احدى وثائق ويكيلكس المتعلقة بالجزائر
27-01-2011, 11:13 AM
السفير : روبرت فورد
الموضوع : نظام مريض و هش يندفع إلى 2008
1 - ملخص :
محادثات حديثة مع مسؤولين حكوميين سابقين، زعماء معارضة قدماء و صحفيين، رسمت صورة عن نظام جزائري هش كما لم يكن من قبل، يعاني من نقص في الرؤية، مستويات غير مسبوقة من الفساد و إشاعات عن انشقاق داخل المؤسسة العسكرية. غالبا ما تكون مصادرنا من الجزائريين ساخطة، و لكننا الآن نسمع أكثر من النسبة العادية من القلق إزاء عدم قدرة أو عدم رغبة مسؤولي الحكومة الجزائرية في معالجة المشاكل السياسية الاقتصادية و الأمنية. عملية التفجير الانتحارية التي جرت في 11 سبتمبر في الجزائر العاصمة و التي نفذها شخصان مستفيدان من ميثاق السلم و المصالحة الوطنية، أثارت جدلا ساخنا حول قدرة برنامج الرئيس بوتفليقة للمصالحة الوطنية على حماية البلد، الجدل وضع مؤيدي المقاربة العاجلة و الحازمة ضد التهديد الإرهاب في مواجهة مع المتحالفين مع بوتفليقة و الذين مازالوا يؤمنون بأن العفو له دور يلعبه. صورة الرئيس المعزول، عملية الإصلاح الراكدة، و المقاربة غير الأكيدة تجاه الإرهاب تأتي في زمن بدأت المجهودات داخل الحكومة لهندسة عهدة ثالثة لبوتفليقة. ليس لدينا الانطباع أن انفجارا قادما على الفور و لكننا نرى حكومة في انزلاق تلتمس طريقها إلى الأمام.
نهاية الملخص
2 – سفينة الدولة التائهة
في 03 ديسمبر، قدم زعيم التجمع من أجل الثقافة و الديمقراطية المعارض نظرة قاتمة عن النظام الجزائري، قائلا بأنه يصر على السيطرة و لكنه يفتقر إلى الرؤية و القدرة، سعدي حذر أنه في سياق الإصلاح الاقتصادي و السياسي الراكد فان مؤسسات الجزائر تتآكل من الداخل و تفقد العديد من أفضل إطاراتها من العمال و موظفي الخدمة المدنية. الزعيم السابق للحز ب الإسلامي "الإصلاح" عبد الله جاب الله الذي أطيح به من قيادة الحزب بمساعدة نشطة من جانب وزارة الداخلية أوضح لنا في 17 ديسمبر أن ظاهرة الحراقة التي يفر فيها الشباب على ظهور القوارب إلى أوروبا لم تعد تقتصر فقط على الفقراء و غير العمال منهم، جاب الله يرى أن "الشباب الجزائري مخير بين الموت في البحر أو الموت البطئ و التدريجي في البلاد" و ذلك نظرا للنقص الحاد للفرص في اقتصاد البلاد الراكد، و قال لنا سعدي أنه صدم لعثوره على الكثير من الجزائريين المتعلمين من الطبقة الوسطى في زيارة قام بها مؤخرا إلى الكيباك بكندا و أجزاء أخرى من الولايات المتحدة الأمريكية " هؤلاء الناس هم مستقبل الجزائر " يقول سعدي.
