تعالوا أحدثكم عن محبوبي
17-09-2012, 05:33 PM
الحمد لله القوي المتين , القاهر الظاهر الملك الحق المبين , لا يخفى على سمعه خفُّي الأنين, ولا يغرب عن بصره حركات الجنين , ذل لكبريائه جبابرة السلاطين, وقضى القضاء بحكمته وهو احكم الحاكمين , احمده حمد الشاكرين , وأساله معونة الصابرين, واشهد أن لا اله إلا الله وحده لاشريك له في الأولين والآخرين, واشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى على العالمين.
كلما زادت أيام حياتي أدركت كم أنا بحاجة إلى حبه....... كلما زادت أيام حياتي انشغل تفكري به أكثر....... ورأيت لمساته في كل شيء تقع عليه عيناي شغلتني صفاته............فانطلقت أبحث عن وصف المحبين لمحبوبهم......فوجدت كلمات من أروع ما قرأت في محبوبي بعد التي وصف نفسه بها في كتابه الحكيم......حفظتها عن ظهر قلب وتغنيت بها......هي كلمات من كتاب لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد للشيخ بن قدامة المقدسي رحمه الله في وصف الله عز وجلأنقل لكم أروع ما قرأت فيه
الحمد لله المحمود بكل لسان المعبود في كل زمان
الذي لا يخلو من علمه مكان و لا يشغله شان عن شان
جل عن الأشباه و الأنداد و تنزه عن الصاحبة و الأولاد و نفد حكمه في جميع العباد
لا تمثله العقول بالتفكير و لا تتوهمه القلوب بالتصوير "ليس كمثله شيء و هو السميع البصير"
أحاط بكل شيء علما وقهر كل مخلوق عزة وحكما ووسع كل شيء رحمة وعلما
"يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم ولا يحيطون به علما"
الحمد لله المحمود بكل لسان المعبود في كل زمان
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
فالحمد هو الثناء وهو ذكر محاسن المحمود مع حبه و تعظيمه وإجلاله
فمحبوبي محمود بكل الألسن على عمومه وحمدها إياه إما بلسان الحال أو بلسان المقال فتسبيح الكافر و البهائم والجماد هو ما في تركيبهم و خلقهم من عجيب الصنع الذي ينطق الألسن بالحمد و التسبيح لمن أنشاه على غير سبق وقد يكون لكل عضو أو لكل مخلوق تسبيح وحمد غير مفهوم لنا على حد قوله تعالى ألم ترى أن الله يسبح له من في السموات.....و قوله وإن من شيء إلا يسبح بحمده.....
وأما العبادة فأصلها الخضوع و الذل فمحبوبي هو القاهر المتصرف في خلقه فكلهم ذليل خاضع لهيبته و تصرفه طوعا أو كرها و هدا عام موجود في كل زمان يقول الشيخ بن تيمية رحمه الله في كتابه العبودية " هي اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأفعال الظاهرة و الباطنة " أو هي كل ما شرعه الله من غير اقتضاء عقلي و لا اضطرار عرفي
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
الذي لا يخلو من علمه مكان و لا يشغله شان عن شان
فمحبوبي عليم بكل شيء فلا تخفى عليه خافية في أي موضوع من ظهر الأرض أو باطنها في السماء أو الأرض فهو القائل" يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها ' سبأ....وقوله"وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقه إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين" الانعام
جل عن الأشباه و الأنداد و تنزه عن الصاحبة و الأولاد و نفد حكمه في جميع العباد
جل أي عظم وتنزه أي تباعد فمعبودي سبحانه معظم مقدس عن أن يكون له ندا أو شبيها وبعيد أن يتخد صاحبة وولدا وهذا لكمال غناه
ومعبودي لا كفأ و لا نظير ولا ند ولا زوجة له ودلك لكمال تصرفه وانفراده وحده بتدبير جميع الخلق وعدم احتياجه إلى معين أو ظهير
وحكمه نافد ماض وجار في جميع الخلق فلا راد لقضائه و لامعقب لحكمه
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
لا تمثله العقول بالتفكير و لا تتوهمه القلوب بالتصوير "ليس كمثله شيء و هو السميع البصير"
نعم محبوبي لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام فكل ما خطر على بالي أدرك أنه على خلافه
فمهما تمثل و صور و قدر عقلي لذات هدا المحبوب وقالت انه كدا وأن استواءه هكذا و أن غضبه على كيفية كذا فهو على خلافه و مهما فكر قلبي وصور في الغيب فهو على خلافه فلم أجد بد من الإسماع إلى قول ابن أبي الشيخ رحمه الله" تفكروا في المخلوق و لا تفكروا في الخالق"
فمعبودي "ليس كمثله شيء و هو السميع البصير"
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
أحاط بكل شيء علما وقهر كل مخلوق عزة وحكما ووسع كل شيء رحمة وعلما
فالإحاطة هو إدراك الشيء من كل جهاته فربي محيط بكل المخلوقات مستول عليها عالم بسرها و خفيها
فالقهر هي القوة و الغلبة والحكم وضع الشيء في مواضعه اللائقة بها أما العزة فهي المنعة و القوة فمحبوبي يا جماعة قاهر لخلقه غير ظلم لهم بل قهره لهم بحق و في موضعه المناسب وهو غاية المصلحة و الحكمة
أما لو حدثتكم عن رحمته فهي كما قال" ورحمتي وسعت كل شيء"الأعراف فهي عمت جميع الخلق و رحمته هي رقته و شفقته التي أستشعر منها الحنان و الرفق و الإحسان و معبودي موصوف بالرحمة التي تليق بكماله فهو أرحم من الوالدة بولدها كما قال عليه الصلاة و السلام في حديث أخرجه البخاري
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
"يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم ولا يحيطون به علما"
لم تنته صفات معبودي فكلما زادت أيام حياتي أدركت معنى هاته الكلمات و كلما عرفت أدركت أني لم أكن اعرف عن محبوبي شيئا
وأدركت أنه كلما زادت معرفتي به ازددت حبا له
أسأل الله ربي أن يرزقني حبه و حب من ينفعني حبه عنده
أسأله أن يرزقني مما أحب فأجعله فيما يحب
فاللهم ما زويت عني مما أحب فاجعله فراغا لي فيما تحب
بقلم أختكم الفقيرة إلى عفو ربها
من مواضيعي
0 وهبّت نسائمه علينا
0 فائدة ثمينة في تفسير كلمة التوحيد
0 ودي اموت...
0 همسة .......
0 لصَّـاعِـدُوْنَ إلى قِمَّةِ جِبَالِ [المَـزبَلَه ] ..
0 Gamma Radiation
0 فائدة ثمينة في تفسير كلمة التوحيد
0 ودي اموت...
0 همسة .......
0 لصَّـاعِـدُوْنَ إلى قِمَّةِ جِبَالِ [المَـزبَلَه ] ..
0 Gamma Radiation
التعديل الأخير تم بواسطة مُسلِمة ; 23-08-2014 الساعة 10:55 PM










