ترويج وهم الشرك في عصر التقنية!!؟
15-02-2014, 01:56 PM
" ترويج وهم الشرك في عصر التقنية!!؟ "
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
كتب أحد الأفاضل ما يأتي:" يعد هذا العصر عصر التقنية والانفجار العلمي والمعرفي؛ فقد تقدمت فيه العلوم والصناعات تقدماً مذهلاً، وأصبحت الدول الصناعية تتبارى في الاختراع والابتكار.. ومع ذلك كله فهذا العصر نفسه لم يخل من الخرافة والدجل، كما انتشر فيه الإلحاد والضلال انتشاراَ واسعاً؛ فالشرك بشتى صوره يضرب بأطنابه في أنحاء المعمورة؛ حيث تسيطر البوذية على عقول الناس في اليابان والصين وكوريا، والهندوسية وجدت لها في القارة الهندية مرعى خصيباً، بينما تستوطن الديانات الوثنية أدغال أفريقيا وأمريكا الوسطى واللاتينية منذ زمن بعيد، وفي أمريكا وأوروبا عادت المعتقدات الشركية الصريحة كعبادة الشيطان ونحوها، لتنتشر من جديد، إضافة إلى رواج الكهانة والسحر والشعوذة بين أبناء الحضارة المادية المعاصرة بصورة لافتة للأنظار وهذا ليس بغريب؛ لأن الدين النصراني نفسه لم يسلم من المعتقدات الوثنية عندما انحرف به أتباعه عن الدين الصحيح؛ حيث أصبحت الكنيسة رمزاً من رموز الشرك والخرافة.. هذا فضلاً عن الإلحاد المطلق الذي يسيطر عملياً على العقل الغربي المعاصر.
ومع الأسف الشديد فإن بعض العقائد الوثنية والخرافية تسللت إلى فئام من أمة الإسلام؛ فانتشرت بينهم البدع والضلالات، وشابتهم شوائب - الجهالة، حتى قدسوا القبور والأضرحة، وتعلقوا بالموتى، ولجؤوا إلى السحرة والعرافين.. كل ذلك في غفلة من بعض العلماء وعجز من بعض الدعاة، نسأل الله السلامة.
ولأننا نرى أن هذا الداء هو أحد الأدواء الخطيرة التي أصابت الأمة، والتي يجب أن يوليها الدعاة والمصلحون أولى اهتمامهم، ولأن توحيد العبادة لله - تعالى- وحده لا شريك من أولى أولويات الدين وجب على كل من أضاء الله قلبه بنور التوحيد أن ينشر هذا النور في أهله ومحلته، قياما بدعوة الأنبياء التي قال الله تعالى عنها:[ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ]، وقوله تعالى:[ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ].انتهى كلامه مع شيء من التصرف.
ولأن الصراع قائم إلى قيام الساعة بين دعاة التوحيد ومخالفيهم، وجب على كل عاقل أن ينظر في عقيدة من يتعلم من عنده، لأن:" هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم"، كما قاله الإمام:" ابن سيرين" رحمه الله.
لقد وجد – مع الأسف – في أمة الإسلام من يدعو إلى الضلالة، مع أن المصطفى عليه الصلاة والسلام قد حذر من ذلك، حيث قال:" مَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئا". رَوَاهُ مُسلم، وهذا الصنف المذموم قد دعا معارضا ومخالفا للصنف المحمود الذي قال عنه عليه الصلاة والسلام في نفس الحديث:" مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا".
ومن المفارقة أن تجد في العائلة الواحدة هذين الصنفين من الدعاة، وتلك مشيئة الله تعالى الذي قال عنها:[ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ]، جاء في:" التفسير الوسيط":(3/1237):" والمعنى: مَن يشإِ الله إضلالَه - لفساد طويته - يَخذُلْهُ، ومَن يشأْ هدايته - لحسن اختياره - يَجعلْهُ على طَريق مستقيم: في العقيدة والأخلاق، ويوفقه لصالح الأَعمال".
وفي مقالنا هذا نقف وقفة عملية مع هذين الصنفين من الدعاة متمثلا في عائلة:" آل السقاف" التي جمعت بين داعية التوحيد الشيخ:" علوي بن عبد القادر السقاف" – حفظه الله -، وبين داعية البدعة:" حسن بن علي السقاف" – هداه الله – إلى صراطه المستقيم، ومنهج نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة، وأزكى التسليم.
وقد آن أوان البيان، فإلى المقال بتوفيق الرحمن:
يهدف الكثير من دعاة البدعة إلى محاولة تشريع شركياتهم القبورية بسعي حثيث باحثين عن أدلة تنصر شركياتهم، ولو كانت تلك الأدلة من صنف:" النطيحة والمتردية وما أكل السبع؟؟؟؟": من:" أحاديث موضوعة، وقصص خرافية، ومنامات خيالية، ورؤى وهمية؟؟؟"، أما ما كان منها صحيحا ثابتا، فإنهم يحرفون المقصود منه بتحريف معناه تحريفا: يوافق أهواءهم الفاسدة، وآراءهم الكاسدة؟؟؟.
لقد نشط أحد أتباع:" الفريق الخرافي" في نشر معتقدات فرقته، فخرج علينا من دهاليز القبوريين بمقال:" مهلهل!!؟" بعد اجتهاده في البحث والتنقيب والحفر!؟ ، ليكون ذلك المقال مفتاحا لأبواب الشرك أمام الناس، فسماه:" الاستغاثة للعلامة حسن السقاف!!؟"،
ولأن هذه المسألة خطيرة على إيمان كل مسلم، وجب على الجميع أن يتنبه لمكر هؤلاء، وتزيينهم الشرك للناس حين يسمون:" دعاء الموتى والاستغاثة بهم":" توسلا!!!؟؟؟".
ولأن:" حاذي القوم " في هذا العصر هو:" حسن بن علي السقاف": المقيم بالأردن، رأينا البعض عندنا: يحتفون بمقالاته، وينشرونها فرحا بما فيها من شبه وأباطيل تنطلي على من أشرب قلبه:" تعظيم القبور، وتقديس ساكنيها؟؟؟"، لأنها:" تكسوهم من عري، وتطعمهم من جوع،!!؟"، فبئس:" الخبزة المرة المسوسة!!؟" التي يأكلها:" مرتزقة القبورية" على ظهور:" المغفلين الغارقين" في ظلمات الجهل!!؟".
فأقول: صدق من قال:" الشيء من معدنه لا يستغرب، ومن جاء على أصله، فلا يسأل عن علته"، وصدق أيضا الشاعر القائل:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا # على ما كان عوده أبوه
لقد نشأ الطفل:" حسن بن علي السقاف" في بيئة صوفية قبورية فهو من:" العلويين اليمنيين"، وقد استوطن أهله محافظة:" حضر موت".
فتح:" حسن بن علي السقاف" أعينه على تلك الطقوس القبورية، ونشأ منذ نعومة أظفاره على تقديسها تبعا لأهله، فرأى أنها:" الحق الذي لا مرية فيه!!؟"، و:" من شب على شيء شاب عليه!!؟".
لذلك: لا نستغرب – كما سبق ذكره – أن لا يخالف:" السقاف" أصله الذي نشأ عليه، وترعرع وكبر في أحضانه حتى بلغ مرحلة الدعوة إليه الحالية، فمن الصعب جدا على من نشأ تلك النشأة على الباطل، وتشبعت نفسه بقيمه ومبادئه، حتى لا ترى الحق في غيره: أن يرجع إلى الحق، ما لم تدركه رحمة الله تعالى!!؟، وفي هذه المسألة الهامة: يقول العلامة المتفنن:" يحي المعلمي" - رحمه الله -، وهو يمني أيضا ما يأتي:"... لا ريب أن الإنسان ينشأ*على دين واعتقاد ومذهب وآراء يتلقاها من مربيه ومعلمه، و يتبع فيها أسلافه وأشياخه الذين تمتلئ مسامعه بإطرائهم، و تأكيد أن الحق ما هم عليه وبذم مخالفيهم وثلبهم، و تأكيد أنهم على الضلالة، فيمتلئ قلبه بتعظيم أسلافه وبغض مخالفيهم، فيكون رأيه وهواه متعاضدين على اتباع أسلافه ومخالفة مخالفيهم، و يتأكد ذلك بأنه يرى أنه إن خالف ما نشأ عليه رماه أهله وأصحابه بالكفر والضلال، و هجروه وآذوه وضيقوا عليه عيشته، فمن كانت هذه حاله فليتأمل بعين البصيرة هذه الوقفات العشرة،[لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا]...".انتهى كلام المعلمي - رحمه الله – .
وإثباتا منا لصدق ما قررناه، وتنزيلا لحقيقة ما نظرناه في حالة:" حسن بن علي السقاف": نذكر أدلة ساطعة، وحججا قاطعة من تاريخ:" آل السقاف الصوفي القبوري" : الذي انعكس على تصورات واعتقادات ومؤلفات الوريث الحالي لأسلافه السابقين
وهو:" حسن بن علي السقاف"، وما سنذكره كله موثق من كتبهم ومؤلفاتهم، وذلك إقامة للحجة على المخالف، فأقول:
قال شارح:" العينية":( ص :188 ) في ترجمة:" عبد الرحمن السقاف":"...وكان يرد على من غلط في مسجده وهو بالعجز - وهي قرية بعيدة -، ويسمعه الغالط ، وكان يقلب التراب دراهم بإذن الله تعالى، وكان يظهر لمن استغاث به جهاراً في الأماكن البعيدة بحراً وبراً"!!؟.
وتقول الشيخة:" سلطانة الزبيدية "كما في ترجمة:" السقاف": " ما رأيت أحداً أسرع إجابة عند الاستغاثة من السيد:" محمد بن السقاف"، وكانت تقول": إذا حدث أمر واستغثت بالأولياء، فأول من يغيثني هو"!!؟. انظر:" المشرع الروي":( 1 / 184 ).
وجاء في كتاب:" الجوهر الشفاف":( 2/80 ) عن:" عمر المحضار بن عبد الرحمن السقاف":(نقيب العلويين في زمانه وأحد أشهر أقطاب حضرموت توفي سنة( 833هـ ) انظر:" الغرر":( ص: 192 ) ، "المشرع": ( 2/241 ) .
قال:" كنت نائماً، أظنه قال: في مسجد مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فلم أشعر إلا برجل من الصالحين قد وكزني برجله فرفعت رأسي. فقال: ما أجرأك تنام هنا وبطن أبيك ملانة كرعان (هي قوائم الدابة) كم واحد. قال: سلبه، ثم ولى عني، ولم أعرفه. فسأل الشيخ عمر - رضي الله عنه - عن معنى قول الرجل :"بطن أبيك ملانة كرعان!!؟". فقال:" أخذ الخلق كلهم في بطنه يولي من يشاء، ويعزل من يشاء رضي الله تعالى عنه"!!؟.
ومن ذلك ما جاء في ترجمة:" أبي بكر بن عبد الرحمن السقاف" أنه يقول:" أعرف من الفرش إلى العرش".( المشرع: 2/33 ) ، وفي ترجمة أخيه:" حسن بن عبد الرحمن السقاف": كان يقول:" أنا أعرف السعيد والشقي، وأعرف الصالحين بالشيم"!!؟. المصدر السابق: ( 2/ 89).
وفي ترجمة أخيهما الثالث:" شيخ": قال والده عبد الرحمن السقاف:" ولدي شيخ كعشرة شيوخ، وما سميته شيخاً إلا أني رأيته في اللوح المحفوظ شيخاً ".(المصدر السابق ( 2/ 116).