3 – (xxxxx) قال لنا في 17 ديسمبر أنه عندما نأتي إلى المصالحة الوطنية فان تفجيرات الحادي عشر من ديسمبر أدت إلى استقطاب في النقاشات داخل الأجهزة الأمنية الجزائرية مع عدد متزايد من الأصوات لصالح مقاربة أكثر صرامة. (xxxxx) قال أن النظام لا يملك مقاربة واحدة واضحة لمحاربة الإرهاب، حقيقة مؤكدة بترددها بشأن كيفية التعامل مع حالات العفو رفيعة المستوى كحالة حسن حطاب. وفقا لسعدي و (xxxxx) فان الجزائريين العاديين الذين فقدوا فعلا الثقة في أجندة الإصلاح الاقتصادي و السياسي هم الآن يفقدون الإيمان بقدرة النظام على حمايتهم. ليلى عسلاوي وزيرة سابقة، ناشطة في ميدان حقوق المرأة و كاتبة قالت للسفير في مأدبة عشاء يوم 18 ديسمبر بأنه تم تسريح جزء كبير من المجتمع الجزائري إلى مواجهة التهديد الإرهابي كما ادعت أنه كان مخزيا أن تعلم وزارة الداخلية أن المحكمة العليا كانت هدفا و لم تفعل شيئا لتحسن الوضع الأمني للبناية أو تقوم بتحذير العامة و كانت لاذعة حول ما قاله وزير الداخلية على أنه كان من المستحيل توفير الحماية الكاملة ضد الهجمات التفجيرية، متسائلة لماذا لم تقم الحكومة بمزيد من الحزم بمتابعة المشتبه في أنهم إرهابيون. الحكومة طلبت من السيدة عسلاوي في 17 ديسمبر المساعدة في تنظيم مسيرة منددة بالإرهاب، في التسعينيات تقول أنها لم تكن لتتردد أما اليوم فأشارت بمرارة أنها لن تفعل شيئا يساعد الحكومة على تبرير مقاربتها للوضع الأمني.
(xxxxx) قال للسفير في 17 ديسمبر أن هناك فجوة متنامية بين ما يعتبره الجزائريون احتياجاتهم الرئيسية و بين ما يرون أن الحكومة تقدمه من حيث الأجور و نوعية الحياة و بالتالي عدد قليل من الجزائريين على استعداد لمساعدة الحكومة. الكلام في الشارع هو أنه إذا كان عليك القيام بعمل في مكتب حكومي فافعل و لكن بعد ذلك غادر بسرعة و ابقي بعيد عن طريقهم.
4 – من ناحية أخرى قال لنا جاب الله أنه هناك خيبة أمل واسعة حول استعداد الحكومة لتقاسم السلطة مع الإسلاميين أدت بالإسلاميين الجزائريين في نهاية المطاف إلى الأخذ في الحسبان لنداءاته و نداءات أحزاب إسلامية أخرى لمقاطعة انتخابات 29 نوفمبر المحلية. إنهم يفهمون يقول أن قانون الانتخابات الجديد صمم بغية تهميشهم و إدامة قبضة الائتلاف الحاكم على السلطة . و حذر أن غلق المجال السياسي سيشجع المزيد من التطرف. قال السفير لجاب الله أن الولايات المتحدة تفضل عملية الانفتاح السياسي في الجزائر و لكننا ندرك أيضا أن هذا يمكن أن يتم تدريجيا. الولايات المتحدة لا تريد أن ترى عودة إلى عنف التسعينيات و هي تعمل مع الحكومة الجزائرية ضد من ينشطون لذلك، و رحب بجهود جاب الله باللعب في النظام السياسي المشروع. النقطة المهمة التي سطرها السفير هي أنه في حين أن التطور السياسي يجب أن يكون بطئ فهو بحاجة أيضا إلى أن يكون في وجهة ثابتة نحو الانفتاح. جاب الله تقبل النقطة و قدر رفعنا مشاكل العملية الانتخابية للحكومة الجزائرية.
5 – العصابة الحاكمة من تكريت
معلقا على الاستقرار في البلاد شدد (xxxxx) على أن الجزائريين عاشوا أسوء من هذا بكثير و لا يجب فهم الانقسامات الداخلية على أنها عدم استقرار و يشير (xxxxx) إلى أن النظام يعطي الاستقرار أهمية أكثر من أي شئ آخر و بالتالي فهو على حد سواء هش و مستقر في نفس الوقت. (xxxxx) وافق على التشبيه الذي قام به سعدي على حد سواء لنا و علنا في الصحافة و الذي يقارن فيه حكومة بوتفليقة "بعصابة من تكريت" بحيث يأتي عدد غير متناسب من الوزراء و الجنرالات من نفس المنطقة في غرب ولاية تلمسان مثل الرئيس بوتفليقة.( و الحقيقة أن كثيرين في الدوائر الداخلية يأتون من بلدة ندرومة الصغيرة). ولاء هذه العصابة وفقا ل (xxxxx) و سعدي هي مفتاح الإبقاء على الاستقرار. تماما كما فعل في عراق صدام حسين.
