جون زيجلر : " من مصلحة الغرب إضعاف الجزائر "
27-01-2011, 11:18 AM
جون زيجلر : " من مصلحة الغرب إضعاف الجزائر "
- في رأيك، لقد نجت الجزائر من القبضة الخانقة للرأسمالية العالمية، كيف ذلك ؟
تدهشني استمرارية المبادئ في الجزائر و الواردة في ميثاق الصومام لعام 1956، و تنعكس هذه المبادئ نفسها في السياسة الخارجية الجزائرية : عالمية، دولة تضامن، عدالة اجتماعية، سيادة،...الخ. الجزائر هي القوة الرئيسية في شمال إفريقيا، إطلاق برنامج من 240 مليار أورو على مدى أربع سنوات هو علامة على ذلك. هذه القوة موضوعة في خدمة السيادة. على المستوى الإفريقي ، الجزائر هي البلد الوحيد تقريبا الذي يتحكم في الاستثمار الأجنبي بقاعدة 51/49 الواردة في قانونها. هناك أيضا ضوابط صارمة على تحويل الأرباح.
و قد وجدت الجزائر هنا وسيلة للتفاوض مع الشركات متعددة الجنسيات و مع سادة العالم و كبح جماحهم، هذه الشركات تسعى فقط إلى تحقيق أقصى قدر من الأرباح، شركة ناستلي Nestlé ليست منظمة الصليب الأحمر الخيرية، أنا أعيش في جنيف في قلب هذا الوحش، وسط هذه الشركات، و أنا على دراية بما أقول. في نيجيريا، ايسو و تكساسو تملي قوانينها. الجزائر هي عضو الأوبك الحادي عشر في إنتاج النفط، نيجيريا تنتج أكثر، خذ هذين المثالين، نيجيريا، البلد الأكثر سكانا في إفريقيا و الذي ينتج 2.2 مليون برميل نفط يوميا، هو خاضع لأوامر الشركات متعددة الجنسيات.
في الجزائر، سوناطراك تملي قوانينها على شركات النفط الأجنبية حتى تعمل ، إذن هناك مفهوم للسيادة الكاملة. في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الجزائر تلعب دورا هاما برئاسة المجموعة الإفريقية العربية، الدبلوماسيون الجزائريون يقدمون القدوة داخل المجموعة بدفاعهم على مصالح دول الجنوب. بوتفليقة الذي كان وزيرا للخارجية، هو أحد رجال الدولة في العالم الثالث الذي لديه معرفة تامة بالآليات المعقدة لمنظومة الأمم المتحدة. إدريس الجزائري، محمد صالح دمبري و الأخضر الإبراهيمي هم دبلوماسيون معروفون.
- بالعودة إلى التدابير حول الاستثمار، دول أوروبية مثل فرنسا و ألمانيا قد انتقدت هذه الأحكام..
الشركات المتعددة الجنسيات تريد أن يطلق لها العنان، الأمر الذي لا يتمتعون به في الجزائر، الطبقة الفرنسية الحاكمة حاليا لم تغفر أبدا استقلال الجزائر، نحن لا ندرك بعد الصدمة التي لحقت الأوروبيين. كانت هناك الهزيمة في ديان بيان فو و لكن فييتنام بعيدة عن عالمهم، المغرب العربي في نفس العالم معهم و على هذا تعرض هؤلاء الأوروبيون إلى انتقاد جذري. فقد
فتح انتصار الجزائر الطريق لإنهاء الاستعمار في إفريقيا.
- ألا يساعد عدم الاستقرار في الساحل الإمبراطوريات القديمة على أن تصحوا من جديد ؟
الوضع في منطقة الساحل خطير، الجزائر فعلا مستقلة و هي قدوة في ذلك، و الجزائر ليست جزءا من منظمة الفرنكوفونية، إذن كبلد يتمتع بالسيادة يجب أن يكون محل تخريب، لا أعرف من يمول تنظيم القاعدة و من يقف وراءه و لكن يبدو واضحا أنه من مصلحة الغرب إضعاف الجزائر، القاعدة في قلب منطقة الساحل، من يدري لربما غدا سيهاجمون حقول النفط في حاسي مسعود...
