تسجيل الدخول

السلام عليكم
إخوتي يعتبر موضوع المافيا السياسية-المالية من بين المواضيع التي ما زالت غامضة بالرغم من استعمال هذا المصطلح في كل وقت وفي كل مكان، وحتى تتبلور النظرة إلى هذه المافيا إرتأيت تناول هذا الموضوع معكم... وتتمثل إشكاليته في بعض الأسئلة التي لا بدّ من الإجابة عليها وإلا فإننا نتكلم عن غير موجود:
وأول ما أبدأ به هو أن أول من أطلق هذا المصطلح هو الرئيس المغتال بوضياف، ولا شك في أنه كان في قلب السلطة، أين رأى رأي العين فتأكد له وجود هذه المافيا السياسية-المالية بما لا يدع مجالاً للشك لديه.
فالمقصود بهذه المافيا؟
وهل هي السلطة أم السلطة أداتها؟
وهل هي متواجدة في السلطة فقط أم أنها متواجدة في الأحزاب والجمعيات و... أيضاً؟
ما علاقتها بالنفوذ الأجنبي الفرنسي والإنجليزي والأمريكي؟
وما هي أهداف هذه المافيا؟
وكيف تعمل؟
....إلخ من الأسئلة التي أردت أن نتشارك في الإجابة عنها.
والسلام عليكم

يرجع تاريخ كلمة المافيا إلى القرن الثالث عشر مع الغزو الفرنسي لأراضي صقلية عام 1282م ، حيث تكونت في هذه الجزيرة منظمة سرية لمكافحة الغزاة الفرنسيين كان شعارها : Morte Alla Francia Italia Anelia ويعني (موت الفرنسيين هو صرخة إيطاليا) فجاءت كلمة (مافيا MAFIA ) من أول حرف من كلمات الشعار.
وهناك وجهة نظر أخرى حيث يذكر بعض زعماء المافيا وعلى رأسهم جوبونانو (أبوعين) أن بداية المافيا كانت تتويجاً للتمرد والعصيان الذي ظهر بصقلية عقب قيام أحد الغزاة الفرنسيين بخطف فتاة في ليلة زفافها ، يوم إثنين من عام 1282 م ، مما أشعل نار الإنتقام في صدور الإيطاليين والتي امتدت لهيبها من مدينة إلى أخرى ، فقاموا بقتل عدد كبير من الفرنسيين في ذلك الوقت إنتقاماً لشرفهم المذبوح في هذا اليوم المقدس لديهم ، وكان شعارهم في ذلك الوقت هو الصرخة الهستيرية التي صارت ترددها أم الفتاة وهي تجري وتبكي في الشوارع كالمجنونة.
ومن أشهر فرق المافيا فرقة جزيرة صقلية بإيطاليا . تكونت هذه الفرقة في القرن السابع عشر الميلادي كمجموعة سرية تعارض حكام الجزيرة الأسبان.
نشأت المافيا في وقت ما خلال منتصف القرن التاسع عشر في جزيرة صقلية . وأصبحت بحلول الربع الأخير من القرن التاسع عشر القوة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المسيطرة في غربي صقلية، وكانت في بادئ الأمر في أعمال الحماية والابتزاز في منطقة بالرمو وما حولها من مزارع الليمون والبرتقال ، وضمت بين طياتها بعض من أفراد الارستقراطية الحاكمة ، حيث انقسم المجتمع في بداية الدولة الإيطالية الناشئة إلى الساسة وأصحاب الأراضي ودخلت المافيا بين هذين الفريقين كما كانت المحرك للعديد من أفراد الحكومة ورجال الأعمال ، ويتبع أفرادها شفرة خاصة تسمى أومرتا تمنع إفادة الشرطة بالجريمة.
واليوم تستخدم كلمة المافيا مجازاً للدلالة على أقصى درجات الإجرام تنظيماً ووحشيةمثل المافيا الروسية والمافيا اليابانية الياكوزا.
http://ar.wikipedia.org

أما في الجزائر فقد استعملت كلمة المافيا في المجال السياسي ومن طرف السياسيين أولهم الرئيس المغتال محمد بوضياف، وربما يعود سبب استعماله لهذه الكلمة المافيا باعتبار أنها مجموعة من الأفراد منظمين تنظيماً سرّياً وبالتالي لهم هرم إداري وفيه رئيس ومرؤوسون...إلخ تسعى للعمل بما يحقق أهدافها بطريقة سرية، لأنها لا تستطيع تحقيقها بطريقة جهرية، لأسباب شتى أهمها التستر على حقيقتهم، ولعدم شرعية عملهم...إلخ.

وقد وُصفت هذه المافيا بالوصف المركب السياسي-المالي، فهي أساساً مافيا سياسية، والسياسة طبعاً من ضمن ما تعني الحكم، وكل ما يتعلق به.
إذن فطبيعة هذه المافيا أنها متواجدة في دواليب الحكم والإدارة ومحيطهما، وإلا لا معنى لوصفها بالسياسية إن لم تكن تقوم بالفعل السياسي أي تربعها في المناصب السياسية والإدارية كالرئاسة والوزارات والمديريات والمجالس الشعبية وطنية وولائية وبلدية...إلخ.