6 – سعدي : قوموا لشبابنا
سعدي حذر من الأخطار على المدى البعيد إزاء صمت الولايات المتحدة على ما يعتبره تدهور في الديمقراطية الجزائرية كما اتضح في الانتخابات المحلية. في نظر سعدي الدعم الخارجي هو حاسم لبقاء الديمقراطية و المشاركة المثمرة للشباب الجزائري – 70 % من السكان – في الحياة السياسية و الاقتصادية و حذر أنه إذا نظر إلى الولايات المتحدة كشريك في انتخابات لا معنى لها و في عملية تعديل الدستور للسماح لبوتفليقة بالترشح لعهدة ثالثة فإنها تخاطر بفقدان فئة الشباب في المستقبل.
7 – السفير ذكر سعدي بالمجهودات غير المثمرة للحفاظ على برنامج المعهد الوطني الديمقراطي في الجزائر و الذي أغلقته وزارة الداخلية عن وعي. أحزاب سياسية قليلة التي عملت بصعوبة من أجل الحفاظ عليه. السفير قال لسعدي أننا رفعنا في فرص عديدة المشاكل المتعلقة بالعملية الانتخابية و مصداقيتها. و أشار إلى سعدي أننا سمعنا أطراف أخرى تطلب مساعدة أمريكية علنية أكبر، و حث الآرسيدي و أطراف جزائرية أخرى على أن تعمل على إسماع صوتها. الولايات المتحدة ستكون ذات مصداقية في رفع العقبات التي تحول دون الانفتاح فقط عندما تتكلم الأحزاب السياسية نفسها بصوت عال. نظرا لغياب لجان مراقبة الانتخابات الدولية في استحقاقات 2008 التشريعية و المحلية فان السفير نصح سعدي أن ينظر عاجلا و ليس آجلا بتوليد طلبات شعبية لمراقبين دوليين لانتخابات 2009 الرئاسية.
8 – استقرار في أيدي عسكر منقسمين
سعدي الذي لديه اتصالات مع عناصر من الجيش الجزائري و قوات الأمن. قال لنا أن الجيش لم يعد موحدا كما كان حتى بالنسبة للسنوات القليلة الماضية. شقين بدآ بالظهور يقول، الأول هو بين الضباط الشباب الذين يعلمون أن الجزائر ليست بحالة جيدة و هم يلومون الحرس القديم على الإهمال و سوء التسيير. هؤلاء الضباط يقول سعدي يريدون التغيير و لهم شعور متزايد على إلحاحية الموقف و المتمثل في سير البلاد إلى الهاوية. الشق الثاني المحدد من طرف سعدي يقع في صفوف كبار ضباط الجيش، بين ضباط يفضلون معالجة أكثر حزما للملف الأمني و مكافحة الإرهاب (الاستئصاليون) و بين من هم متحالفون مع سياسة بوتفليقة للمصالحة الوطنية.
(xxxxx) و الذي شقيقه ضابط في الجيش قال في 17 ديسمبر أنه هناك عقداء في الجيش الجزائري ممن يرون أن الانحراف الحالي لا يمكن أن يستمر. السؤال يهمس (xxxxx)، هو ما إذا كانوا قادرين على تنظيم أنفسهم.
9 – قال لنا سعدي على الأقل محادثة واحدة كانت له في الآونة الأخيرة مع الجنرال توفيق مدين. رئيس دائرة الاستعلام و الأمن الجزائرية ( جهاز الاستخبارات العسكري ) الذي ينظر إليه على نطاق واسع أنه الشخصية الرئيسية في الحفاظ على سيطرة و بقاء النظام. قال أن مدين أقر بأن كل شئ ليس على ما يرام سواء فيما بخص صحة بوتفليقة أو الجزائر على العموم. غير أنه وفقا لسعدي فان مدين قال أنه بحاجة إلى ضمان على أن أي بديل سياسي يجب أن يكون قابل للاستمرار من جهة و أن لا يؤثر على استقرار البلاد من جهة أخرى. سعدي قال أن العديد من كبار الضباط بدؤوا في التفكير فيما إذا كان بالإمكان إخراج الجيش من السياسة تماما، دون الخوف من قصاص الشعب بسبب التعسفات التي جرت إبان الحرب الأهلية.