- هل يتم التلاعب بهذه الجماعات ؟
أعتقد ذلك نعم، طبقا لعلم الاجتماع هناك أرضية خصبة لذلك تتمثل في إفقار الطوارق و وجود عنصرية السود ضدهم و ما إلى ذلك. الحكومات لم تفي بوعودها و البؤس لا زال موجودا هناك، تمول هذه الجماعات عن طريق الفديات المدفوعة مقابل الإفراج عن الرهائن، الأوروبيون يفاوضون و يدفعون، بالنسبة للجزائر هذا يخلق مشاكل لأنه يخلق فرص أكبر للجماعات حتى تتسلح، إذا دفعت 5 ملايين أورو مقابل الرهائن كما فعل الاسبان فإنها ستصبح تجارة يغذيها الأوروبيون(...) سويسرا ترفض تسليم الإسلاميين المطلوبين بمذكرة دولية لأنها ترفض استفزاز أولئك الذين أودعوا الأموال في البنوك.
الاقتصاد السويسري يعتمد بشكل كبير على البنوك، سويسرا هي ثاني أغنى بلد في العالم من حيث دخل الفرد، هذا البلد الذي لا يملك مواد أولية يقتات من أموال الآخرين. ليست لي الوسائل للتأكيد على أن الغرب يمول الجماعات الإرهابية، و لكن يمكن أن أقول أن بعض القوى الغربية لن تستاء لإضعاف الجزائر. الجزائر من بين جميع بلدان الجنوب هي شوكة و هو بلد لا يمكن تركيعه و عليه فهو بذلك "مثال سيء " للبقية. تخيل أن النيجر غدا يسترجع مناجم اليورانيوم من الشركة الفرنسية آريفا و يؤسس سوناطراك نيجيرية، هذا سيسبب انفجارا في أسعار الكهرباء في فرنسا، و ذلك لأنه حتى اللحظة فرنسا لا تدفع شيئا تقريبا، الرئيس تانجا الذي أراد أن يضاعف من استثمارات الصين و الهند تمت تنحيته.
- ألا يشكل اتحاد المغرب العربي ككيان اقتصادي تهديدا للاتحاد الأوروبي ؟
أبدا، الاتحاد الأوروبي يضم 27 دولة، و 400 مليون مستهلك، و 11 ألف مليار دولار كناتج محلي إجمالي، الاتحاد الأوروبي قوة اقتصادية كبيرة و التي قامت بإشراك بلدان المغرب العربي من خلال الاتفاقيات و عبر سوق موسعة. مع وجود مشكلة الصحراء الغربية فان فكرة الاتحاد المغاربي تعتبر رائعة و لكن غير ممكنة، ليبيا و مصر يشكلان أيضا مشكلة، كما هو الحال في الاتحاد الأوروبي على هذه البلدان إنشاء الحد الأدنى المشترك و إيجاد أهداف سياسية و هياكل اقتصادية مشتركة
- في الجزائر، هناك قضية فساد مرتبطة بسوناطراك، لماذا الفساد حاضر بقوة في البلدان المصدرة للنفط ؟
لماذا يكون الجزائريون ملائكة ؟ في جنيف، هناك فساد لا يصدق، مع أنها ديمقراطية، الأمر يتعلق بمضارابات عقارية و فواتير مزورة، أينما وجد المال كانت هناك الإغراءات، معظم المصرفيين السويسريين لديهم بنوك خارجية في جزر الكايمان للتهرب من مصالح الضرائب.
