- العرب وفقدان غريزة "البقاء"...وغياب الاحساس بالخطر "الوجودي"؟
06-06-2008, 09:24 PM
السلام عليكم ...
- أود اليوم أن افتح موضوع للمناقشة مع اعضاء المنتدى حول قضية مهمة جدا ....تتعلق بالوجود ، وضرورة الحفاظ على البقاء وصيانة "الوجود الكياني" للعرب كأمة وكوحدة سياسية حضارية ، ذات تاريخ مشترك على مدار ما يزيد 14 قرنا عاشت خلاله فترات من الصعود والهبوط ، وأمة العرب اليوم عائدة من نفق مظلم استمر لقرون كاد أن يقضي على هذه الأمة وجودا وكيانا .....بل مرت بمرحلة كانت بأسرها تحت سيادة وسيطرة المحتل ....الذي استعبد بشرها واستنزف خيراتها ....واستأثر لنفسه من دونها بما حبا الله ارض وامة العرب من خيرات وميزات لم تؤتى لغيرها من الأمم....
-من الممكن أن يذهب اصحاب التفسير الديني ، الى القول بأن هذا التساؤل لا يصح أن يطرح ، لأن الله هو الحاكم المدبر والقادر ومشيئة الله نافذة ....ولا يلزمنا نحن أن نحتار أو نفكر أو نجهد عقولنا واذهاننا في قضايا مستقبلية هي في حكم الغيب أي في علم الله سبحانه وتعالى.....نقول هذا صحيح تماما ، بل وحتى الفترة الطويلة لسقوط امة العرب وانحطاطها ،الى درجة تحقق قابليتها للاستعمار ....لا يخرج عن مشيئة وقدر الله وقضائه ،...الله سبحانه وتعالى أعطى الانسان العقل وسخر له الكون ليتدبره ويعمره ويستخلف فيه ، ويعبد الله سبحلانه وتعالى.....ويطلب منا في أكثر من آية التفكر والتدبر والتعقل...في اسرار الكون وآيات الله ونواميسه فيما خلق ....وقد قطع الشك باليقين فيما معنى الآية الكريمة "....هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ..."
- في الحقيقة نظرية "الصراع من اجل البقاء" ليست وليدة العصر الحديث بل وجدت مع نزول الانسان على الأرض وهي "السر" الذي ضمن له البقاء والاستمرار ، ....ويوصف الانسان ب"الاجتماعي" لأنه يفضل ان يعيش في مجتمع متناسق ومتضامن ومتعاون ويحمي نفسه بنفسه .....وعندما استعمر الانسان الكون واخضعه لارداته تكاثرت الجماعات البشرية واختلفت وتناقضت مصالحها ، ....كانت نفس النظرية الوجودية الغريزية وراء نشوب صراعات وحروب طاحنة بين مختلف الجماعات ....فعرف المجتمع البشري منذ الأزل حروب مستمرة ،.....ولم تمر معصر بشري واحد دون أن تكون هناك حرب مشتعلة في منطقة "ما" ، هدفها السيطرة والاخضاع وأهم "سبب" ودافع لنشوب الحروب هو "السيطرة على "الموارد" ،واحيانا تتخذ هذا الدافع سبب ديني أو حضاري أو أي عامل آخر....ولكن العامل الحقيقي الي يدفع "لنشوب الحروب المدمرة" هو الصراع على الموارد الاقتصادية لأن من يسيطر على الموارد ( الأراضي الزراعية الواسعة والخصبة - كنوز الأرض بمختلف أنواعها - البشر واستغلالهم - التجارة - طرق الاتصال ، بل أحيانا حتى تجارب ومعارف الأمة المغلوبة تتم سرقتها...الخ )..