10 - ...بينما بلغ الفساد و أسعار النفط أرقاما قياسية
سعدي، جاب الله، (xxxxx) و مصادر عديدة أخرى قالت لنا أن الفساد قد بلغ مستويات غير مسبوقة في النظام الحالي،
الحزب الحاكم (آفالان) بنية وضع الأرضية لعهدة ثالثة لبوتفليقة سعى إلى تثبيت مسؤولين محليين من خلال المشاحنات الانتخابية على أساس الولاء حتى على حساب الكفاءة،
مع أرقام النفط المرتفعة وزير المالية و الوزير الأول الأسبق بن بيتور قال للسفير في نوفمبر أن أرقام النفط المرتفعة لم تكن حافزا كافيا للنظام حتى ينفذ الإصلاحات اللازمة، أسعار النفط المرتفعة حققت ثروة لا تصدق داخل البلاد. بن بيتور قال لنا بأنه رغم ذلك الأناس العاديين لم يروا أي أثر على حياتهم اليومية. (الواقع أن بن بيتور صاغ علنا مصطلح غالبا ما نراه في وسائل الإعلام حاليا : الجزائر غنية و لكن الشعب فقير. القيادي الإسلامي جاب الله استعمله في كثير من الأحيان معنا في 17 ديسمبر ) الفساد يقول (xxxxx) بلغ أبعاد أسطورية حتى في أوساط العسكريين. و ذكر الفريق أحمد قايد صالح قائد القوات العسكرية الجزائرية كالمسؤول ربما الأكثر فسادا في الجهاز العسكري، الأمر الذي قالته لنا مصادر أخرى. عندما ذكر سعدي مشكل الفساد لمدين سعدي قال أن مدين أقر بالمشكل مومئا بصمت إلى صورة بوتفليقة التي كانت معلقة فوق رؤوسهم، مشيرا إلى سعدي أن أبعاد المشكلة تذهب في الطريق إلى القمة. ( تعليق : مصادر عديدة للسفارة تعتقد أن الرئيس بوتفليقة نفسه ليس فاسدا على وجه الخصوص. و لكنهم بدون تردد أشاروا بالبنان إلى إخوة الرئيس سعيد و عبد الله بكونهما على وجه الخصوص جشعين. في غضون ذلك العسكر الجزائري أعد برنامجا لمكافحة الفساد طموح وفقا للمعايير الجزائرية لكنها تركت القيادة العليا بمنأى عن ذلك نسبيا. نهاية التعليق )
11 – تعليق : نظام مريض ، رئيس مريض
غالبا ما تكون مصادرنا الجزائرية مغتاظة، و لكننا نسمع حاليا أكثر من النسبة العادية للقلق بخصوص رغبة أو قدرة الحكومة الجزائرية على معالجة المشاكل السياسية الاقتصادية و الأمنية. التفجيرات و الجدل حول كيفية التعامل مع التطرف الإسلامي بدأت تذكر بالنقاشات الشرسة داخل المجتمع الجزائري خلال سنوات التسعينيات العنيفة. هذه المصادر توافق على أنه في حين أظهرت التسعينيات أن معظم الجزائريين قادرين على تحمل الكثير من الألم فان تفجيرات 11 ديسمبر عرت النظام من حيث افتقاره للرؤية و عدم قدرته على تسيير الضغوط. بدأنا نسمع أصداء جدل داخل بعض دوائر المؤسسة العسكرية ذو استقطاب متزايد.
الجدل حول المصالحة الوطنية أصبح جدل حول مدى فعالية حكومة بوتفليقة نفسها. وفقا لمصادرنا فان الاستقرار يبقى أولى الأولويات حتى بين المسؤولين في الجانب الآخر من النقاش. علاوة على ذلك فهم يرون الاستقرار ليس نتيجة قيادة بوتفليقة و لكن من الجهاز العسكري الذي يظهر أنه يدرك أن القرار النهائي يرجع إليه. العنصر الجديد هو حملة الوزير الأول بلخادم و جهاز الأفلان التي يحتمل أنها من تحريض اخوي بوتفليقة إن لم تكن من بوتفليقة نفسه لتدبير تعديل دستوري و عهدة ثالثة. سعدي و هو طبيب قال أن كلاهما بوتفليقة و الجزائر نفسها في حالة حرجة و في تلاشي. وفقا لسعدي ( الذي يمكن أن يكون أو لا يكون على علم ) بوتفليقة يعاني من سرطان نهائي للمعدة و النظام على طاولة الجراحة ينزلق إلى نقطة اللاعودة بسبب الجراحيين غير المؤهلين الواقفين عليه. العجز الظاهر على الحكومة لإنعاش الاقتصاد الراكد يعطي الجزائريين و خصوصا الشباب شعورا قاتما و كئيبا حول مصير بلدهم مع دخوله العام الجديد.
