فكّ الطّلاسم...
02-06-2014, 08:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله ...
كتب الشاعر اللبناني المغترب في أمريكا النصراني سابقا ثم الملحد "إليا أبو ماضي" قصيدة أسماها "الطّلاسم"، تعبيرا عن حيرته و ضياعه ،و هو الّذي لا يدري شيئا ! فكانت قصيدته هذه امتدادا للمدرسة الفلسفيّة (اللاّ أدريّة) القائمة على الطّعن في القطعيّات و الحقائق ،والتّشكيك في المسلّمات و العقائد.
فرد عليه الدّكتور ربيع سعيد عبد الحليم، من مصر بروفيسور في الطبّ بقصيدة أسماها " فكّ الطّلاسم"...على سبيل النّقاش والمحاورة.
وهذه أجزاء من الطّلاسم و أجزاء من فكِّها...
قال إيليا:
جئتُ لاأعـلم من أين؟.. ولكني أتيتُ
ولقد أبصرت قُدّامي طريـــقا فمـشـيـتُ
وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيتُ
كيف جئت؟كيـف أبصرت طريـــــقي؟
لست أدري!
ويردّ دكتورنا مطمئنّا:
جئت دُنيايَ وأدري، عن يقين كيف جئت
جئت دُنيَاي لأمرٍ، من هُدى الآي جـلـوت
ولقـد أبصـرت قُـدّامي دلـيـلا فـــاهتـديـت
ليـت شـعـري كـيـف ضـلّ القــوم عـنـــه !؟
ليت شعري !
ويقول إيليا الحائر:
أجـديـدٌ أنـا أم قـديـم فـي هــذا الـوجـــود ؟
هل أنـا حـرٌّ طـلـيـق أم أسيرٌ فـي قـيــود ؟
هل أنا قائـدٌ نـفسي في حياتي أم مقـود ؟
أتـمـنّـى أنّـنـي أدري .....……… ولـكـــــن
لـست أدري !
ويردّ الدّكتور:
ليس سـرّا ذا خـفـاءٍ أمرُ ذيّاك الوجـود
كـلّ مـا فـي الكون إبداع إلى الله يقـود
كائنات البَرِّ والبحر على الخلق شهـود
ليت شعري ! كيف ضلّ القــوم رشـدا
ليت شـعري !
حيرة إيليا:
أتراني قـبلـما أصبـحـت إنسـانا سـويّـا
أتراني كنت محوا، أم تراني كنت شيئا
ألِهـذا اللّـغز حـلٌّ، أم سـيـبـقـى أبـديّـا
لـسـت أدري .. ولـمـاذا لـسـت أدري ؟
لست أدري !
يقين الدّكتور:
قال ربّي: كُن، فكنت ثم صرت اليوم شيئا
وقُـواي مُشرعـات، كيف شـئـت فـي يديّـا
دُمْتُ حُرّا في اختياري إن عصـيّا أو رضـيّا
عـن جَلـيّ الأمـر ضـلّوا ! كـيـف ضـلّـوا ؟
ليت شـعري !
تساؤل حائر:
قد سألت البحر يوما: هل أنا يا بحــر منكا ؟
هل صحـيح مـا رواه بعـضهم عنّـي وعنـكـا ؟
أم تــرى مـا زعـمـوا زورا وبُـهـــتـانا وإفــــكـا ؟
ضـحـكـت أمـواجــه مـنّـي ..... وقــالـــــــت:
لست أدري !
أيّها البحر أتدري .. كم مضــت ألف عليكا ؟
وهـل الشّـاطـئ يـدري أنّـه جـاثٍ لديـكـا ؟
وهـل الأنـهــــــار تـدري أنّـهـا منـك إلـيـكـا ؟
مـا الّـذي الأمــــــواج قـالـت حـيـن ثـــارت ؟
لست أدري !
جواب المطمئنّ:
قد سألت البحر يوما: أَأُجيب النّــاس عنكا ؟
فأجاب البحر: هيّا ! قد سئمـت القـول إفــكا
أنت مثلي خَلْقُ ربّي، ويَفِيض الصِّدق منـكا
ليـت شـعـــري ! كــم نــســوه وهـــو حـقّ ؟
ليت شعـري !
أيّــها البـحـر كـفـانـا قـولـهـم زورا عليــــــكا
ها هــو الشّـاطـئ يـدري أنّـه جاثٍ عليـكـا
ها هـي الأنهـار أجــرتـهـا يــد الله إلـيـــــكـا
أحـســب الأمــواج قــالــت حـيــن ثــــــارت:
ليت شعـري !
يقول إيليا:
كـم فـتـاةٍ مـثـلِ لـيـلـى وفـتًــــــى كـابْـن المُـلَـوّح
أنفقا السّاعات في الشّاطئ: تشكو وهْـو يشرح
كــلّـما حُدِّثـت أصْـغـت، وإذا قـــالــــت تــــرنّـــــــــح
أحــفـــيـــف المـــــــــوج ســــــــــــــرّ ضــيّــــعـــاه ؟
لست أدري !