- خبراء يتحدثون عن "لعنة النفط"، نيجيريا خير مثال على ذلك ؟
أضع الجزائر بمنأى عن ذلك، من الخطأ القول بأنه لا يوجد تطور في هذا البلد، هناك إسكان و بنى تحتية في طور الإنشاء، أكيد هناك مشاكل اجتماعية و لكن هناك استثمار عمومي، غير ذاك الخاص المضارب، و هو مثير للإعجاب. لم آت إلى الجزائر منذ 8 سنوات و أنا ألاحظ تطور ملحوظ في البنية التحتية، في نيجيريا، الديكتاتوريات العسكرية تتعاقب غير أنه في مؤشر التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي نيجيريا هي في أسفل الجدول في حين أنها ثامن منتج عالمي للنفط. ربما يجب تشديد السيطرة على الإنفاق العام، و لكن قيل لي أن الرئيس بوتفليقة يخصص جلسات استماع للوزراء سنويا فيما يخص المشاريع، أمر كهذا لا يوجد في نيجيريا أو السودان، للجزائريين أن يحكموا إن كانت مثل هذه الأساليب فعالة أم لا
- غياب الديمقراطية و الحريات ألا يساعد في الحفاظ على أنظمة كتلك التي في نيجيريا
بصرف النظر عن مصر وجنوب إفريقيا والجزائر ونيجيريا وإثيوبيا فان غالبية ال53 بلد في إفريقيا يعيشون في بؤس على المستوى الاقتصادي، مثقلين بالديون و محكومون من طرف نخب ضعيفة. في هذه البلدان البناء الوطني خلال ال50 سنة ماضية كان ناقصا، وفقا لمنظمة التغذية و الزراعة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة (FAO) كان هناك عام 1975، 81 مليون إفريقي يعانون من نقص التغذية و الذين أصبح عددهم عام 2005، 202 مليون إفريقي يعانون من نفس الحالة، الجوع ينفجر في إفريقيا، و نفاق الأوروبيين هو بصورة مطلقة، فهم يمارسون الإغراق الزراعي في إفريقيا، الفوائض يتم ضخها في أسواق نيامي، باماكو، داكار، و غيرها، المزارع الإفريقي يرهق نفسه في العمل و ليس له أي فرصة في الحصول على مقابل عادي لأن ربة المنزل في السوق يمكنها شراء الخضار أو الدجاج الاسباني، اليوناني أو الفرنسي بنصف سعر المنتجات المحلية. قواعد منظمة التجارة العالمية تعمل على أساس مصالح الشركات متعددة الجنسيات، منظمة التجارة العالمية هي شركة لنزع السلاح الاقتصادي لدول العالم الثالث، هذا الإغراق يمنع البلدان الزراعية الإفريقية و التي تشكل ثلثي القارة تمنعهم من الحصول على الحد الحيوي الأدنى و الذي يسمح لهم فيما بعد بتطوير الديمقراطية. بريخت قال : " إن الجائع لا يمكنه أن يأكل ورقة التصويت " من الجانب الآخر الغربيون يشكون من غياب الديمقراطية و انتهاكات حقوق الإنسان في إفريقيا السوداء، في حين أن غياب الديمقراطية هو نتيجة الاستغلال الاقتصادي المفرط الذي يمارسه الغرب نفسه
- ما هي الدروس التي يمكن أن نتعلمها من الأزمة المالية الدولية الأخيرة ؟
في 22 أكتوبر 2008، اجتمع رؤساء 15 دولة من دول منطقة اليورو في باريس و قرروا ضخ 1700 مليار أورو من أجل إعادة تعبئة القروض بين البنوك و لرفع قدرة البنوك على التمويل الذاتي بزيادة قدرها 3% إلى 5 % ، انه مبلغ ضخم استخدم لإنقاذ لصوص المالية، الذين أطلقوا مضاربات محفوفة بالمخاطر على نحو متزايد فقط من اجل رفع نسبة مكافآتهم. و قد تم تكريم هذا النوع من الجرائم في سويسرا، و قد أصبح بنك (UBS) قوي إلى درجة أنه كان من المستحيل على الحكومة أن تدعه يقع في حالة إفلاس.
و دفعت أموال دافعي الضرائب كمقابل عمليات الإنقاذ هذه، و لا يزال الأمر مستمرا كما كان في السابق، اليوم هم يواصلون المضاربة بأموال دافعي الضرائب.في أوروبا و في الولايات المتحدة كانت الحكومات عاجزة عن مصادرة البنوك و إلغاء العلاوات. لربما ينتظرون الأزمة القادمة.
فقد برنامج الغذاء العالمي (بام) نصف ميزانيته لأن الدول الصناعية توقفت عن مساهماتها في إعطاء المال للمصرفيين، وقد تم القضاء على الوجبات المدرسية في كثير من البلدان من طرف برنامج الأغذية العالمي، في بنغلداش الأمر يشكل كارثة.
المضاربون في وول ستريت هم عبارة عن قتلة، إنهم يتسببون في موت الناس في العالم الثالث، " عندما ينحل الأغنياء يموت الفقراء " كما كان يقول كاتب فرنسي، وفقا للبنك الدولي، 162 مليون شخص في العالم أضيفوا إلى أولئك الذين يعانون المجاعة و هذا بسبب الأزمة المالية العالمية، نحن بحاجة لإنشاء محكمة نورمبرغ (الخاصة بالجرائم ضد الإنسانية) خاصة بلصوص البنوك.
