التعليق بإحسان على مداخلة رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين * حصة هنا الجزائر*التحرش بالنساء*
18-03-2015, 10:57 AM
لقد آسفني للغاية يوم الإثنين 16 مارس 2015 و أنا أتابع حوار الصحفي قادة بن عمار لرئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ،الدكتور عبد الرزاق قسوم في حصة هنا الجزائر لقناة الشورق تيفي ،ما تابعته من الردود الهزيلة و الإجابات السقيمة التي أدلى بها من كنت أحسبه قامة من علماء الجزائر و حامل راية جمعية علمائها ، هذه الجمعية المباركة التي شيبت فرنسا و أوردتها مهالك الردى ، ودافعت عن عقيدة التوحيد سنين عددا و ذادت عن حياض الإسلام في أيام حلكات و أبقت شعلة الإيمان تنير في حنادس الظلمات حتى أذن بالفرج و التمكين رب الأرض و السماوات ، لنشرب من ماء الإسلام باردا زلالا.
لما ناقشه الأخ الصحفي عن مسألة التحرش بالفتيات و إن كان سببه السفور و العري و الملابس الفاضحة في الطرقات ؟ ما زاد الشيخ في رده أن قال أن سببه لا يعدو إلا أن يكون كون المتحرش بها أنثى دون أدنى تقييد، ولما سأل عن سبب انتشاره في الشباب أجاب أن ذلك من قلة التكوين و الوعي و شيئا من هذا القبيل و راح يطنب و يكرر من غير إملال أن على الجميع التمسك بالوطنية و المبادئ و القيم و للأمانة ذكر وجوب تمسك المرأة بعقيدتها....وغيرها من شكلها أزواج...
يا علماء الدين يا ملح البلد و ما يصلح الطعام اذا ما الملح فسد
ألم يأخذ ربنا عليكم الميثاق يا أهل العلم أن تبينوا العلم للناس و لا تكتمونه ؟؟"وَإِذْ أَخَذَ اللَّه مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّه لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ" أل عمران – الآية 187
ورُوي عن علي رضي الله عنه أنه قال: ما أخذ الله على الجاهلين أن يتعلموا، حتى أخذ على العلماء أن يُعلِّموا .
وعن الحسن قال: لولا الميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم، ما حدثتكم بكثير مما تسألون عنه .
و تأملوا إخوة الإيمان هذا الموقف من عبق التاريخ للعلامة عبد الحميد بن باديس رحمه الله و لكم أن تقارنوا بين الخلف و السلف و الله المستعان:
الشيخ عبد الحميد الجزائري رحمه الله كما ورد في تاريخ الجزائر ورد أن المندوب الفرنسي أيام الاستعمار كان يقول بكل صراحة: جئنا لطمس معالم الإسلام، واستدعى الشيخ عبد الحميد وقال له إما أن تقلع عن تلقين تلاميذك هذه الأفكار وإلا أرسلت الجنود لقفل المسجد وإخماد أصواتكم المنكرة، فقال الشيخ بثبات المؤمن:
إنك لن تستطيع فاستشاط غضبا وأرغى وأزبد وقال كيف ؟
قال إن كنت في حفل عرس علمت المحتفلين.
وإن كنت في اجتماع علمت المجتمعين.
وإن ركبت سيارة علمت الراكبين.
وإن ركبت قطارا علمت المسافرين.
وإن دخلت السجن أرشدت المسجونين.
وإن قتلتموني ألهبتم مشاعر المسلمين.
وخير كم ثم خير لكم ثم خير لكم أن لا تتعرضوا للأمة في دينها.