يجيب الدّكتور:
"كم فـتاةٍ مـثـلِ لـيـلـى وفـتًى كـابْـن المُـلَـوّح"
أنصـتـا للمـوج فـجــــرا عـنـدمـا صـلّـى وسبّـح
زغـرد الإيـمان فـي قـلبـيـهـما حـبّا وأفــصـــــح
إنّ لـاـمـوج دُعــــــاءً .......... أو تــدري ...... ؟
ليت شعـري !
ويقول إيليا:
إنّ فـي صـدريَ يا بـحـــرُ لأسـرارا عِـجــابـا
نـزل السِّـترُ عــلـيـها، وأنـا كـنتُ الحـجـابـا
ولــــذا أَزْداد بُـعـدًا كـلّـمـا ازددت اقــتــرابـا
وأُرانــــي كــلّـــــمــا أوشـــكـــــــــت أدري
لست أدري !
ويجيبه المؤمن:
إنّ فـي صـدريَ يا بـحـــرُ لأنـوارا عِـجــابـا
أشْـرق الإيـمـان مـنـهـا وأنـا كـنت الرِّحـابا
ولـذا أَزداد حــبّــا كـلّـمـا ازددتُ اقــتـرابـا
لـيـت شـعـري ! هل أرى الأقـوام مــثـلـي؟
ليت شعـري !
ويقول الحائر:
فـيـك مـثـلـي أيّـهـا الجـبّـارُ أصـداف ورمـــلُ
إنّـمـا أنـت بـلا ظـلِّ، ولـي فـي الأرض ظــلُّ
إنّـمـا أنـت بـلا عـقـلٍ، ولـي يـا بـحـرُ عـقـلُ
فـلمـــاذا يـــا تُــرى أمـــضــي وتــبــقــــى ؟
لست أدري !
ويجيبه المؤمن:
قـد بــراك الله مـثـلـي فـيـك أصـداف ورمـلُ
وبـرانـي الله مـن مـاءٍ وطـــيـنٍ، ذاك أصــلُ
ثـمّ كُـرِّمْـتُ بـعـقـلٍ وبـنـفـــخ الرّوح أعــلـو
مــن حــبــاه الله عــقــلاً، كـيـف يـنـسى؟
ليت شعـري !
منقول
كتب الشاعر اللبناني المغترب في أمريكا النصراني سابقا ثم الملحد "إليا أبو ماضي" قصيدة أسماها "الطّلاسم"، تعبيرا عن حيرته و ضياعه ،و هو الّذي لا يدري شيئا ! فكانت قصيدته هذه امتدادا للمدرسة الفلسفيّة (اللاّ أدريّة) القائمة على الطّعن في القطعيّات و الحقائق ،والتّشكيك في المسلّمات و العقائد.
فرد عليه الدّكتور ربيع سعيد عبد الحليم، من مصر بروفيسور في الطبّ بقصيدة أسماها " فكّ الطّلاسم"...على سبيل النّقاش والمحاورة.
وهذه أجزاء من الطّلاسم و أجزاء من فكِّها...
قال إيليا:
جئتُ لاأعـلم من أين؟.. ولكني أتيتُ
ولقد أبصرت قُدّامي طريـــقا فمـشـيـتُ
وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيتُ
كيف جئت؟كيـف أبصرت طريـــــقي؟
لست أدري!
ويردّ دكتورنا مطمئنّا:
جئت دُنيايَ وأدري، عن يقين كيف جئت
جئت دُنيَاي لأمرٍ، من هُدى الآي جـلـوت
ولقـد أبصـرت قُـدّامي دلـيـلا فـــاهتـديـت
ليـت شـعـري كـيـف ضـلّ القــوم عـنـــه !؟
ليت شعري !
ويقول إيليا الحائر:
أجـديـدٌ أنـا أم قـديـم فـي هــذا الـوجـــود ؟
هل أنـا حـرٌّ طـلـيـق أم أسيرٌ فـي قـيــود ؟
هل أنا قائـدٌ نـفسي في حياتي أم مقـود ؟
أتـمـنّـى أنّـنـي أدري .....……… ولـكـــــن
لـست أدري !
ويردّ الدّكتور:
ليس سـرّا ذا خـفـاءٍ أمرُ ذيّاك الوجـود
كـلّ مـا فـي الكون إبداع إلى الله يقـود
كائنات البَرِّ والبحر على الخلق شهـود
ليت شعري ! كيف ضلّ القــوم رشـدا
ليت شـعري !