- هل هناك علاقة بين الأزمة المالية هذه و تضاعف عدد الصراعات حاليا ؟
أمريكا هي القوة الاقتصادية الرائدة. تقريبا 25 ٪ من السلع الصناعية المصنعة في العالم هي من عمل الأميركيين في حين عددهم لا يبلغ إلا 300 مليون نسمة، المادة الخام لهذه الآلة الصناعية الهائلة هي النفط، فهي تستخدم 20 مليون برميل نفط يوميا في حين أن الإنتاج العالمي هو 85 مليون برميل يوميا، و يتم إنتاج ثمانية ملايين برميل من بين العشرين بين الألسكا و التكساس، و يتم استيراد البقية من مناطق خطرة كدلتا النيجر بنيجيريا، آسيا الوسطى، الشرق الأوسط الأمر الذي يفرض على الأمريكيين الحفاظ على أكبر ترسانة عملاقة لم يشهد مثلها العالم، دونالد رامسفيلد (وزير الدفاع السابق) قال أن الولايات المتحدة يجب أن تكون قادرة على تسيير أربع حروب في نفس الوقت.
الولايات المتحدة تدعم اسرائيل للسيطرة على العالم العربي و إيران، إذا قامت العربية السعودية المورد الرئيسي للنفط إلى الولايات المتحدة إذا قامت بتغيير إستراتيجيتها فستستهدف من قبل إسرائيل، حرب العراق هي حرب من أجل النفط، و يمتلك العراق ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم مع 13 مليار برميل ذو نسبة كبريت منخفضة، خطوط الأنابيب بين البحر ا الأسود و المحيط الهندي تمر بأفغتنستان، الحرب في أفغانستان هي أيضا ذات حافز اقتصادي مباشر، ماركس كان يقول " الرأسمالية تحمل في ثناياها الحرب كما تحمل السحب العاصفة الرعدية "، هناك منطق ملزم، إذا كنت تعتمد على النفط الأجنبي، فعليك ضمان السيطرة على مصادر التوريد.
- هل لديك أية مشاريع كتابة ؟
كل ما أتحدث عنه هنا هو موضوع كتاب كتبته، و كتاب "Franceidentitaire" الذي أبحث له عن ناشر، لأول مرة في 25 عاما من النشر أجد صعوبة في نشر مثل هذا العمل حول الاسلاموفوبيا في فرنسا لا أدري لماذا، يبدو أنها الأزمة...
- في رأيك، لقد نجت الجزائر من القبضة الخانقة للرأسمالية العالمية، كيف ذلك ؟
تدهشني استمرارية المبادئ في الجزائر و الواردة في ميثاق الصومام لعام 1956، و تنعكس هذه المبادئ نفسها في السياسة الخارجية الجزائرية : عالمية، دولة تضامن، عدالة اجتماعية، سيادة،...الخ. الجزائر هي القوة الرئيسية في شمال إفريقيا، إطلاق برنامج من 240 مليار أورو على مدى أربع سنوات هو علامة على ذلك. هذه القوة موضوعة في خدمة السيادة. على المستوى الإفريقي ، الجزائر هي البلد الوحيد تقريبا الذي يتحكم في الاستثمار الأجنبي بقاعدة 51/49 الواردة في قانونها. هناك أيضا ضوابط صارمة على تحويل الأرباح.
و قد وجدت الجزائر هنا وسيلة للتفاوض مع الشركات متعددة الجنسيات و مع سادة العالم و كبح جماحهم، هذه الشركات تسعى فقط إلى تحقيق أقصى قدر من الأرباح، شركة ناستلي Nestlé ليست منظمة الصليب الأحمر الخيرية، أنا أعيش في جنيف في قلب هذا الوحش، وسط هذه الشركات، و أنا على دراية بما أقول. في نيجيريا، ايسو و تكساسو تملي قوانينها. الجزائر هي عضو الأوبك الحادي عشر في إنتاج النفط، نيجيريا تنتج أكثر، خذ هذين المثالين، نيجيريا، البلد الأكثر سكانا في إفريقيا و الذي ينتج 2.2 مليون برميل نفط يوميا، هو خاضع لأوامر الشركات متعددة الجنسيات.
في الجزائر، سوناطراك تملي قوانينها على شركات النفط الأجنبية حتى تعمل ، إذن هناك مفهوم للسيادة الكاملة. في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الجزائر تلعب دورا هاما برئاسة المجموعة الإفريقية العربية، الدبلوماسيون الجزائريون يقدمون القدوة داخل المجموعة بدفاعهم على مصالح دول الجنوب. بوتفليقة الذي كان وزيرا للخارجية، هو أحد رجال الدولة في العالم الثالث الذي لديه معرفة تامة بالآليات المعقدة لمنظومة الأمم المتحدة. إدريس الجزائري، محمد صالح دمبري و الأخضر الإبراهيمي هم دبلوماسيون معروفون.
- بالعودة إلى التدابير حول الاستثمار، دول أوروبية مثل فرنسا و ألمانيا قد انتقدت هذه الأحكام..
الشركات المتعددة الجنسيات تريد أن يطلق لها العنان، الأمر الذي لا يتمتعون به في الجزائر، الطبقة الفرنسية الحاكمة حاليا لم تغفر أبدا استقلال الجزائر، نحن لا ندرك بعد الصدمة التي لحقت الأوروبيين. كانت هناك الهزيمة في ديان بيان فو و لكن فييتنام بعيدة عن عالمهم، المغرب العربي في نفس العالم معهم و على هذا تعرض هؤلاء الأوروبيون إلى انتقاد جذري. فقد
فتح انتصار الجزائر الطريق لإنهاء الاستعمار في إفريقيا.
- ألا يساعد عدم الاستقرار في الساحل الإمبراطوريات القديمة على أن تصحوا من جديد ؟
الوضع في منطقة الساحل خطير، الجزائر فعلا مستقلة و هي قدوة في ذلك، و الجزائر ليست جزءا من منظمة الفرنكوفونية، إذن كبلد يتمتع بالسيادة يجب أن يكون محل تخريب، لا أعرف من يمول تنظيم القاعدة و من يقف وراءه و لكن يبدو واضحا أنه من مصلحة الغرب إضعاف الجزائر، القاعدة في قلب منطقة الساحل، من يدري لربما غدا سيهاجمون حقول النفط في حاسي مسعود...
- هل يتم التلاعب بهذه الجماعات ؟
أعتقد ذلك نعم، طبقا لعلم الاجتماع هناك أرضية خصبة لذلك تتمثل في إفقار الطوارق و وجود عنصرية السود ضدهم و ما إلى ذلك. الحكومات لم تفي بوعودها و البؤس لا زال موجودا هناك، تمول هذه الجماعات عن طريق الفديات المدفوعة مقابل الإفراج عن الرهائن، الأوروبيون يفاوضون و يدفعون، بالنسبة للجزائر هذا يخلق مشاكل لأنه يخلق فرص أكبر للجماعات حتى تتسلح، إذا دفعت 5 ملايين أورو مقابل الرهائن كما فعل الاسبان فإنها ستصبح تجارة يغذيها الأوروبيون(...) سويسرا ترفض تسليم الإسلاميين المطلوبين بمذكرة دولية لأنها ترفض استفزاز أولئك الذين أودعوا الأموال في البنوك.
الاقتصاد السويسري يعتمد بشكل كبير على البنوك، سويسرا هي ثاني أغنى بلد في العالم من حيث دخل الفرد، هذا البلد الذي لا يملك مواد أولية يقتات من أموال الآخرين. ليست لي الوسائل للتأكيد على أن الغرب يمول الجماعات الإرهابية، و لكن يمكن أن أقول أن بعض القوى الغربية لن تستاء لإضعاف الجزائر. الجزائر من بين جميع بلدان الجنوب هي شوكة و هو بلد لا يمكن تركيعه و عليه فهو بذلك "مثال سيء " للبقية. تخيل أن النيجر غدا يسترجع مناجم اليورانيوم من الشركة الفرنسية آريفا و يؤسس سوناطراك نيجيرية، هذا سيسبب انفجارا في أسعار الكهرباء في فرنسا، و ذلك لأنه حتى اللحظة فرنسا لا تدفع شيئا تقريبا، الرئيس تانجا الذي أراد أن يضاعف من استثمارات الصين و الهند تمت تنحيته.
