نصائح إلى فتاة في العشرين... بقلم زيادووف
14-01-2009, 05:23 PM
كان التعب قد أعياني في منتصف أحد الليالي وأنا أقوم بتحضير حلقة بحث عن " زيوت ديترجانت" وهو من الزيوت التي تضاف إليها أملاح عضوية من مثل " سلفونات – آلكيل فينات – آلكيل ساليسيلات "كي تعطي قوة مضادة للترسبات ومخلفات الزيت وبصورة خاصة الفحم الذي يتوضع بعد الاحتراق غير التام
وكان لهول المصيبة يجب علي أن أقوم بمقارنة بينها وبين الزيوت المخلوطة عبر مخطط بياني لم افهم منه الكثير
وفي خضم تلك المعمعة اللزجة بأنواع الزيوت ,والهدوء المرافق لها ,يصدر صوت عال يصم الآذان من جوالي الخرف مبشرا بقدوم اتصال من رقم مجهول ... وبما أن الرقم مجهول قمت أنا بتجاهله أيضا وعانقت سيجارتي وعدت إلى اللزوجة والزيوت وبدأت أفكر في كيفية اعتماد أنواع الزيوت لدى Society of Automotive Engineers وما هي الاختبارات التي يجب أن تمر بها لتنجح في أن تكون معتمدة لدى هذه الجمعية
ولكن ما أن بدأت الفكرة بالوصول حتى بدأ ذلك الجعير من الجوال الخرف معلنا وصول رسالة قصيرة . حاولت أن أتجاهلها لكنني لم اسطع عليها صبرا ...فتحت الرسالة وإذا بها من شركة MTN تخبرني بان احد الأرقام طلب مني مكالمته ... وهذه الخدمة معروفة لدينا في سوريا بخدمة " يستر عرضك حاكيني ما معي وحدات "
عدت إلى حلقة البحث متجاهلا تلك الرسالة وبدأت أركز كل القوى العقلية على أنواع الزيوت ولكن بحكم دراستي عن الزيوت فإنني لم انته بعد من تلك المياعة الصادرة من جوالي المخضرم فقد أعلمني أيضا بوصول رسالة جديدة خلال لحظات ....فتحت الرسالة وإذا بها من رقم لا اعرفه ويقول صاحبها " داق خلقي ياصبي .. من هالجو العصبي "
عمدت بعدها إلى إقفال الجوال والعودة لإكمال البحث الذي لم ينته بعد .. لكن لا أعرف كيف خطر في بالي أن أقارن الأرقام التي أزعجتني ببعضها ...
قمت بمقارنتها فوجدت أن الرقم في الاتصالات الثلاث كان نفسه ... ثم خطر في بالي بأن رسالة " يستر عرضك حاكيني" تدل على أن الطرف الآخر قام بشحن رصيده بعدها فكما تعلمون هذه الخدمة تتوقف عن العمل في حال وجود رصيد .
أثارت تلك الرسالة فضولي وعمدت إلى أن اتصل بهذا الرقم ... ولكن باغتتني رسالة آلية تفيد بان الرقم المطلوب خارج نطاق التغطية
انتظرت لحظات ثم عاودت الاتصال ... سمعت رنة الجوال ثم اقفل الخط ..... فعدت إلى سيرتي الأولى وتجاهلت الموضوع
ثم انكببت على بحثي الذي لم ينته ..محاولا وبصعوبة إنهائه في تلك الليلة المنحوسة ..... ثم عاد جوالي للجعير من نفس الرقم أخذت الهاتف مسرعا محاولا أن ابدأ المكالمة لكنني لم استطع ... فقد كانت " تعليمة كحته "
وبدأ الرنين بمعيار كل 15 ثانية مرة حتى كدت إن افقد أعصابي من ذلك الهاتف الخرف كجدي في آخر عمره
وما زلت متجاهلا كل الرنين والجعير حتى سمعته في هذه المرة يرن بشكل مختلف معلنا وصول رسالة جديدة
دخلت إلى الرسالة فوجدتها من نفس الرقم وتقول " داق خلقي يا صبي .. شو ما بتفهم عربي؟ "
اتصلت بالرقم مرة أخرى .. سمعت رنينه وتم إقفال الخط .... لا أعتقد في هذه اللحظة وجود نوعية من الكاتشب لونها أكثر حمرة من وجهي ...