فورد
الموضوع : نظام مريض و هش يندفع إلى 2008
1 - ملخص :
محادثات حديثة مع مسؤولين حكوميين سابقين، زعماء معارضة قدماء و صحفيين، رسمت صورة عن نظام جزائري هش كما لم يكن من قبل، يعاني من نقص في الرؤية، مستويات غير مسبوقة من الفساد و إشاعات عن انشقاق داخل المؤسسة العسكرية. غالبا ما تكون مصادرنا من الجزائريين ساخطة، و لكننا الآن نسمع أكثر من النسبة العادية من القلق إزاء عدم قدرة أو عدم رغبة مسؤولي الحكومة الجزائرية في معالجة المشاكل السياسية الاقتصادية و الأمنية. عملية التفجير الانتحارية التي جرت في 11 سبتمبر في الجزائر العاصمة و التي نفذها شخصان مستفيدان من ميثاق السلم و المصالحة الوطنية، أثارت جدلا ساخنا حول قدرة برنامج الرئيس بوتفليقة للمصالحة الوطنية على حماية البلد، الجدل وضع مؤيدي المقاربة العاجلة و الحازمة ضد التهديد الإرهاب في مواجهة مع المتحالفين مع بوتفليقة و الذين مازالوا يؤمنون بأن العفو له دور يلعبه. صورة الرئيس المعزول، عملية الإصلاح الراكدة، و المقاربة غير الأكيدة تجاه الإرهاب تأتي في زمن بدأت المجهودات داخل الحكومة لهندسة عهدة ثالثة لبوتفليقة. ليس لدينا الانطباع أن انفجارا قادما على الفور و لكننا نرى حكومة في انزلاق تلتمس طريقها إلى الأمام.
نهاية الملخص
2 – سفينة الدولة التائهة
في 03 ديسمبر، قدم زعيم التجمع من أجل الثقافة و الديمقراطية المعارض نظرة قاتمة عن النظام الجزائري، قائلا بأنه يصر على السيطرة و لكنه يفتقر إلى الرؤية و القدرة، سعدي حذر أنه في سياق الإصلاح الاقتصادي و السياسي الراكد فان مؤسسات الجزائر تتآكل من الداخل و تفقد العديد من أفضل إطاراتها من العمال و موظفي الخدمة المدنية. الزعيم السابق للحز ب الإسلامي "الإصلاح" عبد الله جاب الله الذي أطيح به من قيادة الحزب بمساعدة نشطة من جانب وزارة الداخلية أوضح لنا في 17 ديسمبر أن ظاهرة الحراقة التي يفر فيها الشباب على ظهور القوارب إلى أوروبا لم تعد تقتصر فقط على الفقراء و غير العمال منهم، جاب الله يرى أن "الشباب الجزائري مخير بين الموت في البحر أو الموت البطئ و التدريجي في البلاد" و ذلك نظرا للنقص الحاد للفرص في اقتصاد البلاد الراكد، و قال لنا سعدي أنه صدم لعثوره على الكثير من الجزائريين المتعلمين من الطبقة الوسطى في زيارة قام بها مؤخرا إلى الكيباك بكندا و أجزاء أخرى من الولايات المتحدة الأمريكية " هؤلاء الناس هم مستقبل الجزائر " يقول سعدي.
3 – (xxxxx) قال لنا في 17 ديسمبر أنه عندما نأتي إلى المصالحة الوطنية فان تفجيرات الحادي عشر من ديسمبر أدت إلى استقطاب في النقاشات داخل الأجهزة الأمنية الجزائرية مع عدد متزايد من الأصوات لصالح مقاربة أكثر صرامة. (xxxxx) قال أن النظام لا يملك مقاربة واحدة واضحة لمحاربة الإرهاب، حقيقة مؤكدة بترددها بشأن كيفية التعامل مع حالات العفو رفيعة المستوى كحالة حسن حطاب. وفقا لسعدي و (xxxxx) فان الجزائريين العاديين الذين فقدوا فعلا الثقة في أجندة الإصلاح الاقتصادي و السياسي هم الآن يفقدون الإيمان بقدرة النظام على حمايتهم. ليلى عسلاوي وزيرة سابقة، ناشطة في ميدان حقوق المرأة و كاتبة قالت للسفير في مأدبة عشاء يوم 18 ديسمبر بأنه تم تسريح جزء كبير من المجتمع الجزائري إلى مواجهة التهديد الإرهابي كما ادعت أنه كان مخزيا أن تعلم وزارة الداخلية أن المحكمة العليا كانت هدفا و لم تفعل شيئا لتحسن الوضع الأمني للبناية أو تقوم بتحذير العامة و كانت لاذعة حول ما قاله وزير الداخلية على أنه كان من المستحيل توفير الحماية الكاملة ضد الهجمات التفجيرية، متسائلة لماذا لم تقم الحكومة بمزيد من الحزم بمتابعة المشتبه في أنهم إرهابيون. الحكومة طلبت من السيدة عسلاوي في 17 ديسمبر المساعدة في تنظيم مسيرة منددة بالإرهاب، في التسعينيات تقول أنها لم تكن لتتردد أما اليوم فأشارت بمرارة أنها لن تفعل شيئا يساعد الحكومة على تبرير مقاربتها للوضع الأمني.
