الصحراء الغربية
14-11-2010, 04:30 PM
السلام عليكم
قبل الدخول في صلب الموضوع أود التعريج على بعض النقاط المهم توضيحها، هناك بعض الأقوام من الجزائريين من يكررون مقولة " تكفينا همومنا حتى نتكفل بهموم الآخرين " ، حقيقة أنه لدينا مشاكل لا ينفي اختفاء المشاكل الأخرى التي عند أبوابنا و التي تمس بأمننا القومي مباشرة فنعم يجب أن نبذل الجهود المطلوبة لحل المشاكل الداخلية و لكن أيضا من العقل و البديهي أن نساهم في حل المشاكل التي تمسنا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ثم و كمسلمين فو الله عيب على المسلم أن يرى الظلم و يسكت عنه خاصة إذا كان هذا الظلم نعير به الأعداء و بالأخص إذا كان عند باب الدار و من له شئ من الإيمان و المروءة لا يتذرع بصعوبة الدنيا و ما إلى ذلك فما هي إلا أعذار أقبح من الذنب نفسه فيجب على المسلم أن يتحلى على الأقل بأضعف الإيمان فيأمل أنه لو كان بإمكانه فعل شئ لمساعدة المظلوم لساعده،
ننتقل إلى النقطة الثانية و هي هل يمكن أن يحدث و أن يظلم مسلم أخاه المسلم ؟ جواب ذلك بديهي نعم يمكن للمسلم أن يطمع في أخيه، أن يحسده و يظلمه بل و حتى يقتله، حدث هذا في عهد النبوة و الخلفاء الراشدين فما بالك بعصرنا الحالي و الأمثلة على ذلك لا تقل، إذن لا داعي أن نستغرب عبارة المغرب يستعمر الصحراء الغربية فهذا ممكن بل و هو صائر و الجرائم التي يرتكبها غير المسلمين كالغرب مثلا لا داعي أن نغير من تسميتها عندما نرتكبها نحن،
النقطة الثالثة هي ذلك القول بأننا أمة إسلامية واحدة فلتنضم الصحراء الغربية إلى المغرب و ننتهي من القضية، و الله لا يوجد عبث مثل هذا، لهذا لا عجب في الحالة التي هي عليها الأمة الإسلامية، متى أصبح الإسلام ذريعة للمسلم في أن يفرض السيادة و السيطرة على شعب ما بالقوة، أن يزوج المرء ابنته بالقوة أمر لا يجوز لا في عرف الناس و لا في الإسلام، أن يعتدي إنسان على أرض و حرية إنسان أمر لا يجوز فما بالك أن يعتدي قوم ليس فقط على حق قوم آخرين بل على مصيرهم فيتم إخضاعهم و إدخالهم تحت السيطرة رغما عنهم، نعم نحن أمة واحدة لكن نتحد بالتراضي و نوجد النظام الوحدوي بالتراضي لا بالقهر و الإخضاع و التسلط و من له شك في ذلك فليراجع إسلامه و فكره.
ندخل في صلب الموضوع، المغرب يدعي أن له سيادة على الصحراء الغربية بل و يسميها الصحراء المغربية و للعلم فانه في كل تقارير الأمم المتحدة تذكر الصحراء على أنها الصحراء الغربية، فالصحراء المغربية مجرد دعاية مكان تسويقها المناسب هو في المملكة المغربية و فقط.
ننتقل إلى الادعاء نفسه بأن للمغرب سيادة على الصحراء الغربية، و حتى لا نجر إلى متاهات الدروس التاريخية التي يؤولها كل على حسب هواه بعيدا عن كل موضوعية سننتقل مباشرة إلى رد محكمة العدل الدولية في 16 أكتوبر 1975 و التي طلب منها رأي استشاري من طرف جمعية الأمم المتحدة حول نقطتين في قضية الصحراء الغربية و هما أولا هل كانت الصحراء الغربية أثناء الاستعمار الاسباني أرض بلا صاحب و كان جواب المحكمة ب 13 صوت مقابل 3 أصوات " لم تكن الصحراء الغربية أرض بلا صاحب "، ثانيا ما هي العلاقة القانونية بين هذا الإقليم أي الصحراء الغربية و المملكة المغربية و موريتانيا و كان الجواب ب 14 صوت مقابل صوتين " نعم كانت هناك علاقات قانونية بين الصحراء الغربية و المملكة المغربية " و ب 15 صوت مقابل صوت واحد " نعم كانت هناك علاقات قانونية بين الصحراء الغربية و موريتانيا "، و تفصل المحكمة مبينة أن العلاقات القانونية كانت عبارة عن علاقة تباعية بين سلطان المغرب و بعض القبائل في الصحراء الغربية من جهة و هي عبارة عن علاقات قانونية مع موريتانيا تتعلق بأراضي في إقليم الصحراء الغربية من جهة أخرى، و تواصل المحكمة موضحة أنه لا توجد على الإطلاق أية علاقة سيادة بين إقليم الصحراء الغربية من جهة و بين المملكة المغربية و موريتانيا من جهة أخرى، و منه تلاحظ محكمة العدل الدولية أنه لا يوجد أي داعي لتعديل تنفيذ القرار 1514 (xv) المتعلق بتصفية الاستعمار و تطبيق مبدأ تقرير المصير للشعوب.
