ثقافة حرق "الأعلام الوطنية"...أو القابلية لاستباحة "الذات الوطنية"؟
03-02-2010, 07:17 PM
- كثيرا ما طالعتنا نشرات الأخبار....بمشاهد لمظاهرات ،وتظاهرات ترفع شعارات وصور،ورموز....وتردد شعارات ،ولكن احيانا نرى مظاهرات تنتهي بما يشبه طقوس روحية يتم فيها "حرق الاعلام الوطنية لبعض الدول"....ولعل هذا المشهد يتكرر....كثيرا في مظاهرات الجماهير الاسلامية والعربية ،مثل ايران وباكستان ومصر....حيث يتم "حرق علم اسرائيل" او علم الو-م-أ ....أو علم بريطانيا العظمى ....والمفارقة ان هذا المشهد مرتبط بذات الجماهير وبذات الاعلام
.....وخلال "أزمة الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية"....رأينا سيرت عشرات المظاهرات الشعبية،وكانت تنتهي بنفس "الطقس الفلكلوري"، اي "حرق علم مملكة الدنمارك"....وهذا السلوك "حرك مشاعر شعب الدنمارك" باسره يمينه ويساره متطرفيه ومعتدليه،يهوييه ومسيحييه ومسلميه ولادينييه،وخرجوا في "مظاهرة ضخمة" تعبيرا عن غضبهم،للمساس ب"علمهم" ولكن المفاجأة انهم لم "يحرقوا أي علم"ولم يتعرضوا للرموز المشتركة لاي شعب او اي دولة......وتمسكوا بموقفهم،ودافعوا عن "قيمهم".......
-حتى "اليهود" الاسرائيليين.....عندما يتظاهرون ،يرفعون شعارات ويطلقون شعارات من مثل "الموت للعرب" ردا على الشعارات الخمينية "الموت لامريكا الموت لاسرائيل......الخ"......ولكنهم لايحرقون "العلم الفلسطيني" ولا علم "الجمهورية الاسلامية".......ولا اي علم آخر.ولا الامريكيين او البريطانيين يفعلون....
-العلم او "الراية الوطنية": هو رمز ل"الدولة" سلطة وشعبا وتاريخا وجغرافيا....وهو رمز يمثل كل مواطن وكل الوطن....يختصر الانتماء،والتاريخ والارض والثقافة،والامجاد،وحتى المحن،والتضحيات، اي "رمز يطبع هوية الوطن"....مع أنه في حقيقته ليس سوى قطعة قماش ،والوان منسقة بشكل معين على هذا القماش(احيانا اشبه بشخابيط اطفال)،ومعتمد رسميا،ودوليا كرمز لهوية "الدولة"....وعملية "حرق قطعة قماش"، او الدوس عليها والتبول فوقها،ليست بالفعل الذي يتطلب "بطولة اورجولة اوشجاعة أو قوة خارقة"...بل هو "حرق قطعة قماش " وهو فعل بسيط جدا، يستطيع القيام به "أي كان"ولا يتطلب سوى "رذالة "...، ولكن المشكلة في "رمزية" العلم القوي (يمثل الآخر..كل الآخر.).....ورمزية "الحرق"( الالغاء، والمحق .....واعدام من الوجود والحياة).....وحرق العلم هو "فعل حقي ويعبر عن جبن"،وتطرف وتخلف بل و"خلل تربوي حضاري" اكثر مما يعبر عن الشجاعة او عدالة الموقف أو عن روح "الثأر"(عدم الرضا بالضيم والظلم يكون ،برد الظلم او الفعل العملي"الرادع" وليس الرمزي)....لان الجميع يستطيع "حرق الاعلام"....وهو أشبه ب"سب وقذف العرض".....وبما ان الجميع يستطيع حرق الاعلام(قطع القماش)....والجميع يستطيع "سب وقذف العرض".....ولكن فقط "الرذيل " هو من يقدم على سب العرض ، أو "المظلوم العاجز الجبان" الذي لايستطيع رد الظلم.....
-وعملية حرق "الاعلام"....تستعمل كتعبير عن الرغبة، واحيانا الارادة والتطلع لإلغاء الآخر من الوجود،أو مسح هويته وسحقها ....واحيانا اخرى كتعبير عن رفض "للآخر في جزئية ما" كالموقف في السياسة الخارجية،وتمارسه عادة "الأيديولوجيات المتطرفة"،لانه يتسق مع فلسفة هذه الايديولوجيات الشمولية،...
- خلال الازمة والاشتباك،الذي حدث اثر،تداعيات مباراة كرة القدم بين مصر ......والجزائر تطورت الازمة كالنار في الهشيم وكحمى استوائية وبائية اكتسحت الشعبين الجزائري والمصري......رغم أن"الرياضة" بصفة عامة،وكرة القدم بصفة خاصة نظرا، لجماهيريتها الواسعة جدا،.....هي وسيلة للتقارب والتنافس السلمي بين الشعوب ،تسمح بالتواصل والتعارف والتقارب بعضها ببعض......ولكن للمفارقة ان هذه الرياضة ،كانت سببا ل"التباعد والتباغض" بين الشعبين، اللذين كانا اصلا "متقاربين"، يشتركان في الدين واللغة والثقافة والتاريخ والجغرافيا،وحتى "الهوى السياسي للجماهير".......اللهم سوى (الأجندة السياسية للحكومتين؟)....ووصل الامر بالشعبين الى فعل المخل بالقيم الانسانية وهو حرق الاعلام....فتم "حرق العلم الجزائري"......وتم أيضا "حرق العلم المصري"،....ومهما كان من أقدم على "حرق علم الجزائر أو علم مصر".....فإنه نزل بنفسه وشعبه الى درك "التخلف وانحطاط الاخلاق"،....
- الاسرائيليين والدنماركيين والامريكيين ،والبريطانيين...وكل الشعوب المتحضرة تستهجن عملية حرق الاعلام ولا تمارسها ....لانها تدرك معنى الراية الوطنية والعلم الوطني،وتدرك يقينا معنى الوطنية، فهي لاتعلنها ،ولا ترفعها شعارا...ولاتقدم عليها تبريرا او دليلا بل تعيشها وتمارسها يوميا في حياتها......حتى "الجزائريين"، لم يكونوا يمارسون حرق الاعلام ،في ما سبق......فخلال تاريخهم النضالي الوطني،وكفاحهم المسلح كانوا يصرون على رفع"علمهم الوطني"(اخضر ابيض احمر-نجمة وهلال)....ويرفعونها ،حتى والرصاص يخترق اجسادهم.....ولم يكونوا يحرقون "علم فرنسا" أويدوسون عليها....لان هدفهم كان "رفع علم الجزائر" بين اعلام كل الدول ولم يكن يعنيهم ان "يسقط علم فرنسا"،او يحترق.....وعندما في 2010م يمارس الجزائريين "حرق علم" دولة أخرى حتى لوكان رد فعل على "اساءة مماثلة"، فهذا تراجع في وعي وثقافة الجزائريين وهو تخلف وعودة الى "الثقافة السلبية البدائية"......ببساطة لانه المهم ان "لا يتعرض علم الجزائر للحرق"،في أي مكان ومن أي كان .....لانه تعبير عن "رفض لوجود الجزائر، ككيان وطني"،(وهي رغبة غير مقدور عليها،من صاحبها،وتعبر عن ضعفه وتخلفه).....وان حدث فحتى حرق ملايين الاعلام ،فهذا لن يصلح من الامر شئ.....فالرسالة مرت ووصلت ،والرد عليها لايكون بحرق اعلام الآخرين، لان "ثقافة الغاء الآخر..." هي ثقافة قروسطية، استعمارية وحشية،....وانما في "التحقيق" الجاد،وتحديد الدوافع والاطراف والاسباب التي تقف وراء هذا الفعل،والرد عليها بطريقة رادعة ومناسبة ،
-فمن يقدم على "حرق علم" لشعب ما....فهو فقط يبرر للآخرين ان "يحرقوا علمه"....كالرذيل الذي يسب "عرض الناس"،....واذا صدف وان كان من سبه ّرذيل" مثله فحتما سيرد عليه، بسب وقذف عرضه بالمثل...كمن "يسب عرضه" ويشهر به...تماما من يحرق "علم" الآخرين" فهو"يحرق علمه"،...أي يستبيح عرضه الخاص"....وفقط من بلا كرامة وبلاشرف، من يستبيح المساس باعراض ورموز الآخرين....ولايضيره ان يمس او يسب الآخرين عرضة ورموزه.....
- وعندما نرى ان "ظاهرة "حرق الاعلام" تقتصر على "الجماهير" العربية والاسلامية ، فهي تعبر عن بقاء لترسبات لثقافة سلبية ،متخلفة تستبيح المساس بالرموز والمقدسات الوطنية،...لانها اصلا لاتقيم وزنا بل كثيرا ما لاتدرك معنى،لهذه الرموز.....وهي ثقافة "سلبية" تعبر عن القابلية لاستباحة الآخر...والرضا بل والقبول واستدعاء للاستباحة من "الآخر".....مما يعد في النهاية "قابلية لاستباحة الذات".....
