مع ابني لطفي، فبقاء أي طفل كان، محروما مدة من الزمن، من حريته، سيكون رد فعله الطبيعي التصرف بعنف، وما بالك إذا كانت المدة ..عشرين سنة!! ثم واصلت قائلة:
تحملت كأم حملين ثقيلين أثرا في حياتي الاجتماعية، فقد صرت أبتعد قدر الإمكان عن مقابلة الناس الذين أعرفهم، وخاصة الجيران الذين أرى في عيونهم علامات استفهام كبيرة، عن هذا السر الذي أخفيته عنهم ، كنت أتجنب أي تقاطع مع الجارات القريبات تحاشيا لسخريتهم .. فليس هناك ما يؤلم أكثر من كلماتهم اللاذعة! تحملت كما قلت، حملين ثقيلين، حطما معنوياتي، وأضعفاني نفسيا وبدنيا، كانت صورة الأم صاحبة البنت المعاقة لا تفارقني، وصورة مقابلة الناس وبأي وجه وبأية شجاعة، تؤرقني وتحرم علي النوم.. تحملت هذا العذاب حتى بعثك الله في طريقي، عندما رأيتك تمشي في الطريق ولطفي يمسك بيدك.. فقد أخرجتني من سجني.. قاطعتها مرة أخرى قائلا: " تريدين أن تقولي ..أخرجت ابنتك من السجن! قالت: إن شئت! ثم واصلت:
كلانا مسجونتان، إلا أن السجن الذي كنت فيه أنا، أشد قسوة، من سجن ابنتي، فعلى عكس ابنتي التي كانت تكتنز شحما، وتخفف عن نفسها، تخرج بعض ما يؤلمها بالصراخ وتحطيم الأشياء، فأنا كما ترى، لم يبق في بدني غير العظم يكسوه الجلد، والندم وأشياء أخرى كثيرة تنخرني وتمتص أيامي .. وتحطم معنوياتي...
أشياء كثيرة تتزاحم على لسانها تريد البوح بها، غير أن ما تحب أن تسمعه مني كان أقوى، فقد كان لقاؤنا لهذا الغرض، لذلك قلت لها مطمئنا:
سيدتي.. مازال بمقدورك أن تفعلي أشياء كثيرة، فلا تيأسي! لمحت في وجهها بعض البشر، فعرفت أنه علي أن أستمر في تخفيف حمل مصابها، فقلت لها: إن عليك أن تنزعي تلك الأغلال التي كبلت بها نفسك قبل كل شيء، ثم عليك بعد ذلك أن تنظري حولك بنظرة أخرى، نظرة متفائلة، عندئذ سترين بأن الحياة ليست كما حصرتها في سجنك، إن الله سيفتح لك أبواب الخيرـ فافتحي قلبك لتسمعي صوت الحياة التي ارتضاها لك الخالق عز وجل، ولا تنظري إلى ابنتك نظرة العاجز للعاجز... انظري إلى لطفي، وضعي هدفا قريبا أو بعيدا تريدين تحقيقه، فليكن ذلك الهدف مثلا: الوصول بابنتك إلى مستوى قريب من مستوى لطفي، بالعمل على التخفيف من سلوكها الحاد، عن طريق إخراجها لترى العالم الخارجي، ثم جعلها اجتماعية، بتعريفها بأشخاص من محيطها، غير الذين ألفتهم، وهكذا..، وكلما تحقق هدف أو بعضه، انتقلت إلى رسم أهداف أخرى، ترتبينها حسب أولوياتها، ولا تنسي في كل ذلك الالتزام بالصبر..فالصبر مفتاح النجاح، وبدونه لن تحققي أية خطوة إيجابية!!
بعد أيام من هذه المقابلة، مرت سيارة والد الفتاة، ولمحت الفتاة جالسة في المقعد الخلفي، وهي لاصقة حنكها للزجاج المليس، رفعت يدي مححيا والدها، ثم أشرت له بإبهامي أن ما فعلته (إخراج الفتاة لتكتشف العالم الخارجي) شيء جيد!
ومنذئذ، بدأت الفتاة تعيش مرحلة جديدة من حياتها، وكانت أمها من حين لآخر، عندما تعترضها مشكلة، تطلب رأيي، أما والدها، فلم أكن أتحدث معه عن ابنته، لأنه لم يحدث أن فاتحني في الأمر، رغم أن لقاءات كثيرة جمعتنا، أحسست به كالمحرج ، فكنت أتحاشى التطرق لما يمت بصلة للمضوع، غير أنه كان يساهم في البرنامج الذي وضعته زوجته، كما كنت ألاحظ ذلك..
وبعد عامين أو أكثر، جاءت إلي والدة الفتاة، ودار بيننا الحديث التالي:
- ... هل بإمكانك مساعدتي في إلحاقها بالمركز البيداغوجي...؟ لا تتصورون كم كانت فرحتي كبيرة عندما سمعتها تقول لي ذلك، لأنني فهمت بأن الفتاة تحررت من قيودها، وها هي أمها تحاول الدخول معها في مرحلة أكثر تطورا، فقلت لها:
- سنفعل ما باستطاعتنا، إن شاء الله تعالى!
التعديل الأخير تم بواسطة aloui ; 01-08-2014 الساعة 03:33 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
جود الكلمات
زائر
  • المشاركات : n/a
جود الكلمات
زائر
رد: تجربتي في تربية لطفي
24-06-2014, 08:47 PM
السَّلامُ علَــــيكُم
خانتني الكلمات ، فلم اج ما أقوله ...