حيرة إيليا:
أتراني قـبلـما أصبـحـت إنسـانا سـويّـا
أتراني كنت محوا، أم تراني كنت شيئا
ألِهـذا اللّـغز حـلٌّ، أم سـيـبـقـى أبـديّـا
لـسـت أدري .. ولـمـاذا لـسـت أدري ؟
لست أدري !
يقين الدّكتور:
قال ربّي: كُن، فكنت ثم صرت اليوم شيئا
وقُـواي مُشرعـات، كيف شـئـت فـي يديّـا
دُمْتُ حُرّا في اختياري إن عصـيّا أو رضـيّا
عـن جَلـيّ الأمـر ضـلّوا ! كـيـف ضـلّـوا ؟
ليت شـعري !
تساؤل حائر:
قد سألت البحر يوما: هل أنا يا بحــر منكا ؟
هل صحـيح مـا رواه بعـضهم عنّـي وعنـكـا ؟
أم تــرى مـا زعـمـوا زورا وبُـهـــتـانا وإفــــكـا ؟
ضـحـكـت أمـواجــه مـنّـي ..... وقــالـــــــت:
لست أدري !
أيّها البحر أتدري .. كم مضــت ألف عليكا ؟
وهـل الشّـاطـئ يـدري أنّـه جـاثٍ لديـكـا ؟
وهـل الأنـهــــــار تـدري أنّـهـا منـك إلـيـكـا ؟
مـا الّـذي الأمــــــواج قـالـت حـيـن ثـــارت ؟
لست أدري !
جواب المطمئنّ:
قد سألت البحر يوما: أَأُجيب النّــاس عنكا ؟
فأجاب البحر: هيّا ! قد سئمـت القـول إفــكا
أنت مثلي خَلْقُ ربّي، ويَفِيض الصِّدق منـكا
ليـت شـعـــري ! كــم نــســوه وهـــو حـقّ ؟
ليت شعـري !
أيّــها البـحـر كـفـانـا قـولـهـم زورا عليــــــكا
ها هــو الشّـاطـئ يـدري أنّـه جاثٍ عليـكـا
ها هـي الأنهـار أجــرتـهـا يــد الله إلـيـــــكـا
أحـســب الأمــواج قــالــت حـيــن ثــــــارت:
ليت شعـري !
يقول إيليا:
كـم فـتـاةٍ مـثـلِ لـيـلـى وفـتًــــــى كـابْـن المُـلَـوّح
أنفقا السّاعات في الشّاطئ: تشكو وهْـو يشرح
كــلّـما حُدِّثـت أصْـغـت، وإذا قـــالــــت تــــرنّـــــــــح
أحــفـــيـــف المـــــــــوج ســــــــــــــرّ ضــيّــــعـــاه ؟
لست أدري !
يجيب الدّكتور:
"كم فـتاةٍ مـثـلِ لـيـلـى وفـتًى كـابْـن المُـلَـوّح"
أنصـتـا للمـوج فـجــــرا عـنـدمـا صـلّـى وسبّـح
زغـرد الإيـمان فـي قـلبـيـهـما حـبّا وأفــصـــــح
إنّ لـاـمـوج دُعــــــاءً .......... أو تــدري ...... ؟
ليت شعـري !
ويقول إيليا:
إنّ فـي صـدريَ يا بـحـــرُ لأسـرارا عِـجــابـا
نـزل السِّـترُ عــلـيـها، وأنـا كـنتُ الحـجـابـا
ولــــذا أَزْداد بُـعـدًا كـلّـمـا ازددت اقــتــرابـا
وأُرانــــي كــلّـــــمــا أوشـــكـــــــــت أدري
لست أدري !
ويجيبه المؤمن:
إنّ فـي صـدريَ يا بـحـــرُ لأنـوارا عِـجــابـا
أشْـرق الإيـمـان مـنـهـا وأنـا كـنت الرِّحـابا
ولـذا أَزداد حــبّــا كـلّـمـا ازددتُ اقــتـرابـا
لـيـت شـعـري ! هل أرى الأقـوام مــثـلـي؟
ليت شعـري !
ويقول الحائر:
فـيـك مـثـلـي أيّـهـا الجـبّـارُ أصـداف ورمـــلُ
إنّـمـا أنـت بـلا ظـلِّ، ولـي فـي الأرض ظــلُّ
إنّـمـا أنـت بـلا عـقـلٍ، ولـي يـا بـحـرُ عـقـلُ
فـلمـــاذا يـــا تُــرى أمـــضــي وتــبــقــــى ؟
لست أدري !
ويجيبه المؤمن:
قـد بــراك الله مـثـلـي فـيـك أصـداف ورمـلُ
وبـرانـي الله مـن مـاءٍ وطـــيـنٍ، ذاك أصــلُ
ثـمّ كُـرِّمْـتُ بـعـقـلٍ وبـنـفـــخ الرّوح أعــلـو
مــن حــبــاه الله عــقــلاً، كـيـف يـنـسى؟
ليت شعـري !
منقول