- ألا يشكل اتحاد المغرب العربي ككيان اقتصادي تهديدا للاتحاد الأوروبي ؟
أبدا، الاتحاد الأوروبي يضم 27 دولة، و 400 مليون مستهلك، و 11 ألف مليار دولار كناتج محلي إجمالي، الاتحاد الأوروبي قوة اقتصادية كبيرة و التي قامت بإشراك بلدان المغرب العربي من خلال الاتفاقيات و عبر سوق موسعة. مع وجود مشكلة الصحراء الغربية فان فكرة الاتحاد المغاربي تعتبر رائعة و لكن غير ممكنة، ليبيا و مصر يشكلان أيضا مشكلة، كما هو الحال في الاتحاد الأوروبي على هذه البلدان إنشاء الحد الأدنى المشترك و إيجاد أهداف سياسية و هياكل اقتصادية مشتركة
- في الجزائر، هناك قضية فساد مرتبطة بسوناطراك، لماذا الفساد حاضر بقوة في البلدان المصدرة للنفط ؟
لماذا يكون الجزائريون ملائكة ؟ في جنيف، هناك فساد لا يصدق، مع أنها ديمقراطية، الأمر يتعلق بمضارابات عقارية و فواتير مزورة، أينما وجد المال كانت هناك الإغراءات، معظم المصرفيين السويسريين لديهم بنوك خارجية في جزر الكايمان للتهرب من مصالح الضرائب.
- خبراء يتحدثون عن "لعنة النفط"، نيجيريا خير مثال على ذلك ؟
أضع الجزائر بمنأى عن ذلك، من الخطأ القول بأنه لا يوجد تطور في هذا البلد، هناك إسكان و بنى تحتية في طور الإنشاء، أكيد هناك مشاكل اجتماعية و لكن هناك استثمار عمومي، غير ذاك الخاص المضارب، و هو مثير للإعجاب. لم آت إلى الجزائر منذ 8 سنوات و أنا ألاحظ تطور ملحوظ في البنية التحتية، في نيجيريا، الديكتاتوريات العسكرية تتعاقب غير أنه في مؤشر التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي نيجيريا هي في أسفل الجدول في حين أنها ثامن منتج عالمي للنفط. ربما يجب تشديد السيطرة على الإنفاق العام، و لكن قيل لي أن الرئيس بوتفليقة يخصص جلسات استماع للوزراء سنويا فيما يخص المشاريع، أمر كهذا لا يوجد في نيجيريا أو السودان، للجزائريين أن يحكموا إن كانت مثل هذه الأساليب فعالة أم لا
- غياب الديمقراطية و الحريات ألا يساعد في الحفاظ على أنظمة كتلك التي في نيجيريا
بصرف النظر عن مصر وجنوب إفريقيا والجزائر ونيجيريا وإثيوبيا فان غالبية ال53 بلد في إفريقيا يعيشون في بؤس على المستوى الاقتصادي، مثقلين بالديون و محكومون من طرف نخب ضعيفة. في هذه البلدان البناء الوطني خلال ال50 سنة ماضية كان ناقصا، وفقا لمنظمة التغذية و الزراعة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة (FAO) كان هناك عام 1975، 81 مليون إفريقي يعانون من نقص التغذية و الذين أصبح عددهم عام 2005، 202 مليون إفريقي يعانون من نفس الحالة، الجوع ينفجر في إفريقيا، و نفاق الأوروبيين هو بصورة مطلقة، فهم يمارسون الإغراق الزراعي في إفريقيا، الفوائض يتم ضخها في أسواق نيامي، باماكو، داكار، و غيرها، المزارع الإفريقي يرهق نفسه في العمل و ليس له أي فرصة في الحصول على مقابل عادي لأن ربة المنزل في السوق يمكنها شراء الخضار أو الدجاج الاسباني، اليوناني أو الفرنسي بنصف سعر المنتجات المحلية. قواعد منظمة التجارة العالمية تعمل على أساس مصالح الشركات متعددة الجنسيات، منظمة التجارة العالمية هي شركة لنزع السلاح الاقتصادي لدول العالم الثالث، هذا الإغراق يمنع البلدان الزراعية الإفريقية و التي تشكل ثلثي القارة تمنعهم من الحصول على الحد الحيوي الأدنى و الذي يسمح لهم فيما بعد بتطوير الديمقراطية. بريخت قال : " إن الجائع لا يمكنه أن يأكل ورقة التصويت " من الجانب الآخر الغربيون يشكون من غياب الديمقراطية و انتهاكات حقوق الإنسان في إفريقيا السوداء، في حين أن غياب الديمقراطية هو نتيجة الاستغلال الاقتصادي المفرط الذي يمارسه الغرب نفسه
- ما هي الدروس التي يمكن أن نتعلمها من الأزمة المالية الدولية الأخيرة ؟
في 22 أكتوبر 2008، اجتمع رؤساء 15 دولة من دول منطقة اليورو في باريس و قرروا ضخ 1700 مليار أورو من أجل إعادة تعبئة القروض بين البنوك و لرفع قدرة البنوك على التمويل الذاتي بزيادة قدرها 3% إلى 5 % ، انه مبلغ ضخم استخدم لإنقاذ لصوص المالية، الذين أطلقوا مضاربات محفوفة بالمخاطر على نحو متزايد فقط من اجل رفع نسبة مكافآتهم. و قد تم تكريم هذا النوع من الجرائم في سويسرا، و قد أصبح بنك (UBS) قوي إلى درجة أنه كان من المستحيل على الحكومة أن تدعه يقع في حالة إفلاس.