- منذ ما يزيد عن 20 الى 50 سنة كان الحديث عن "الصراع من أجل البقاء " ، عبارة عن استشراف للمستقبل ، وحديث ترف ولا يوجد أي حماس له في العالم العربي والاسلامي ...بينما في العالم الغربي كانت الخطط توضع والسيناريوهات توضع تحت المحك والخطط تعد ، وتنتظر لحظة الصفر للتنفيذ ، .....وها الأمر بدأ التفكير فيه منذ اكتشاف اسرار البترول ، كمصدر للطاقة ...بحيث أصبحت القوى العظمى تسعى للسيطرى على أي قطرة "نفط" بأي أرض كانت وتحت سيادة أي جنس بشري كان....وانحصر الصراع حول ذلك بين القوى الكبرى ....ورعاية من الله ورحمة منه بالعرب الضعفاء ، كان ارضهم مكمن لهذه الطاقة والثروة الهائلة ....فتداعت اليهم القوى الكبرى ، وسيطرة على اراضيهم وقرارهم وقامت الشركات الكبرى باستغلال هذه الثروة ، والاستئثار بها ....ووضع معادلات وتوازنات تتماشى مع مصلحة شعوبها ورفاهيتها ....
-ومع ظهور النهضة العربية والمد القومي والحداثة وانتشار التعليم وابتعاث البعثات الدراسية الى جامعات الغرب ....وظهور نخب فكرية متنورة أدركت خلل المعادلات وعدم توازنها ...واسست لنضال يهدف الى اعادة التوازن ...وضرورة التحديث ، والأخذ بأسباب القوة المتمثلة بالعيون الثلاثة "علم وتعليم " و "عدل وعدالة " و "عمل وكد وجهد واجتهاد" ...بل وتطلعت الى اهداف كبيرة جدا تتمثل في السعي لأن يكون العرب هم اسياد ثرواتهم واراضيهم ، ....ويتمكنوا من التحكم في مصيرهم ومستقبلهم ،...ودامت هذ الحركة الى غاية النصف الثاني من القرن العشرين ليعرف العالم العربي "ردة" غير متوقعة نحو "التدين المتطرف" الذي اصاب كل الجهود في مقتل ، وأوقف عجلة التحديث والتطوير ...وفتح صراع تناحري بين مكونات المجتمع العربي ،بطريقة اجهضت كل "أمل" في اعادة اشعال "شعلة" التحرر من ربقة الأجنبي للانطلاق بها من جديد .....بل والأدهى وألأمر ان هذا "الصراع الذاتي" اصبح هو الشغل الشاغل للمجتمع العربي،...بين الاتجاه الديني ، والاتجاه العلماني ،...فأنسى هذا الصراع الطرفين عن الاشتغال بالصراع الحقيقي ...وخاصة "صراع الموارد"..... وتقريبا كل الحروب التي شنت انطلاقا من النصف الثاني من القرن العشرين كانت "حروب" موارد وسيطرة فبداية من حرب 56 للسيطرة على قناة السويس ونجحت مصر في الانتصار فيها ...وحرب 67 التي وفرت لاسرائيل موارد مائية كافية لمشروعها الاقتصادي وخاصة السيطرة على بحيرة طبرية ومياه نهر الأردن،وموارد المياه الوفيرة في اراضي الضفة الغربية التي انقذتها واقتصادها من النفوق "عطشا"....وهي تتحرش من حين للآخر بجنوب لبنان ...وجنوب السودان ...وعينها في ذلك على مياه نهر الليطاني في جنوب لبنان ...ولي ذراع مصر بالسيطرة على منابع النيل في شرق افريقيا وابتزازها بعد ذلك لتحصل على "حصة" من مياه نهر "النيل"....
- ثم تأتي حرب "الخليج" الأولى بين ايران والعراق والتي دفع الغرب وخاصة الو-م-أ تكاليف ورسوم اندلاعها للطرفين على حد سواء... ثم رعايتها لتستمر أطول مدة ممكنة .....وعندما سئل مسؤول أمريكي عن تفضيله لمن يكون الانتصار في هذه الحرب : رد قائلا : هذه الحرب بالذات تريد منها الو-م-أ ، منهزمين وخاسرين اثنين وليس بأي حال من الأحوال ،منهزم ومنتصر .....لأن "الثروة النفطية في الخليج " لا يؤتمن عليها من أي طرف من الطرفين ...في حين أن كل من ايراتن والعراق كان يمني نفسه بأن يكون "دركي الخليج" والفائز بجائزة كعكة "النفط"...لقد انهزمت ايران ودمرت وتكبدت ملايين القتلى ..وانتصر العراق ولكن الى حين ....لتتكلف "أمريكا بنفسها" باعادة الأمور الى ما كانت عليه الخطة منذ البداية أي التخلص من القوتين الاقليميتين ايران والعراق ..لأنهما القادرتين على السيطرة عسكريا على منابع النفط ، ويمثلان تهديدا جديا وفعليا لدولة اسرائيل.....