وجاء في:" بذل المجهود":( ص 11):" وكان سيدنا الشيخ:" عبد الرحمن السقاف" رضي الله تعالى عنه يقول:" إن النبي هود عليه الصلاة والسلام يتحمل ذنوب زواره حتى يرفعها الله تعالى، وكان رضي الله عنه لا يفرح بشيء مثل فرحه له بزيارة قبر النبي هود، وكان يحث على زيارته، ويقول لمن رآه يتخلف عن زيارته بسبب قوت أهله وعياله:" من لم يكن معه لعياله شيء، فليأت إلينا، ونحن ننظر لعياله كفايتهم، يعني أيام مكثه بسبب الزيارة.
ومنها: حضور الملائكة والصالحين من الأحياء والأموات لتلك الزيارة"!!؟.انتهى نقل خرافات:" آل السقاف".
كانت تلك هي:" خرافات:" آل السقاف" الشركية التي نشأ عليها
:" حسن بن علي السقاف" فاعتقدها، وترجمها في مؤلفاته!!؟. وإقامة للحجة على ما قلناه في:" السقاف" المعاصر، ننقل بعض أقواله من مؤلفاته، فنقول:
قال في كتابه:" التنديد":(ص32) معلناً قبوريته:" إن مجرد النداء أو الاستغاثة أو الاستعانة أو الخوف أو الرجاء أو التوسل أو التذلل لا يسمى عبادة..."!!؟.
وقال في(ص33): مستدلا بحديث الصحيحين، ليبرر بفهمه المنكوس، ويشرع الشرك، منكرا أن تكون الاستغاثة بمخلوق عبادة!!؟، ما يأتي:"... كما أن الاستغاثة أيضاً بمخلوق عبادة له!!؟؛ كما ثبت في:"الصحيحين":" إن الشمس تدنو يوم القيامة، حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينا هم كذلك؛ استغاثوا بآدم، ثم بموسى، ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم، فيشفع ليقضي بين الخلق"؛ فما زعمه الجهلة أن كل نداء للميت عبادة له؛ فهو من التخبط في الجهل القبيح...".انتهى كلامه.
جاء في كتاب:" إتحاف أهل الفضل والإنصاف بنقض كتاب ابن الجوزي دفع شبه التشبيه وتعليقات السقاف":(ص:85):"... أقول: التخبط والجهل القبيح هو عدم التفريق بين الاستغاثة بالحي فيما يقدر عليه، وبين الاستغاثة بالأموات والغائبين، وسؤالهم جلب المنافع ودفع المضار؛ فهذا الثاني شرك أكبر لا نزاع فيه، وإن رغم أنف السقاف وأتباعه من المستغيثين بغير الله تعالى.
وأي مراغمة ومصادمة لما بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم أعظم من دعاء الأموات والغائبين وإنزال ذلك منزلة الدعاء المأمور به!!؟، والله جل وعلا يقول:[ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ 13 إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ].(فاطر: 13- 14)، وقال تعالى:[ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ]. (النمل: 62).
والسقاف يعتقد أن كل ما تقدم من دعاء الأموات والغائبين ليس بشرك، إنما الشرك اعتقاد الربوبية أو خصيصة من خصائصها؛ ك:"الاستقلال بالنفع أو الضر ونفوذ المشيئة لمن اعتقد فيه ذلك..." كما صرح به في:(ص34).
ومما يدل أيضاً على أن السقاف منغمس في الوثنية جاهل بالتوحيد وبما بعث الله به رسله وأنزل من أجله كتبه: قوله في مقدمة رسالة :"إرغام المبتدع":(ص3):" فالتوسل والاستغاثة والتشفع بسيد الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مصباح الظلام من الأمور المندوبات المؤكدات، وخصوصاً عند المدلهمات...!!؟".
وهذا من أكبر الأدلة وأوضح البراهين على ضلاله وبعده عن الكتاب والسنة، ولحوقه بعباد القبور، وما ذكرته من حال السقاف غيض من فيض؛ فكتبه كلها تدعو إلى البدع والضلالات؛ فالحذر الحذر من هذا الرجل ومن كتبه".انتهى كلام العلوان.
ومن باب:" وشهد شاهد من أهلها!!؟": نذكر نصين عن رجلين من:" آل السقاف" ممن أنكروا شركيات أهلهم، وصدق الله تعالى:[ يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي]، وعند مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته: "اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".
فمن:" آل السقاف" من هداهم للحق والقول به، وإنكار شركيات قبورييهم، ومن ذلك ما جاء في ديوان السيد:" عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف": منكرا على الخرافيين كما في: (ص:258):" وقد اتفق لي في شرخ الشباب أن أفضت في درسي كجاري عادتي في النعي على الخرافيين، وتفنيد مزاعمهم، وأنكرت قول بعضهم: إن أتان الفقيه المقدم قدس سره كانت تعرج إلى السماء، وتأتي بخبرها طرفي النهار، مع أن البراق لا يقدر على ذلك، فلو أنها حضرت ليلة المعراج، لأغنت عنه!!؟، لأن البراق لم يجاوز إيلياء على الأصح، وقول بعض آخر عن بعض العلويين: إنه كانت له زوجة شريفة مضى لحملها ستة أشهر، فتزوج فلاحة فنشزت الشريفة، فخيرها بين الرجوع، أو يأخذ الحمل من بطنها إلى بطن الفلاحة، ولما أصرت: فعل ما تهددها به، وولدت الأخيرة لثلاثة أشهر من حين الدخول!!؟، وقول آخر: إن أحد الأولياء مات عن زوجة صالحة من غير ولد، فاشتد حزن تلك الصالحة، وعظم وجدها عليه، فكان يتردد عليها من ضريحه حتى أحبلها بعد موته فجاءت بولد نسبوه إليه!!؟.