(xxxxx) قال للسفير في 17 ديسمبر أن هناك فجوة متنامية بين ما يعتبره الجزائريون احتياجاتهم الرئيسية و بين ما يرون أن الحكومة تقدمه من حيث الأجور و نوعية الحياة و بالتالي عدد قليل من الجزائريين على استعداد لمساعدة الحكومة. الكلام في الشارع هو أنه إذا كان عليك القيام بعمل في مكتب حكومي فافعل و لكن بعد ذلك غادر بسرعة و ابقي بعيد عن طريقهم.
4 – من ناحية أخرى قال لنا جاب الله أنه هناك خيبة أمل واسعة حول استعداد الحكومة لتقاسم السلطة مع الإسلاميين أدت بالإسلاميين الجزائريين في نهاية المطاف إلى الأخذ في الحسبان لنداءاته و نداءات أحزاب إسلامية أخرى لمقاطعة انتخابات 29 نوفمبر المحلية. إنهم يفهمون يقول أن قانون الانتخابات الجديد صمم بغية تهميشهم و إدامة قبضة الائتلاف الحاكم على السلطة . و حذر أن غلق المجال السياسي سيشجع المزيد من التطرف. قال السفير لجاب الله أن الولايات المتحدة تفضل عملية الانفتاح السياسي في الجزائر و لكننا ندرك أيضا أن هذا يمكن أن يتم تدريجيا. الولايات المتحدة لا تريد أن ترى عودة إلى عنف التسعينيات و هي تعمل مع الحكومة الجزائرية ضد من ينشطون لذلك، و رحب بجهود جاب الله باللعب في النظام السياسي المشروع. النقطة المهمة التي سطرها السفير هي أنه في حين أن التطور السياسي يجب أن يكون بطئ فهو بحاجة أيضا إلى أن يكون في وجهة ثابتة نحو الانفتاح. جاب الله تقبل النقطة و قدر رفعنا مشاكل العملية الانتخابية للحكومة الجزائرية.
5 – العصابة الحاكمة من تكريت
معلقا على الاستقرار في البلاد شدد (xxxxx) على أن الجزائريين عاشوا أسوء من هذا بكثير و لا يجب فهم الانقسامات الداخلية على أنها عدم استقرار و يشير (xxxxx) إلى أن النظام يعطي الاستقرار أهمية أكثر من أي شئ آخر و بالتالي فهو على حد سواء هش و مستقر في نفس الوقت. (xxxxx) وافق على التشبيه الذي قام به سعدي على حد سواء لنا و علنا في الصحافة و الذي يقارن فيه حكومة بوتفليقة "بعصابة من تكريت" بحيث يأتي عدد غير متناسب من الوزراء و الجنرالات من نفس المنطقة في غرب ولاية تلمسان مثل الرئيس بوتفليقة.( و الحقيقة أن كثيرين في الدوائر الداخلية يأتون من بلدة ندرومة الصغيرة). ولاء هذه العصابة وفقا ل (xxxxx) و سعدي هي مفتاح الإبقاء على الاستقرار. تماما كما فعل في عراق صدام حسين.