حقا شيء مؤثر ، بارك الله فيــكما وجزاكما الفردوس الأعلى ، ماشاء الله على بريكما وقوتيكما ، حفظكما البارئ

..
.

..
.
.
..

أنتظر بشغف الحلقة القادمة

أسْتَغْفِرُ الله وأتُوبُ اليْه
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية دائمة الذكر
دائمة الذكر
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 29-03-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 43,268

  • زسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    61

  • دائمة الذكر is a jewel in the roughدائمة الذكر is a jewel in the roughدائمة الذكر is a jewel in the rough
الصورة الرمزية دائمة الذكر
دائمة الذكر
مشرفة سابقة
رد: تجربتي في تربية لطفي
24-06-2014, 08:55 PM
لا اعرف ما قوله استاذي الفاضل ..... هربت مني الكلمات

الذي اعرفه ان الاشخاص التريزومي ملائكة فوق الارض و يدخلون الى القلب دون استئذان

ربي يقدرك انت و الزوجة الطيبة

اكيد انا في المتابعة ...
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية شاعرة المستقبل
شاعرة المستقبل
مشرفة المنتديات الأدبية
  • تاريخ التسجيل : 13-04-2013
  • الدولة : كوكب الفرح
  • العمر : 27
  • المشاركات : 18,066
  • معدل تقييم المستوى :

    32

  • شاعرة المستقبل is a jewel in the roughشاعرة المستقبل is a jewel in the roughشاعرة المستقبل is a jewel in the rough
الصورة الرمزية شاعرة المستقبل
شاعرة المستقبل
مشرفة المنتديات الأدبية
رد: تجربتي في تربية لطفي
24-06-2014, 08:55 PM
موضوع قيم بارك الله فيك وفي الوالدة لاعتناءكما بامانة الله في انتظار الحلقة الثانية

آڷتعآمڷ-معيے'ڳآڷذخيره-آڷغڷطہ آڷأۈڷى-هيہ آڷآخيہرة)

كاتــ،ـبـة باذن ربـــ،ـي اعـــ،ــي ما افــ،ــعـــ،ـــل واخــ،ـــط دربــ،ــي

  • ملف العضو
  • معلومات
aloui
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 03-05-2014
  • المشاركات : 145
  • معدل تقييم المستوى :

    11

  • aloui is on a distinguished road
aloui
عضو فعال
رد: تجربتي في تربية لطفي
25-06-2014, 11:33 AM
الواجب واجب لا مراء فيه
رب يقدرنا ويقدر كل من هو في مثل حالي وما أكثرهم في بلادنا
تحياتي الخالصة
عمر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية narriman
narriman
مشرفة شرفية
  • تاريخ التسجيل : 24-02-2013
  • الدولة : جزائري الحبيبة
  • المشاركات : 9,870
  • معدل تقييم المستوى :

    21

  • narriman is on a distinguished road
الصورة الرمزية narriman
narriman
مشرفة شرفية
رد: تجربتي في تربية لطفي
01-08-2014, 01:29 PM
الله أكبر
بارك الله فيكما و جزاكما الجنة
و الله أثرت في قصة لطفي كثيرا لدرجة انني اقرؤها و عبراتي تسقط

لا اجد ما أقول
فحقا أنتما نعما الوالدان


واصل عموو و نحن بالمتابعة
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية إخلاص
إخلاص
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 05-07-2007
  • الدولة : بلجيكا
  • المشاركات : 33,077
  • معدل تقييم المستوى :

    53

  • إخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the rough
الصورة الرمزية إخلاص
إخلاص
مشرفة سابقة
رد: تجربتي في تربية لطفي
20-09-2014, 10:05 AM
ما شاء الله!
فنِعما الوالدان كنتما للطفي
فليت من هم مثلكما يتأسّون بكما
صِدقا هنيئا للطفي بكما
متابعة بشغف
بوركت و لا هنت
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية دمعة حزين
دمعة حزين
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 21-06-2012
  • المشاركات : 7,945

  • وسام الأشغال اليدوية وسام خاطرة الشهر 

  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • دمعة حزين will become famous soon enough
الصورة الرمزية دمعة حزين
دمعة حزين
شروقي
رد: تجربتي في تربية لطفي
17-10-2014, 09:51 PM
مؤثر جدا...
و الله أحييكما على تللك الإرادة و الكفاح من أجل تربية لطفي
و الصبر الذي أعطاه الله لكم
تقديري لكما
يعجز اللسان عن التعبير و الكلام

إحترامي


دمعة مرت من هنا
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 02:08 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى