الأمير عبد القادر الجزائري...في دكرى مولده
07-09-2010, 03:31 PM

الأمير عبد القادر الجزائري سياسي ارتشف من السياسة حتى الثمالة، ومحارب عنيد مناهض للاحتلال الفرنسي،ثائرضد طبائع الاستعمار،عالم دين، شاعر، فيلسوف،ولد في 6 سبتمبر 1808 م بمعسكر-الجزائر . وتوفي في 26 ماي 1883 م قي منفله بدمشق-سوريا. يعد بحق مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. وواضع حجر الاساس و بداية فكرة "الحوار بين الأديان،ومبدأ التعايش السلمي باعتراف المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف.
ومن الواضع أن موقف أي مثقف من أي قضية كانت لايمكن ان ينفصل عن شخصيته.والأمير عبد القادر عربي النشأة،شديد الاعتزاز بعروبته،إسلامي العقيدة شديد الغيرة على توجيهات رسالة الإسلام،اعظم اسهام حضاري في التاريخ .
تلك عوامل تفاعلت في خضم المشاكل التي سببتها القيم التي دعانا البعض ومازال يدعونا للإقتداء بها والتي أصبحت اليوم موضع شك حتى لدى اصحابها، عوامل عي صانعة المنهج الفكري المميز للأمير
ولاشك أن الحداثة في معركة تطورها قد أحرزت مكسباً نظرياً كبيرا في ميدان النص الشعري،فتحلى ببنية لغوية معرفية جمالية معاً،تبرزمركباته بنمط استخدامه للغة،الى جانب مضامينه الأخلاقية أو الاجتماعية أو السياسية ... فلكي يحقق النص غايته الجمالية يجب أن يحمل في نفس الوقت عبء وظيفة أخلاقية أو سياسية أو فلسفية أو اجتماعية، والعكس صحيح ومزج الدلالة الفنية بغيرها من الدلالات... يمثل الوجه الأساس في عملية التوظيف الاجتماعي لهذا النص الأدبي أو ذاك ، ومن الطبيعي في بعض الأحيان أن لا يتحقق بالنص إلا غرض واحد،ذلك إن اللغة نظام متكامل متعارف عليه من الرموز والدلالات وإذ نتحدث عن لغة الشاعرفأننا لا نقصد هذا النظام بل نقصد أمراً يتجاوزه ،صورة تتميز عن غيرها من الصور بسمات كثيرة كالترادف اللغوي وطريقة بناء الجمل والربط بينها أو قل مميزات الأسلوب الذي يجسد التجربة الشعرية بالكلمات باستخدام كيفي خاص،يمنح القصيدة طاقاتها ، وبعبارة أوضح إن لغة الشعر هي المكونات "الألفاظ ،والتراكيب ،والخيال ،والموسيقى، مسبوكة في موقف الإنساني كذلك الذي ميو الأمير عبد القادر الجزائري" .
فمثلما أنجب المشرق العربي الفارس المغوار "محمود سامي البارودي" أنجب المغرب العربي الفارس الشاعرالأمير عبدالقادر الجزائري،عاشا في عصر واحد تباعد بينخما الحدود المصطنعة التي أقامها الاستعمار الإنجليزي الفرنسي .
لقد قاد الأمير المقاومة ضد الاستعماري الغاشم بعد أن بايعه أشراف قومه وأعيانهم على الجهاد،والإمارة.،وشهد له جنرالات فرنسا بالعبقرية العسكرية واعترفوا له بقدراته الفذة في الإدارة والتنظيم من خلال عشرات من الكتب سجلت سيرته بمختلف اللغات،كان رحمه الله رجل دولة،وحد القبائل المختلفة بفعل فكره وسديد رأيه وبث في روح أبنائها شرارة الجهاد واستعذاب الاستشهاد في سبيل الله. وتميزفي ظل أصعب الظروف التي فرضها المستعمر،على صلته بلغة الضاد وكان فارسا في مضمار الأدب شعرا ونثرا.
جمع الممكن من أشعاره ديوان: “نزهة الخاطر في قريض الأمير عبدالقادر” وصنف الدكتور محمد ناصرمحتوياته حسب مراحل حياته إلى ثلاثة أقسام:
-مانظم بالجزائر أيام الجهاد يغلب عليه طابع الفخر والحماسة والتغني بالشرف والبطولة.
-مانظم في الأسر في فرنسا يتسم بالتضرع لله والتوسل برسوله أوتغزل غزل عفيف،
-ما نظم بعد إطلاق سراحهزقد تميز بطق الموضوعات المعروفة من مدح وتهنئة ووصف وغزل ومساجلات... .
لا غرو إذا،أن يكون الفارس الشاعر الجزائري في صدارة أهل عصره علما وتقوى، فقد نشأ وترعرع في بيئة دينية وعايش متاعب أمته.
وفي ضوء ما تقدّم سوف نحاول دراسة اللغة في شعر الأمير عبد القادر الجزائري.