وطالما أنكرت مثل هذه الأضاليل التي لها يتذمر الإسلام، وتتنكس الأعلام، وتكل عن عد شرها الأقلام، فما حصلت إلا على الملام!!؟ وذلك هو الذي استغرق جهدهم في تشويه سمعتي، والتمضمض بعرضي، والتقول علي والسعاية بي، لولا وقاية الله".انتهى كلامه.
ومنهم الشيخ:" علوي بن عبد القادر السقاف": العلامة بحق – لا علامة الدجل – " حسن بن علي السقاف!!؟".
أقول: قال العلامة:" علوي بن عبد القادر السقاف" في مقدمة كتاب: هذه هي الصوفية في حضرموت": تأليف:" علي بابكر ":
"... الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا:" محمد بن عبد الله" القائل: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "، والقائل:" قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بما عرفتم من سنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عَضّوا عليها بالنواجذ "، وعلى آله الطاهرين وأصحابه أجمعين. وبعد:
فقد أطلعني الأخ الشيخ:" علي بابكر" - وفقه الله - على رسالة مختصرة عن:" صوفية حضرموت"، وهالني ما نقله عن كتبهم بالجزء والصفحة من قصص وروايات: يأباها الله ورسوله والمؤمنون الموحدون، وما فيها من نسبة خصائص الربوبية للمخلوق، ومن ذلك:
نفخ الروح في الجمادات!!؟: والله عز وجل يقول:[ قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا]. سورة الإسراء آية 85.
إحياء الموتى!!؟: والله عز وجل يقول:[ ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحي ويميت الموتى وأنه على كل شيء قدير].سورة الحج آية 6.
القول للشيء كن فيكون!!؟: والله عز وجل يقول عن نفسه:[ إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون].سورة يس آية 82.
ادعاء علم الغيب!!؟: والله عز وجل يقول:[ عالم الغيب فلا يُظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول]. سورة الجن آية 26 - 27. قال:[من رسول]، ولم يقل من ولي أو صالح.
شفاء المرضى!!؟: والله عز وجل يقول عن لسان إبراهيم الخليل عليه السلام:[وإذا مرضت فهو يشفين].سورة الشعراء آية 80.
ضمان الجنة للمريد!!؟، ومحو سيئاته من اللوح المحفوظ !!؟،ونحو ذلك.
كل هذا وغيره من قصص وروايات أخرى - لا يسندها نقل ولا يقبلها عقل - نقلها الشيخ في رسالته هذه، وهي كفر بواح لا يشك في ذلك مسلم موحد، لا يجوز اعتقادها ولا روايتها إلا على سبيل التهكم أو الرد عليها. وما هذا الأمر الذي وصل إليه الناس هناك إلا بسبب الهوى والجهل، والبعد عن الكتاب والسنة. وإن كنت أختلف مع المؤلف فيما كرر مراراً من أن كل هذا دافعه المادة البحتة، أو أنها دعايات للتسويق ولتنشيط السياحة الدينية: لجذب أكبر عدد ممكن من الزوار - على حد تعبيره -، ولعل أصحابها بريئون من نسبتها إليهم، فقد كُذب على الرسل والأنبياء من قبل. وعلى أحفادهم وأتباعهم: التبرؤ منها، ونفي نسبتها إليهم، وعدم روايتها على سبيل التصديق، وأقل حقوق الآباء على الأبناء: أن ينفوا عنهم الكفر، ويبرئوهم منه، وهذا من برِّهم، فليس من الفخر بشيء: أن يكون جد المرء يدَّعي إحياء الموتى، أو علم الغيب، أو أنه يقول للشيء كن فيكون، والعياذ بالله.
وإني أدعو أبناء السادة في حضرموت، وغير حضرموت إلى الرجوع إلى كتاب الله، وسنة نبيه جدهم محمد بن عبد الله، على نهج سلفهم الصالح أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه:"علوي بن عبد القادر السقاف".غرة صفر من عام 1424.
فبارك الله في الشيخ:"علوي بن عبد القادر السقاف" على صدعه بالحق، ونصحه لآل السقاف، مقتديا في ذلك بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي قال له ربه تبارك وتعالى:[ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ(95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ]، والقائل:[ فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ (214)]. والقارئ لكلتا الآيتين يلاحظ أن:" الصدع بالدعوة قرن بالإعراض عن المشركين و شركهم، والذي يعتبر أحد أهم أسبابه: " أن ندعو مع الله أي أحد!!؟": سواء أكان:" ملكا مقربا أم نبيا مرسلا أم وليا صالحا أم قبرا مقدسا"، وصدق الله تعالى القائل:[ وأن المساجد لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا].
وبما سبق ذكره: تتضح للقراء الأفاضل حقيقة المدعو:" حسن بن علي السقاف" بأنه:" داعية إلى البدع والشرك، ومحيي ملة:" عمرو بن لحي الخزاعي" في هذا الزمان!!؟، فإن دين إبراهيم ظل قائماً حتى ظهور عمرو بن لحي الخزاعي: الذي كان أول من غيّره، وحرَف العرب عنه إلى عبادة الأصنام، وكان سبب وقوعهم في الوثنية هو:" الغلو في الصالحين منهم، وتعظيم قبورهم، حتى اتخذوها أصناماً،قال ابن عباس في قوله تعالى:[ اللات والعزى].( النجم (19):" كان اللات رجلاً يلت السويق للحاج".( البخاري:" كتاب التفسير" باب:" أفرأيتم اللات والعزى": ( 8/611 ) مع الفتح).
والذي أمرهم بذلك هو:" عمرو بن لحي".
