إسرائيل...تقبض روح الإنسانية
02-07-2009, 12:45 AM
إسرائيل ...تقبض روح الإنسانية2

كنت قد عرضت هذا الموضوع للنقاش بالأمس, فكانت الاستجابة الكريمة, والمساهمة الثرية من الأخت الفاضلة حورية النيل, فإليكموها:


مما لا شك فيه أنه مهما برقت فى سماء الصراع العربى الأسرائيلى بعض بوارق السلام فأن مؤشرات الأحداث يالنسبه للصراع العربى الأسرائيلى مازالت تؤكد على ان أطماع الصهيونيه
ونوايا الأمبرياليه الأسرائيليه المدعومه من الأمبرياليه الأمريكيه فى المنطقه العربيه تشير الى أن هذا السلام الواهى يحمل فى طياته أحتمالات تجدد الصدام والحروب فى أى وقت وهاهى قد أعترضت البحرية الإسرائيلية سفينة تحمل مساعدات إنسانية ينقلها ناشطون ومتضامنون مع الفلسطينيين إلى قطاع عزة وسحبت سفينه روح الأنسانيه من مياه القطاع إلى ميناء أسدود.
فأين هم ادعياء حقوق الانسان الغربيين من هذه العربدة الاسرائيلية واين انت يا اوباما من هذه البلطجة الصهيونية وانت الذي ذرفت دموع التماسيح على المتظاهرين الايرانيين وتوعدت قادة ايران بالتهديد والوعيد ان هم لم يحترموا حقوق الانسان بزعمك.... هذه هى حقوق الانسان تهدر وتراق وتداس وتزهق ارواح اهل غزة فماذا انت فاعل لقد اثبت ولم يكد تمضي على رئاستك بضعة اشهر انك لا تختلف عن الأخريين

========================
المعلم:

