المعركة "الخاطئة" لوزارة الشئون الدينيةوالأوقاف في الجزائر
28-01-2013, 02:01 PM
المعركة "الخاطئة" لوزارة الشئون الدينية والأوقاف في الجزائر
ما عدا مواسم الحج "الناجحة"، وحملات الزكاة "الباهرة"، ومواقيت الإمساك والإفطار، وبعض الملتقيات والتدشينات هنا وهناك، ما نكاد نجد للقائمين على وزارة الشئون الدينية والأوقاف في بلادنا من دندنة، إلا دندنتهم حول الخطر السلفي، والوحش الوهابي، والغزو (الفكري) السعودي، فغير المطلع على حقائق الأمور يحسب أن الجزائر قد حلت كل "مشاكلها الدينية"، حتى تتفرغ وزارتنا لهذه "النائبة"، وتستغل كل ما أتيح لها من وسيلة إعلامية للتحذير من الغول السلفي، واستنفار القوى المدنية والأمنية (والعسكرية إن اقتضى الأمر!) لتصفيته، وإنقاذ البلاد من شره.
والواقع أن وزارتنا تفكر-تماما-مثل ما فكر الكثير من القادة الفاشلين عربا وعجما، مسلمين وكفارا، بشغل الرأي العام بالخطر "الأصولي" وتخويفهم بالأغوال الملتحين، حتى لا يتفكر متفكر ولا يتدبر متدبر في غير ذلك من المشاكل (الواقعية).
لنتذاكر نبذة من "المشاكل الدينية" التي تغرق فيها بلادنا:
• تنامي ظاهرة "الأمية الدينية" عند الجيل الصاعد، جيل لا يقيم سورة الفاتحة، ولا يعرف أركان الإسلام.
• فراغ روحي وانحراف خلقي عند فئة كبيرة من الشباب، فتزايدت حوادث الانتحار وتواترت أخبار الهجرة السرية والمهاوي الخلقية والآفات الاجتماعية...
• ردة عن دين الله في بعض مناطق البلاد، حيث يصول المنصرون ويجولون، يفتحون الكنائس، ويرفعون الصليب.
• فشو ترك الصلاة ومنع الزكاة، بل و ترك الصيام جهارا في بعض المناطق، وخراب المساجد في بعض الجهات من قلة المصلين.
• تزايد حوادث تدنيس المصاحف والمساجد، وسب الله تعالى والدين الذي صار من مميزات ثقافتنا.
• بدو الطعن في دين الله تعالى والاستهزاء بشعائر الدين في الصحف ووسائل الإعلام من غير نكير.
• اعتناق الشباب للمذاهب الهدامة والأفكار الرديئة كالتشيع والقاديانية والماسونية والفكر التكفيري.
• انتشار مظاهر الشرك بالله تعالى وفشو البدع والخرافات والسحر والكهانة.
• نقص فادح في تأطير المساجد، وفراغ في وظيفة الفتوى والإرشاد.
• تيار علماني استئصالي يتربص بكل ما له علاقة بالإسلام في مؤسسات الدولة ومنظومات التربية والتعليم
ومع كل هذه المصائب والرزايا التي سيسأل عنها "معالي" الوزير وحاشيته أمام ربهم يوم القيامة، لا يجد هؤلاء من الحشد والنفير إلا لمعركة واحدة، إنها المعركة مع السلفيين.
ولو فرضنا أن السلفية في الجزائر "مشكلة"، فإننا مهما بالغنا في وصف هوة الخلاف بين حزب الوزارة (أو على الأقل العقلاء منهم) وبين السلفيين (أو على الأقل العقلاء منهم) فإننا سنجد الأمر –لا كما تصوره وزارتنا- لا يعدو خلافات في مسائل عقدية وفقهية ومنهجية معدودة، بمعنى أنه يمكن "وأد ساطور الحرب" -كما يقول الهنود الحمر- بين "الوزاريين" و"السلفيين" ولو إلى حين، والتعاون على مثل تلك النوائب التي عددنا آنفا مما يشترك في إنكاره وزاري وسلفي، وإباضي وحنفي!
ولكن وزارتنا تريد أن تفهمنا أن السلفيين جاءوا بدين جديد، وأنهم أخطر على البلاد والعباد من التنصير والتشييع ونشر القاديانية، وأن في قمعهم من الأجر والثواب ما يفوق أضعاف أضعاف الأجر الذي يناله الداعي إلى الصلاة والزكاة والناهي عن الانتحار والمخدرات، وأن المتقرب المحتسب بسبهم خير من المشتغل بالرد على المبطلين من العلمانيين، وتأمل تصريحات القوم، وبالأخص كبيرهم صاحب "المعالي"!