و دفعت أموال دافعي الضرائب كمقابل عمليات الإنقاذ هذه، و لا يزال الأمر مستمرا كما كان في السابق، اليوم هم يواصلون المضاربة بأموال دافعي الضرائب.في أوروبا و في الولايات المتحدة كانت الحكومات عاجزة عن مصادرة البنوك و إلغاء العلاوات. لربما ينتظرون الأزمة القادمة.
فقد برنامج الغذاء العالمي (بام) نصف ميزانيته لأن الدول الصناعية توقفت عن مساهماتها في إعطاء المال للمصرفيين، وقد تم القضاء على الوجبات المدرسية في كثير من البلدان من طرف برنامج الأغذية العالمي، في بنغلداش الأمر يشكل كارثة.
المضاربون في وول ستريت هم عبارة عن قتلة، إنهم يتسببون في موت الناس في العالم الثالث، " عندما ينحل الأغنياء يموت الفقراء " كما كان يقول كاتب فرنسي، وفقا للبنك الدولي، 162 مليون شخص في العالم أضيفوا إلى أولئك الذين يعانون المجاعة و هذا بسبب الأزمة المالية العالمية، نحن بحاجة لإنشاء محكمة نورمبرغ (الخاصة بالجرائم ضد الإنسانية) خاصة بلصوص البنوك.
- هل هناك علاقة بين الأزمة المالية هذه و تضاعف عدد الصراعات حاليا ؟
أمريكا هي القوة الاقتصادية الرائدة. تقريبا 25 ٪ من السلع الصناعية المصنعة في العالم هي من عمل الأميركيين في حين عددهم لا يبلغ إلا 300 مليون نسمة، المادة الخام لهذه الآلة الصناعية الهائلة هي النفط، فهي تستخدم 20 مليون برميل نفط يوميا في حين أن الإنتاج العالمي هو 85 مليون برميل يوميا، و يتم إنتاج ثمانية ملايين برميل من بين العشرين بين الألسكا و التكساس، و يتم استيراد البقية من مناطق خطرة كدلتا النيجر بنيجيريا، آسيا الوسطى، الشرق الأوسط الأمر الذي يفرض على الأمريكيين الحفاظ على أكبر ترسانة عملاقة لم يشهد مثلها العالم، دونالد رامسفيلد (وزير الدفاع السابق) قال أن الولايات المتحدة يجب أن تكون قادرة على تسيير أربع حروب في نفس الوقت.
الولايات المتحدة تدعم اسرائيل للسيطرة على العالم العربي و إيران، إذا قامت العربية السعودية المورد الرئيسي للنفط إلى الولايات المتحدة إذا قامت بتغيير إستراتيجيتها فستستهدف من قبل إسرائيل، حرب العراق هي حرب من أجل النفط، و يمتلك العراق ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم مع 13 مليار برميل ذو نسبة كبريت منخفضة، خطوط الأنابيب بين البحر ا الأسود و المحيط الهندي تمر بأفغتنستان، الحرب في أفغانستان هي أيضا ذات حافز اقتصادي مباشر، ماركس كان يقول " الرأسمالية تحمل في ثناياها الحرب كما تحمل السحب العاصفة الرعدية "، هناك منطق ملزم، إذا كنت تعتمد على النفط الأجنبي، فعليك ضمان السيطرة على مصادر التوريد.
- هل لديك أية مشاريع كتابة ؟
كل ما أتحدث عنه هنا هو موضوع كتاب كتبته، و كتاب "Franceidentitaire" الذي أبحث له عن ناشر، لأول مرة في 25 عاما من النشر أجد صعوبة في نشر مثل هذا العمل حول الاسلاموفوبيا في فرنسا لا أدري لماذا، يبدو أنها الأزمة...










