كارثة جبل فرطاس..ومعنى "الإسلام دين الدولة"
06-03-2014, 02:26 PM
كارثة جبل فرطاس..ومعنى "الإسلام دين الدولة"
تضامن الجزائريون بما تقتضيه الأخوة الإسلامية والمشاعر الإنسانية مع ضحايا الطائرة العسكرية المتحطمة بجبل فرطاس بولاية أم البواقي وأهاليهم، وكان هذا التضامن بريئا عفويا صادقا منزها من الحسابات السياسية و"الشيتية" التي تقبح كل إحساس نبيل.
لكن بعض التضامن "الرسمي" مع ضحايا الفاجعة فاحت منه رائحة التكلف والتملق، والتسابق في استغلال الحادث لكسب نقاط لدى أصحاب الأكتاف العريضة.
فبعد أيام من التعدي على "الذات الجيشية" من طرف أحد الانتحاريين السياسيين، وتسارع البيانات المنددة والمجددة للولاء والبيعة، جاء سقوط الطائرة كنزول المعجزة من السماء، وتسابق "المتضامنون" في مضمار التكلف الفاضح أيهم "أحزن" على ضحايا الحادث.
ورغم أن رئيس الجمهورية دعا إلى وقفة ترحم (فقط) في مساجد الجمهورية على الضحايا يوم الجمعة، وهو أمر مفهوم ومتقبل، فقد سارع المسئول الأول عن الشعائر الدينية في البلاد، والمحامي الأول عن المرجعية الوطنية (وهي المالكية فيما تعلق بالفقه) إلى برمجة "صلاة الغائب" في كل المساجد في اللحظة الأخيرة، مع أن صلاة الغائب الذي لم يُصلَّ عليه مكروهة في المذهب، ويكره تكرار الصلاة أيضا على من صُلِّي عليه.
ولو كان في الوقت متسع، لنافس مفتشو الشئون الدينية وزيرهم في استغلال الدين للأغراض السياسية ولو نُسف المذهب المالكية نسفا، ولنافس بعض الأئمة مفتشيهم في ذلك ولو نسخت المرجعية الدينية الوطنية نسخا، وهكذا كل تابع ينافس متبوعه في "التحازن" مضحيا بالمرجعية المقدسة التي عليها يحيى الوزير وعليها يموت وفي سبيلها يقاتل وعليها يلقى الله!
لقد قرأت في إحدى الصحف الوطنية أن واليا راسل مدير الشئون الدينية لولايته حتى يفصل الأئمة الذين لم يؤدوا صلاة الغائب المكروهة في مرجعيتنا مرتين! لكن هل ينفع إمام من هؤلاء أن يقول –دفاعا عن نفسه-:
"أنتم تخالفون مرجعيتكم التي تنكلون بنا من أجل مخالفتها لما هو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم! أنت تستغلون الدين والمسجد وصلاة الجنازة للأغراض السياسية وأنا أتنزه عن مشاركتكم في هذا!"
لا إخال..
فالمساجد لا تستغل في الأمور السياسية..نعم..إلا إن كانت هذه الأمور في خدمة السلطة، و"الإسلام دين الدولة" كما يقول دستورنا..نعم.. ولكن بمعنى الإسلام ملك للدولة، تستغله كما تشاء وتوظفه كما تشاء.
وقديما قالوا: ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة.
لكن بعض التضامن "الرسمي" مع ضحايا الفاجعة فاحت منه رائحة التكلف والتملق، والتسابق في استغلال الحادث لكسب نقاط لدى أصحاب الأكتاف العريضة.
فبعد أيام من التعدي على "الذات الجيشية" من طرف أحد الانتحاريين السياسيين، وتسارع البيانات المنددة والمجددة للولاء والبيعة، جاء سقوط الطائرة كنزول المعجزة من السماء، وتسابق "المتضامنون" في مضمار التكلف الفاضح أيهم "أحزن" على ضحايا الحادث.
ورغم أن رئيس الجمهورية دعا إلى وقفة ترحم (فقط) في مساجد الجمهورية على الضحايا يوم الجمعة، وهو أمر مفهوم ومتقبل، فقد سارع المسئول الأول عن الشعائر الدينية في البلاد، والمحامي الأول عن المرجعية الوطنية (وهي المالكية فيما تعلق بالفقه) إلى برمجة "صلاة الغائب" في كل المساجد في اللحظة الأخيرة، مع أن صلاة الغائب الذي لم يُصلَّ عليه مكروهة في المذهب، ويكره تكرار الصلاة أيضا على من صُلِّي عليه.
ولو كان في الوقت متسع، لنافس مفتشو الشئون الدينية وزيرهم في استغلال الدين للأغراض السياسية ولو نُسف المذهب المالكية نسفا، ولنافس بعض الأئمة مفتشيهم في ذلك ولو نسخت المرجعية الدينية الوطنية نسخا، وهكذا كل تابع ينافس متبوعه في "التحازن" مضحيا بالمرجعية المقدسة التي عليها يحيى الوزير وعليها يموت وفي سبيلها يقاتل وعليها يلقى الله!
لقد قرأت في إحدى الصحف الوطنية أن واليا راسل مدير الشئون الدينية لولايته حتى يفصل الأئمة الذين لم يؤدوا صلاة الغائب المكروهة في مرجعيتنا مرتين! لكن هل ينفع إمام من هؤلاء أن يقول –دفاعا عن نفسه-:
"أنتم تخالفون مرجعيتكم التي تنكلون بنا من أجل مخالفتها لما هو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم! أنت تستغلون الدين والمسجد وصلاة الجنازة للأغراض السياسية وأنا أتنزه عن مشاركتكم في هذا!"
لا إخال..
فالمساجد لا تستغل في الأمور السياسية..نعم..إلا إن كانت هذه الأمور في خدمة السلطة، و"الإسلام دين الدولة" كما يقول دستورنا..نعم.. ولكن بمعنى الإسلام ملك للدولة، تستغله كما تشاء وتوظفه كما تشاء.
وقديما قالوا: ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة.
سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان؟ فقال: «ليسوا بشيء»
من مواضيعي
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (2): الأَشِـــعَّــــةُ فَـــــــوْقَ الــــــنّـــــَهْـــــدِيَّــــــ
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (1): دَوْلَــــةُ "الــــحَــــفْــــصِــــيّـــِيــــنَ"..
0 "حَافِظُ الأَحْلامِ"..
0 "دَاعِــشْ".. مَـا أَكْـثَـرَ "عِـيَـالَـكَ"!
0 "أَنــَــا مُـــــجْــــــرِمٌ!.."
0 قَـنَـوَاتُ الخـَيَـالِ.. "الـبَـطْـنِـيِّ"!
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (1): دَوْلَــــةُ "الــــحَــــفْــــصِــــيّـــِيــــنَ"..
0 "حَافِظُ الأَحْلامِ"..
0 "دَاعِــشْ".. مَـا أَكْـثَـرَ "عِـيَـالَـكَ"!
0 "أَنــَــا مُـــــجْــــــرِمٌ!.."
0 قَـنَـوَاتُ الخـَيَـالِ.. "الـبَـطْـنِـيِّ"!