فالوزارة تحشد المفتشين لمحاربة السلفية، وتتعامى عن التشيع والقاديانية والماسونية، أما المنصرون والمرتدون الذين يعيثون فسادا في بلاد القبائل فمعصومون بقوانين حرية الديانة والتعبير.
إن استنفار وزارة الشؤون الدينية لهذه المعركة الخاطئة ضد طائفة من أبناء وطنها، له سبب آخر، هو أن هذه الوزارة صارت "الجناح السياسي" للطرقية في بلادنا، والناطق الرسمي للدفاع عن مصالحهم، وأعظم من يهدد المصالح البطنية (لا الوطنية) لأصحاب الزردات والوعدات هم السلفيون، ممن يرى أصل الأمر وعموده وذروة سنامه الدعوة إلى التوحيد والتحذير من الشرك ومظاهره، ولايخفى عليك ما في ذلك من تنغيص لـ "خبزة" الطرقيين، فصار العدو رقم (1) للطرقيين هو العدو رقم (1) للوزارة، فافهموا ذلك!
إني أوجه نداء إلى كل مخلص في إدارة الشئون الدينية في بلادنا، وهم كثير بحمد الله، أن يحفظوا الأمانة التي استؤمنوها، والرعية التي استرعوها، وأن يسخروا جهودهم للمعارك "الصحيحة" النافعة للدين والوطن، متعاونين مع كل من يحب الخير والفلاح لديننا العظيم ووطننا الكريم، ولينصرن الله من ينصره!
ما عدا مواسم الحج "الناجحة"، وحملات الزكاة "الباهرة"، ومواقيت الإمساك والإفطار، وبعض الملتقيات والتدشينات هنا وهناك، ما نكاد نجد للقائمين على وزارة الشئون الدينية والأوقاف في بلادنا من دندنة، إلا دندنتهم حول الخطر السلفي، والوحش الوهابي، والغزو (الفكري) السعودي، فغير المطلع على حقائق الأمور يحسب أن الجزائر قد حلت كل "مشاكلها الدينية"، حتى تتفرغ وزارتنا لهذه "النائبة"، وتستغل كل ما أتيح لها من وسيلة إعلامية للتحذير من الغول السلفي، واستنفار القوى المدنية والأمنية (والعسكرية إن اقتضى الأمر!) لتصفيته، وإنقاذ البلاد من شره.
والواقع أن وزارتنا تفكر-تماما-مثل ما فكر الكثير من القادة الفاشلين عربا وعجما، مسلمين وكفارا، بشغل الرأي العام بالخطر "الأصولي" وتخويفهم بالأغوال الملتحين، حتى لا يتفكر متفكر ولا يتدبر متدبر في غير ذلك من المشاكل (الواقعية).
لنتذاكر نبذة من "المشاكل الدينية" التي تغرق فيها بلادنا:
• تنامي ظاهرة "الأمية الدينية" عند الجيل الصاعد، جيل لا يقيم سورة الفاتحة، ولا يعرف أركان الإسلام.
• فراغ روحي وانحراف خلقي عند فئة كبيرة من الشباب، فتزايدت حوادث الانتحار وتواترت أخبار الهجرة السرية والمهاوي الخلقية والآفات الاجتماعية...
• ردة عن دين الله في بعض مناطق البلاد، حيث يصول المنصرون ويجولون، يفتحون الكنائس، ويرفعون الصليب.
• فشو ترك الصلاة ومنع الزكاة، بل و ترك الصيام جهارا في بعض المناطق، وخراب المساجد في بعض الجهات من قلة المصلين.
• تزايد حوادث تدنيس المصاحف والمساجد، وسب الله تعالى والدين الذي صار من مميزات ثقافتنا.
• بدو الطعن في دين الله تعالى والاستهزاء بشعائر الدين في الصحف ووسائل الإعلام من غير نكير.
• اعتناق الشباب للمذاهب الهدامة والأفكار الرديئة كالتشيع والقاديانية والماسونية والفكر التكفيري.
• انتشار مظاهر الشرك بالله تعالى وفشو البدع والخرافات والسحر والكهانة.
• نقص فادح في تأطير المساجد، وفراغ في وظيفة الفتوى والإرشاد.