تلخيص و ملاحظة :
1 - المملكة المغربية كانت لها في القديم علاقة تباعية مع بعض القبائل في إقليم الصحراء الغربية
2 - موريتانيا لها حقوق متعلقة بالأراضي في إقليم الصحراء الغربية
3 - لم تكن لا لموريتانيا و لا للملكة المغربية أية سيادة على إقليم الصحراء الغربية
4 - يجب أن يلاحظ أن حقوق موريتانيا أكبر من حقوق المملكة المغربية في إقليم الصحراء الغربية لأنها حقوق متعلقة بالأراضي غير قابلة للسقوط في حين أن علاقة التبعية متعلقة بالإرادة و هي قابلة للزوال
و ما من إنسان و لا أقول مسلم بل أي إنسان له ضمير و إيمان بالعدل و الموضوعية سيلاحظ مباشرة أن الحل سيكون بكل بساطة إعطاء الشعب الصحراوي حقه في تقرير مصيره إما بالاستقلال أو الانضمام إلى المغرب أو إلى موريتانيا و من غرائب هذه القضية أن موريتانيا من لها حقوق أكبر قد تنازلت كليا عن علاقاتها القانونية مع إقليم الصحراء الغربية، أما المملكة المغربية فتود أن تعمم علاقة تباعية كانت في القديم على بعض القبائل تريد أن تعممها على أجيال ما بعد الاستقلال و ليس فقط على تلك " بعض " القبائل بل على كل الشعب الصحراوي و ليس هذا فقط بل و يريد أن يخترع لنفسه ما لم يكن له من قبل و هو السيادة حتى على إقليم الصحراء الغربية.
قبل الدخول في صلب الموضوع أود التعريج على بعض النقاط المهم توضيحها، هناك بعض الأقوام من الجزائريين من يكررون مقولة " تكفينا همومنا حتى نتكفل بهموم الآخرين " ، حقيقة أنه لدينا مشاكل لا ينفي اختفاء المشاكل الأخرى التي عند أبوابنا و التي تمس بأمننا القومي مباشرة فنعم يجب أن نبذل الجهود المطلوبة لحل المشاكل الداخلية و لكن أيضا من العقل و البديهي أن نساهم في حل المشاكل التي تمسنا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ثم و كمسلمين فو الله عيب على المسلم أن يرى الظلم و يسكت عنه خاصة إذا كان هذا الظلم نعير به الأعداء و بالأخص إذا كان عند باب الدار و من له شئ من الإيمان و المروءة لا يتذرع بصعوبة الدنيا و ما إلى ذلك فما هي إلا أعذار أقبح من الذنب نفسه فيجب على المسلم أن يتحلى على الأقل بأضعف الإيمان فيأمل أنه لو كان بإمكانه فعل شئ لمساعدة المظلوم لساعده،
ننتقل إلى النقطة الثانية و هي هل يمكن أن يحدث و أن يظلم مسلم أخاه المسلم ؟ جواب ذلك بديهي نعم يمكن للمسلم أن يطمع في أخيه، أن يحسده و يظلمه بل و حتى يقتله، حدث هذا في عهد النبوة و الخلفاء الراشدين فما بالك بعصرنا الحالي و الأمثلة على ذلك لا تقل، إذن لا داعي أن نستغرب عبارة المغرب يستعمر الصحراء الغربية فهذا ممكن بل و هو صائر و الجرائم التي يرتكبها غير المسلمين كالغرب مثلا لا داعي أن نغير من تسميتها عندما نرتكبها نحن،
النقطة الثالثة هي ذلك القول بأننا أمة إسلامية واحدة فلتنضم الصحراء الغربية إلى المغرب و ننتهي من القضية، و الله لا يوجد عبث مثل هذا، لهذا لا عجب في الحالة التي هي عليها الأمة الإسلامية، متى أصبح الإسلام ذريعة للمسلم في أن يفرض السيادة و السيطرة على شعب ما بالقوة، أن يزوج المرء ابنته بالقوة أمر لا يجوز لا في عرف الناس و لا في الإسلام، أن يعتدي إنسان على أرض و حرية إنسان أمر لا يجوز فما بالك أن يعتدي قوم ليس فقط على حق قوم آخرين بل على مصيرهم فيتم إخضاعهم و إدخالهم تحت السيطرة رغما عنهم، نعم نحن أمة واحدة لكن نتحد بالتراضي و نوجد النظام الوحدوي بالتراضي لا بالقهر و الإخضاع و التسلط و من له شك في ذلك فليراجع إسلامه و فكره.