- ثم تتأزم الأوضاع وتجف معظم آبار النفط في الآسكا وبحر الشمال ...والبقية لم يبقى في عمرها الافتراضي الا عقد أو عقديم من الزمن.....مما جعل من تنفيذ "خطة" السيطرة على منابع النفط العربي ، مسألة مستعجلة جدا وخاصة في ظل صعود الصين والهند وقوى جنوب شرق آسيا ......وانفتاح شهيتها وقوتها اتجاه النفط ...فكان لابد من سلسلة من الحروب التي تسمح للولايات المتحدة الأمريكية بالسيطرة على "بقية" النفط في الأرض لأنه الحل الوحيد الذي سيضمن استمرار سيطرتها وتفوقها كامبراطورية أولى في هذا العالم ....
- ليتفاجأ العالم ب 11/9/2001 والهجومات على الو-م-أ...مما وفر ذريعة شرعية و(حادثة مروحة) جديدة لاحتلال بلدين لهما أهمية كبيرة جدا فيما يخص منابع وطرق توزيع النفط ..الأول افغانستان ونفط بحر قزوين حيث يمثل السيطرة على شمال افغانستان، الذي كان تحت سيطرة القائد الشاه مسعود ، صاحب العلاقات المميزة مع فرنسا و فشلت الطالبان من هزيمته وبسط السيطرة على هذا الجزء المهم جدا باعتباره ، ممرا لأنابيب النفط من ارض القوقاز واذربيجان...نحو بحر قزوين لتسويقه ...وفشل الطالبان كان ايذانا بانتهاء دورها ...وضرورة تحييدها رغم نجاح حليفهالا بن لادن من التخلص من الشاه مسعود .....فتم غزو هذا البلد مرة واحدة ، وأخذ الجيش الأمريكي الأمر بيده مباشرة على الأرض......
- ثانيا العراق : حيث الكل يعرف الآن ان الحرب كانت حرب "نفط" وليست حرب تحرير أو اسلحة دمار شامل ولا نشر الديموقراطية ...بل حرب السيطرة على منايع النفط مباشرة في الخليج العربي ، ....وتنفيذا لخطة وضعت منذ "حركة المقاطعة" التي استعمنلها العرب للضغط على الأمريكيين والغرب بصفة عامة....فنفذت الخطة واحتلت امريكا العراق وسيطرة على منابع النفط مما يضمن لها وضع افضل ....وعمر جديد ...لأن امريكا عبارة عن "حيوان متوحش تقوم حياته ومماتها على النفط"
-ولتأتي بعد ذلك صراعات .....وحركات ارهابية منسوبة للقاعدة ، ومعارضات انفصالية موالية للغرب ..كلها تشترك في خاصية واحدة وهي نشاطها في مناطق تحتوي على احتياط ومخزون من النفط: ورأينا ذلك في منطقة دلتا النيجر بنيجيريا ومنطقة البحيرات الكبرة بوسط وغرب افريقيا ....الجزائر وجنوب الصحراء ودول الساحل...دارفور وغرب السودان....