فوالله لا نقاتلكم إلا بهذا الدين ووالله لا نقاتلكم إلا لهذا الدين:
إذا الله أحيا أمة لن يردها......... إلى الموت جبار ولا متكبر
ديننا الحق والكفر ذا دينهم........كل دين سوى ديننا باطل
فالحاصل إخوة الإيمان أن صاحبنا والله الذي لا إله غيره ماستشهد لا بحديث نبوي شريف و بآية من كتاب العزيز المجيد ، كان كلامه أقرب إلى الفلسفة و شيئ من الفكر العلماني العقلاني الذي لا يرجع الى دين ولا شريعة بل كل منهم لا يريك إلا ما يرى ، وكل يرد و مردود عليه ، وكل حسب قناعته و تصوره فما تراه أنت مبدءا رفيعا أو سلوكا قويما غيرك قد يراه في غاية المذلة و المهانة و الكل يدلي فيه بدلوه ، وصدق الله إذ يقول في محكم تنزيله:
"أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا "
-سورة النساء" – الآية 82
و صدق الشاعر إذ يقول :
شعوبك في شرق البلاد وغربها *** كأصحاب كهف في عميق سبات
بأيمانهم نوران ذكر وسنة *** فما بالهم في حالك الظلمات
فيا سبحان الله أهكذا تربى الأجيال ؟ أبهذه العبارات الفارغة تربى الأمة و يبين لها الحق؟ كلمات لا تعدوا أن تكون والله كالمستجير من الرَّمضاء بالنَّار
وفرضا أن كل الشباب الجزائري ذو تكوين عالي و ثقافة راقية فهل هذا يعصمهم من الوقوع في براثن الرذيلة ؟ أليست الولايات المتحدة الأمريكية أرقى دولة في العالم و أكثرها تطورا في شتى المجالات و بالرغم من ذلك تشير الإحصائيات الرسمية أنه في كل دقيقة في الولايات المتحدة الأمريكية، هنالك 1.3 حالة اغتصاب لنساء بالغات ، وتغتصب 78 امرأة في كل ساعة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وهكذا في كل يوم هنالك 1871 امرأة بالغة تغتصب في أمريكا أي ما يعادل 56916 امرأة شهريا
فما بال التكوين و الثقافة لم تغني عنهم شيئا؟؟؟
ثم ....أين قال الله قال رسوله قال الصحابة ** من كلام فلسفي غامض كله سخافة
و عودا الى موضوعنا و محور كلامنا ، فنقول و بالله نستعين:
فالتحرش لا يقع في أغلب حالاته ، اللهم إلا الشاذ منها ، لا يكون في الغالب الأعم إلا على المتبرجات بزينتهن المميلات للرجال ، السافرات التي قد تخلين عن حيائهن و دينهن و ذلك أن المرأة فتنة ، و إذا لم تحط بسياج من العفة و الحجاب الشرعي وقع بها الافتتان ولابد ، وليس الأمر عقدة كما يدعي بعض المدلسين بل الطبيعة اقتضت أن الرجل تميله المرأة و من رأيت ذا عفة فلعلة الإستقامة و التقوى حفظه الله من ذلك ، وكذلك المرأة المسلمة تصون نفسها بحجابها و عفافها و دعك من أشباه الذكران ممن يقول لك أن المرأة لا تفتنه ببدنها و زينتها و أنها كأخته فالخطاب ليس الى هؤلاء ، و إنما كلامنا مع الرجال الرجال حقا و النساء النساء حقا.
النساء فتنة و إليك أخي و أختي الذين تبحثون عن الحق ما يلي من أدلة الكتاب و السنة و علماء الأمة"
قال تعالى:{زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب}.سورة آل عمران. آية: 14
*قال القرطبى: قوله تعالى: "من النساء" بدأ بهن لكثرة تشوف النفوس إليهن؛ لأنهن حبائل الشيطان وفتنة الرجال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء) أخرجه البخاري ومسلم. ففتنة النساء أشد من جميع الأشياء.
و قال الإمام مالك فيم نقله النووى عنه: قال: والمرأة فتنة إلا فيما جبل الله تعالى النفوس عليه من النفرة عن محارم النسب،
قال ابن كثير فى الأية: يخبر تعالى عما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من أنواع الملاذ من النساء والبنين، فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد، كما ثبت في الصحيح أنه صلى اللّه عليه وسلم قال: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" فأما إذا كان القصد بهن الإعفاف وكثر الأولاد، فهذا مطلوب مرغوب فيه مندوب إليه، كما وردت الأحاديث بالترغيب في التزويج والاستكثار منه، وأن خير هذه الأمة من كان أكثرها نساء، وقوله صلى اللّه عليه وسلم : "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة، إن نظر إليها سرَّته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله" (أخرجه النسائي وروى بعضه مسلم في صحيحه) وقوله في الحديث الآخر: "حبّب إليّ النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة"
وروي عن ابن عباس أنه قرأ "وخلق الإنسان ضعيفا" أي وخلق الله الإنسان ضعيفا، أي لا يصبر عن النساء
روى الصحيح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها
الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا). قال ابن العربي: وإنما جعلهن كاسيات لأن الثياب عليهن وإنما وصفهن بأنهن عاريات لأن الثواب إذا رق يصفهن، ويبدي محاسنهن؛ وذلك حرام
قال القرطبى:هذا أحد التأويلين للعلماء في هذا المعنى
والثاني: أنهن كاسيات من الثياب عاريات من لباس التقوى الذي قال الله تعالى فيه: "ولباس التقوى ذلك خير". وأنشدوا:
إذا المرء لم يلبس ثياب من التقى تقلب عريانا وإن كان كاسيا
وخير لباس المرء طـــــاعة ربه ولا خير فيمن كان لله عاصيا
وفى الحديث الذى أخرجه مسلم: (إن المرأة تقبل): من الإقبال (في صورة شيطان): شبهها بالشيطان في صفة الوسوسة والإضلال، فإن رؤيتها من جميع الجهات داعية للفساد.
قال النووي: قال العلماء معناه الإشارة إلى الهوى والدعاء إلى الفتنة بما جعل الله تعالى في نفوس الرجال من الميل إلى النساء والتلذذ بالنظر إليهن وما يتعلق بهن، فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته وتزيينه له. ويستنبط من هذا أنه ينبغي لها أن لا تخرج إلا لضرورة ولا تلبس ثياباً فاخرة، وينبغي للرجل أن لا ينظر إليها ولا إلى ثيابها. وفيه أنه لا بأس بالرجل أن يطلب امرأته إلى الوقاع في النهار وإن كانت مشتغلة بما يمكن تركه لأنه ربما غلبت على الرجل شهوته فيتضرر بالتأخير في بدنه أو قلبه. انتهى
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء، لمنعهن كما منعت نساء بني إسرائيل. قلت لعمرة: أو منعهن؟ قالت: نعم.
(ما أحدث النساء) من إظهار الزينة ورائحة الطيب وحسن الثياب ونحو ذلك. (لمنعهن) في نسخة (لمنعهن المسجد) أي لمنعهن من الخروج إلى المساجد وهن على هذه الحالة.
وقال النووى فى شرح مسلم:
قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله) هذا وشبهه من أحاديث الباب ظاهر في أنها لا تمنع المسجد لكن بشروط ذكرها العلماء مأخوذة من الأحاديث، وهو أن لا تكون متطيبة ولا متزينة ولا ذات خلاخل يسمع صوتها، ولا ثياب فاخرة، ولا مختلطة بالرجال، ولا شابة ونحوها ممن يفتتن بها، وأن لا يكون في الطريق ما يخاف به مفسدة ونحوها،
*وقال أيضا:
وفيها جواز حضور النساء الجماعة في المسجد وهو إذا لم يخش فتنة عليهن أو بهن.
وفيه أن النساء إذا حضرن صلاة الرجال ومجامعهم يكن بمعزل عنهم خوفاً من فتنة أو نظرة أو فكر ونحوه.
وحتى لا أطنب و أكثر و الأدلة غيرها كثير ، ومن أجل ما تقدم سرده من مفاسد و فتن تحصل بتبرج النساء فرض الله الحجاب لحكم وأسرار عظيمة، وفضائل محمودة، وغايات ومصالح كبيرة ولو أن الفتاة المتبرجة التي لا تقيم للحجاب الشرعي وزناً فكرت في فوائد الحجاب وأهميته تفكيراً سليماً بعيداً عن نوازع النفس ووساوس الشيطان لعلمت
أن الله سبحانه الذي خلق الذكر والأنثى هو أعلم بما يصلح حالهما، ولو لم يكن في الحجاب فوائد للمرأة ما فرضه الله سبحانه، وليس بوسعي أن أحصي فوائد الحجاب عدداً لأقدمها هدية لكل فتاة تتهاون بالحجاب محتسباً عند الله عز وجل الأجر والثواب، ولعل من أهمها:
1- حفظ العرض :
فالحجاب حراسة شرعية لحفظ الأعراض و دفع أسباب الريبة و الفتنة و الفساد .
2- طهارة القلوب :
الحجاب داعية إلى طهارة القلوب للمؤمنين و المؤمنات و عمارتها بالتقوى و تعظيم الحرمات و صدق الباري تعالى : ( ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) (53) سورة الأحزاب
3- مكارم الأخلاق :
الحجاب داعية إلى توقير مكارم الأخلاق من العفة و الإحتشام و الحياء و الغيرة و حجب المساوئ من التلوث بالشائنات كالتبذل و التهتك و السفالة و الفساد .
4- علامة على العفيفات :
الحجاب علامة شرعية على الحرا ئر العفيفات في عفتهن و شرفهن و بعدهن عن دنس الريبة و الشك ... قال تعالى ( ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ) (59) سورة الأحزاب)
... و صلاح الظاهر دليل على صلاح الباطن و إن العفاف تاج المرأة ، و ما رفرفت العفة على داراً إلا أكسبتها الهناء ...
5- قطع الأطماع و الخواطر الشيطانية :
الحجاب وقاية أجتماعية من الأذى و أمراض قلوب الرجال و النساء فيقطع الأطماع الفاجرة و الأعين الخائنة ، و يدفع أذى الرجل في عرضه و أذى المرأة في عرضها و محارمها بالوقاية من رمي المحصنات بالفواحش و إبعاد مقالة السوء و دنس الريبة و الشك و غيرها من الخطرات الشيطانية ...
6- حفظ الحياء :
و هو مأخوذ من الحياة ... فلا حياة بدونه و هو خُلق يودعه الباري تعالى في النفوس و هو من خصائص الإنسان و إيصال الفطرة و خلق الإسلام ، و الحياء شعبة من شعب الإيمان ، فهذا هو مفعول الحياء بالتحلي بالفضائل ... و بسياج رادع يصد النفس و يزجرها عن تطورها في الرذائل و ما الحجاب إلا وسيلة فعالة لحفظ الحياء ، و خلع الحجاب هو خلع للحياء ...
7- الحجاب يمنع نفوذ التبرج و السفور و الإختلاط ...
8- الحجاب حصانة ضد الزنا و الإباحية ...
9- الحجاب للمرأة ساتر و هذا من التقوى ... قال تعالى ( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) (26) سورة الأعراف
10- حفظ الغيرة :
فالحجاب باعث عظيم على تنمية الغيرة على المحارم من أن تنتهك أو ينال منها و باعثٍ على توارث هذا الخلق الرفيع في الأسر و الذراري ... غيرة النساء على عفتهن و أعراضهن و شرفهن و غيرة أوليائهن عليهن ... و غيرة المؤمنين على محارم المؤمنين من أن تنال الحرمات أو تخدش بما يجرح الكرامة و العفة و الطهارة و لو بنظرة أجنبي إليها.
هذا دين الله و دين رسوله صلى الله عليه و سلم و هذا ما ندين الله به ، فمن أراد الهداية فدونه الطريق و حرام على الخفاش أن يبصر الشمس.
وصل اللهم على نبيك محمد وسلم تسليم كثيرا
لما ناقشه الأخ الصحفي عن مسألة التحرش بالفتيات و إن كان سببه السفور و العري و الملابس الفاضحة في الطرقات ؟ ما زاد الشيخ في رده أن قال أن سببه لا يعدو إلا أن يكون كون المتحرش بها أنثى دون أدنى تقييد، ولما سأل عن سبب انتشاره في الشباب أجاب أن ذلك من قلة التكوين و الوعي و شيئا من هذا القبيل و راح يطنب و يكرر من غير إملال أن على الجميع التمسك بالوطنية و المبادئ و القيم و للأمانة ذكر وجوب تمسك المرأة بعقيدتها....وغيرها من شكلها أزواج...