أخذت هاتف أخي واتصلت بنفس الرقم ... وإذا بفتاة تتكلم معي
أنا : مساء الخير
هي : صباح النور
أنا : كيفك
هي : " مالة وتعبانه وزهقانة ومو ملاقية حدا يحاكيني "
أنا : "ئديش عمرك"
هي : "عشرين سنة"
أنا : "ولا يهمك بكرة كل الناس بتحكي معك .... سلام "
أقفلت الهاتف .... ثم عدت إلى بحثي وقد عانقني الكثير من المياعة وأصبحت في أفضل حال لدراسة فحوى الزيوت وقدرتها على التبريد والتنظيف أيضا .
إن فتاة كهذه في العشرين من عمرها تقوم بإشغال الناس في الليل لحل مشاكلها الشخصية والكبت الذي يعتريها لهي من مشاكلنا الاجتماعية وبذلك سأوجه بعض النصائح لبعض الفتيات التي تراودهن أنفسهن لفعل مثل تلك الأعمال ليلا .
أولا : حاولي " سيدتي " أن تتفهمي بأن الليل هو وقت للنوم وليس للعب ومن المهم أن تنامي باكرا كي تستيقظي باكرا وتقومي بعملك على أفضل وجه دون أن ينوبك التعب منذ بداية النهار فلا يجوز أن تكوني تعبة في النهار لان النهار للعمل وليس للنوم .
ثانيا : أشغلي نفسك في أمور ترفع من ثقافتك فانا متأكد بأنك لم تقرئي كتابا واحدا خارج منهاجك الدراسي .. الكتب يا سيدتي تعلمك الكثير ... فهي رفيقة دربنا فيها المتعة والفائدة وإشغال الوقت بأمر غير مضر وتعلمك أيضا انه لم يكن حمارا من قال بأن " خير جليس في الأنام كتاب ", لكن انتبهي من أي المكاتب تحصلين على الكتب .
ثالثا : لا تعتقدي يا صغيرتي بأن كل الناس مستعدة لتحمل غلاظتك وسآلتك فللناس أنواع , منهم الهادئ ومنهم العصبي فاحذري منهم ولا تنتقيهم عشوائيا ...لربما يكون حظك سيء " كما في حالتنا " ويرد لك الصاع صاعين وربع . وخاصة إن كان ذلك في وقت متأخر من الليل فكما أنت لا تنامين في الليل هنالك أناس لا ينامون .
رابعا : من الأمور الجيدة لتعبئة الفراغ هو سماع الموسيقى .. فهي تهذب الروح وتعطي للإنسان انطباعا فيه الراحة النفسية والروحية " كما يقولون " وهي لا تضر بأحد . حتى ولو كانت العديد من الكتب الصفراء تحرم الموسيقى والغناء فدعك من كلام المختلين عقليا وثقي بأنها أفضل من جعير الهاتف ليلا وخصوصا أن كان الهاتف خرفان .
خامسا : حاولي التعرف على أناس جدد وأصدقاء جدد تتعلمي منهم وتعلميهم وتتفاعلي معهم وتتبادلون الحديث فكما يقولون " الجنة بلا ناس ما بتنداس" وهكذا تخلعي عنك الوحدة التي تلازمك وتهديك إلى الطريق السيئ فالوحدة ظلام حالك حتى ولو كانت " الوحدة العربية " .
سادسا : إذا كنت تصرين على التسلية وإضاعة الوقت في أمور غير مهمة فهذا من حقك . ولك كل الحرية الشخصية في ذلك فالتلفزيون هو الاختراع المناسب لإضاعة الوقت فيمكنك متابعة المهرجين على قنوات اقرأ والحقيقة والرسالة وما لف لفيفهم من قنوات روتانا وأخواتها وأنصحك بعدم متابعة الجزيرة الوثائقية فهي تسمم عقلك بالعلم .
سابعا : الهاتف الجوال هو اختراع يستخدم للضرورة وعند الحاجة . دعي عنك غريزة " البعبصة " واستخدميه في الأمور التي وجد من أجلها ... وحتى لو أردت استخدامه بدون ضرورة فهنالك اختراع اسمه البلوتوث , قومي بعملية "بلتثة " وستجدين ابن الجيران الأزعر في انتظارك .... " عالقليلة البلوتوث ببلاش " .
