حقيقة صاحب فكر تغريبي في ديار الإسلام
23-02-2015, 09:38 PM
حقيقة صاحب فكر تغريبي في ديار الإسلام

عماد بن عبد السلام


الحمد لله/

إن أحسن شيء يطلع عليه المرء خلال مطالعته للكتب هو اقتناء كتب رجال أفنوا أعمارهم في طلب الحقيقة وتدريسها و التأليف لها، والذب والذود عنها، والدفاع عليها والصدع بها، لا يخشون في الله لومة لائم، وإن أن اخطر شيء هو أن يأتي المرء بأفكار وأطروحات ونظريات من الغرب لا تتماشى مع دينه وهويته وعادات وتقاليد بني جلدته، وتجده يسعى جاهدا لنشرها والتمكين لها ولو باسم الدين الإسلامي الحنيف الذي يتعارض مع أفكاره هذه أصلا وفصلا.
ويطيب لي، بل أطيب شيء ننشره هو كلام العلماء والأئمة، وان كتبوه في زمن غير زمننا ووقت غير وقتنا، إلا أن كلامهم يعالج في الحقيقة مشاكلنا، وذلك لأنهم انطلقوا من الوحي الإسلامي ووفقوا إلى فهم سليم غير سقيم لهذا الوحي.
قلت هي كلمة لفضيلة الشيخ العلامة والكاتب الإسلامي الكبير أحمد بن محمد شاكر: يبين فيها حال التغريبيون في زمنه القريب منا، وإن كان زمننا هذا قد استحكموا أكثر فأكثر لنشر تغريبهم لأنهم وبكل صراحة وحقيقة مرة، فالقوم يعتبرون سفراء الدول الغربية عندنا. كما أنوه على أن العنوان من صنعي.
قال رحمه الله في مقدمة تحقيق جامع الترمذي 1/71-72 .بواسطة حراسة الفضيلة للعلامة الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد ص: 132
قال: (( وليعلم من يريد أن يعلم.... من رجل استولى المبشرون على عقله وقلبه، فلا يرى إلا بأعينهم، ولا يسمع إلا بآذانهم، ولا يهتدي إلا بهديهم، ولا ينظر إلا على ضوء نارهم يحسبها نورا، ثم هو قد سماه أبوه باسم إسلامي، وقد عد من المسلمين –أو عليهم- في دفاتر المواليد وفي سجلات الإحصاء، فيأبى إلا أن يدافع عن هذا الإسلام الذي ألبسه جنسية ولم يعتقده دينا، فتراه يتأول القرآن ليخضعه لما تعلم من أُستاذيه، ولا يرضى من الأحاديث حديثا يخالف آرائهم وقواعدهم، ويخشى أن تكون حجتهم على الإسلام قائمة!! إذ هو لا يفقه منه شيئا.
أو من رجل مثل سابقه، إلا أنه أراح نفسه، فاعتنق ما نفثوه في روعه من دين وعقيدة، وثم هو يأبى أن يعرف الإسلام دينا أو يعترف به، إلا في بعض شأنه، في التسمي بأسماء المسلمين، وفي شيء من الأنكحة والمواريث ودفن الموتى.
أو من رجل مسلم علم في مدارس منسوبة للمسلمين، فعرف من أنواع العلوم كثيرا، ولكنه لم يعرف من دينه إلا نزرا أو قشورا، ثم خدعته مدنية الإفرنج وعلومهم عن نفسه، فظنهم بلغوا في المدنية الكمال والفضل، وفي نظريات العلوم اليقين والبداهة، ثم استخفه الغرور فزعم لنفسه أنه أعرف بهذا الدين وأعلم علمائه وحفظته وخُلصائه، فذهب يضرب يمينا وشمالا، يرجو أن ينقذه من جموده رجال الدين!! وأن يصفيه من أوهام رجال الدين!!.
أو من رجل كشف عن دخيلة نفسه، وأعلن إلحاده في هذا الدين وعداوته، ممن قال فيهم القائل: ((كفروا بالله تقليدا)).
أو من رجل ممن ابتليت بهم الأمة المصرية في هذا العصر، ممن يسميهم أخونا النابغة الأديب الكبير كامل كيلاني ((المجددينيات))1... أو من رجل....، أو من رجل... )).
الهوامش
1/ ((هكذا –والله- سماهم هذا الإسم العجيب، حين سأله سائل عن معنى هذه التسمية، أجاب بجواب أعجب وأبدع: هذا جمع مخنث سالم! فأقسم له سائله أن اللغة العربية في أشد الحاجة إلى هذا الجمع في هذا الزمن!!)). اهـ





..................................