كلمة عن الشماتة
12-05-2014, 01:44 PM
كلمة عن الشماتة :

الشماتة هي فرح العدو أو الفرح ببلية العدو فقد قال ربّنا عزّ وجل : ( ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين ( 150 ) قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين ) [الأعراف : 150 -151]
قال أبو جعفر رحمه الله : (واختلفت القرأة في قراءة قوله: « فلا تشمت » .
فقرأ قرأة الأمصار ذلك: ( فَلا تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاءَ ) ، بضم « التاء » من « تشمت » وكسر « الميم » منها, من قولهم: « أشمت فلان فلانًا بفلان » , إذا سره فيه بما يكرهه المشمت به
)
وقال القرطبي رحمه الله : (( فلا تشمت بي الأعداء) أي لا تسرهم . والشماتة : السرور بما يصيب أخاك من المصائب في الدين والدنيا . وهي محرمة منهي عنها ..... )
وجاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تَعَوَّذُوا بالله من جهد البلاء ، ودرك الشقاء ، وسوء القضاء ، وشماتة الأعداء) [رواه البخاري)
جاء في الفتح : ( ... قال ابن بطال : وشماتة الأعداء ما ينكأ القلب ويبلغ من النفس أشد مبلغ وإنما تعوذ النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك تعليما لأمته فإن الله - تعالى - كان آمنه من جميع ذلك وبذلك جزم عياض . قلت ولا يتعين ذلك بل يحتمل أن يكون استعاذ بربه من وقوع ذلك بأمته ويؤيده رواية مسدد المذكورة بصيغة الأمر كما قدمته وقال النووي : شماتة الأعداء فرحهم ببلية تنزل بالمعادي قال وفي الحديث دلالة لاستحباب الاستعاذة من الأشياء المذكورة وأجمع على ذلك العلماء في جميع الأعصار والأمصار .. ) [إسلام وب]
فالشماتة خلق جاهلي جاء الإسلام لتأديب النفس وتهذيبها على قمعه ودفعه وقطع أسبابه وتجفيف دوافعه وذلك بنشر خلق المحبة والتسامح وتوطين النفس على الرغبة في الخير والرضى بالقضاء والقدر والإيمان الجازم بحكمة الله في خلقه وأنّه له وحده الخلق والأمر فلا يأمنن أحد على نفسه بوائق الدهر فإنّ لله في خلقه شؤون وحكم عرفها من عرفها وجهلها من جهلها وقد جاء في الأثر : ( لاتشمت بأخيك فيرحمه الله ويبتليك ) [صيد الفوائد]
قيل لأيوب النبي عليه السلام : (أيّ شيء كان أشدّ عليك في بلائك ؟ قال : شماتة الأعداء ) [عيون الأخبار]
وفيه أيضا : ( وقرأت في كتاب ذكر فيه عدوّ : فإنه يتربّص بك الدوائر ويتمنى لك الغوائل ولا يؤمل صلاحا إلاّ في فسادك ولا رفعة إلاّ في سقوط حالك والسلام )
وفيه : (قال الفرزدق :

إذا ما الدهر جرّ على أناس .. حوادثه أناخ بآخرين
فقل للشامتين بنا أفيقوا ... سيلقى الشامتون كما لقينا
)

ونقل ابن المبرّد في الكامل قول بعض الحكماء : (أربع من كنوز الجنة : كتمان المصيبة وكتمان الصدقة وكتمان الفاقة وكتمان الوجع)

فاحذر عبد الله أن يغفل قلبك عن مراقبة ربّك فتطيش بك أحلامك وتلهو بك ظنونك وأوهامك ويتحرّك قلبك ذات الشمال فيسقيك ردغة الخبال فالشمّاتة خلق ذميم لا يصدر إلاّ من لئيم ..
وعند الله تجتمع الخصوم ... [ وداعا ]

أيّ عذر والأفاعي تتهادى .... وفحيح الشؤم ينزو عليلا

وسموم الموت شوهاء المحيا .... تتنافسن من يردي القتيلا

أيّ عذر أيها الصائل غدرا ... إن تعالى المكر يبقى ذليلا


موقع متخصص في نقض شبهات الخوارج

الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية عرض وتفنيد ونقض
نقض تهويشات منكري السنة : هدية أخيرة

الحداثة في الميزان
مؤلفات الدكتور خالد كبير علال - مهم جدا -
المؤامرة على الفصحى موجهة أساساً إلى القرآن والإسلام
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة