تسجيل الدخول

سؤال بدأت أطرحه على نفسي وأعتقد أن أخوتي في هذا المنتدى المبارك يمكن أن يسألوا
مثل هذا السؤال ، ويتساءل : هل أنا كافر؟؟! سؤال يدعوا إلى الإستغراب ، بل وللتعجب
ولكن إن علمنا أن هناك فئة تُلقي مثل هذا الكلام هنا وهناك وترمي من لا يُعجبها أو يسلك طريقها
أو حتى لا يؤيدها على الأقل ..تُلقي هذا اللفظ " أنت كافر " بكل بساطة وسلاسة ...فكلمة التكفير ليس
لها ضوابط وليس لها أي قوانين تحكمها ، فهي سلاح بتسلحون به ويأتزرونه ويلقونه على وجوه الآخر الذي
يكرهونه!!
شيء يدعوا إلى الإستغراب من هذا المنطق الأعوج الأهوج ..أعوج في تفكير من يُطلق هذا الكلام الخطير ..وأهوج
في منطقهم .

أنت كافر..... وبهذه الكلمة يُخرجك من دائرة الإسلام، ويستحل دمك وعرضك ومالك...أنت كافر...وبهذا يكون هو المنتصر
وكأنه قد حقق ما يصبو إليه من هذا التفكير الأعوج....أنت كافر ... ويكون قد حقق إنجازا كبيرا بأن حقق المكاسب الكبيرة
للإسلام بأن أخرج الطرف الآخر من الملة ، لأن حسب تفكيره المنطقي! أن الإسلام يحتاج أن تُخرج الناس من الإسلام لا العكس !!!
أنت كافر ... ويقولها وكأنه يتجرع كأس من الماء البارد ليروي عطشه في الصيف الحارق !!
أنت كافر ... وهل يعلم أن من يقولها فقد باء أحدهما بالكفر؟!! فهل هو يستطيع أن يُجزم جزما قاطعا لا لبس فيه أنه لن يكون هو الكافر؟!!!

كلمة كنا نستعظمها في السابق ونحسب ألف حساب ، ونبتعد عنها كبعد السماء عن الأرض حتى لا ننطق بها بتاتا ... ولكن يا حسرتي على هذا الزمان الذي
صار المسلم ينعت أخوه المسلم بتلك الكلمة وبتلك الصفة التي لا يلق لها بالا ولا يتفكر في هذه المسألة الخطيرة ، والتي ينوء عنها أكابر العلماء وأفاضل المشايخ
عن الخوض بتكفير طائفة أو شخص .

أحزن على ما آلت له تلك الفئة من هذه الطائفة التي تنتسب إلى السلف الصالح!!! وتُكنى بالسلفية ، فهل كان السلف من اهل السنة والجماعة يتفوهون بتلك الألفاظ الكفرية؟؟!!
هل قرأنا في أمهات الكتب أن صحابيا أو تابعيا أو شيخا أو مفتيا قد أفتى بتلك المسئلة الخطيرة على عواهنيتها ؟؟!!

فهل أستساغت هذه الطائفة مقولة أنت كافر بتلك البساطة ؟؟!!

إصادر الفتاوى صارت مثل " خدمة سريعة" ، فكل من حفظ كم آية من القرآن الكريم وحفظ بعض من الأحاديث الشريفة وأخذ بعض من الفقه وأطال لحيته ، صار فقيها وعالما ، وأصبح يُطلق
الفتاوى لمن أراد وتمنى ... يُفصل له الفتوى كما يُفصل له ثوبا على حسب مقاسه وطوله وعرضه لكي تُلائم السائل ، وإذا أستفتناه في أمر أستعصى عليه الأمر في فتياه ، لم يقل له لا أعلم ، بل
عصر تفكيره وبدأ يفعل الأعاجيب لكي لا يفلت منه من أستفاه ويأفل نجمه ، ولا يقول له " لا أعرف " ولا يعلم مبدأ" من قال لا فقد أفتى " بل يجتهد بإعطائه الفتوى ولو لم يكن مقتنع بها حتى يكون النجم الأوحد
في ساحة الفتاوى .

ألا تلاحظون أخواني أن برامج التلفازية للفتاوى قد كثرت !! وأنها صارت تجارة رابحة وصارت تجارة من لا تجارة له!!!
وهذا يدل على أن الناس لا يتعلمون ويتفقهون في دينهم من الحدود الدنيا من الحلال والحرام ، بل يقول لك الواحد منهم ولم أتعب نفسي وأتعلم ، فهناك جهاز متكامل من الذين يُفتون لي دون تعب .!!!

فيقفز أحدهم عبر الهاتف ليسأل الشيخ على الطرف الآخر : يا شيخ ماذا أفعل بمسجد إمامه ممن يُقيم الموالد ويتوسل، هل أصلي خلفه ؟؟ فيجيبه بكل ثقة وحزم : لا تجوز الصلاة خلف هذا الإمام المشرك المبتدع .. ويمكن أن يُضيف خلف هذا الكافر.
فما هو مصير من صلى خلفه طوال تلك السنون ؟؟! صلاته باطلة ؟؟!

وآخر يقول : يا شيخ كنت صائم يوم الأثنين ووافق هذا اليوم ليلة الإسراء والمعراج ، فقال لي أحدهم منبها ومحذرا يجب أن تُفطر لأن هذه بدعة وحتى لا يقولون عنك مبتدع!!! فيجيب الشيخ : جزى الله من نبهك هذا التنبيه ولا تصوم حتى لا تتشبه بتلك الفئة المبتدعة!!

أعتذر عن هذه الإطالة ولكن والله ما قلت هذا الكلام إلا لأن البعض وخاصة الوهابية يُطلقون كلمة أنت كافر ويعطون الفتاوى وكأنه يعمل " ساندوش " بطاطا !!!
فهل فعل الطاعات والنوافل مرهونة بفئة معينة ؟؟! هل إذا كان واحد يفعل المعاصي ويصلي نقول لا تصلي لأنك تفعل المعاصي؟؟!
أي تفكير ومنطق وعقل يقول مثل تلك التراهات والأقوايل ؟؟!!

ضوابط التكفير وضوابط الفتاوى لها أصول وشرائع وهي ليست لكل من هب ودب !! وهي ليست لكل من قرأ كتاب فنصب نفسه مفتيا ونصب نفسه مُكفر !!

حسبي الله ونعم الوكيل.

يا اخي اشاطرك الراي وذلك لانه توجد جماعة يطلق عليها جماعة التكفيريين و العياذ بالله...اذ انها تكفر من لا يتبعها
و لا تابه بما يقوله هؤلاء هدان الله و اياهم
"""اشهد ان لا الاه الا الله و اشهد ان محمدا رسول الله """
هذه هي ضمانة توقيع عقدك مع الاسلام ان اضعتها يفسخ عقدك مع الاسلام

والله صدق فينا قول رسولنا الكريم { القابض على دينه كالقابض على جمر} أو كما قال الحبيب المصطفى صلوات الله عليه و سلامه.

حسبنا الله ونعم الوكيل