.....وخلال "أزمة الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية"....رأينا سيرت عشرات المظاهرات الشعبية،وكانت تنتهي بنفس "الطقس الفلكلوري"، اي "حرق علم مملكة الدنمارك"....وهذا السلوك "حرك مشاعر شعب الدنمارك" باسره يمينه ويساره متطرفيه ومعتدليه،يهوييه ومسيحييه ومسلميه ولادينييه،وخرجوا في "مظاهرة ضخمة" تعبيرا عن غضبهم،للمساس ب"علمهم" ولكن المفاجأة انهم لم "يحرقوا أي علم"ولم يتعرضوا للرموز المشتركة لاي شعب او اي دولة......وتمسكوا بموقفهم،ودافعوا عن "قيمهم".......
-حتى "اليهود" الاسرائيليين.....عندما يتظاهرون ،يرفعون شعارات ويطلقون شعارات من مثل "الموت للعرب" ردا على الشعارات الخمينية "الموت لامريكا الموت لاسرائيل......الخ"......ولكنهم لايحرقون "العلم الفلسطيني" ولا علم "الجمهورية الاسلامية".......ولا اي علم آخر.ولا الامريكيين او البريطانيين يفعلون....
-العلم او "الراية الوطنية": هو رمز ل"الدولة" سلطة وشعبا وتاريخا وجغرافيا....وهو رمز يمثل كل مواطن وكل الوطن....يختصر الانتماء،والتاريخ والارض والثقافة،والامجاد،وحتى المحن،والتضحيات، اي "رمز يطبع هوية الوطن"....مع أنه في حقيقته ليس سوى قطعة قماش ،والوان منسقة بشكل معين على هذا القماش(احيانا اشبه بشخابيط اطفال)،ومعتمد رسميا،ودوليا كرمز لهوية "الدولة"....وعملية "حرق قطعة قماش"، او الدوس عليها والتبول فوقها،ليست بالفعل الذي يتطلب "بطولة اورجولة اوشجاعة أو قوة خارقة"...بل هو "حرق قطعة قماش " وهو فعل بسيط جدا، يستطيع القيام به "أي كان"ولا يتطلب سوى "رذالة "...، ولكن المشكلة في "رمزية" العلم القوي (يمثل الآخر..كل الآخر.).....ورمزية "الحرق"( الالغاء، والمحق .....واعدام من الوجود والحياة).....وحرق العلم هو "فعل حقي ويعبر عن جبن"،وتطرف وتخلف بل و"خلل تربوي حضاري" اكثر مما يعبر عن الشجاعة او عدالة الموقف أو عن روح "الثأر"(عدم الرضا بالضيم والظلم يكون ،برد الظلم او الفعل العملي"الرادع" وليس الرمزي)....لان الجميع يستطيع "حرق الاعلام"....وهو أشبه ب"سب وقذف العرض".....وبما ان الجميع يستطيع حرق الاعلام(قطع القماش)....والجميع يستطيع "سب وقذف العرض".....ولكن فقط "الرذيل " هو من يقدم على سب العرض ، أو "المظلوم العاجز الجبان" الذي لايستطيع رد الظلم.....
-وعملية حرق "الاعلام"....تستعمل كتعبير عن الرغبة، واحيانا الارادة والتطلع لإلغاء الآخر من الوجود،أو مسح هويته وسحقها ....واحيانا اخرى كتعبير عن رفض "للآخر في جزئية ما" كالموقف في السياسة الخارجية،وتمارسه عادة "الأيديولوجيات المتطرفة"،لانه يتسق مع فلسفة هذه الايديولوجيات الشمولية،...
- خلال الازمة والاشتباك،الذي حدث اثر،تداعيات مباراة كرة القدم بين مصر ......والجزائر تطورت الازمة كالنار في الهشيم وكحمى استوائية وبائية اكتسحت الشعبين الجزائري والمصري......رغم أن"الرياضة" بصفة عامة،وكرة القدم بصفة خاصة نظرا، لجماهيريتها الواسعة جدا،.....هي وسيلة للتقارب والتنافس السلمي بين الشعوب ،تسمح بالتواصل والتعارف والتقارب بعضها ببعض......ولكن للمفارقة ان هذه الرياضة ،كانت سببا ل"التباعد والتباغض" بين الشعبين، اللذين كانا اصلا "متقاربين"، يشتركان في الدين واللغة والثقافة والتاريخ والجغرافيا،وحتى "الهوى السياسي للجماهير".......اللهم سوى (الأجندة السياسية للحكومتين؟)....ووصل الامر بالشعبين الى فعل المخل بالقيم الانسانية وهو حرق الاعلام....فتم "حرق العلم الجزائري"......وتم أيضا "حرق العلم المصري"،....ومهما كان من أقدم على "حرق علم الجزائر أو علم مصر".....فإنه نزل بنفسه وشعبه الى درك "التخلف وانحطاط الاخلاق"،....