يا علماء الدين يا ملح البلد و ما يصلح الطعام اذا ما الملح فسد
ألم يأخذ ربنا عليكم الميثاق يا أهل العلم أن تبينوا العلم للناس و لا تكتمونه ؟؟"وَإِذْ أَخَذَ اللَّه مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّه لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ" أل عمران – الآية 187
ورُوي عن علي رضي الله عنه أنه قال: ما أخذ الله على الجاهلين أن يتعلموا، حتى أخذ على العلماء أن يُعلِّموا .
وعن الحسن قال: لولا الميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم، ما حدثتكم بكثير مما تسألون عنه .
و تأملوا إخوة الإيمان هذا الموقف من عبق التاريخ للعلامة عبد الحميد بن باديس رحمه الله و لكم أن تقارنوا بين الخلف و السلف و الله المستعان:
الشيخ عبد الحميد الجزائري رحمه الله كما ورد في تاريخ الجزائر ورد أن المندوب الفرنسي أيام الاستعمار كان يقول بكل صراحة: جئنا لطمس معالم الإسلام، واستدعى الشيخ عبد الحميد وقال له إما أن تقلع عن تلقين تلاميذك هذه الأفكار وإلا أرسلت الجنود لقفل المسجد وإخماد أصواتكم المنكرة، فقال الشيخ بثبات المؤمن:
إنك لن تستطيع فاستشاط غضبا وأرغى وأزبد وقال كيف ؟
قال إن كنت في حفل عرس علمت المحتفلين.
وإن كنت في اجتماع علمت المجتمعين.
وإن ركبت سيارة علمت الراكبين.
وإن ركبت قطارا علمت المسافرين.
وإن دخلت السجن أرشدت المسجونين.
وإن قتلتموني ألهبتم مشاعر المسلمين.
وخير كم ثم خير لكم ثم خير لكم أن لا تتعرضوا للأمة في دينها.
فوالله لا نقاتلكم إلا بهذا الدين ووالله لا نقاتلكم إلا لهذا الدين:
إذا الله أحيا أمة لن يردها......... إلى الموت جبار ولا متكبر
ديننا الحق والكفر ذا دينهم........كل دين سوى ديننا باطل
فالحاصل إخوة الإيمان أن صاحبنا والله الذي لا إله غيره ماستشهد لا بحديث نبوي شريف و بآية من كتاب العزيز المجيد ، كان كلامه أقرب إلى الفلسفة و شيئ من الفكر العلماني العقلاني الذي لا يرجع الى دين ولا شريعة بل كل منهم لا يريك إلا ما يرى ، وكل يرد و مردود عليه ، وكل حسب قناعته و تصوره فما تراه أنت مبدءا رفيعا أو سلوكا قويما غيرك قد يراه في غاية المذلة و المهانة و الكل يدلي فيه بدلوه ، وصدق الله إذ يقول في محكم تنزيله:
"أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا "
-سورة النساء" – الآية 82
و صدق الشاعر إذ يقول :
شعوبك في شرق البلاد وغربها *** كأصحاب كهف في عميق سبات
بأيمانهم نوران ذكر وسنة *** فما بالهم في حالك الظلمات
فيا سبحان الله أهكذا تربى الأجيال ؟ أبهذه العبارات الفارغة تربى الأمة و يبين لها الحق؟ كلمات لا تعدوا أن تكون والله كالمستجير من الرَّمضاء بالنَّار
وفرضا أن كل الشباب الجزائري ذو تكوين عالي و ثقافة راقية فهل هذا يعصمهم من الوقوع في براثن الرذيلة ؟ أليست الولايات المتحدة الأمريكية أرقى دولة في العالم و أكثرها تطورا في شتى المجالات و بالرغم من ذلك تشير الإحصائيات الرسمية أنه في كل دقيقة في الولايات المتحدة الأمريكية، هنالك 1.3 حالة اغتصاب لنساء بالغات ، وتغتصب 78 امرأة في كل ساعة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وهكذا في كل يوم هنالك 1871 امرأة بالغة تغتصب في أمريكا أي ما يعادل 56916 امرأة شهريا
فما بال التكوين و الثقافة لم تغني عنهم شيئا؟؟؟