فقد كان الشعر عنده رسالة مجد للقيم العربية الإسلامية كما كان لدى كبار شعراء العروبة، بعد أن انتصر على أربعة جيوش فرنسية وعلى القبائل التي انضمت إليها قال مفتخرا متحمسا:
لنا في كل مكرمة مجال
لنا في كل مكرمـة مجـال** ومن فوق السماك لنا رجالُ
ركبنا للمكـارم كـل هـول *** وخضنا أبحراً ولها زجـال
إذا عنها توانى الغير عجـزاً ** فنحن الراحلون لها العجـال
سوانا ليس بالمقصـود لمـا ** ينادي المستغيث ألا تعالـوا
ولفظُ الناسِ ليس له مسمّـى ** سوانا والمنـى منّـا ينـال
لنا الفخر العميم بكل عصـرٍ ** ومصر هل بهذا مـا يقـال
رفعنا ثوبنا عن كـل لـؤمٍ ** وأقوالـي تصدّقهـا الفعـال.
ولو ندري بماء المزن يزري**لكان لنا على الظمإ احتمـال
ذُرا ذا المجد حقا قد تعالـت ** وصدقا قد تطاول لا يطـال
فلا جزعٌ ولا هلـعٌ مشيـنٌ *** ومنّا الغدرُ أو كذبٌ محـال
ونحلم إن جنى السفهاء يوماً **ومن قبل السؤال لنـا نـوال
ورثنا سؤددا للعـرب يبقـى** وما تبقى السماء ولا الجبال،
فبالجدّ القديم علـت قريـش ** ومنا فوق ذا طابـت فعـال
وكان لنا دوام الدهـر ذكـرٌ ** بذا نطق الكتاب ولا يـزال
ومنّا لم يزل في كل عصـرٍ ** رجالٌ للرجال هـمُ الرجـال
لقد شادوا المؤسّس من قديـم*بهم ترقى المكارم والخصال
لهم هممٌ سمت فـوقَ الثريـ**حماة الدين دأبهـم النضـال
لهم لسنُ العلوم لها احتجـا*وبيضٌ ما يثّلمهـا النـزال
سلوا تخبركم عنـا فرنسـا **ويصدق إن حكت منها المقال
فكم لي فيهم من يوم حـربٍ ** به افتخر الزمان ولا يـزال
وعلى غرار شعراء العرب يخاطب زوجته مصورا بطولته النضالية واستماتته ومواقفه الرجولية في مواجهة أعدائه يقول متباهيا:
تسائلني أم البنين.
تسائلني أم البنين وإنها
لتعلم من تحت السماء بأحوالي
ألم تعلمي يا ربة الخدر أنني
أجلي هموم القوم في يوم تجوالي
وأغشى مضيق الموت لا متهيبا
وأحمى ذمار الحي في يوم تهوال
أمير إذا ما كان جيشي مقبلا
وموقد نار الحرب إذ لم يكن صالي
وبي تتقي يوم الطعان فوارس
تخالينهم في الحرب أمثال أشبال
وعني سلي جيش الفرنسيس تعلمي
بأن مناياهم بسيفي وعسالي
سلي الليل عني كم شققت أديمه
على ضامر الجنبين معتدل عال
سلي البيد عني والمفاوز والربى
وسهلا وحزنا كم طويت بترحالي
فما همتي إلا مقارعة العدا
وهزمي أبطالا شدادا بأبطالي
فلا تهزئي بي واعلمي أنني الذي
أهاب ولو أصبحت تحت الثرى بالي
و خلال رحلة الصيد في الفلوات يقول:في وصف جمال البادية وكرم أهلها
يا عاذرا لامرئ قد هام في الحضر
وعاذلا لمحب البدو والقفر
لا تذممن بيوتا خف محملها
وتمدحن بيوت الطين والحجر
فيا لها وقفة لم تبق من حزن
في قلب مضنى ولا كَدّاً لذي ضجر
نباكر الصيد أحيانا فنبغته
فالصيد منا مدى الأوقات في ذعر
يوم الرحيل إذا شدت هوادجنا
شقائق عمها مزن من المطر
نلقى الخيام وقد صفت بها فغدت
مثل السماء زهت بالأنجم الزهر
الحسن يظهر في بيتين رونقه
بيت من الشِّعر أو بيت من الشَّعَر.
وفي غربنه يمزج الشاعر حنينه إلى أهله ، بذكريات بطولاته،يقول:
حنيني ، أنيني، زفرتي ومضرتي
دموعي، خضوعي،قد أبان الذي عندي
ومن عجب صبري لكل كريهة
وحملي أثقالا تجل عن العد
ولست أهاب البِيض كلا ولا القنا
بيوم تصير الهام للبِيض كالغمد
ولا هالني زحف الصفوف وصوتها
بيوم يشيب الطفل فيه مع المرد
وأرجاؤها أضحت ظلاما وبرقه
سيوفا وأصوات المدافع كالرعد.
وهكذا نجد في قصائد الأمير عبد القاقدر ألوانا عاطفية وتعابير تكشف عن قدرته العالية على التجول في المستويات اللفظية والتركيبية والدلالية والموسيقية معاً .
الحمد لله
غيمة تمطر طهرا
غيمة تمطر طهرا