- إن المتتبع لهذه الصراعات والحروب فكلها عبارة عن صراعات على الموارد أي تعتبر بدايات "للحرب" الكبرى المتوقعة ، والتي ستنفجر بسبب انحسار وندرة النفط واقتراب نضوبها......وهي حرب لا مفر منها على الاطلاق لأنه لحد الآن لا يوجد بديل جدي كمصدر للطاقة يعوض "النفط"،...وأزمة الغذاء العالمي الحالية هي مظهر من مظاهر هذه الحرب فارتفاع اسعار النفط التي وصلت الى حدود130 دولارا للبرميل دفعت الدول المصنعة والمستهلكة والزراعية الى الرد بطريقتها الخاصة أي رفع اسعار السلع والمنتجات الصناعية ....والتوجه الى مصدر بديل للطاقة وهو "البنزين العضوي "المستخلص من الذرى وقصب السكر وغيرها من المواد العضوية الزراعية....وهذا ماخلق "ازمة غذاء عالمية" خطيرة جدا ،حيث سقط من جراءها قتلى وجرحى في بعض البلدان وبلدان أخرى تعيش غليان شعبي يهدد بتغييرات جذرية على المدى المتوسط والبعيد....
- كل الشعوب والأمم لها حاسة التحسس بالخطر الوجودي.....أو "غريزة البقاء"،حيث تكون واعية ونجد ذلك في موقف الشعب الأمريكي والمواطن الغربي بصفة عامة ....حيث الكل كان على قناعة بأن تلك الحرب كانت غير شرعية وهي لا أخلاقية" ولكن يدركون أيضا أنها حرب ستمكنهم من السيطرة على منابع النفط ، أي هي ضرورية لاستمرار رفاهيتهم ودوام طرازهم المعيشي ...وبالتالي أيدوها ،واعادوا انتخاب بوش وبلير لفترة انتخابية جديدة .....يبقى فقط الشعب العربي هو من فقد حاسة تحسس بالخطر على "الوجود" والبقاء ، ....فالجماهير العربية اليوم تعيش في واد من التيه وفقدان الوعي وضياع البوصلة.....بحيث يتولى قيادتها الديكتاتوريين والقادة الدينيين ...وتسيطر على اهتماماتها قضايا جانبية تافهة جدا...ويغلب على سلوكها الاستهلاك ثم الاستهلاك ثم الاستهلاك، وليس لها أي دور أو مساهمة جدية وفعلية في الحضارة البشرية الحالية التي تعتمد على العلم والعقل والمعرفة والبحث والفكر....بينما هي تابعة وامعة ومكملة لغيرها فيما يخص مصالحها واعدائها واصدقائها...فكل حروبها هي حروب "غيرها" ... وحتى صراعاتها الداخلية يتم اشعالها خدمة لأطراف أخرى خارجية عنها......
- ثم نتساْل متى ينتبه الوعي العربي والضمير الجمعي للآمة العربية لمستقبله ، وطموحاته ومصالحه ومتى يدرك الأخطار التي تحدق به مباشرة وهي قاب قوسين أو أدنى...بحيث القرار على ثرواته وخاصة "النفط" قد اعيد انتزاعه منه بعد ثورات التأميم الوطنية بمختلف الأساليب والألاعيب القذرة ...وأمنه وأمن حدوده وسيادته لم يعد لها معنى الا بموافقة ورغبة "الآخر"......وأمنه الغذائي اصبح في خبر كان.....واذا لم ينتبه فانه سينهض ذات صباح متأخرا كعادته ، ويجد العالم قد تغير الى الأبد وتم اعتماد طرق وشرائع جديدة فرضتها نظرية الصراع من "أجل البقاء".....بحيث يحكم عليه نهائيا ب"الانقراض" لأن الأرض لم تعد تسع الكل ...وبما أن النظرية تقول البقاء "للأقوى والأصلح والأفضل " فان الضعفاء لابد عليهم أن ينقرضوا ويدعوا المجال للأقوى....
- أود اليوم أن افتح موضوع للمناقشة مع اعضاء المنتدى حول قضية مهمة جدا ....تتعلق بالوجود ، وضرورة الحفاظ على البقاء وصيانة "الوجود الكياني" للعرب كأمة وكوحدة سياسية حضارية ، ذات تاريخ مشترك على مدار ما يزيد 14 قرنا عاشت خلاله فترات من الصعود والهبوط ، وأمة العرب اليوم عائدة من نفق مظلم استمر لقرون كاد أن يقضي على هذه الأمة وجودا وكيانا .....بل مرت بمرحلة كانت بأسرها تحت سيادة وسيطرة المحتل ....الذي استعبد بشرها واستنزف خيراتها ....واستأثر لنفسه من دونها بما حبا الله ارض وامة العرب من خيرات وميزات لم تؤتى لغيرها من الأمم....
