نتانياهو والكابوس الايراني
17-03-2015, 05:15 PM
نتانياهو يعلم جيدا ان اي اتفاق يتم ابرامه بين امريكا وايران بشأن البرنامج النووي ستكون اسرائيل الخاسر الاكبر فيه لانه يدرك جيدا ان نجاح مثل هذا الاتفاق سيجعل من ايران اقوى قوة اقليمية بالمنطقة, فهو بحسه السياسي يدرك ان الكيان الشيعي الايراني هو كيان ديني وقومي متجانس ومن غير الممكن زرع الفتنة والفوضى داخل صفوفه وهو لايختلف عن التركيبه العقائدية لليهود وبعكس الكيان السني الذي لا يرعب نتانياهو على الرغم من هيمنته على السلطة بكل الدول المحيطة باسرائيل لعقود طويلة كون ان الكيان السني كيان هش تفرقه النزعات المذهبية والصراعات ومن السهل زرع الفوضى والفتنة بين صفوفه, ومن هنا لانستغرب اذا رايناه يرفض هذه المفاوضات ويستخدم كل نفوذه بالاعتماد على اللوبي اليهودي لافشالها, وبعد ان فشل باقناع اوباما بوقف المفاوضات اتجه الى الكونغرس الامريكي وبالاخص الجناح الجمهوري منه واجبره باصدار تصريح ان اي اتفاق يتم مع ايران من دون موافقة الكونغرس يعتبر اتفاق لاغي وهو تصرف مارسه الكونغرس لاول مرة بتاريخ امريكا, فليس من عادة الكونغرس يتدخل بشؤون الرئيس بالسياسة الخارجية, ومن هنا نفهم حالة الخوف والرعب التي يعيشها الكيان الصهيوني تجاه ايران خاصة وان ايران وهي تحت حصار اقتصادي عالمي خانق استطاعت ان تطور من قدراتها العسكرية والصناعية ومن دون شك مع رفع الحصار ستكون قادرة على تجاوز الجميع ووضع نفسها كمنافس قوي للكيان الصهيوني بالمنطقة.
بقى كيف نحن العرب سنتصرف, فوضعنا الحالي اصبح لا يقبل القسمة على ثلاثة وليس امامنا الا خيارين, اما ان نساند وندعم اسرائيل لافشال اي مشروع ايراني, واما ان نقبل بالوجود الايراني ليكون مصدر توازن قوى بالمنطقة وندخل مع ايران بمباحثات وتقارب بعيدا عن جو المشاحنات والتوتر الذي دفعنا ثمنه بدفع ايران للتوسع خارج اراضيها على حساب اراضينا.
قديما قال طارق ابن زياد لجيوش الاسبان الجيش امامكم والبحر وراءكم فاين المفر؟ واليوم بسبب غباء اعراب الخليج صرنا نقول اسرائيل امامكم وايران وراءكم فاين المفر؟
لابد ان نتعلم من الكتاب كيف نفكر لا ان نتركه يفكر لنا, وان نفكر معه لا ان نفكر مثله