ابن باديس.. يعود هذا الأسبوع.
10-04-2013, 01:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ابن باديس..سيعود هذا الأسبوع.
ابن باديس..سيعود هذا الأسبوع.
يحل علينا في السادس عشر من أبريل يوم العلم، وهو يوم الاحتفال بقبض ابن باديس وعلمه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء".
وفي مثل كل سادس عشر من أبريل من كل عام، يتذكر الناس ابن باديس أبا النهضة العلمية والصحوة الحضارية في بلادنا، ناشرين صورته الشهيرة، التي يظهر فيها واضعا يده على صدغه متفكرا متدبرا في عظم المهمة التي أنيطت به، مهمة إصلاح الأمة الجزائرية وإخراجها من الظلمات إلى النور.
في مثل كل سادس عشر من أبريل من كل عام، يعترف "الجميع" بفضل ابن باديس، ويقدر "الجميع" جهوده، ويعلق "الجميع" صوره، ولو لم يكن "الجميع" –بالضرورة- محبا لابن باديس، ومناصرا لفكره، ومعترفا بفضله في حقيقة الأمر، بل إن بعض أولئك "الجميع" هم من أعداء ابن باديس في الفكر والمنهج، لكن ما فائدة إخراج الأضغان اليوم، وابن باديس قد مات منذ ثلاثة وسبعين سنة، واستراح..واستراح منه الكثير.
كَتب الأستاذ الطاهر وطار –عفا الله عنه- رواية شهيرة بعنوان مؤثر جذاب: "الشهداء يعودون هذا الأسبوع"، قرأتها منذ سنين، وما صرت أتذكر تفاصيلها اليوم، ولكن فكرتها العامة عن عودة مفترضة للشهداء إلى الحياة لزيارة بقعة من أرض الجزائر بعد استقلالها، ليروا ما يخيب ظنهم من خيانة لأمانتهم وتبديد لتضحياتهم.
لنتخيل -ونحن اليوم- على أبواب "العيد" الثالث والسبعين لقبض ابن باديس وعلمه، أن ابن باديس..سيعود هذا الأسبوع، كيف سيكون حاله؟
لنتخيل أن ابن باديس سيعود هذا الأسبوع، فيجد أن الطرقية الذين بدأ بجهادهم قبل جهاد الفرنسيين، قد صارت لهم الوصاية على شئون الدين في الجزائر المستقلة، يسعون لإتمام مشروع "الإسلام الجزائري" الذي بدأته فرنسا، ويحيون بدعا أفنى ابن باديس مهجته في إماتتها.
لنتخيل أن ابن باديس سيعود هذا الأسبوع، فيجد الطرق الصوفية أعادت احتلال العقول وشل الأفكار في مناطق من الجزائر المستقلة، والمهرجانات الشركية تقام هنا وهناك بتغطية إعلامية من تلفزة الجزائر المستقلة، وأن شيوخ الطرق والزوايا صاروا بطانة حكام الجزائر المستقلة، يوزعون البركات على أصحاب الأكتاف، ويساندون العهدة، ويجاهرون بالزردة والوعدة..والهردة والوخدة!
لنتخيل أن ابن باديس سيعود هذا الأسبوع، ليجد حكام الجزائر المستقلة من الرئيس فنازلا، يتكلمون باللغة الفرنسية، في المناسبات الوطنية والدولية، ويجد الإدارات الرسمية –في ذكرى خمسينية الاستقلال- ما تزال تتخاطب بلغة المستعمر، والجزائريين يلقنون صبيانهم الفرنسية قبل الفطام، ويتزاحمون على مدارس خاصة لا تعرف إلا لغة "فولتير".
لنتخيل أن ابن باديس سيعود هذا الأسبوع، ليجد مساعي تعريب العلوم والحياة في الجزائر المستقلة قد وُئدت، والكفاءات المعربة قد هُمِّشت، وأعلن الحداد على لغة "الضاد" .. أو كاد، والباب مفتوح على مصراعيه لكل من رضع ثدي فرنسا ونطق بلغة الـ"u"!
لنتخيل أن ابن باديس سيعود هذا الأسبوع، فيجد الكنائس الفوضوية تفتح في مدن وقرى الجزائر المستقلة، والصلبان تُنصب على هاماتها، والناس يخرجون من دين الله أفواجا، والأوصياء على أمر الدين "يحترمون" هذه الحرية العقدية، ويصوبون حرابهم على من دعا إلى التوحيد من أبناء دينهم.
لنتخيل أن ابن باديس سيعود هذا الأسبوع، فرأى بعض ما ذكرناه من فظائع، فهرع إلى أحد المساجد لإلقاء درس أو بث موعظة –كما هو الظن به-، ليصلح ما يمكنه إصلاحه، فهل ستمنحه وزارة الشئون الدينية والأوقاف في الجزائر المستقلة رخصة للتدريس والوعظ؟ وهو الذي دافع عن الوهابيين، ورمي بالوهابية قبل ثلاثة أرباع قرن؟ هل سيجتاز ابن باديس –بسلام- تحاليل اختبار الموافقة للمرجعية الدينية الوطنية أو الإسلام بطبعة وزارة الشئون الدينية والأوقاف في الجزائر المستقلة؟
في الذكرى الثالثة والسبعين لقبض ابن باديس وعلمه، نترحم على هذا الإمام المجاهد العظيم، ونجدد العزم أمام الله تعالى على أن نعيش على ما عاش عليه، ونموت على ما مات عليه:
الإسلام ديننا، العربية لغتنا، الجزائر وطننا.
إسلام سلفي صحيح، ولسان عربي فصيح، ووطن جزائري فسيح.
من مواضيعي
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (2): الأَشِـــعَّــــةُ فَـــــــوْقَ الــــــنّـــــَهْـــــدِيَّــــــ
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (1): دَوْلَــــةُ "الــــحَــــفْــــصِــــيّـــِيــــنَ"..
0 "حَافِظُ الأَحْلامِ"..
0 "دَاعِــشْ".. مَـا أَكْـثَـرَ "عِـيَـالَـكَ"!
0 "أَنــَــا مُـــــجْــــــرِمٌ!.."
0 قَـنَـوَاتُ الخـَيَـالِ.. "الـبَـطْـنِـيِّ"!
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (1): دَوْلَــــةُ "الــــحَــــفْــــصِــــيّـــِيــــنَ"..
0 "حَافِظُ الأَحْلامِ"..
0 "دَاعِــشْ".. مَـا أَكْـثَـرَ "عِـيَـالَـكَ"!
0 "أَنــَــا مُـــــجْــــــرِمٌ!.."
0 قَـنَـوَاتُ الخـَيَـالِ.. "الـبَـطْـنِـيِّ"!










.gif)