-من الممكن أن يذهب اصحاب التفسير الديني ، الى القول بأن هذا التساؤل لا يصح أن يطرح ، لأن الله هو الحاكم المدبر والقادر ومشيئة الله نافذة ....ولا يلزمنا نحن أن نحتار أو نفكر أو نجهد عقولنا واذهاننا في قضايا مستقبلية هي في حكم الغيب أي في علم الله سبحانه وتعالى.....نقول هذا صحيح تماما ، بل وحتى الفترة الطويلة لسقوط امة العرب وانحطاطها ،الى درجة تحقق قابليتها للاستعمار ....لا يخرج عن مشيئة وقدر الله وقضائه ،...الله سبحانه وتعالى أعطى الانسان العقل وسخر له الكون ليتدبره ويعمره ويستخلف فيه ، ويعبد الله سبحلانه وتعالى.....ويطلب منا في أكثر من آية التفكر والتدبر والتعقل...في اسرار الكون وآيات الله ونواميسه فيما خلق ....وقد قطع الشك باليقين فيما معنى الآية الكريمة "....هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ..."
- في الحقيقة نظرية "الصراع من اجل البقاء" ليست وليدة العصر الحديث بل وجدت مع نزول الانسان على الأرض وهي "السر" الذي ضمن له البقاء والاستمرار ، ....ويوصف الانسان ب"الاجتماعي" لأنه يفضل ان يعيش في مجتمع متناسق ومتضامن ومتعاون ويحمي نفسه بنفسه .....وعندما استعمر الانسان الكون واخضعه لارداته تكاثرت الجماعات البشرية واختلفت وتناقضت مصالحها ، ....كانت نفس النظرية الوجودية الغريزية وراء نشوب صراعات وحروب طاحنة بين مختلف الجماعات ....فعرف المجتمع البشري منذ الأزل حروب مستمرة ،.....ولم تمر معصر بشري واحد دون أن تكون هناك حرب مشتعلة في منطقة "ما" ، هدفها السيطرة والاخضاع وأهم "سبب" ودافع لنشوب الحروب هو "السيطرة على "الموارد" ،واحيانا تتخذ هذا الدافع سبب ديني أو حضاري أو أي عامل آخر....ولكن العامل الحقيقي الي يدفع "لنشوب الحروب المدمرة" هو الصراع على الموارد الاقتصادية لأن من يسيطر على الموارد ( الأراضي الزراعية الواسعة والخصبة - كنوز الأرض بمختلف أنواعها - البشر واستغلالهم - التجارة - طرق الاتصال ، بل أحيانا حتى تجارب ومعارف الأمة المغلوبة تتم سرقتها...الخ )..
- منذ ما يزيد عن 20 الى 50 سنة كان الحديث عن "الصراع من أجل البقاء " ، عبارة عن استشراف للمستقبل ، وحديث ترف ولا يوجد أي حماس له في العالم العربي والاسلامي ...بينما في العالم الغربي كانت الخطط توضع والسيناريوهات توضع تحت المحك والخطط تعد ، وتنتظر لحظة الصفر للتنفيذ ، .....وها الأمر بدأ التفكير فيه منذ اكتشاف اسرار البترول ، كمصدر للطاقة ...بحيث أصبحت القوى العظمى تسعى للسيطرى على أي قطرة "نفط" بأي أرض كانت وتحت سيادة أي جنس بشري كان....وانحصر الصراع حول ذلك بين القوى الكبرى ....ورعاية من الله ورحمة منه بالعرب الضعفاء ، كان ارضهم مكمن لهذه الطاقة والثروة الهائلة ....فتداعت اليهم القوى الكبرى ، وسيطرة على اراضيهم وقرارهم وقامت الشركات الكبرى باستغلال هذه الثروة ، والاستئثار بها ....ووضع معادلات وتوازنات تتماشى مع مصلحة شعوبها ورفاهيتها ....