ثامنا وأخيرا : إذا شعرتي " يا سيدتي" بان نسبة الاتصالات على جوالك زادت في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ وبدأ المتصلين يسمعونك كلام تسمعه كل فتاة عديمة الأخلاق . قومي بزيارة موقع غوغل وابحثي فيه عن رقم هاتفك لربما تجدين بعض المعلومات الخاطئة عنك في بروفايلات احد مواقع التعارف . كما حدث منذ يومين مع تلك الفتاة ذات الربيع العشرين .
وكان لهول المصيبة يجب علي أن أقوم بمقارنة بينها وبين الزيوت المخلوطة عبر مخطط بياني لم افهم منه الكثير
وفي خضم تلك المعمعة اللزجة بأنواع الزيوت ,والهدوء المرافق لها ,يصدر صوت عال يصم الآذان من جوالي الخرف مبشرا بقدوم اتصال من رقم مجهول ... وبما أن الرقم مجهول قمت أنا بتجاهله أيضا وعانقت سيجارتي وعدت إلى اللزوجة والزيوت وبدأت أفكر في كيفية اعتماد أنواع الزيوت لدى Society of Automotive Engineers وما هي الاختبارات التي يجب أن تمر بها لتنجح في أن تكون معتمدة لدى هذه الجمعية
ولكن ما أن بدأت الفكرة بالوصول حتى بدأ ذلك الجعير من الجوال الخرف معلنا وصول رسالة قصيرة . حاولت أن أتجاهلها لكنني لم اسطع عليها صبرا ...فتحت الرسالة وإذا بها من شركة MTN تخبرني بان احد الأرقام طلب مني مكالمته ... وهذه الخدمة معروفة لدينا في سوريا بخدمة " يستر عرضك حاكيني ما معي وحدات "
عدت إلى حلقة البحث متجاهلا تلك الرسالة وبدأت أركز كل القوى العقلية على أنواع الزيوت ولكن بحكم دراستي عن الزيوت فإنني لم انته بعد من تلك المياعة الصادرة من جوالي المخضرم فقد أعلمني أيضا بوصول رسالة جديدة خلال لحظات ....فتحت الرسالة وإذا بها من رقم لا اعرفه ويقول صاحبها " داق خلقي ياصبي .. من هالجو العصبي "
عمدت بعدها إلى إقفال الجوال والعودة لإكمال البحث الذي لم ينته بعد .. لكن لا أعرف كيف خطر في بالي أن أقارن الأرقام التي أزعجتني ببعضها ...
قمت بمقارنتها فوجدت أن الرقم في الاتصالات الثلاث كان نفسه ... ثم خطر في بالي بأن رسالة " يستر عرضك حاكيني" تدل على أن الطرف الآخر قام بشحن رصيده بعدها فكما تعلمون هذه الخدمة تتوقف عن العمل في حال وجود رصيد .
أثارت تلك الرسالة فضولي وعمدت إلى أن اتصل بهذا الرقم ... ولكن باغتتني رسالة آلية تفيد بان الرقم المطلوب خارج نطاق التغطية
انتظرت لحظات ثم عاودت الاتصال ... سمعت رنة الجوال ثم اقفل الخط ..... فعدت إلى سيرتي الأولى وتجاهلت الموضوع
ثم انكببت على بحثي الذي لم ينته ..محاولا وبصعوبة إنهائه في تلك الليلة المنحوسة ..... ثم عاد جوالي للجعير من نفس الرقم أخذت الهاتف مسرعا محاولا أن ابدأ المكالمة لكنني لم استطع ... فقد كانت " تعليمة كحته "
وبدأ الرنين بمعيار كل 15 ثانية مرة حتى كدت إن افقد أعصابي من ذلك الهاتف الخرف كجدي في آخر عمره
وما زلت متجاهلا كل الرنين والجعير حتى سمعته في هذه المرة يرن بشكل مختلف معلنا وصول رسالة جديدة
دخلت إلى الرسالة فوجدتها من نفس الرقم وتقول " داق خلقي يا صبي .. شو ما بتفهم عربي؟ "
اتصلت بالرقم مرة أخرى .. سمعت رنينه وتم إقفال الخط .... لا أعتقد في هذه اللحظة وجود نوعية من الكاتشب لونها أكثر حمرة من وجهي ...
أخذت هاتف أخي واتصلت بنفس الرقم ... وإذا بفتاة تتكلم معي
أنا : مساء الخير
هي : صباح النور
أنا : كيفك
هي : " مالة وتعبانه وزهقانة ومو ملاقية حدا يحاكيني "
أنا : "ئديش عمرك"
هي : "عشرين سنة"
أنا : "ولا يهمك بكرة كل الناس بتحكي معك .... سلام "
أقفلت الهاتف .... ثم عدت إلى بحثي وقد عانقني الكثير من المياعة وأصبحت في أفضل حال لدراسة فحوى الزيوت وقدرتها على التبريد والتنظيف أيضا .
إن فتاة كهذه في العشرين من عمرها تقوم بإشغال الناس في الليل لحل مشاكلها الشخصية والكبت الذي يعتريها لهي من مشاكلنا الاجتماعية وبذلك سأوجه بعض النصائح لبعض الفتيات التي تراودهن أنفسهن لفعل مثل تلك الأعمال ليلا .
أولا : حاولي " سيدتي " أن تتفهمي بأن الليل هو وقت للنوم وليس للعب ومن المهم أن تنامي باكرا كي تستيقظي باكرا وتقومي بعملك على أفضل وجه دون أن ينوبك التعب منذ بداية النهار فلا يجوز أن تكوني تعبة في النهار لان النهار للعمل وليس للنوم .
ثانيا : أشغلي نفسك في أمور ترفع من ثقافتك فانا متأكد بأنك لم تقرئي كتابا واحدا خارج منهاجك الدراسي .. الكتب يا سيدتي تعلمك الكثير ... فهي رفيقة دربنا فيها المتعة والفائدة وإشغال الوقت بأمر غير مضر وتعلمك أيضا انه لم يكن حمارا من قال بأن " خير جليس في الأنام كتاب ", لكن انتبهي من أي المكاتب تحصلين على الكتب .
ثالثا : لا تعتقدي يا صغيرتي بأن كل الناس مستعدة لتحمل غلاظتك وسآلتك فللناس أنواع , منهم الهادئ ومنهم العصبي فاحذري منهم ولا تنتقيهم عشوائيا ...لربما يكون حظك سيء " كما في حالتنا " ويرد لك الصاع صاعين وربع . وخاصة إن كان ذلك في وقت متأخر من الليل فكما أنت لا تنامين في الليل هنالك أناس لا ينامون .
رابعا : من الأمور الجيدة لتعبئة الفراغ هو سماع الموسيقى .. فهي تهذب الروح وتعطي للإنسان انطباعا فيه الراحة النفسية والروحية " كما يقولون " وهي لا تضر بأحد . حتى ولو كانت العديد من الكتب الصفراء تحرم الموسيقى والغناء فدعك من كلام المختلين عقليا وثقي بأنها أفضل من جعير الهاتف ليلا وخصوصا أن كان الهاتف خرفان .
خامسا : حاولي التعرف على أناس جدد وأصدقاء جدد تتعلمي منهم وتعلميهم وتتفاعلي معهم وتتبادلون الحديث فكما يقولون " الجنة بلا ناس ما بتنداس" وهكذا تخلعي عنك الوحدة التي تلازمك وتهديك إلى الطريق السيئ فالوحدة ظلام حالك حتى ولو كانت " الوحدة العربية " .
سادسا : إذا كنت تصرين على التسلية وإضاعة الوقت في أمور غير مهمة فهذا من حقك . ولك كل الحرية الشخصية في ذلك فالتلفزيون هو الاختراع المناسب لإضاعة الوقت فيمكنك متابعة المهرجين على قنوات اقرأ والحقيقة والرسالة وما لف لفيفهم من قنوات روتانا وأخواتها وأنصحك بعدم متابعة الجزيرة الوثائقية فهي تسمم عقلك بالعلم .
سابعا : الهاتف الجوال هو اختراع يستخدم للضرورة وعند الحاجة . دعي عنك غريزة " البعبصة " واستخدميه في الأمور التي وجد من أجلها ... وحتى لو أردت استخدامه بدون ضرورة فهنالك اختراع اسمه البلوتوث , قومي بعملية "بلتثة " وستجدين ابن الجيران الأزعر في انتظارك .... " عالقليلة البلوتوث ببلاش " .
ثامنا وأخيرا : إذا شعرتي " يا سيدتي" بان نسبة الاتصالات على جوالك زادت في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ وبدأ المتصلين يسمعونك كلام تسمعه كل فتاة عديمة الأخلاق . قومي بزيارة موقع غوغل وابحثي فيه عن رقم هاتفك لربما تجدين بعض المعلومات الخاطئة عنك في بروفايلات احد مواقع التعارف . كما حدث منذ يومين مع تلك الفتاة ذات الربيع العشرين .