فليكن الجميع إذا على حذر من دعاة البدعة والشرك، فإن الأمر:" جد، ورب الكعبة": إنها مسألة:" التوحيد والشرك"، وجزاؤهما:" الجنة والنار" لمن مات على أحدهما.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على السنة والتوحيد، وأن يجنبنا الشرك والبدع في حياتنا وعند مماتنا، وآخر دعائنا أن الحمد لله رب العالمين.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
كتب أحد الأفاضل ما يأتي:" يعد هذا العصر عصر التقنية والانفجار العلمي والمعرفي؛ فقد تقدمت فيه العلوم والصناعات تقدماً مذهلاً، وأصبحت الدول الصناعية تتبارى في الاختراع والابتكار.. ومع ذلك كله فهذا العصر نفسه لم يخل من الخرافة والدجل، كما انتشر فيه الإلحاد والضلال انتشاراَ واسعاً؛ فالشرك بشتى صوره يضرب بأطنابه في أنحاء المعمورة؛ حيث تسيطر البوذية على عقول الناس في اليابان والصين وكوريا، والهندوسية وجدت لها في القارة الهندية مرعى خصيباً، بينما تستوطن الديانات الوثنية أدغال أفريقيا وأمريكا الوسطى واللاتينية منذ زمن بعيد، وفي أمريكا وأوروبا عادت المعتقدات الشركية الصريحة كعبادة الشيطان ونحوها، لتنتشر من جديد، إضافة إلى رواج الكهانة والسحر والشعوذة بين أبناء الحضارة المادية المعاصرة بصورة لافتة للأنظار وهذا ليس بغريب؛ لأن الدين النصراني نفسه لم يسلم من المعتقدات الوثنية عندما انحرف به أتباعه عن الدين الصحيح؛ حيث أصبحت الكنيسة رمزاً من رموز الشرك والخرافة.. هذا فضلاً عن الإلحاد المطلق الذي يسيطر عملياً على العقل الغربي المعاصر.
ومع الأسف الشديد فإن بعض العقائد الوثنية والخرافية تسللت إلى فئام من أمة الإسلام؛ فانتشرت بينهم البدع والضلالات، وشابتهم شوائب - الجهالة، حتى قدسوا القبور والأضرحة، وتعلقوا بالموتى، ولجؤوا إلى السحرة والعرافين.. كل ذلك في غفلة من بعض العلماء وعجز من بعض الدعاة، نسأل الله السلامة.
ولأننا نرى أن هذا الداء هو أحد الأدواء الخطيرة التي أصابت الأمة، والتي يجب أن يوليها الدعاة والمصلحون أولى اهتمامهم، ولأن توحيد العبادة لله - تعالى- وحده لا شريك من أولى أولويات الدين وجب على كل من أضاء الله قلبه بنور التوحيد أن ينشر هذا النور في أهله ومحلته، قياما بدعوة الأنبياء التي قال الله تعالى عنها:[ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ]، وقوله تعالى:[ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ].انتهى كلامه مع شيء من التصرف.
ولأن الصراع قائم إلى قيام الساعة بين دعاة التوحيد ومخالفيهم، وجب على كل عاقل أن ينظر في عقيدة من يتعلم من عنده، لأن:" هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم"، كما قاله الإمام:" ابن سيرين" رحمه الله.
لقد وجد – مع الأسف – في أمة الإسلام من يدعو إلى الضلالة، مع أن المصطفى عليه الصلاة والسلام قد حذر من ذلك، حيث قال:" مَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئا". رَوَاهُ مُسلم، وهذا الصنف المذموم قد دعا معارضا ومخالفا للصنف المحمود الذي قال عنه عليه الصلاة والسلام في نفس الحديث:" مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا".
ومن المفارقة أن تجد في العائلة الواحدة هذين الصنفين من الدعاة، وتلك مشيئة الله تعالى الذي قال عنها:[ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ]، جاء في:" التفسير الوسيط":(3/1237):" والمعنى: مَن يشإِ الله إضلالَه - لفساد طويته - يَخذُلْهُ، ومَن يشأْ هدايته - لحسن اختياره - يَجعلْهُ على طَريق مستقيم: في العقيدة والأخلاق، ويوفقه لصالح الأَعمال".
وفي مقالنا هذا نقف وقفة عملية مع هذين الصنفين من الدعاة متمثلا في عائلة:" آل السقاف" التي جمعت بين داعية التوحيد الشيخ:" علوي بن عبد القادر السقاف" – حفظه الله -، وبين داعية البدعة:" حسن بن علي السقاف" – هداه الله – إلى صراطه المستقيم، ومنهج نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة، وأزكى التسليم.
وقد آن أوان البيان، فإلى المقال بتوفيق الرحمن:
يهدف الكثير من دعاة البدعة إلى محاولة تشريع شركياتهم القبورية بسعي حثيث باحثين عن أدلة تنصر شركياتهم، ولو كانت تلك الأدلة من صنف:" النطيحة والمتردية وما أكل السبع؟؟؟؟": من:" أحاديث موضوعة، وقصص خرافية، ومنامات خيالية، ورؤى وهمية؟؟؟"، أما ما كان منها صحيحا ثابتا، فإنهم يحرفون المقصود منه بتحريف معناه تحريفا: يوافق أهواءهم الفاسدة، وآراءهم الكاسدة؟؟؟.
لقد نشط أحد أتباع:" الفريق الخرافي" في نشر معتقدات فرقته، فخرج علينا من دهاليز القبوريين بمقال:" مهلهل!!؟" بعد اجتهاده في البحث والتنقيب والحفر!؟ ، ليكون ذلك المقال مفتاحا لأبواب الشرك أمام الناس، فسماه:" الاستغاثة للعلامة حسن السقاف!!؟"،
ولأن هذه المسألة خطيرة على إيمان كل مسلم، وجب على الجميع أن يتنبه لمكر هؤلاء، وتزيينهم الشرك للناس حين يسمون:" دعاء الموتى والاستغاثة بهم":" توسلا!!!؟؟؟".