-ومع ظهور النهضة العربية والمد القومي والحداثة وانتشار التعليم وابتعاث البعثات الدراسية الى جامعات الغرب ....وظهور نخب فكرية متنورة أدركت خلل المعادلات وعدم توازنها ...واسست لنضال يهدف الى اعادة التوازن ...وضرورة التحديث ، والأخذ بأسباب القوة المتمثلة بالعيون الثلاثة "علم وتعليم " و "عدل وعدالة " و "عمل وكد وجهد واجتهاد" ...بل وتطلعت الى اهداف كبيرة جدا تتمثل في السعي لأن يكون العرب هم اسياد ثرواتهم واراضيهم ، ....ويتمكنوا من التحكم في مصيرهم ومستقبلهم ،...ودامت هذ الحركة الى غاية النصف الثاني من القرن العشرين ليعرف العالم العربي "ردة" غير متوقعة نحو "التدين المتطرف" الذي اصاب كل الجهود في مقتل ، وأوقف عجلة التحديث والتطوير ...وفتح صراع تناحري بين مكونات المجتمع العربي ،بطريقة اجهضت كل "أمل" في اعادة اشعال "شعلة" التحرر من ربقة الأجنبي للانطلاق بها من جديد .....بل والأدهى وألأمر ان هذا "الصراع الذاتي" اصبح هو الشغل الشاغل للمجتمع العربي،...بين الاتجاه الديني ، والاتجاه العلماني ،...فأنسى هذا الصراع الطرفين عن الاشتغال بالصراع الحقيقي ...وخاصة "صراع الموارد"..... وتقريبا كل الحروب التي شنت انطلاقا من النصف الثاني من القرن العشرين كانت "حروب" موارد وسيطرة فبداية من حرب 56 للسيطرة على قناة السويس ونجحت مصر في الانتصار فيها ...وحرب 67 التي وفرت لاسرائيل موارد مائية كافية لمشروعها الاقتصادي وخاصة السيطرة على بحيرة طبرية ومياه نهر الأردن،وموارد المياه الوفيرة في اراضي الضفة الغربية التي انقذتها واقتصادها من النفوق "عطشا"....وهي تتحرش من حين للآخر بجنوب لبنان ...وجنوب السودان ...وعينها في ذلك على مياه نهر الليطاني في جنوب لبنان ...ولي ذراع مصر بالسيطرة على منابع النيل في شرق افريقيا وابتزازها بعد ذلك لتحصل على "حصة" من مياه نهر "النيل"....
- ثم تأتي حرب "الخليج" الأولى بين ايران والعراق والتي دفع الغرب وخاصة الو-م-أ تكاليف ورسوم اندلاعها للطرفين على حد سواء... ثم رعايتها لتستمر أطول مدة ممكنة .....وعندما سئل مسؤول أمريكي عن تفضيله لمن يكون الانتصار في هذه الحرب : رد قائلا : هذه الحرب بالذات تريد منها الو-م-أ ، منهزمين وخاسرين اثنين وليس بأي حال من الأحوال ،منهزم ومنتصر .....لأن "الثروة النفطية في الخليج " لا يؤتمن عليها من أي طرف من الطرفين ...في حين أن كل من ايراتن والعراق كان يمني نفسه بأن يكون "دركي الخليج" والفائز بجائزة كعكة "النفط"...لقد انهزمت ايران ودمرت وتكبدت ملايين القتلى ..وانتصر العراق ولكن الى حين ....لتتكلف "أمريكا بنفسها" باعادة الأمور الى ما كانت عليه الخطة منذ البداية أي التخلص من القوتين الاقليميتين ايران والعراق ..لأنهما القادرتين على السيطرة عسكريا على منابع النفط ، ويمثلان تهديدا جديا وفعليا لدولة اسرائيل.....