ثم ....أين قال الله قال رسوله قال الصحابة ** من كلام فلسفي غامض كله سخافة
و عودا الى موضوعنا و محور كلامنا ، فنقول و بالله نستعين:
فالتحرش لا يقع في أغلب حالاته ، اللهم إلا الشاذ منها ، لا يكون في الغالب الأعم إلا على المتبرجات بزينتهن المميلات للرجال ، السافرات التي قد تخلين عن حيائهن و دينهن و ذلك أن المرأة فتنة ، و إذا لم تحط بسياج من العفة و الحجاب الشرعي وقع بها الافتتان ولابد ، وليس الأمر عقدة كما يدعي بعض المدلسين بل الطبيعة اقتضت أن الرجل تميله المرأة و من رأيت ذا عفة فلعلة الإستقامة و التقوى حفظه الله من ذلك ، وكذلك المرأة المسلمة تصون نفسها بحجابها و عفافها و دعك من أشباه الذكران ممن يقول لك أن المرأة لا تفتنه ببدنها و زينتها و أنها كأخته فالخطاب ليس الى هؤلاء ، و إنما كلامنا مع الرجال الرجال حقا و النساء النساء حقا.
النساء فتنة و إليك أخي و أختي الذين تبحثون عن الحق ما يلي من أدلة الكتاب و السنة و علماء الأمة"
قال تعالى:{زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب}.سورة آل عمران. آية: 14
*قال القرطبى: قوله تعالى: "من النساء" بدأ بهن لكثرة تشوف النفوس إليهن؛ لأنهن حبائل الشيطان وفتنة الرجال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء) أخرجه البخاري ومسلم. ففتنة النساء أشد من جميع الأشياء.
و قال الإمام مالك فيم نقله النووى عنه: قال: والمرأة فتنة إلا فيما جبل الله تعالى النفوس عليه من النفرة عن محارم النسب،
قال ابن كثير فى الأية: يخبر تعالى عما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من أنواع الملاذ من النساء والبنين، فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد، كما ثبت في الصحيح أنه صلى اللّه عليه وسلم قال: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" فأما إذا كان القصد بهن الإعفاف وكثر الأولاد، فهذا مطلوب مرغوب فيه مندوب إليه، كما وردت الأحاديث بالترغيب في التزويج والاستكثار منه، وأن خير هذه الأمة من كان أكثرها نساء، وقوله صلى اللّه عليه وسلم : "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة، إن نظر إليها سرَّته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله" (أخرجه النسائي وروى بعضه مسلم في صحيحه) وقوله في الحديث الآخر: "حبّب إليّ النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة"
وروي عن ابن عباس أنه قرأ "وخلق الإنسان ضعيفا" أي وخلق الله الإنسان ضعيفا، أي لا يصبر عن النساء
روى الصحيح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها
الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا). قال ابن العربي: وإنما جعلهن كاسيات لأن الثياب عليهن وإنما وصفهن بأنهن عاريات لأن الثواب إذا رق يصفهن، ويبدي محاسنهن؛ وذلك حرام
قال القرطبى:هذا أحد التأويلين للعلماء في هذا المعنى
والثاني: أنهن كاسيات من الثياب عاريات من لباس التقوى الذي قال الله تعالى فيه: "ولباس التقوى ذلك خير". وأنشدوا:
إذا المرء لم يلبس ثياب من التقى تقلب عريانا وإن كان كاسيا
وخير لباس المرء طـــــاعة ربه ولا خير فيمن كان لله عاصيا
وفى الحديث الذى أخرجه مسلم: (إن المرأة تقبل): من الإقبال (في صورة شيطان): شبهها بالشيطان في صفة الوسوسة والإضلال، فإن رؤيتها من جميع الجهات داعية للفساد.