6 – سعدي : قوموا لشبابنا
سعدي حذر من الأخطار على المدى البعيد إزاء صمت الولايات المتحدة على ما يعتبره تدهور في الديمقراطية الجزائرية كما اتضح في الانتخابات المحلية. في نظر سعدي الدعم الخارجي هو حاسم لبقاء الديمقراطية و المشاركة المثمرة للشباب الجزائري – 70 % من السكان – في الحياة السياسية و الاقتصادية و حذر أنه إذا نظر إلى الولايات المتحدة كشريك في انتخابات لا معنى لها و في عملية تعديل الدستور للسماح لبوتفليقة بالترشح لعهدة ثالثة فإنها تخاطر بفقدان فئة الشباب في المستقبل.
7 – السفير ذكر سعدي بالمجهودات غير المثمرة للحفاظ على برنامج المعهد الوطني الديمقراطي في الجزائر و الذي أغلقته وزارة الداخلية عن وعي. أحزاب سياسية قليلة التي عملت بصعوبة من أجل الحفاظ عليه. السفير قال لسعدي أننا رفعنا في فرص عديدة المشاكل المتعلقة بالعملية الانتخابية و مصداقيتها. و أشار إلى سعدي أننا سمعنا أطراف أخرى تطلب مساعدة أمريكية علنية أكبر، و حث الآرسيدي و أطراف جزائرية أخرى على أن تعمل على إسماع صوتها. الولايات المتحدة ستكون ذات مصداقية في رفع العقبات التي تحول دون الانفتاح فقط عندما تتكلم الأحزاب السياسية نفسها بصوت عال. نظرا لغياب لجان مراقبة الانتخابات الدولية في استحقاقات 2008 التشريعية و المحلية فان السفير نصح سعدي أن ينظر عاجلا و ليس آجلا بتوليد طلبات شعبية لمراقبين دوليين لانتخابات 2009 الرئاسية.
8 – استقرار في أيدي عسكر منقسمين
سعدي الذي لديه اتصالات مع عناصر من الجيش الجزائري و قوات الأمن. قال لنا أن الجيش لم يعد موحدا كما كان حتى بالنسبة للسنوات القليلة الماضية. شقين بدآ بالظهور يقول، الأول هو بين الضباط الشباب الذين يعلمون أن الجزائر ليست بحالة جيدة و هم يلومون الحرس القديم على الإهمال و سوء التسيير. هؤلاء الضباط يقول سعدي يريدون التغيير و لهم شعور متزايد على إلحاحية الموقف و المتمثل في سير البلاد إلى الهاوية. الشق الثاني المحدد من طرف سعدي يقع في صفوف كبار ضباط الجيش، بين ضباط يفضلون معالجة أكثر حزما للملف الأمني و مكافحة الإرهاب (الاستئصاليون) و بين من هم متحالفون مع سياسة بوتفليقة للمصالحة الوطنية.
(xxxxx) و الذي شقيقه ضابط في الجيش قال في 17 ديسمبر أنه هناك عقداء في الجيش الجزائري ممن يرون أن الانحراف الحالي لا يمكن أن يستمر. السؤال يهمس (xxxxx)، هو ما إذا كانوا قادرين على تنظيم أنفسهم.
9 – قال لنا سعدي على الأقل محادثة واحدة كانت له في الآونة الأخيرة مع الجنرال توفيق مدين. رئيس دائرة الاستعلام و الأمن الجزائرية ( جهاز الاستخبارات العسكري ) الذي ينظر إليه على نطاق واسع أنه الشخصية الرئيسية في الحفاظ على سيطرة و بقاء النظام. قال أن مدين أقر بأن كل شئ ليس على ما يرام سواء فيما بخص صحة بوتفليقة أو الجزائر على العموم. غير أنه وفقا لسعدي فان مدين قال أنه بحاجة إلى ضمان على أن أي بديل سياسي يجب أن يكون قابل للاستمرار من جهة و أن لا يؤثر على استقرار البلاد من جهة أخرى. سعدي قال أن العديد من كبار الضباط بدؤوا في التفكير فيما إذا كان بالإمكان إخراج الجيش من السياسة تماما، دون الخوف من قصاص الشعب بسبب التعسفات التي جرت إبان الحرب الأهلية.