- ثم تتأزم الأوضاع وتجف معظم آبار النفط في الآسكا وبحر الشمال ...والبقية لم يبقى في عمرها الافتراضي الا عقد أو عقديم من الزمن.....مما جعل من تنفيذ "خطة" السيطرة على منابع النفط العربي ، مسألة مستعجلة جدا وخاصة في ظل صعود الصين والهند وقوى جنوب شرق آسيا ......وانفتاح شهيتها وقوتها اتجاه النفط ...فكان لابد من سلسلة من الحروب التي تسمح للولايات المتحدة الأمريكية بالسيطرة على "بقية" النفط في الأرض لأنه الحل الوحيد الذي سيضمن استمرار سيطرتها وتفوقها كامبراطورية أولى في هذا العالم ....
- ليتفاجأ العالم ب 11/9/2001 والهجومات على الو-م-أ...مما وفر ذريعة شرعية و(حادثة مروحة) جديدة لاحتلال بلدين لهما أهمية كبيرة جدا فيما يخص منابع وطرق توزيع النفط ..الأول افغانستان ونفط بحر قزوين حيث يمثل السيطرة على شمال افغانستان، الذي كان تحت سيطرة القائد الشاه مسعود ، صاحب العلاقات المميزة مع فرنسا و فشلت الطالبان من هزيمته وبسط السيطرة على هذا الجزء المهم جدا باعتباره ، ممرا لأنابيب النفط من ارض القوقاز واذربيجان...نحو بحر قزوين لتسويقه ...وفشل الطالبان كان ايذانا بانتهاء دورها ...وضرورة تحييدها رغم نجاح حليفهالا بن لادن من التخلص من الشاه مسعود .....فتم غزو هذا البلد مرة واحدة ، وأخذ الجيش الأمريكي الأمر بيده مباشرة على الأرض......
- ثانيا العراق : حيث الكل يعرف الآن ان الحرب كانت حرب "نفط" وليست حرب تحرير أو اسلحة دمار شامل ولا نشر الديموقراطية ...بل حرب السيطرة على منايع النفط مباشرة في الخليج العربي ، ....وتنفيذا لخطة وضعت منذ "حركة المقاطعة" التي استعمنلها العرب للضغط على الأمريكيين والغرب بصفة عامة....فنفذت الخطة واحتلت امريكا العراق وسيطرة على منابع النفط مما يضمن لها وضع افضل ....وعمر جديد ...لأن امريكا عبارة عن "حيوان متوحش تقوم حياته ومماتها على النفط"
-ولتأتي بعد ذلك صراعات .....وحركات ارهابية منسوبة للقاعدة ، ومعارضات انفصالية موالية للغرب ..كلها تشترك في خاصية واحدة وهي نشاطها في مناطق تحتوي على احتياط ومخزون من النفط: ورأينا ذلك في منطقة دلتا النيجر بنيجيريا ومنطقة البحيرات الكبرة بوسط وغرب افريقيا ....الجزائر وجنوب الصحراء ودول الساحل...دارفور وغرب السودان....
- إن المتتبع لهذه الصراعات والحروب فكلها عبارة عن صراعات على الموارد أي تعتبر بدايات "للحرب" الكبرى المتوقعة ، والتي ستنفجر بسبب انحسار وندرة النفط واقتراب نضوبها......وهي حرب لا مفر منها على الاطلاق لأنه لحد الآن لا يوجد بديل جدي كمصدر للطاقة يعوض "النفط"،...وأزمة الغذاء العالمي الحالية هي مظهر من مظاهر هذه الحرب فارتفاع اسعار النفط التي وصلت الى حدود130 دولارا للبرميل دفعت الدول المصنعة والمستهلكة والزراعية الى الرد بطريقتها الخاصة أي رفع اسعار السلع والمنتجات الصناعية ....والتوجه الى مصدر بديل للطاقة وهو "البنزين العضوي "المستخلص من الذرى وقصب السكر وغيرها من المواد العضوية الزراعية....وهذا ماخلق "ازمة غذاء عالمية" خطيرة جدا ،حيث سقط من جراءها قتلى وجرحى في بعض البلدان وبلدان أخرى تعيش غليان شعبي يهدد بتغييرات جذرية على المدى المتوسط والبعيد....
