وهل يمنعك هذا من اتباع الحق ؟.
26-01-2009, 02:34 PM
الحمد لله القائل :
وانظر إلى هِرَقْلَ لما كان من العقل والبصيرة على جانب عظيم اعتقد اتباع الضعفاء دليلا على الحق ، « فقال في جملة ما سأل أبا سفيان عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . " وسألتك عن أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم ، فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه ، وهم أتباع الرسل .
مثل ذلك قوله تعالى في سورة " هود " [ 25 - 27 ] : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ }{ أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ }{ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ } الآيات - انتهى كلامه - .
قال بن كثير - رحمه الله - :
ما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا كالباعة والحاكة وأشباههم ولم يتبعك الأشراف ولا الرؤساء منا ثم هؤلاء الذين اتبعوك لم يكن عن ترو منهم ولا فكر ولا نظر بل بمجرد ما دعوتهم أجابوك فاتبعوك ( تفسير بن كثير 2/581 ).
قال القرطبي - رحمه الله - :
قال الزجاج : نسبوهم إلى الحياكة ولم يعلموا أن الصناعات لا أثر لها في الديانة
(تفسير القرطبي).
كذلك انظر إلى جواب نوح - عليه السلام -
ولا أقول إني ملك ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني إذا لمن الظالمين (31).
وانظر كيف امر الله - سبحانه - بيه - صلى الله عليه وسلم - بقوله :
فلاحظ أخي - رعاك الله وسدد على الحق خطاك - كيف استدلوا بدليل خارج عن محل النزاع :
أولا:ما دخل تمسك الحاكة والباعة بالحق وبين صحة ذلك الحق و ما وجه الترابط بينهما .
ثانيا : الكيس اللبيب يهمه الحق أين وجد ولا يهم من تمسك به فالعبارة المشهورة : الرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال .
وكما قال علي - رضي الله عنه - : اعرف الحق تعرف أهله .
فمن صاحب العقل والفكر آلسلفيون المتمسكون بالحق من أول وهلة أم أفراخ الحزبيين وأدعياء المعتزلة والجهمية الذين أغرتهم الدنيا وزخارفها ؟؟؟.
فالكيس الفطن الذي يرجو الله والدار الآخرة يتمسك بالحق متى تبين له من غير نظر في قائله لأنه سيسأل عن ما أجاب به المرسلين كما قال - تعالى -
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران : 26]
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين القائل : إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد ( أخرجه أبوداود 4895 وصححه الألباني ).
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين القائل : إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد ( أخرجه أبوداود 4895 وصححه الألباني ).
وبعد :
فإن من علامات خذلان الله للمرء ان لا يبصره بما فيه سعادته في الدنيا والآخرة , ويغلق عليه طرق الهداية جزاءا وفاقا , ويجعله لا يفرق بين المعروف والمنكر, غير عارف لضوابط واصول معرفة الحق ,وإن مما رايته وسمعته وقراته في المنتديات قولهم : كيف وهم مطرودي المدارس وفاشلين في الحياة و لا يملكون شهادة إلا شهادة الميلاد وما أشبه ذلك من الطعون (وهم يقصدون بها طبعا السلفيين - أهل السنة والاثر -) التي تنبئ عن غباء صاحبها , وعدم توجيه نفسه لطرق هدايتها , فما أشبه الليلة بالبارحة , فنفس الطعون كانت تقال على أتباع الأنبياء من قبل بأنهم قليلو المعرفة والعلم فصدهم ذلك عن اتباع الحق والتمسك به و كأن من شرط الحق ليكون حقا أن يكون الداعي إليه من أصحاب الشهادات الدنيوية , والمراكز الرئاسية , فأصبح المعيار عند هؤلاء الجهلاء هوالشهادات .
فإن من علامات خذلان الله للمرء ان لا يبصره بما فيه سعادته في الدنيا والآخرة , ويغلق عليه طرق الهداية جزاءا وفاقا , ويجعله لا يفرق بين المعروف والمنكر, غير عارف لضوابط واصول معرفة الحق ,وإن مما رايته وسمعته وقراته في المنتديات قولهم : كيف وهم مطرودي المدارس وفاشلين في الحياة و لا يملكون شهادة إلا شهادة الميلاد وما أشبه ذلك من الطعون (وهم يقصدون بها طبعا السلفيين - أهل السنة والاثر -) التي تنبئ عن غباء صاحبها , وعدم توجيه نفسه لطرق هدايتها , فما أشبه الليلة بالبارحة , فنفس الطعون كانت تقال على أتباع الأنبياء من قبل بأنهم قليلو المعرفة والعلم فصدهم ذلك عن اتباع الحق والتمسك به و كأن من شرط الحق ليكون حقا أن يكون الداعي إليه من أصحاب الشهادات الدنيوية , والمراكز الرئاسية , فأصبح المعيار عند هؤلاء الجهلاء هوالشهادات .
لكن من فقه كتاب ربه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - واصغى إلى حججه تبين زيف تلك الدعاوي مع أنها لا تستحق ان تذكر , وغير جديرة بأن تسطر , لكن هدفي من هذه الكلمات أن ابين التشابه بين قولهم هذا وقول سابقيهم ولكل قوم وارث .
جاء في رسالة من رسائل الشيخ - محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - المسماة بمسائل الجاهلية التي خالف فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اهل الجاهلية منبها على هذه المسألة العظيمة قوله :
الحادية عشرة
الاستدلال على بطلان الشيء بأخذ الضعفاء به ، وضعف فهم من أخذ به ، على ما يدل عليه قول قوم نوح له كما حكاه عنهم الكتاب الكريمقال تعالى في سورة " الشعراء " [ 105 - 115 ] : { كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ }{ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ }{ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ }{ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ }{ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ }{ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ }{ قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ }{ قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }{ إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ }{ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ }{ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ } .
فانظر إلى قوم نوح كيف استنكفوا من اتباع نبيهم لسبب اتباع الضعفاء له ، وذلك لكون مطمح أنظارهم الدنيا ، وإلا لو كانت الآخرة همهم لاتبعوا الحق أينما وجدوه ، ولكن لجاهليتهم أعرضوا عن الحق لاتباع شهواتهم .
فانظر إلى قوم نوح كيف استنكفوا من اتباع نبيهم لسبب اتباع الضعفاء له ، وذلك لكون مطمح أنظارهم الدنيا ، وإلا لو كانت الآخرة همهم لاتبعوا الحق أينما وجدوه ، ولكن لجاهليتهم أعرضوا عن الحق لاتباع شهواتهم .
وانظر إلى هِرَقْلَ لما كان من العقل والبصيرة على جانب عظيم اعتقد اتباع الضعفاء دليلا على الحق ، « فقال في جملة ما سأل أبا سفيان عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . " وسألتك عن أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم ، فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه ، وهم أتباع الرسل .
مثل ذلك قوله تعالى في سورة " هود " [ 25 - 27 ] : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ }{ أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ }{ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ } الآيات - انتهى كلامه - .
قال بن كثير - رحمه الله - :
ما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا كالباعة والحاكة وأشباههم ولم يتبعك الأشراف ولا الرؤساء منا ثم هؤلاء الذين اتبعوك لم يكن عن ترو منهم ولا فكر ولا نظر بل بمجرد ما دعوتهم أجابوك فاتبعوك ( تفسير بن كثير 2/581 ).
قال القرطبي - رحمه الله - :
قال الزجاج : نسبوهم إلى الحياكة ولم يعلموا أن الصناعات لا أثر لها في الديانة
(تفسير القرطبي).
كذلك انظر إلى جواب نوح - عليه السلام -
ولا أقول إني ملك ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني إذا لمن الظالمين (31).
وانظر كيف امر الله - سبحانه - بيه - صلى الله عليه وسلم - بقوله :
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً [الكهف : 28]
فلاحظ أخي - رعاك الله وسدد على الحق خطاك - كيف استدلوا بدليل خارج عن محل النزاع :
أولا:ما دخل تمسك الحاكة والباعة بالحق وبين صحة ذلك الحق و ما وجه الترابط بينهما .
ثانيا : الكيس اللبيب يهمه الحق أين وجد ولا يهم من تمسك به فالعبارة المشهورة : الرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال .
وكما قال علي - رضي الله عنه - : اعرف الحق تعرف أهله .
فمن صاحب العقل والفكر آلسلفيون المتمسكون بالحق من أول وهلة أم أفراخ الحزبيين وأدعياء المعتزلة والجهمية الذين أغرتهم الدنيا وزخارفها ؟؟؟.
فالكيس الفطن الذي يرجو الله والدار الآخرة يتمسك بالحق متى تبين له من غير نظر في قائله لأنه سيسأل عن ما أجاب به المرسلين كما قال - تعالى -
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ [القصص : 65]
أسأل الله أن يهدينا ويبصرنا بعيوبنا وأن يرحمنا ويغفر لنا .
كتبه : أخوكم في الله
من مواضيعي
0 وقفة مع بعض مظاهر الخلل في منهج التلقي
0 الاختلاف والافتراق .. أخطاء يجب تصحيحها
0 الحركات الإسلامية .. تجاوزات وأخطاء
0 عقيدة التوحيد ... من الرسل إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -
0 السلفيون هم العقلانيون
0 أركان العبادة ( المحبة - الخوف - الرجاء )
0 الاختلاف والافتراق .. أخطاء يجب تصحيحها
0 الحركات الإسلامية .. تجاوزات وأخطاء
0 عقيدة التوحيد ... من الرسل إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -
0 السلفيون هم العقلانيون
0 أركان العبادة ( المحبة - الخوف - الرجاء )
التعديل الأخير تم بواسطة kalimat haq ; 26-01-2009 الساعة 02:54 PM