- الاسرائيليين والدنماركيين والامريكيين ،والبريطانيين...وكل الشعوب المتحضرة تستهجن عملية حرق الاعلام ولا تمارسها ....لانها تدرك معنى الراية الوطنية والعلم الوطني،وتدرك يقينا معنى الوطنية، فهي لاتعلنها ،ولا ترفعها شعارا...ولاتقدم عليها تبريرا او دليلا بل تعيشها وتمارسها يوميا في حياتها......حتى "الجزائريين"، لم يكونوا يمارسون حرق الاعلام ،في ما سبق......فخلال تاريخهم النضالي الوطني،وكفاحهم المسلح كانوا يصرون على رفع"علمهم الوطني"(اخضر ابيض احمر-نجمة وهلال)....ويرفعونها ،حتى والرصاص يخترق اجسادهم.....ولم يكونوا يحرقون "علم فرنسا" أويدوسون عليها....لان هدفهم كان "رفع علم الجزائر" بين اعلام كل الدول ولم يكن يعنيهم ان "يسقط علم فرنسا"،او يحترق.....وعندما في 2010م يمارس الجزائريين "حرق علم" دولة أخرى حتى لوكان رد فعل على "اساءة مماثلة"، فهذا تراجع في وعي وثقافة الجزائريين وهو تخلف وعودة الى "الثقافة السلبية البدائية"......ببساطة لانه المهم ان "لا يتعرض علم الجزائر للحرق"،في أي مكان ومن أي كان .....لانه تعبير عن "رفض لوجود الجزائر، ككيان وطني"،(وهي رغبة غير مقدور عليها،من صاحبها،وتعبر عن ضعفه وتخلفه).....وان حدث فحتى حرق ملايين الاعلام ،فهذا لن يصلح من الامر شئ.....فالرسالة مرت ووصلت ،والرد عليها لايكون بحرق اعلام الآخرين، لان "ثقافة الغاء الآخر..." هي ثقافة قروسطية، استعمارية وحشية،....وانما في "التحقيق" الجاد،وتحديد الدوافع والاطراف والاسباب التي تقف وراء هذا الفعل،والرد عليها بطريقة رادعة ومناسبة ،
-فمن يقدم على "حرق علم" لشعب ما....فهو فقط يبرر للآخرين ان "يحرقوا علمه"....كالرذيل الذي يسب "عرض الناس"،....واذا صدف وان كان من سبه ّرذيل" مثله فحتما سيرد عليه، بسب وقذف عرضه بالمثل...كمن "يسب عرضه" ويشهر به...تماما من يحرق "علم" الآخرين" فهو"يحرق علمه"،...أي يستبيح عرضه الخاص"....وفقط من بلا كرامة وبلاشرف، من يستبيح المساس باعراض ورموز الآخرين....ولايضيره ان يمس او يسب الآخرين عرضة ورموزه.....
- وعندما نرى ان "ظاهرة "حرق الاعلام" تقتصر على "الجماهير" العربية والاسلامية ، فهي تعبر عن بقاء لترسبات لثقافة سلبية ،متخلفة تستبيح المساس بالرموز والمقدسات الوطنية،...لانها اصلا لاتقيم وزنا بل كثيرا ما لاتدرك معنى،لهذه الرموز.....وهي ثقافة "سلبية" تعبر عن القابلية لاستباحة الآخر...والرضا بل والقبول واستدعاء للاستباحة من "الآخر".....مما يعد في النهاية "قابلية لاستباحة الذات".....
من مواضيعي
0 بوتفليقة قد يسمح بمنح "الاعتماد" :لحركة طالبان الجزائر
0 كيف قضى فتى زموري"حمزة بلعربي"..نحبه: قتل خطأ او"تعسف بوليسي"؟
0 الطيار الجزائري"لطفي رايسي":يحصّل تعويضا من "بريطانيا "قضية(9/11
0 بين "الهويّة البيومتريّة"؟ وفحص.....؟ والحصار؟..ينحصر "الخيار"؟
0 خواطر دييغو....
0 الطّاهر وطّار:لوتعلمون مدى توغل "حزب فرنسا" في الجزائر لأصبتم بخيبة كبيرة
0 كيف قضى فتى زموري"حمزة بلعربي"..نحبه: قتل خطأ او"تعسف بوليسي"؟
0 الطيار الجزائري"لطفي رايسي":يحصّل تعويضا من "بريطانيا "قضية(9/11
0 بين "الهويّة البيومتريّة"؟ وفحص.....؟ والحصار؟..ينحصر "الخيار"؟
0 خواطر دييغو....
0 الطّاهر وطّار:لوتعلمون مدى توغل "حزب فرنسا" في الجزائر لأصبتم بخيبة كبيرة
التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبد الكريم ; 03-02-2010 الساعة 07:50 PM