ندخل في صلب الموضوع، المغرب يدعي أن له سيادة على الصحراء الغربية بل و يسميها الصحراء المغربية و للعلم فانه في كل تقارير الأمم المتحدة تذكر الصحراء على أنها الصحراء الغربية، فالصحراء المغربية مجرد دعاية مكان تسويقها المناسب هو في المملكة المغربية و فقط.
ننتقل إلى الادعاء نفسه بأن للمغرب سيادة على الصحراء الغربية، و حتى لا نجر إلى متاهات الدروس التاريخية التي يؤولها كل على حسب هواه بعيدا عن كل موضوعية سننتقل مباشرة إلى رد محكمة العدل الدولية في 16 أكتوبر 1975 و التي طلب منها رأي استشاري من طرف جمعية الأمم المتحدة حول نقطتين في قضية الصحراء الغربية و هما أولا هل كانت الصحراء الغربية أثناء الاستعمار الاسباني أرض بلا صاحب و كان جواب المحكمة ب 13 صوت مقابل 3 أصوات " لم تكن الصحراء الغربية أرض بلا صاحب "، ثانيا ما هي العلاقة القانونية بين هذا الإقليم أي الصحراء الغربية و المملكة المغربية و موريتانيا و كان الجواب ب 14 صوت مقابل صوتين " نعم كانت هناك علاقات قانونية بين الصحراء الغربية و المملكة المغربية " و ب 15 صوت مقابل صوت واحد " نعم كانت هناك علاقات قانونية بين الصحراء الغربية و موريتانيا "، و تفصل المحكمة مبينة أن العلاقات القانونية كانت عبارة عن علاقة تباعية بين سلطان المغرب و بعض القبائل في الصحراء الغربية من جهة و هي عبارة عن علاقات قانونية مع موريتانيا تتعلق بأراضي في إقليم الصحراء الغربية من جهة أخرى، و تواصل المحكمة موضحة أنه لا توجد على الإطلاق أية علاقة سيادة بين إقليم الصحراء الغربية من جهة و بين المملكة المغربية و موريتانيا من جهة أخرى، و منه تلاحظ محكمة العدل الدولية أنه لا يوجد أي داعي لتعديل تنفيذ القرار 1514 (xv) المتعلق بتصفية الاستعمار و تطبيق مبدأ تقرير المصير للشعوب.
تلخيص و ملاحظة :
1 - المملكة المغربية كانت لها في القديم علاقة تباعية مع بعض القبائل في إقليم الصحراء الغربية
2 - موريتانيا لها حقوق متعلقة بالأراضي في إقليم الصحراء الغربية
3 - لم تكن لا لموريتانيا و لا للملكة المغربية أية سيادة على إقليم الصحراء الغربية
4 - يجب أن يلاحظ أن حقوق موريتانيا أكبر من حقوق المملكة المغربية في إقليم الصحراء الغربية لأنها حقوق متعلقة بالأراضي غير قابلة للسقوط في حين أن علاقة التبعية متعلقة بالإرادة و هي قابلة للزوال
و ما من إنسان و لا أقول مسلم بل أي إنسان له ضمير و إيمان بالعدل و الموضوعية سيلاحظ مباشرة أن الحل سيكون بكل بساطة إعطاء الشعب الصحراوي حقه في تقرير مصيره إما بالاستقلال أو الانضمام إلى المغرب أو إلى موريتانيا و من غرائب هذه القضية أن موريتانيا من لها حقوق أكبر قد تنازلت كليا عن علاقاتها القانونية مع إقليم الصحراء الغربية، أما المملكة المغربية فتود أن تعمم علاقة تباعية كانت في القديم على بعض القبائل تريد أن تعممها على أجيال ما بعد الاستقلال و ليس فقط على تلك " بعض " القبائل بل على كل الشعب الصحراوي و ليس هذا فقط بل و يريد أن يخترع لنفسه ما لم يكن له من قبل و هو السيادة حتى على إقليم الصحراء الغربية.