قال النووي: قال العلماء معناه الإشارة إلى الهوى والدعاء إلى الفتنة بما جعل الله تعالى في نفوس الرجال من الميل إلى النساء والتلذذ بالنظر إليهن وما يتعلق بهن، فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته وتزيينه له. ويستنبط من هذا أنه ينبغي لها أن لا تخرج إلا لضرورة ولا تلبس ثياباً فاخرة، وينبغي للرجل أن لا ينظر إليها ولا إلى ثيابها. وفيه أنه لا بأس بالرجل أن يطلب امرأته إلى الوقاع في النهار وإن كانت مشتغلة بما يمكن تركه لأنه ربما غلبت على الرجل شهوته فيتضرر بالتأخير في بدنه أو قلبه. انتهى
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء، لمنعهن كما منعت نساء بني إسرائيل. قلت لعمرة: أو منعهن؟ قالت: نعم.
(ما أحدث النساء) من إظهار الزينة ورائحة الطيب وحسن الثياب ونحو ذلك. (لمنعهن) في نسخة (لمنعهن المسجد) أي لمنعهن من الخروج إلى المساجد وهن على هذه الحالة.
وقال النووى فى شرح مسلم:
قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله) هذا وشبهه من أحاديث الباب ظاهر في أنها لا تمنع المسجد لكن بشروط ذكرها العلماء مأخوذة من الأحاديث، وهو أن لا تكون متطيبة ولا متزينة ولا ذات خلاخل يسمع صوتها، ولا ثياب فاخرة، ولا مختلطة بالرجال، ولا شابة ونحوها ممن يفتتن بها، وأن لا يكون في الطريق ما يخاف به مفسدة ونحوها،
*وقال أيضا:
وفيها جواز حضور النساء الجماعة في المسجد وهو إذا لم يخش فتنة عليهن أو بهن.
وفيه أن النساء إذا حضرن صلاة الرجال ومجامعهم يكن بمعزل عنهم خوفاً من فتنة أو نظرة أو فكر ونحوه.
وحتى لا أطنب و أكثر و الأدلة غيرها كثير ، ومن أجل ما تقدم سرده من مفاسد و فتن تحصل بتبرج النساء فرض الله الحجاب لحكم وأسرار عظيمة، وفضائل محمودة، وغايات ومصالح كبيرة ولو أن الفتاة المتبرجة التي لا تقيم للحجاب الشرعي وزناً فكرت في فوائد الحجاب وأهميته تفكيراً سليماً بعيداً عن نوازع النفس ووساوس الشيطان لعلمت
أن الله سبحانه الذي خلق الذكر والأنثى هو أعلم بما يصلح حالهما، ولو لم يكن في الحجاب فوائد للمرأة ما فرضه الله سبحانه، وليس بوسعي أن أحصي فوائد الحجاب عدداً لأقدمها هدية لكل فتاة تتهاون بالحجاب محتسباً عند الله عز وجل الأجر والثواب، ولعل من أهمها:
1- حفظ العرض :
فالحجاب حراسة شرعية لحفظ الأعراض و دفع أسباب الريبة و الفتنة و الفساد .
2- طهارة القلوب :
الحجاب داعية إلى طهارة القلوب للمؤمنين و المؤمنات و عمارتها بالتقوى و تعظيم الحرمات و صدق الباري تعالى : ( ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) (53) سورة الأحزاب
3- مكارم الأخلاق :
الحجاب داعية إلى توقير مكارم الأخلاق من العفة و الإحتشام و الحياء و الغيرة و حجب المساوئ من التلوث بالشائنات كالتبذل و التهتك و السفالة و الفساد .
4- علامة على العفيفات :
الحجاب علامة شرعية على الحرا ئر العفيفات في عفتهن و شرفهن و بعدهن عن دنس الريبة و الشك ... قال تعالى ( ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ) (59) سورة الأحزاب)
... و صلاح الظاهر دليل على صلاح الباطن و إن العفاف تاج المرأة ، و ما رفرفت العفة على داراً إلا أكسبتها الهناء ...