ولأن:" حاذي القوم " في هذا العصر هو:" حسن بن علي السقاف": المقيم بالأردن، رأينا البعض عندنا: يحتفون بمقالاته، وينشرونها فرحا بما فيها من شبه وأباطيل تنطلي على من أشرب قلبه:" تعظيم القبور، وتقديس ساكنيها؟؟؟"، لأنها:" تكسوهم من عري، وتطعمهم من جوع،!!؟"، فبئس:" الخبزة المرة المسوسة!!؟" التي يأكلها:" مرتزقة القبورية" على ظهور:" المغفلين الغارقين" في ظلمات الجهل!!؟".
فأقول: صدق من قال:" الشيء من معدنه لا يستغرب، ومن جاء على أصله، فلا يسأل عن علته"، وصدق أيضا الشاعر القائل:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا # على ما كان عوده أبوه
لقد نشأ الطفل:" حسن بن علي السقاف" في بيئة صوفية قبورية فهو من:" العلويين اليمنيين"، وقد استوطن أهله محافظة:" حضر موت".
فتح:" حسن بن علي السقاف" أعينه على تلك الطقوس القبورية، ونشأ منذ نعومة أظفاره على تقديسها تبعا لأهله، فرأى أنها:" الحق الذي لا مرية فيه!!؟"، و:" من شب على شيء شاب عليه!!؟".
لذلك: لا نستغرب – كما سبق ذكره – أن لا يخالف:" السقاف" أصله الذي نشأ عليه، وترعرع وكبر في أحضانه حتى بلغ مرحلة الدعوة إليه الحالية، فمن الصعب جدا على من نشأ تلك النشأة على الباطل، وتشبعت نفسه بقيمه ومبادئه، حتى لا ترى الحق في غيره: أن يرجع إلى الحق، ما لم تدركه رحمة الله تعالى!!؟، وفي هذه المسألة الهامة: يقول العلامة المتفنن:" يحي المعلمي" - رحمه الله -، وهو يمني أيضا ما يأتي:"... لا ريب أن الإنسان ينشأ*على دين واعتقاد ومذهب وآراء يتلقاها من مربيه ومعلمه، و يتبع فيها أسلافه وأشياخه الذين تمتلئ مسامعه بإطرائهم، و تأكيد أن الحق ما هم عليه وبذم مخالفيهم وثلبهم، و تأكيد أنهم على الضلالة، فيمتلئ قلبه بتعظيم أسلافه وبغض مخالفيهم، فيكون رأيه وهواه متعاضدين على اتباع أسلافه ومخالفة مخالفيهم، و يتأكد ذلك بأنه يرى أنه إن خالف ما نشأ عليه رماه أهله وأصحابه بالكفر والضلال، و هجروه وآذوه وضيقوا عليه عيشته، فمن كانت هذه حاله فليتأمل بعين البصيرة هذه الوقفات العشرة،[لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا]...".انتهى كلام المعلمي - رحمه الله – .
وإثباتا منا لصدق ما قررناه، وتنزيلا لحقيقة ما نظرناه في حالة:" حسن بن علي السقاف": نذكر أدلة ساطعة، وحججا قاطعة من تاريخ:" آل السقاف الصوفي القبوري" : الذي انعكس على تصورات واعتقادات ومؤلفات الوريث الحالي لأسلافه السابقين
وهو:" حسن بن علي السقاف"، وما سنذكره كله موثق من كتبهم ومؤلفاتهم، وذلك إقامة للحجة على المخالف، فأقول:
قال شارح:" العينية":( ص :188 ) في ترجمة:" عبد الرحمن السقاف":"...وكان يرد على من غلط في مسجده وهو بالعجز - وهي قرية بعيدة -، ويسمعه الغالط ، وكان يقلب التراب دراهم بإذن الله تعالى، وكان يظهر لمن استغاث به جهاراً في الأماكن البعيدة بحراً وبراً"!!؟.
وتقول الشيخة:" سلطانة الزبيدية "كما في ترجمة:" السقاف": " ما رأيت أحداً أسرع إجابة عند الاستغاثة من السيد:" محمد بن السقاف"، وكانت تقول": إذا حدث أمر واستغثت بالأولياء، فأول من يغيثني هو"!!؟. انظر:" المشرع الروي":( 1 / 184 ).
وجاء في كتاب:" الجوهر الشفاف":( 2/80 ) عن:" عمر المحضار بن عبد الرحمن السقاف":(نقيب العلويين في زمانه وأحد أشهر أقطاب حضرموت توفي سنة( 833هـ ) انظر:" الغرر":( ص: 192 ) ، "المشرع": ( 2/241 ) .
قال:" كنت نائماً، أظنه قال: في مسجد مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فلم أشعر إلا برجل من الصالحين قد وكزني برجله فرفعت رأسي. فقال: ما أجرأك تنام هنا وبطن أبيك ملانة كرعان (هي قوائم الدابة) كم واحد. قال: سلبه، ثم ولى عني، ولم أعرفه. فسأل الشيخ عمر - رضي الله عنه - عن معنى قول الرجل :"بطن أبيك ملانة كرعان!!؟". فقال:" أخذ الخلق كلهم في بطنه يولي من يشاء، ويعزل من يشاء رضي الله تعالى عنه"!!؟.
ومن ذلك ما جاء في ترجمة:" أبي بكر بن عبد الرحمن السقاف" أنه يقول:" أعرف من الفرش إلى العرش".( المشرع: 2/33 ) ، وفي ترجمة أخيه:" حسن بن عبد الرحمن السقاف": كان يقول:" أنا أعرف السعيد والشقي، وأعرف الصالحين بالشيم"!!؟. المصدر السابق: ( 2/ 89).
وفي ترجمة أخيهما الثالث:" شيخ": قال والده عبد الرحمن السقاف:" ولدي شيخ كعشرة شيوخ، وما سميته شيخاً إلا أني رأيته في اللوح المحفوظ شيخاً ".(المصدر السابق ( 2/ 116).
