من أخفى مفتاح الأزمة؟
23-09-2007, 03:14 PM
إن التزاوج بين الخير والشر مستحيل ، واجتماعهما في حيزمقلق ، وسماع صوت الحق حينها صعب ، أنظر،كلما تحرك الجزائريون لمحاولة التوجه نحو منتصف الطريق و الاقتراب من بعضهم ،والبحث في كنه الحلول الإجرائية المقترحة لإعادة اللحمة الوطنية، اجتماعيا وسياسيا وثقافيا،جاءت تصريحات وتصرفات من أطراف تحمل جرعات تخدير موضعي ،وأحيانا كلي إلى حد موت الجسد المخدر،ليلعب دورا في تعميق الجرح وتصعيد لهيب الفتنة ،فتزيد من شدة الأزمة وحدة ألم الجمهور،وكثيرا ما استبدل المفتاح الحقيقي المفضل لحل الأزمة، بمطرقة فولاذية كبيرة لكسر قفل الأبواب والنوافذ تماما وإعاقة الممرات بالشظايا والردود والركام ، وعرقلة الحركة بها.
الاغتيالات تطال أرواح أبناء الجزائر،باستمرار،مثلا، والفسادانتشر في البر والبحر، ومس كل القطاعات الإدارية، المالية، التربوية، والفلاحية ، كل هذه النوائب وما خلفته من رعب في قلوب الجزائريين ومحيطهم ،هي أمور تثير في الذاكرة هلع أشباح أيام التسعينيات، و تعيد إلى الحواس آلام العشرينيات والأربعينيات، وتنذر بعد ذلك بوجود خطط مستقبلية خطيرة أصلها في حقبة الاستعمار الفرنسي ،وفرعها يزحف نحو المجهول، هذه المخاطر،لا يمكن إبطال مفعولها بالكلام من أعلى الكراسي الفخمة أو القرارات المرتجلة ،ولا حتى الوقاية من بلواها، بل المطلوب هو مسح تلك الصورة المشوهة،بفحص تلك الجموع والجماعات التي احتشدت هنا وهناك ، ذات الألوان الحمراء أو الخضراء وحتى البيضاء منها.و من ثم الإجابة عن السؤال الواحد الأوحد:من يستهدف الشعب في أرواحه ومملكاته؟قد يكون الجواب؛هم متطرفون غلاة،و قد يقول بعضهم ،لا،هم السماسرة المحتالون و السارقون ممن دربهم الإفرنج،والذين استحوذوا على خيرات الجزائر بين عشية وضحاها،فجوعوا الشعب وقهروا عزائمه ،وأهدروا حقوقه، وقد يقول ثالث هذا وذاك معا، يضاف إليهما المحسوبين على السياسة من مرضى العقول وضعاف الشخصية، والمنحطين. ومن هذا المنظور،نجد أن بقاء الحال على ما هو عليه، يضمن لهؤلاء وأولئك جميعا احتكار الحقيقة وإخفاء وجه الصواب،ما يزيد مصلحة الشعب ضياعا وتبقى الجزائر الوطن،الثروة ،والتاريخ، والناس وما اعتقدوا، في المنحدر الرهيب.
إذا، فالحل في اعتقادنا هو فتح باب الحوار على مصراعيه من غير الوعود الفارغة والمناورات المفضوحة، ولا التوعد الكابت، ولا الانفرادية و لا الاستبداد بالرأي، لتعود للجزائر سلامتها وتستعيد مكانة مجذهاعزها