10 - ...بينما بلغ الفساد و أسعار النفط أرقاما قياسية
سعدي، جاب الله، (xxxxx) و مصادر عديدة أخرى قالت لنا أن الفساد قد بلغ مستويات غير مسبوقة في النظام الحالي،
الحزب الحاكم (آفالان) بنية وضع الأرضية لعهدة ثالثة لبوتفليقة سعى إلى تثبيت مسؤولين محليين من خلال المشاحنات الانتخابية على أساس الولاء حتى على حساب الكفاءة،
مع أرقام النفط المرتفعة وزير المالية و الوزير الأول الأسبق بن بيتور قال للسفير في نوفمبر أن أرقام النفط المرتفعة لم تكن حافزا كافيا للنظام حتى ينفذ الإصلاحات اللازمة، أسعار النفط المرتفعة حققت ثروة لا تصدق داخل البلاد. بن بيتور قال لنا بأنه رغم ذلك الأناس العاديين لم يروا أي أثر على حياتهم اليومية. (الواقع أن بن بيتور صاغ علنا مصطلح غالبا ما نراه في وسائل الإعلام حاليا : الجزائر غنية و لكن الشعب فقير. القيادي الإسلامي جاب الله استعمله في كثير من الأحيان معنا في 17 ديسمبر ) الفساد يقول (xxxxx) بلغ أبعاد أسطورية حتى في أوساط العسكريين. و ذكر الفريق أحمد قايد صالح قائد القوات العسكرية الجزائرية كالمسؤول ربما الأكثر فسادا في الجهاز العسكري، الأمر الذي قالته لنا مصادر أخرى. عندما ذكر سعدي مشكل الفساد لمدين سعدي قال أن مدين أقر بالمشكل مومئا بصمت إلى صورة بوتفليقة التي كانت معلقة فوق رؤوسهم، مشيرا إلى سعدي أن أبعاد المشكلة تذهب في الطريق إلى القمة. ( تعليق : مصادر عديدة للسفارة تعتقد أن الرئيس بوتفليقة نفسه ليس فاسدا على وجه الخصوص. و لكنهم بدون تردد أشاروا بالبنان إلى إخوة الرئيس سعيد و عبد الله بكونهما على وجه الخصوص جشعين. في غضون ذلك العسكر الجزائري أعد برنامجا لمكافحة الفساد طموح وفقا للمعايير الجزائرية لكنها تركت القيادة العليا بمنأى عن ذلك نسبيا. نهاية التعليق )
11 – تعليق : نظام مريض ، رئيس مريض
غالبا ما تكون مصادرنا الجزائرية مغتاظة، و لكننا نسمع حاليا أكثر من النسبة العادية للقلق بخصوص رغبة أو قدرة الحكومة الجزائرية على معالجة المشاكل السياسية الاقتصادية و الأمنية. التفجيرات و الجدل حول كيفية التعامل مع التطرف الإسلامي بدأت تذكر بالنقاشات الشرسة داخل المجتمع الجزائري خلال سنوات التسعينيات العنيفة. هذه المصادر توافق على أنه في حين أظهرت التسعينيات أن معظم الجزائريين قادرين على تحمل الكثير من الألم فان تفجيرات 11 ديسمبر عرت النظام من حيث افتقاره للرؤية و عدم قدرته على تسيير الضغوط. بدأنا نسمع أصداء جدل داخل بعض دوائر المؤسسة العسكرية ذو استقطاب متزايد.
الجدل حول المصالحة الوطنية أصبح جدل حول مدى فعالية حكومة بوتفليقة نفسها. وفقا لمصادرنا فان الاستقرار يبقى أولى الأولويات حتى بين المسؤولين في الجانب الآخر من النقاش. علاوة على ذلك فهم يرون الاستقرار ليس نتيجة قيادة بوتفليقة و لكن من الجهاز العسكري الذي يظهر أنه يدرك أن القرار النهائي يرجع إليه. العنصر الجديد هو حملة الوزير الأول بلخادم و جهاز الأفلان التي يحتمل أنها من تحريض اخوي بوتفليقة إن لم تكن من بوتفليقة نفسه لتدبير تعديل دستوري و عهدة ثالثة. سعدي و هو طبيب قال أن كلاهما بوتفليقة و الجزائر نفسها في حالة حرجة و في تلاشي. وفقا لسعدي ( الذي يمكن أن يكون أو لا يكون على علم ) بوتفليقة يعاني من سرطان نهائي للمعدة و النظام على طاولة الجراحة ينزلق إلى نقطة اللاعودة بسبب الجراحيين غير المؤهلين الواقفين عليه. العجز الظاهر على الحكومة لإنعاش الاقتصاد الراكد يعطي الجزائريين و خصوصا الشباب شعورا قاتما و كئيبا حول مصير بلدهم مع دخوله العام الجديد.
فورد