5- قطع الأطماع و الخواطر الشيطانية :
الحجاب وقاية أجتماعية من الأذى و أمراض قلوب الرجال و النساء فيقطع الأطماع الفاجرة و الأعين الخائنة ، و يدفع أذى الرجل في عرضه و أذى المرأة في عرضها و محارمها بالوقاية من رمي المحصنات بالفواحش و إبعاد مقالة السوء و دنس الريبة و الشك و غيرها من الخطرات الشيطانية ...
6- حفظ الحياء :
و هو مأخوذ من الحياة ... فلا حياة بدونه و هو خُلق يودعه الباري تعالى في النفوس و هو من خصائص الإنسان و إيصال الفطرة و خلق الإسلام ، و الحياء شعبة من شعب الإيمان ، فهذا هو مفعول الحياء بالتحلي بالفضائل ... و بسياج رادع يصد النفس و يزجرها عن تطورها في الرذائل و ما الحجاب إلا وسيلة فعالة لحفظ الحياء ، و خلع الحجاب هو خلع للحياء ...
7- الحجاب يمنع نفوذ التبرج و السفور و الإختلاط ...
8- الحجاب حصانة ضد الزنا و الإباحية ...
9- الحجاب للمرأة ساتر و هذا من التقوى ... قال تعالى ( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) (26) سورة الأعراف
10- حفظ الغيرة :
فالحجاب باعث عظيم على تنمية الغيرة على المحارم من أن تنتهك أو ينال منها و باعثٍ على توارث هذا الخلق الرفيع في الأسر و الذراري ... غيرة النساء على عفتهن و أعراضهن و شرفهن و غيرة أوليائهن عليهن ... و غيرة المؤمنين على محارم المؤمنين من أن تنال الحرمات أو تخدش بما يجرح الكرامة و العفة و الطهارة و لو بنظرة أجنبي إليها.
هذا دين الله و دين رسوله صلى الله عليه و سلم و هذا ما ندين الله به ، فمن أراد الهداية فدونه الطريق و حرام على الخفاش أن يبصر الشمس.
وصل اللهم على نبيك محمد وسلم تسليم كثيرا
من مواضيعي
0 التعليق بإحسان على مداخلة رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين * حصة هنا الجزائر*التحرش بالنساء*
0 وقفة للمحاسبة - مضى ثلث رمضان و الثلث كثير - لكن بقي الثلثان بفضل الله فحي هلا إن كنت ذا همة
0 أي آية في كتاب الله حزت في نفسك و هزت كيانك و وجدت لها أثرا في سلوكك و إيمانك؟ شاركونا وجدكم
0 من روائع مواعظ العلامة ابن عثيمين عن ضرورة اغتنام الأوقات والاعتبار بأحوال الدنيا
0 انتبه رمضان يمضى بين أيدينا سريعا فكيف نغتنم ما بقي للفوز برمضان؟؟؟
0 لمن يريد ملايين الحسنات و عظيم الثواب في موسم القربات، إقرأ هذا المقال و لا تكن من المحرومين...
0 وقفة للمحاسبة - مضى ثلث رمضان و الثلث كثير - لكن بقي الثلثان بفضل الله فحي هلا إن كنت ذا همة
0 أي آية في كتاب الله حزت في نفسك و هزت كيانك و وجدت لها أثرا في سلوكك و إيمانك؟ شاركونا وجدكم
0 من روائع مواعظ العلامة ابن عثيمين عن ضرورة اغتنام الأوقات والاعتبار بأحوال الدنيا
0 انتبه رمضان يمضى بين أيدينا سريعا فكيف نغتنم ما بقي للفوز برمضان؟؟؟
0 لمن يريد ملايين الحسنات و عظيم الثواب في موسم القربات، إقرأ هذا المقال و لا تكن من المحرومين...
التعديل الأخير تم بواسطة فارس السلام ; 18-03-2015 الساعة 11:03 AM








استغربت ان نفس الرأي جاء على لسان رئيس جمعية العلماء المسلمين...




