كلنا مع المنتَخَب "الفرانكو-جزائري"!
22-12-2012, 01:40 PM
كلنا مع المنتَخَب "الفرانكو-جزائري"!
خمسون سنة بعد استقلال بلادنا، ولم نقدر بعد –نحن الجزائريين- على تطهير بلادنا ولا قلوبنا ولا ألسنتنا من مخلفات الفيروس الاستعماري الفرنسي، ففرنسا حاضرة في كل شؤون حياتنا.. في ثنايا كلامنا.. في أدبنا.. في صحفنا.. بل حتى في بعض المظاهر التي تعد من مظاهر السيادة ودلائل الوطنية التي ليس من مكوناتها (على الأقل رسميا) العنصر الفرنسي.
منتخب كرة القدم المشكل من 23 لاعبا بين أساسي واحتياطي ممن يراد لهم "تمثيل الألوان الوطنية" في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بجنوب إفريقيا عام 2013م، هم أشهر عندنا اليوم وأعظم ذكرا وأكثر تمثيلا للوطن والوطنية من النفر 22 الذين فجروا الثورة التحريرية، من أجل هؤلاء (أقصد مجموعة 23 لا مجموعة22) سترفع الرايات الوطنية، وتبث الأناشيد الحماسية، وتنظم الدواوين والملاحم، وتذرف الدموع، و"تسكت" القلوب، وتُهجر المساجد، وتَخرَب المدارس، وتحبس الأمة الجزائرية أنفاسها كلما "ركل" أحدهم الكرة أو "نطحها"!
هذا المنتخب، أو مجموعة 23 بطلا صنديدا ممن يراد له "اللعب بالكرة" نصرا للوطن ورفعا لشأنه، كم فيه من جزائري قح؟ وكم فيه من جزائري هجين الجنسية؟
هل يحق لنا لغة وواقعا أن نسمي المنتخب الذي يكون ثلثاه من مزدوجي الجنسية منتخبا جزائريا، أو أن التسمية الأقرب إلى الصواب ستكون المنتخب "الفرانكو-جزائري"؟
لقد تذكر شبان من اللاعبين الفرنسيين ذوي أصول جزائرية ولدوا في فرنسا وتربوا فيها، وكانوا يحلمون بأن يحملوا ألوانها أن لهم بلدا اسمه الجزائر، تذكروا البلد الذي يؤوي المنبوذين من اختيارات المنتخَب الفرنسي، ويستقبلهم بالورود ويقدمهم على اللاعب "الجزائرو-جزائري"، ويجعل منهم أبطالا، وهم لا يقدرون على نظم جملة باللغة الوطنية، ولا أن يرددوا بيتا من النشيد الوطني.
هذا السلوك يُرسخ فينا عقدة الضعف والنقص تجاه مستعمر الأمس، بحيث يكون ترتيب الأفضلية في كل شيء حتى في "اللعب بالكرة" كالتالي: الفرنسي ثم "الفرانكو جزائري" ثم "الجزائرو-جزائري"، هذا السلوك يجعل من الشاب الجزائري يناصر فريقا نصفه جزائري ونصفه فرنسي، إن ربح فبفضل فرنسا-طبعا- وإن خسر فبسبب الجزائر.
إن شبابنا يقولون في الشوارع كلمات سمعتها بأذني يقف لها الشعر، يقولون:"كلب في فرنسا خير من عبد في الجزائر"! يقولون :" أنا أبدل الجزائر بحبة "كراوسون" في فرنسا"!
يقولون:"ياليت فرنسا بقيت!" إلى غير ذلك من العبارات التي نضحت بها القلوب الخاوية من مثقال ذرة من محبة الدين والوطن، العامرة بتعظيم المستعمر القديم، فما الذي سيرسخه سلوك القائمين على "الكرة" عند تقديم الهجناء على الأقحاح في تمثيل الجزائر ولو كان الأمر متعلقا بـ"اللهو واللعب" بالكرة؟ هل سيزداد شبابنا حبا للجزائر، أم يزدادون إيمانا بغلبة فرنسا ؟
لقد كان لجون ماري لوبان زعيم اليمين المتطرف في فرنسا وقفة حازمة إبان سيطرة العناصر غير الفرنسية على المنتخب الفرنسي عام 1998م، فاستنكر ذلك رغم فوز فرنسا بكأس العالم، كأنه يقول دعونا نخسر بفريق فرنسي صاف، على أن نربح بفريق هجين يُنسب فضل الفوز فيه لغيرنا، وتُهدد بذلك هويتنا ووطنيتنا.
وجون ماري لوبان رجل عنصري خبيث، ولكنه رجل حكيم، وعنده من "النيف" في هذه القضية ما نحن أولى به، ومن الغيرة على الوطنية ما نحن أحق به، وقد فاقنا في تطبيق المثل الجزائري "النيف والخسارة"!
من مواضيعي
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (2): الأَشِـــعَّــــةُ فَـــــــوْقَ الــــــنّـــــَهْـــــدِيَّــــــ
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (1): دَوْلَــــةُ "الــــحَــــفْــــصِــــيّـــِيــــنَ"..
0 "حَافِظُ الأَحْلامِ"..
0 "دَاعِــشْ".. مَـا أَكْـثَـرَ "عِـيَـالَـكَ"!
0 "أَنــَــا مُـــــجْــــــرِمٌ!.."
0 قَـنَـوَاتُ الخـَيَـالِ.. "الـبَـطْـنِـيِّ"!
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (1): دَوْلَــــةُ "الــــحَــــفْــــصِــــيّـــِيــــنَ"..
0 "حَافِظُ الأَحْلامِ"..
0 "دَاعِــشْ".. مَـا أَكْـثَـرَ "عِـيَـالَـكَ"!
0 "أَنــَــا مُـــــجْــــــرِمٌ!.."
0 قَـنَـوَاتُ الخـَيَـالِ.. "الـبَـطْـنِـيِّ"!












أنا من رأيي نعتزل كرة القدم في الجزائر نهائيا
