الأب والوالد في القرآن الكريم .
24-09-2012, 10:08 AM
السلام عليكم
الأب ـ الوالد
• الأب فى اللغة: سبب وجود الشىء، أو إصلاحِه، أو ظهوره [1]، وسُمِّىَ الأبُ أبًا؛ لأنه يقوم على إصلاح الأبناء ورعايتهم بالتربية والغذاء [2].
• والوالد فى اللغة: الأب المباشر، الذى هو سبب وجود الابن [3].
فالوالد خاصٌّ، والأب عامٌّ.
والاستعمال القرآنى للفظين يُراعِى ما لكلٍّ منهما من ملامح دلالية خاصة، فالأبُ يُطْلَق على الأب المباشر كما فى قول الله عز وجل:
- {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ} يوسف/4.
كما يُطْلَق على الجدِّ وإن علا، نحو قوله عز وجل:
- {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} الحج/ ٧٨
وورد مجموعًا للدلالة على سلسلة الأجداد، كما فى قوله عز وجل:
- {قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} البقرة/١٧٠.
- {أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ} الشعراء/ ٧٦.
وهذا الاستعمال القرآنى مرتبط باتِّساع الأصل اللغوى لكلمة "أب" وشمولها لكل ما كان سببًا فى وجود الشىء أو رعايته أو ظهوره.
أمَّا "الوالد" فى الاستعمال القرآنى فقد اقتصر على معنى الأب المباشر الذى هو سبب وجود الابن، وفى أكثر المواضع جاء فى صيغة المثنى إيماءً إلى أن الأنثى هى الوالدة على الحقيقة، وأُلحِقَ بها الأبُ [4]؛ لأنه السبب المباشر فى وجود الابن، ومن ذلك قول الله عز وجل:
- {لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} البقرة/83.
واستقراء الآيات التى ورد فيها لفظ "الوالد ـ الوالدين" يدلنا على دقة التعبير القرآنى؛ حيث إن الوالد ـ وهو الأب الأدنى "أى المباشر" دون غيره ـ قد استُعمِل فى سياقات تقتضى قوة الرابطة والعاطفة، نحو قول الله عز وجل: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}؛ حيث المقام هنا مقام صلة روحية وعاطفية بين الوالد وولده، وقد نبَّه القرآن الكريم على قوة هذه الرابطة العاطفية فى قوله عز وجل: {اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا} لقمان: ٣٣.
فقد تضمَّنت الآية نفى النفع والشفاعة بأبلغ وجه، فكأنه قيل: إن الواحد منهم لو شفع للأب الأدنَى الذىُ ولِدَ منه لم تُقْبَل شفاعته، فضلًا عن أن يشفع لمن فوقه [5].
ولم يرد الوالد مجموعًا فى القرآن الكريم، وفى هذا قرينة على أن هذا اللفظ مقصور على الأب المباشر دون غيره.
• ونخلُص مما سبق إلى أن القرآن الكريم راعَى فى استعمال هذين اللفظين "الأب - الوالد" الملامح الدلالية المشتركة بينهما وهى:
• كونهما بمعنى السبب.
• دلالتهما على القرابة.
وقد ميَّزَ الاستعمال القرآنى كلا اللفظين بملامح دلالية فارقة، فالملامح الدلالية الفارقة المميزة للأب:
• دلالته على الأجداد.
• دلالته على الرعاية والتربية.
بينما تَميَّز "الوالد" فى الاستعمال القرآنى بملامح فارقة هى:
• دلالته على الأب المباشر أو الأدنى.
• وهذا بدوره يعنى: قوة الرابطة والصلة العاطفية.
***************************
[1] مفردات الأصفهانى (أ ب ا).
[2] مقاييس اللغة، اللسان (أ ب و).
[3] انظر: اللسان، مفردات الأصفهانى (و ل د).
[4] انظر: خصائص التعبير القرآنى، د. عبد العظيم إبراهيم المطعنى 1/283.
[5] الترادف فى القرآن الكريم، محمد نور الدين المنجد، ص142؛ فروق اللغات، نور الدين الجزائرى، ص62.
الأب ـ الوالد
• الأب فى اللغة: سبب وجود الشىء، أو إصلاحِه، أو ظهوره [1]، وسُمِّىَ الأبُ أبًا؛ لأنه يقوم على إصلاح الأبناء ورعايتهم بالتربية والغذاء [2].
• والوالد فى اللغة: الأب المباشر، الذى هو سبب وجود الابن [3].
فالوالد خاصٌّ، والأب عامٌّ.