للحديث بقية

أين الإخوة ؟؟؟
هل من متفاعلين معنا حول هذا الموضوع الهام؟؟؟

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته و بعد :
شكرا لك أخي tahriri على هذا الموضوع الهام :
فعلا تعريف المافيا لا يزال غامضا فإذا استطاع الباحثون تعريفه في نهاية القرن 19 و بداية القرن 20 فاليوم أصبح تعريف المافيا خاصة السياسية أصعب بمكان لا يمكن تصوره
إن المافيا اليوم هي التي ليس لديها أي هدف إلا مصالحها الخاصة و على حساب كل القيم و لا يعجزها شيء فهي متواجدة في كل مكان .. أينما تجول و تصول فهي موجودة و و حط خط تحت الخاصة
المافيا هي التي تستطيع أن تصنع عدوا وهميا تحت أي الانتماءات ..
المافيا هي التي تخوض تلك الحرب على ذلك العدو ...
المافيا هي التي تحدد من الرابح و الخاسر في تلك المعادلة
المافيا هي التي في يدها مفاتيح كنوز البلاد .. بل هي تعتقد أن أرواح العباد بيدها لوحدها ..
المافيا هي التي مع الأسف تربينا في كنفها .... حتى أصبح في دمنا عبارة ( الموالفة خير من التالفة )
المافيا ليس لها حدود و لا رادع .. هي المنتصر .. هي المنشط ..
المافيا ليس لها لباس محدد فهي كالحرباء تتلون متى ارتأت ذلك و لمصلحتها ...فهي مرة حركية .. مرة دينية .. مرة انتمائية .. مرة استسلامية
المافيا يعرفها الكثير لكن إذا سألت عنها يقال لك لا نعرف ..
المافيا هي التي تحارب المافيا ..... و هناك الكثير و الكثير عن المافيا ..
أتمنى أنني أجبتك عن سؤالك .
أخوك بويدي .

ـ السلام .
أريد فقط أن أدرج هذه المعلومة حول أصل كلمة "مافيا" ، فهو عربي مستخرج من كلمة " معفي " و هو أن جماعة من الناس في الحكم الإسلامي ل "سقيلية " تمردوا على النظام السائد و رفضوا دفع الضريبة أو الغرامات و عندما و صل أمر ذلك للحاكم فقال عنهم "إنهم معفيين " و من كلمة "المعفي" جاءت كالمة "مافيا".

بعض الآراء التي تؤكد ما أشرنا إليه وهو أن المافيا متواجدة في دواليب الحكم والإدارة ومحيطهما:

* ذكرت جريدة "الخبر" اليومية في عددها 4975 ليوم السبت 31/03/2007م أنّ منتدى جريدة (el-watan) قد ناقش مساء يوم الخميس 29/03/2007م موضوع "العلم والسلطة...أية أنظمة للحقيقة من أجل الحياة المدنية؟" ذكر الدكتور "علي الكنز" أستاذ علم الإجتماع بجامعة "نانت" الفرنسية وأكد فيه «وجود قوى فاعلة في حركية الحياة المدنية تعيش في الظل وغير معروفة إلى جانب السلطة السياسية والمجتمع في حدّ ذاته كمصدرين للتغيير»... وقد أشار إلى «بروز أصحاب الأموال والإعلام كعاملين جديدين في علاقات سلطات المجتمع»، ليصل إلى «أنّ السلطة الفعلية ليست في يد الساسة، "فهم لا يحكمون" المجتمع».

*أوردت جريدة "الشروق اليومي" الصادرة يوم الاثنين 09/04/2007م في عددها 1962، وفي صدر صفحتها التاسعة استطلاعاً بعنوان: وزراء يتحدثون عن تجاربهم مع الظاهرة: مافيا الدواء..الأخطبوط الذي لا ينام، جاء فيه: (يقول البروفيسور "يحي قيدوم"، وزير الشباب والرياضة حالياً ووزير الصحة والسكان في الفترة ما بين 1994م و1999م أن:«ما شجع المافيا أو الأخطبوط-مثل ما يصفها- حالة الفراغ القانوني الذي عرفته الجزائر التي كانت تعيش في هذه الفترة أزمة أمنية صعبة موازاة مع انتقالها من النمط الإشتراكي إلى اقتصاد مفتوح لم تكن مهيأة لخوض غماره...»...وللتدليل على ضعف الإرادة السياسية وقوة المافيا يضرب "عبد الحميد أبركان" وزير الصحة الأسبق مثالاً بمصنع الأنسولين لصيدال بقسنطينة الذي رُغم دخوله حيّز الإنتاج منذ أكثر من سنة لم يتمكن إلى يومنا هذا من بيع ولو حقنة واحدة، ليظل الممون الأساسي للسوق الجزائرية من هذه المادة الإستراتيجية التي يكثر الطلب عليها مخبر أجنبي هو "نوفونورديسك" الذي تم توقيف نشاطه رسميا وعلى المباشر في إحدى نشرات الثامنة سنة 2002م لعدم احترامه لدفتر الشروط الذي كان يلزمه بالإستثمار بعد سنتين من الإستيراد. فهل من دليل على وجود المافيا أكثر من ذلك، فقد استثمرت الجزائر ملايير الدولارات لإنشاء مصنع وطني، ولكن ما جدوى هذا الإنجاز ما دامت السوق الوطنية للأنسولين لا تزال تحت رحمة "نوفونورديسك". وحسب "أبركان" فإن لهذا المخبر من الإمكانات كدفع مصاريف عشرات الأطباء للمشاركة "السياحية" في مؤتمرات بالخارج، طائرات خاصة، علاقات مع كبار هذا العالم من رؤساء ووزراء...ويعود أبركان ليؤكد أنه بدون إرادة سياسية قوية لا يمكن الصمود في وجه هذا التيار الجارف، وقناعة "أبركان" أن وجه المافيا هو المخابر الأجنبية...).

وانتظار تفاعلكم مع الموضوع إخوتي الكرام ....السلام عليكم ورحمة الله