وجاء في:" بذل المجهود":( ص 11):" وكان سيدنا الشيخ:" عبد الرحمن السقاف" رضي الله تعالى عنه يقول:" إن النبي هود عليه الصلاة والسلام يتحمل ذنوب زواره حتى يرفعها الله تعالى، وكان رضي الله عنه لا يفرح بشيء مثل فرحه له بزيارة قبر النبي هود، وكان يحث على زيارته، ويقول لمن رآه يتخلف عن زيارته بسبب قوت أهله وعياله:" من لم يكن معه لعياله شيء، فليأت إلينا، ونحن ننظر لعياله كفايتهم، يعني أيام مكثه بسبب الزيارة.
ومنها: حضور الملائكة والصالحين من الأحياء والأموات لتلك الزيارة"!!؟.انتهى نقل خرافات:" آل السقاف".
كانت تلك هي:" خرافات:" آل السقاف" الشركية التي نشأ عليها
:" حسن بن علي السقاف" فاعتقدها، وترجمها في مؤلفاته!!؟. وإقامة للحجة على ما قلناه في:" السقاف" المعاصر، ننقل بعض أقواله من مؤلفاته، فنقول:
قال في كتابه:" التنديد":(ص32) معلناً قبوريته:" إن مجرد النداء أو الاستغاثة أو الاستعانة أو الخوف أو الرجاء أو التوسل أو التذلل لا يسمى عبادة..."!!؟.
وقال في(ص33): مستدلا بحديث الصحيحين، ليبرر بفهمه المنكوس، ويشرع الشرك، منكرا أن تكون الاستغاثة بمخلوق عبادة!!؟، ما يأتي:"... كما أن الاستغاثة أيضاً بمخلوق عبادة له!!؟؛ كما ثبت في:"الصحيحين":" إن الشمس تدنو يوم القيامة، حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينا هم كذلك؛ استغاثوا بآدم، ثم بموسى، ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم، فيشفع ليقضي بين الخلق"؛ فما زعمه الجهلة أن كل نداء للميت عبادة له؛ فهو من التخبط في الجهل القبيح...".انتهى كلامه.
جاء في كتاب:" إتحاف أهل الفضل والإنصاف بنقض كتاب ابن الجوزي دفع شبه التشبيه وتعليقات السقاف":(ص:85):"... أقول: التخبط والجهل القبيح هو عدم التفريق بين الاستغاثة بالحي فيما يقدر عليه، وبين الاستغاثة بالأموات والغائبين، وسؤالهم جلب المنافع ودفع المضار؛ فهذا الثاني شرك أكبر لا نزاع فيه، وإن رغم أنف السقاف وأتباعه من المستغيثين بغير الله تعالى.
وأي مراغمة ومصادمة لما بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم أعظم من دعاء الأموات والغائبين وإنزال ذلك منزلة الدعاء المأمور به!!؟، والله جل وعلا يقول:[ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ 13 إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ].(فاطر: 13- 14)، وقال تعالى:[ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ]. (النمل: 62).
والسقاف يعتقد أن كل ما تقدم من دعاء الأموات والغائبين ليس بشرك، إنما الشرك اعتقاد الربوبية أو خصيصة من خصائصها؛ ك:"الاستقلال بالنفع أو الضر ونفوذ المشيئة لمن اعتقد فيه ذلك..." كما صرح به في:(ص34).
ومما يدل أيضاً على أن السقاف منغمس في الوثنية جاهل بالتوحيد وبما بعث الله به رسله وأنزل من أجله كتبه: قوله في مقدمة رسالة :"إرغام المبتدع":(ص3):" فالتوسل والاستغاثة والتشفع بسيد الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مصباح الظلام من الأمور المندوبات المؤكدات، وخصوصاً عند المدلهمات...!!؟".
وهذا من أكبر الأدلة وأوضح البراهين على ضلاله وبعده عن الكتاب والسنة، ولحوقه بعباد القبور، وما ذكرته من حال السقاف غيض من فيض؛ فكتبه كلها تدعو إلى البدع والضلالات؛ فالحذر الحذر من هذا الرجل ومن كتبه".انتهى كلام العلوان.
ومن باب:" وشهد شاهد من أهلها!!؟": نذكر نصين عن رجلين من:" آل السقاف" ممن أنكروا شركيات أهلهم، وصدق الله تعالى:[ يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي]، وعند مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته: "اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".
فمن:" آل السقاف" من هداهم للحق والقول به، وإنكار شركيات قبورييهم، ومن ذلك ما جاء في ديوان السيد:" عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف": منكرا على الخرافيين كما في: (ص:258):" وقد اتفق لي في شرخ الشباب أن أفضت في درسي كجاري عادتي في النعي على الخرافيين، وتفنيد مزاعمهم، وأنكرت قول بعضهم: إن أتان الفقيه المقدم قدس سره كانت تعرج إلى السماء، وتأتي بخبرها طرفي النهار، مع أن البراق لا يقدر على ذلك، فلو أنها حضرت ليلة المعراج، لأغنت عنه!!؟، لأن البراق لم يجاوز إيلياء على الأصح، وقول بعض آخر عن بعض العلويين: إنه كانت له زوجة شريفة مضى لحملها ستة أشهر، فتزوج فلاحة فنشزت الشريفة، فخيرها بين الرجوع، أو يأخذ الحمل من بطنها إلى بطن الفلاحة، ولما أصرت: فعل ما تهددها به، وولدت الأخيرة لثلاثة أشهر من حين الدخول!!؟، وقول آخر: إن أحد الأولياء مات عن زوجة صالحة من غير ولد، فاشتد حزن تلك الصالحة، وعظم وجدها عليه، فكان يتردد عليها من ضريحه حتى أحبلها بعد موته فجاءت بولد نسبوه إليه!!؟.