كان موكب السفينة المغتالة صامتا واجما كالجنائز, فلا تضامن, ولا احتجاج ولا صراخ, لا من العالم المتمدن, ولا المتوحش, ولا حتى المقصودين بالمساعدة الإنسانية...السكوت فإن الصهيونية تقبض روح الإنسانية, وعندما تقوم بذلك الفعل البشع المروع, ينبغي أن يسود الصمت, وتتوقف الحركة تماما, إنه عالم يقدس الإجرام, ثم يطلع علينا قابض الأرواح, وكأنه منبع الحق ومصدر الخير, ليقول مزهوا, إن السفينة كانت تقصد دعم حماس, وليس مساعدة غزة, بمعنى أنها تؤازر الإرهاب, وبصفتها كذلك تقع تحت طائلة القانون, ويصبح من الواجب منعها عن بلوغ مقصدها, وحجزها, ومعاملة ركابها معاملة المجرمين, كل هذا والعالم الحر صامتا, والعرب لا يتحركون, والفلسطينيون لا يقولون شيئا, أي شيء, فأي مصير بائس آلت إليه الإنسانية حقا؟ كمشة من الصهاينة يعيثون في الأرض فسادا, ويرتكبون الجريمة تلو الأخرى, ولا أحد يستنكر مجرد الاستنكار حتى الضحايا المباشرين!!! ما ذا يجري في هذا الزمان الأغبر؟ إنها تساؤلات ساذجة, لأن ما يجري واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار. إسرائيل قاعدة متقدمة للاستعمار الجديد والقديم, هو الذي أنشأها وأرسى قواعدها, وهو الذي يسلحها ويمولها, وهو الذي يطلق يدها لتعبث بالأرواح والممتلكات, وتدوس الأعراض والمقدسات, من أجل التدجين وإحكام السيطرة, وتجاوز هذا إلى تكريس الهزيمة, وتقسيم الضحية إلى أقسام متناطحة متحاربة, لتبقى إسرائيل ذاتها, لا تقوم سوى بالمراقبة والتوجيه للمعركة بين قسمي الضحية, حتى يحققوا أهدافها وأهداف الاستعمار من ورائها فيهم بأنفسهم, وبئس المنقلب. الآن بلغت الأمور حد قبض روح الإنسانية, نعم إن المسألة رمزية, لكنها معبرة بليغ التعبير عن الحقيقة, مناضلون إنسانيون من جنسيات كثيرة, وفيهم شخصيات مرموقة, دفعتهم ضمائرهم الحية لأن يلبوا نداء الإنسانية, التي يتغنى بها الغرب المتحضر, ويكلف من طرفي غير خفي من يقبض روحها, اعتزموا اقتحام الصعاب, وإرضاء ضمائرهم الشهمة المعذبة بأي ثمن, ومهما كان الثمن, فركبوا السفينة وخاضوا عباب المياه, وبلغوا شواطئ غزة المحاصرة منذ سنوات, محاصرة بإحكام, فلا طعام ولا دواء, ولا شيء ضروري للعيش والاستمرار على قيد الحياة, إنهم يقتاتون مما تجود به عصابات التهريب المجاهدة, رغم كل شيء, فهي مجاهدة, حتى لو كانت تقصد ممارسة التجارة السوداء, وهي كذلك بالفعل, لكنها تنقذ الأرواح, بل هي المنقذ الوحيد لها, بعد الله عز وجل. نعم, تعترض زوارق الحرب سفينة الإنسانية, وتهدد وتتوعد, وتعربد, وتطلق النار, ثم تغتال الرحلة, وتقبض روح الإنسانية, على مسمع ومرأى من العالم الحر والمستعبد, ولا أحد يحرك ساكنا, فتبا له من عالم منحط وضيع. لقد بلغ الضلال بالبعض والهوان بالبعض الأخر إلى عدم المبالاة باغتيال الإنسانية, وكأن الأمر لا يعنيها, كما لو كانت الإنسانية قابلة للتجزئة, قسم منها ينعم بالسعادة والسعة ورغد العيش, والقسم الآخر يقاسي الأمرين وبتفاوت يصل أدناه إلى الحصار القاتل. لا, وألف لا, إن الإنسانية وحدة واحدة لا تتجزأ, وإذا قبضت روحها فالجميع يموت, وليس الجزء الذي في السفينة, أو في غزة, وحده عندما تغتال الإنسانية, يكون الذين في واشنطن وباريس ولندن, هم أيضا قد خرجوا من جلودهم, ولم يعد لهم أي وجود إنساني, إنهم مجرد أجسام تتحرك, لا فرق بينها وبين الشجر بل والحجر!!! يسيء إلى الإنسانية, يكون قد أساء لنفسه بنفس المقدار, ومن يغتالها أو يقبض روحها, حالا محل قباض الأرواح, يكون في ذات الوقت وبنفس الإجراء قد انتحر, وعجبا للعرب والمسلمين, الذين يواصلون حياتهم العادية, وكأن شيئا لم يكن, غزة معزولة عن العالم, غزة محرومة من أسباب الحياة, غزة تغتال في كل لحظة, وهم لا زالوا يمارسون طقوس حياتهم وفقا للطقزس والتقاليد العريقة, ما زالوا يحتفلون, ويحيون المناسبات الوطنية والدينية, بنفس الطريقة التي درجوا عليه, وكأنهم صم بكم عمي لا يعقلون!!! إن العالم اللامبالي كله معني, لكن الأقربون أولى بالمعروف. تقول لي وما ذا تراهم فاعلين؟ فأجيب, ألا يكلفوا أنفسهم مشقة الاحتجاج مجرد الاحتجاج؟ والصراخ مجرد الصراخ؟ أليس بإمكانهم ومسجدهم الأقصى مهدد بالسقوط تماما, السقوط من أساسه, إذا كانت الأرواح لا تعنيهم، أليس بإمكانهم أن يسخروا كل النفقات الاحتفالية لغزة وللأقصى؟ أليس بإمكانهم أن يدفعوا ثمن أضاحيهم في العيد, وزكاتهم كل زكاتهم بل ونفقات حجهم لغزة وللأقصى؟ إذا كانوا لا يفعلون ذلك, فمن الطبيعي ألا يبالون باغتيال سفينة الإنسانية, ومن أين لهم أن يبالوا والإنسانية ميتة بداخلهم؟ فهم لا يعدون أن يكونوا أجساما شاغرة لا روح فيها تتحرك, تسعى بلا هدف لتحصيل قوتها اليومي أي كان, لتعيد نفس الشيء في غدها ببلاهة مقززة, والعجب كل العجب أنهم لا يدرون ما هم فاعلون, والأغرب من ذلك أنهم يخشون على حياتهم, وكأنهم في عداد الأحياء, إنه حقا ما لجرح بميت إيلام. روح الإنسانية التي قبضت، تكون قد سجلت بأحرف من نور نجاة ركابها الأبرار من مستنقع الإنسانية المعاصرة, بل من مقبرتها الموحشة، يكونون وياسعدهم قد أثبتوا شهادتهم إلى جانب غزة المعذبة, على بشاعة الجريمة, جريمة اغتيال الإنسانية، التي يرمزون إليها بجدارة واستحقاق, لقد واجهوا قلعة الإجرام العالمي بشجاعة لا مثيل لها, واضعين أرواحهم على أكفهم, ويكفيهم فخرا أنهم بلغوا هدفهم السامي, بفضح كل الأطراف, كما تفضلت المناضلة الأصيلة, أختنا الفاضلة/ حورية النيل. نعم لقد كشفوا الوجه القبيح لرؤوس الإجرام العالمي, وقد ارتبكت العصابة الصهيونية في تبرير فعلها البشع, فراحت تحكي حكاية مستهلكة, وأولئك الذين يقفون من ورائها معنيين بفعل العصابة, بل هم أكثر تورطا, لأنهم هم الأصل, والمنفذ هو الفرع، والمتواطئون هم فرع الفرع, فلعنة الله والملائكة والناس أجمعين, على كل من انحطت نفسه إلى حضيض المساهمة في اغتيال الإنسانية من قريب أو من بعيد, لأنه يكون في ذات الوقت قد انتحر, وغادر الانتماء إلى الإنسانية النبيلة إلى غير رجعة, والعياد بالله, ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم. ويا أيها الناس إلى أين أنتم ذاهبون؟ وإلى أي مصير تسعون, وقد أهدرتم الإنسانية في أنفسكم فمن تكونون؟ وما هي حقيقتكم؟ وإلى أي ماهية تنتسبون؟ إنكم بهذا تكونون كالأنعام أو أضل سبيلا, ولله الأمر من قبل ومن بعد.
الحكمة ضالة المؤمن