إشكالية استنساخ الماضي على الحاضر
28-12-2014, 06:36 PM
الماضي بكل صوره وتجلياته ومعارفه وانجازاته هو تراث للحاضر وليس صورة مستنسخة للحاضر ولا يمكن ان يكون بديل للحاضر كون القوانين والظروف التي صنعت الماضي مختلفة تماما عن قوانين وظروف حاضرنا, وكذلك وهذا الاهم ان كل ما تم انجازه خلال حقب تاريخية معينة لم يتم انجازه بضربة حظ او بالصدفة او بمعجزة اللهية, بل تم انجازه بفضل كفاح مرير وتضحية وجهاد وعمل متواصل تعرض خلاله اسلافنا لاقسى ظروف الحياة ثم نأتي اليوم لنحرم اجيالنا الحالية من التضحية والكفاح والجهاد والعمل الشاق لصنع تاريخ جديد وانجاز حضارة جديدة ونفرض عليها انماط جاهزة من الماضي لتكون بديل عن الحاضر بحجة ان ماضينا مشرق وقابل للاستنساخ وان حاضرنا بشع وغير كفؤ ليكون بديل عن الماضي.
للاسف مثل هذه الاطروحات والافكار تجد رواج كبير عند فئة واسعة من الناس بوقتنا الحالي دون ان تدرك هذه الفئة ان تفكيرها هذا دليل على فشلها وتخليها عن دورها بصنع الحضارة سواء لاسباب عقائدية او لاسباب لها علاقة بالجهل, وكذلك ما يلفت الانتباه ان مثل هذه الطروحات نجدها فقط عند العرب المسلمين ولا نجدها عند غيرنا من المسلمين ولا اعرف هنا هل السبب له علاقة بالتركيبة العقلية للعرب التي تميل دائما للبحث عن الحلول الجاهزة؟ فمقارنة بسيطة بين افكارنا وافكار غيرنا من المسلمين سنجد ان الفرق شاسع بيننا وبينهم, ففي الوقت الذي دول اسلامية غير عربية انطلقت بكل نجاح بصنع التاريخ والحضارة بما يتناسب وعصرها الحالي من دون المساس بالمقدسات الدينية نجد انفسنا نراوح بمكاننا ونحلم بدولة اسلامية على شاكلة دولة الخلافة الاسلامية بزمن الخلفاء الراشدين وكلنا نعلم ان هذه الدولة لم تكن بمفهوم الدولة لانها قامت على اساس نشر الرسالة السماوية وليس على اساس بناء اركان دولة, واذا كان لابد من العودة بالزمن فلماذا لا نختار العودة لزمن الدولة الاموية او العباسية بما كانت تحمله هاتان الدولتان من ازدهار وتقدم ونحاول اعادة امجادهما؟
للاسف مثل هذه الاطروحات والافكار تجد رواج كبير عند فئة واسعة من الناس بوقتنا الحالي دون ان تدرك هذه الفئة ان تفكيرها هذا دليل على فشلها وتخليها عن دورها بصنع الحضارة سواء لاسباب عقائدية او لاسباب لها علاقة بالجهل, وكذلك ما يلفت الانتباه ان مثل هذه الطروحات نجدها فقط عند العرب المسلمين ولا نجدها عند غيرنا من المسلمين ولا اعرف هنا هل السبب له علاقة بالتركيبة العقلية للعرب التي تميل دائما للبحث عن الحلول الجاهزة؟ فمقارنة بسيطة بين افكارنا وافكار غيرنا من المسلمين سنجد ان الفرق شاسع بيننا وبينهم, ففي الوقت الذي دول اسلامية غير عربية انطلقت بكل نجاح بصنع التاريخ والحضارة بما يتناسب وعصرها الحالي من دون المساس بالمقدسات الدينية نجد انفسنا نراوح بمكاننا ونحلم بدولة اسلامية على شاكلة دولة الخلافة الاسلامية بزمن الخلفاء الراشدين وكلنا نعلم ان هذه الدولة لم تكن بمفهوم الدولة لانها قامت على اساس نشر الرسالة السماوية وليس على اساس بناء اركان دولة, واذا كان لابد من العودة بالزمن فلماذا لا نختار العودة لزمن الدولة الاموية او العباسية بما كانت تحمله هاتان الدولتان من ازدهار وتقدم ونحاول اعادة امجادهما؟
لابد ان نتعلم من الكتاب كيف نفكر لا ان نتركه يفكر لنا, وان نفكر معه لا ان نفكر مثله