وطالما أنكرت مثل هذه الأضاليل التي لها يتذمر الإسلام، وتتنكس الأعلام، وتكل عن عد شرها الأقلام، فما حصلت إلا على الملام!!؟ وذلك هو الذي استغرق جهدهم في تشويه سمعتي، والتمضمض بعرضي، والتقول علي والسعاية بي، لولا وقاية الله".انتهى كلامه.
ومنهم الشيخ:" علوي بن عبد القادر السقاف": العلامة بحق – لا علامة الدجل – " حسن بن علي السقاف!!؟".
أقول: قال العلامة:" علوي بن عبد القادر السقاف" في مقدمة كتاب: هذه هي الصوفية في حضرموت": تأليف:" علي بابكر ":
"... الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا:" محمد بن عبد الله" القائل: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "، والقائل:" قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بما عرفتم من سنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عَضّوا عليها بالنواجذ "، وعلى آله الطاهرين وأصحابه أجمعين. وبعد:
فقد أطلعني الأخ الشيخ:" علي بابكر" - وفقه الله - على رسالة مختصرة عن:" صوفية حضرموت"، وهالني ما نقله عن كتبهم بالجزء والصفحة من قصص وروايات: يأباها الله ورسوله والمؤمنون الموحدون، وما فيها من نسبة خصائص الربوبية للمخلوق، ومن ذلك:
نفخ الروح في الجمادات!!؟: والله عز وجل يقول:[ قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا]. سورة الإسراء آية 85.
إحياء الموتى!!؟: والله عز وجل يقول:[ ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحي ويميت الموتى وأنه على كل شيء قدير].سورة الحج آية 6.
القول للشيء كن فيكون!!؟: والله عز وجل يقول عن نفسه:[ إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون].سورة يس آية 82.
ادعاء علم الغيب!!؟: والله عز وجل يقول:[ عالم الغيب فلا يُظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول]. سورة الجن آية 26 - 27. قال:[من رسول]، ولم يقل من ولي أو صالح.
شفاء المرضى!!؟: والله عز وجل يقول عن لسان إبراهيم الخليل عليه السلام:[وإذا مرضت فهو يشفين].سورة الشعراء آية 80.
ضمان الجنة للمريد!!؟، ومحو سيئاته من اللوح المحفوظ !!؟،ونحو ذلك.
كل هذا وغيره من قصص وروايات أخرى - لا يسندها نقل ولا يقبلها عقل - نقلها الشيخ في رسالته هذه، وهي كفر بواح لا يشك في ذلك مسلم موحد، لا يجوز اعتقادها ولا روايتها إلا على سبيل التهكم أو الرد عليها. وما هذا الأمر الذي وصل إليه الناس هناك إلا بسبب الهوى والجهل، والبعد عن الكتاب والسنة. وإن كنت أختلف مع المؤلف فيما كرر مراراً من أن كل هذا دافعه المادة البحتة، أو أنها دعايات للتسويق ولتنشيط السياحة الدينية: لجذب أكبر عدد ممكن من الزوار - على حد تعبيره -، ولعل أصحابها بريئون من نسبتها إليهم، فقد كُذب على الرسل والأنبياء من قبل. وعلى أحفادهم وأتباعهم: التبرؤ منها، ونفي نسبتها إليهم، وعدم روايتها على سبيل التصديق، وأقل حقوق الآباء على الأبناء: أن ينفوا عنهم الكفر، ويبرئوهم منه، وهذا من برِّهم، فليس من الفخر بشيء: أن يكون جد المرء يدَّعي إحياء الموتى، أو علم الغيب، أو أنه يقول للشيء كن فيكون، والعياذ بالله.
وإني أدعو أبناء السادة في حضرموت، وغير حضرموت إلى الرجوع إلى كتاب الله، وسنة نبيه جدهم محمد بن عبد الله، على نهج سلفهم الصالح أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه:"علوي بن عبد القادر السقاف".غرة صفر من عام 1424.
فبارك الله في الشيخ:"علوي بن عبد القادر السقاف" على صدعه بالحق، ونصحه لآل السقاف، مقتديا في ذلك بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي قال له ربه تبارك وتعالى:[ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ(95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ]، والقائل:[ فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ (214)]. والقارئ لكلتا الآيتين يلاحظ أن:" الصدع بالدعوة قرن بالإعراض عن المشركين و شركهم، والذي يعتبر أحد أهم أسبابه: " أن ندعو مع الله أي أحد!!؟": سواء أكان:" ملكا مقربا أم نبيا مرسلا أم وليا صالحا أم قبرا مقدسا"، وصدق الله تعالى القائل:[ وأن المساجد لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا].
وبما سبق ذكره: تتضح للقراء الأفاضل حقيقة المدعو:" حسن بن علي السقاف" بأنه:" داعية إلى البدع والشرك، ومحيي ملة:" عمرو بن لحي الخزاعي" في هذا الزمان!!؟، فإن دين إبراهيم ظل قائماً حتى ظهور عمرو بن لحي الخزاعي: الذي كان أول من غيّره، وحرَف العرب عنه إلى عبادة الأصنام، وكان سبب وقوعهم في الوثنية هو:" الغلو في الصالحين منهم، وتعظيم قبورهم، حتى اتخذوها أصناماً،قال ابن عباس في قوله تعالى:[ اللات والعزى].( النجم (19):" كان اللات رجلاً يلت السويق للحاج".( البخاري:" كتاب التفسير" باب:" أفرأيتم اللات والعزى": ( 8/611 ) مع الفتح).
والذي أمرهم بذلك هو:" عمرو بن لحي".
فليكن الجميع إذا على حذر من دعاة البدعة والشرك، فإن الأمر:" جد، ورب الكعبة": إنها مسألة:" التوحيد والشرك"، وجزاؤهما:" الجنة والنار" لمن مات على أحدهما.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على السنة والتوحيد، وأن يجنبنا الشرك والبدع في حياتنا وعند مماتنا، وآخر دعائنا أن الحمد لله رب العالمين.