والاستعمال القرآنى للفظين يُراعِى ما لكلٍّ منهما من ملامح دلالية خاصة، فالأبُ يُطْلَق على الأب المباشر كما فى قول الله عز وجل:
- {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ} يوسف/4.
كما يُطْلَق على الجدِّ وإن علا، نحو قوله عز وجل:
- {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} الحج/ ٧٨
وورد مجموعًا للدلالة على سلسلة الأجداد، كما فى قوله عز وجل:
- {قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} البقرة/١٧٠.
- {أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ} الشعراء/ ٧٦.
وهذا الاستعمال القرآنى مرتبط باتِّساع الأصل اللغوى لكلمة "أب" وشمولها لكل ما كان سببًا فى وجود الشىء أو رعايته أو ظهوره.
أمَّا "الوالد" فى الاستعمال القرآنى فقد اقتصر على معنى الأب المباشر الذى هو سبب وجود الابن، وفى أكثر المواضع جاء فى صيغة المثنى إيماءً إلى أن الأنثى هى الوالدة على الحقيقة، وأُلحِقَ بها الأبُ [4]؛ لأنه السبب المباشر فى وجود الابن، ومن ذلك قول الله عز وجل:
- {لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} البقرة/83.
واستقراء الآيات التى ورد فيها لفظ "الوالد ـ الوالدين" يدلنا على دقة التعبير القرآنى؛ حيث إن الوالد ـ وهو الأب الأدنى "أى المباشر" دون غيره ـ قد استُعمِل فى سياقات تقتضى قوة الرابطة والعاطفة، نحو قول الله عز وجل: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}؛ حيث المقام هنا مقام صلة روحية وعاطفية بين الوالد وولده، وقد نبَّه القرآن الكريم على قوة هذه الرابطة العاطفية فى قوله عز وجل: {اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا} لقمان: ٣٣.
فقد تضمَّنت الآية نفى النفع والشفاعة بأبلغ وجه، فكأنه قيل: إن الواحد منهم لو شفع للأب الأدنَى الذىُ ولِدَ منه لم تُقْبَل شفاعته، فضلًا عن أن يشفع لمن فوقه [5].
ولم يرد الوالد مجموعًا فى القرآن الكريم، وفى هذا قرينة على أن هذا اللفظ مقصور على الأب المباشر دون غيره.
• ونخلُص مما سبق إلى أن القرآن الكريم راعَى فى استعمال هذين اللفظين "الأب - الوالد" الملامح الدلالية المشتركة بينهما وهى:
• كونهما بمعنى السبب.
• دلالتهما على القرابة.
وقد ميَّزَ الاستعمال القرآنى كلا اللفظين بملامح دلالية فارقة، فالملامح الدلالية الفارقة المميزة للأب:
• دلالته على الأجداد.
• دلالته على الرعاية والتربية.
بينما تَميَّز "الوالد" فى الاستعمال القرآنى بملامح فارقة هى:
• دلالته على الأب المباشر أو الأدنى.
• وهذا بدوره يعنى: قوة الرابطة والصلة العاطفية.
***************************
[1] مفردات الأصفهانى (أ ب ا).
[2] مقاييس اللغة، اللسان (أ ب و).
[3] انظر: اللسان، مفردات الأصفهانى (و ل د).
[4] انظر: خصائص التعبير القرآنى، د. عبد العظيم إبراهيم المطعنى 1/283.
[5] الترادف فى القرآن الكريم، محمد نور الدين المنجد، ص142؛ فروق اللغات، نور الدين الجزائرى، ص62.
هَلْ أتى عَلى الإنْسان حينً من الدَّهر لمْ يَكنْ شيئًا مذكورًا
سورة الإنسان الآية 1
من مواضيعي
0 ماهو أدق وأبلغ تعبير حين تأمر بهذا الفعل ؟
0 علماء السعودية ينقلبون على الإنقلابيين
0 هل أنت ... ممن هم على ما كان عليه صلى الله عليه وسلّم في هذه ؟
0 مشروعية الاحزاب في الاسلام
0 لن أخرج معك ... يا طالوت !!!
0 السياسة بدعة !!! وكأنها داء عضال او طاعون قتّال.
0 علماء السعودية ينقلبون على الإنقلابيين
0 هل أنت ... ممن هم على ما كان عليه صلى الله عليه وسلّم في هذه ؟
0 مشروعية الاحزاب في الاسلام
0 لن أخرج معك ... يا طالوت !!!
0 السياسة بدعة !!! وكأنها داء عضال او طاعون قتّال.
التعديل الأخير تم بواسطة محمد البليدة ; 24-09-2012 الساعة 10:12 AM