• تيار علماني استئصالي يتربص بكل ما له علاقة بالإسلام في مؤسسات الدولة ومنظومات التربية والتعليم
ومع كل هذه المصائب والرزايا التي سيسأل عنها "معالي" الوزير وحاشيته أمام ربهم يوم القيامة، لا يجد هؤلاء من الحشد والنفير إلا لمعركة واحدة، إنها المعركة مع السلفيين.
ولو فرضنا أن السلفية في الجزائر "مشكلة"، فإننا مهما بالغنا في وصف هوة الخلاف بين حزب الوزارة (أو على الأقل العقلاء منهم) وبين السلفيين (أو على الأقل العقلاء منهم) فإننا سنجد الأمر –لا كما تصوره وزارتنا- لا يعدو خلافات في مسائل عقدية وفقهية ومنهجية معدودة، بمعنى أنه يمكن "وأد ساطور الحرب" -كما يقول الهنود الحمر- بين "الوزاريين" و"السلفيين" ولو إلى حين، والتعاون على مثل تلك النوائب التي عددنا آنفا مما يشترك في إنكاره وزاري وسلفي، وإباضي وحنفي!
ولكن وزارتنا تريد أن تفهمنا أن السلفيين جاءوا بدين جديد، وأنهم أخطر على البلاد والعباد من التنصير والتشييع ونشر القاديانية، وأن في قمعهم من الأجر والثواب ما يفوق أضعاف أضعاف الأجر الذي يناله الداعي إلى الصلاة والزكاة والناهي عن الانتحار والمخدرات، وأن المتقرب المحتسب بسبهم خير من المشتغل بالرد على المبطلين من العلمانيين، وتأمل تصريحات القوم، وبالأخص كبيرهم صاحب "المعالي"!
فالوزارة تحشد المفتشين لمحاربة السلفية، وتتعامى عن التشيع والقاديانية والماسونية، أما المنصرون والمرتدون الذين يعيثون فسادا في بلاد القبائل فمعصومون بقوانين حرية الديانة والتعبير.
إن استنفار وزارة الشؤون الدينية لهذه المعركة الخاطئة ضد طائفة من أبناء وطنها، له سبب آخر، هو أن هذه الوزارة صارت "الجناح السياسي" للطرقية في بلادنا، والناطق الرسمي للدفاع عن مصالحهم، وأعظم من يهدد المصالح البطنية (لا الوطنية) لأصحاب الزردات والوعدات هم السلفيون، ممن يرى أصل الأمر وعموده وذروة سنامه الدعوة إلى التوحيد والتحذير من الشرك ومظاهره، ولايخفى عليك ما في ذلك من تنغيص لـ "خبزة" الطرقيين، فصار العدو رقم (1) للطرقيين هو العدو رقم (1) للوزارة، فافهموا ذلك!
إني أوجه نداء إلى كل مخلص في إدارة الشئون الدينية في بلادنا، وهم كثير بحمد الله، أن يحفظوا الأمانة التي استؤمنوها، والرعية التي استرعوها، وأن يسخروا جهودهم للمعارك "الصحيحة" النافعة للدين والوطن، متعاونين مع كل من يحب الخير والفلاح لديننا العظيم ووطننا الكريم، ولينصرن الله من ينصره!
من مواضيعي
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (2): الأَشِـــعَّــــةُ فَـــــــوْقَ الــــــنّـــــَهْـــــدِيَّــــــ
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (1): دَوْلَــــةُ "الــــحَــــفْــــصِــــيّـــِيــــنَ"..
0 "حَافِظُ الأَحْلامِ"..
0 "دَاعِــشْ".. مَـا أَكْـثَـرَ "عِـيَـالَـكَ"!
0 "أَنــَــا مُـــــجْــــــرِمٌ!.."
0 قَـنَـوَاتُ الخـَيَـالِ.. "الـبَـطْـنِـيِّ"!
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (1): دَوْلَــــةُ "الــــحَــــفْــــصِــــيّـــِيــــنَ"..
0 "حَافِظُ الأَحْلامِ"..
0 "دَاعِــشْ".. مَـا أَكْـثَـرَ "عِـيَـالَـكَ"!
0 "أَنــَــا مُـــــجْــــــرِمٌ!.."
0 قَـنَـوَاتُ الخـَيَـالِ.. "الـبَـطْـنِـيِّ"!
التعديل الأخير تم بواسطة سميع الحق ; 28-01-2013 الساعة 02:06 PM