- كل الشعوب والأمم لها حاسة التحسس بالخطر الوجودي.....أو "غريزة البقاء"،حيث تكون واعية ونجد ذلك في موقف الشعب الأمريكي والمواطن الغربي بصفة عامة ....حيث الكل كان على قناعة بأن تلك الحرب كانت غير شرعية وهي لا أخلاقية" ولكن يدركون أيضا أنها حرب ستمكنهم من السيطرة على منابع النفط ، أي هي ضرورية لاستمرار رفاهيتهم ودوام طرازهم المعيشي ...وبالتالي أيدوها ،واعادوا انتخاب بوش وبلير لفترة انتخابية جديدة .....يبقى فقط الشعب العربي هو من فقد حاسة تحسس بالخطر على "الوجود" والبقاء ، ....فالجماهير العربية اليوم تعيش في واد من التيه وفقدان الوعي وضياع البوصلة.....بحيث يتولى قيادتها الديكتاتوريين والقادة الدينيين ...وتسيطر على اهتماماتها قضايا جانبية تافهة جدا...ويغلب على سلوكها الاستهلاك ثم الاستهلاك ثم الاستهلاك، وليس لها أي دور أو مساهمة جدية وفعلية في الحضارة البشرية الحالية التي تعتمد على العلم والعقل والمعرفة والبحث والفكر....بينما هي تابعة وامعة ومكملة لغيرها فيما يخص مصالحها واعدائها واصدقائها...فكل حروبها هي حروب "غيرها" ... وحتى صراعاتها الداخلية يتم اشعالها خدمة لأطراف أخرى خارجية عنها......
- ثم نتساْل متى ينتبه الوعي العربي والضمير الجمعي للآمة العربية لمستقبله ، وطموحاته ومصالحه ومتى يدرك الأخطار التي تحدق به مباشرة وهي قاب قوسين أو أدنى...بحيث القرار على ثرواته وخاصة "النفط" قد اعيد انتزاعه منه بعد ثورات التأميم الوطنية بمختلف الأساليب والألاعيب القذرة ...وأمنه وأمن حدوده وسيادته لم يعد لها معنى الا بموافقة ورغبة "الآخر"......وأمنه الغذائي اصبح في خبر كان.....واذا لم ينتبه فانه سينهض ذات صباح متأخرا كعادته ، ويجد العالم قد تغير الى الأبد وتم اعتماد طرق وشرائع جديدة فرضتها نظرية الصراع من "أجل البقاء".....بحيث يحكم عليه نهائيا ب"الانقراض" لأن الأرض لم تعد تسع الكل ...وبما أن النظرية تقول البقاء "للأقوى والأصلح والأفضل " فان الضعفاء لابد عليهم أن ينقرضوا ويدعوا المجال للأقوى....
من مواضيعي
0 بوتفليقة قد يسمح بمنح "الاعتماد" :لحركة طالبان الجزائر
0 كيف قضى فتى زموري"حمزة بلعربي"..نحبه: قتل خطأ او"تعسف بوليسي"؟
0 الطيار الجزائري"لطفي رايسي":يحصّل تعويضا من "بريطانيا "قضية(9/11
0 بين "الهويّة البيومتريّة"؟ وفحص.....؟ والحصار؟..ينحصر "الخيار"؟
0 خواطر دييغو....
0 الطّاهر وطّار:لوتعلمون مدى توغل "حزب فرنسا" في الجزائر لأصبتم بخيبة كبيرة
0 كيف قضى فتى زموري"حمزة بلعربي"..نحبه: قتل خطأ او"تعسف بوليسي"؟
0 الطيار الجزائري"لطفي رايسي":يحصّل تعويضا من "بريطانيا "قضية(9/11
0 بين "الهويّة البيومتريّة"؟ وفحص.....؟ والحصار؟..ينحصر "الخيار"؟
0 خواطر دييغو....
0 الطّاهر وطّار:لوتعلمون مدى توغل "حزب فرنسا" في الجزائر لأصبتم بخيبة كبيرة
التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبد الكريم ; 06-06-2008 الساعة 09:50 PM








