تسجيل الدخول

المنتديات إختراع جميل قد يسمح لعلماء الإجتماع بدراسة أكثر دقة و أكثر عمقا لشرائح واسعة من المجتمع .. و الأمور تبدوا أوضح في المنتديات العربية التي سيكشف لنا مرور خاطف عليها عن طرق تفكير و أفكار أقل ما يقال عنها أنها .... لا لا .. لا يمكنني أن أنطلق في الحكم على الآخرين لأن هذا بالذات هو ما لا أحبه في المنتديات العربية .. فالنقاش فيها دائما يتجاوز مناقشة الفكرة إلى الحكم على الشخص بأنه كذا أو كيت ..
أتذكر أن عضوا سعوديا حكم علي في إحدى الردود وفقا لتقسيم سياسي لست أدري من أين جاء به بأني يساري .. و كان مما قاله أن الإرهابيون هم اليمينيون و ان من هم لا يمينيون و ( لا سعوديون ) هم يساريون و قد نسب إلى الرسول صلى الله عليه و سلم حديثا قال أنه قاله عن اليساريين ( لعنة الله عليهم )! و جعلني في الأخير في النار خالدا فيها أبدا ... و لعلك تلاحظ أنه قال الإرهابيين دون لعنة الله عليهم بينما اليساريون حسبه يستحقون اللعنة !!
و قد تتساءل لماذا هذه التهمة الشنيعة .. و أي ذنب اقترفته ليكون هذا الرد (الذي لم يكن الوحيد ) جزائي .. لا لم أنكر وجود الله و لم أحرف حديثا .. فقط قلت أن الإسلام هو نظام اجتماعي و أن الديمقراطية ضرورة لمجتمعاتنا لا تتعارض معه .
علاقة الكثير من العرب بالدين و الغرب علاقة معقدة لا يفهمها الجميع بالضرورة .. فالغرب الملحد الكافر لن يرضى عنا أبدا و لكن هل نحن راضين عنه حتى يرضى عنا ؟ وهل عدم رضاه عنا يجعله شريرا لا يفكر إلا في القضاء علينا و على اسلامنا ؟؟
كل يوم يلعن علماء الإسلام الغربيين و دينهم و عاداتهم سبعين ألف مرة و يجعلون كرههم فرضا على كل مسلم و مسلمة و حين يقول باباهم شيئا عن الإسلام نقفز ونتهم كل الغرب بمحاولته النيل من شيئ من اسلامنا كأن قوله ذاك سيزيد أو ينقص منا شيئا و ننسى أن الصحفيين الغربيين هم أول الناقلين لكلامه و المنتقدين له .
منذ بضعة أسابيع كنا نشاهد فلما وثائقيا عن الحرية في الولايات المتحدة الأمريكية و علاقتها بالنفوذ المالي و السياسي .. و كان مما رأيته أن تحقيقا مصورا لصحفي أمريكي عن مجزرة وقعت في العراق لم يعرض أبدا في الولايات المتحدة بسبب رفض رؤساء القنوات الأمريكية عرضه .. فنظرت إلى صديقي و قلت له هل ترى الحرية الأمريكية؟ .. فأجابني .. نعم ! بفضل الصحفييين الأمريكيين !
صحيح .. من كشف لنا عن أبو غريب و غوانتانامو و من أول من يدين ذلك ؟

منذ أيام قرأت موضوعا في موقع يتيح لقرائه الرد .. الموضوع كان يتحدث عن اكتشاف الفرنسيين لكوكب جديد في مجرة أخرى .. و الردود كانت عن هل ورد ذكر هذا الكوكب في القرآن أم لا !!! و طبعا عدم ذكر الكوكب في القرآن يعني أنه غير موجود و أن العلماء الفرنسيين إما أنهم كاذبون و إما أن البقر تشابه عليهم .

أين المشكلة .. تحليلي المتواضع هو أن بعض الأئمة سامحهم الله قد جعلوا العلم خطرا على الدين .. أتذكر أني سمعت أبا بكر جابر الجزائري يقول في إحدى شرائطه أن العلمانية معناها الحكم بالعلم !! و مع هذا التفسير البسيط و الذي من المفروض أنه لا يتعارض كثيرا مع أول آية نزلت على الناس فقد حرم الحكم بالعلم !
و بما أن لحوم العلماء مرة كما يقولون و بما أن معارضة عالم ما أو حتى مناقشته شيئ بغيض .. و بما أن الديمقراطية كفر و التحزب كفر و معارضة ولي الأمر كفر فالمواطن العربي يجد نفسه بوعي أو بدونه يبحث عن حل لكل مشاكل الدنيا عند عالم دين لا يعرف بالضرورة كل العلوم و لا يفهم السياسة و ليس ملما بالتاريخ أو الإقتصاد ...و لكنه مع ذلك يخرج لك فتوى بتحريم أي جديد لأنه بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار . ولكن العلماء و سلطتهم في المجتمعات العربية ليست كل المشكلة ...

يكفي أن تفتح أي منتدى عربي لتجد خبرا كاذبا عن اسلام لاعب ما أو عن اكتشاف توصل إليه علماء أمريكيون و بعد ذلك طبعا أسلموا لأن عالما مسلما معهم قال لهم ان هذه الآية عندنا منذ قرون .. أو مبارزة بين الأعضاء حول موضوع خطير جدا .. هل يذهب صدام إلى الجنة أم إلى النار !! و الذين يقولون أنه سيذهب إلى النار يستدلون أنه كان بعثيا , كأن البعث دين آخر .. والمؤسف أن هذه الصراعات مستوحاة اساسا من نقاشات بين علماء دين !
علماء دين يبدوا لي أن مهمتهم الأولى و الأساسية هي ابقاء الأمور كما هي سياسيا فهم الحربة الأولى المدافعة عن أنظمة الحكم في العالم العربي و بعدها تأتي المهمة الثانية .. إلقاء كل فشل و كل شر يأتينا على الغرب الكافر .:confused:

لقد قلت :
(و قد تتساءل لماذا هذه التهمة الشنيعة .. و أي ذنب اقترفته ليكون هذا الرد (الذي لم يكن الوحيد ) جزائي .. لا لم أنكر وجود الله و لم أحرف حديثا .. فقط قلت أن الإسلام هو نظام اجتماعي و أن الديمقراطية ضرورة لمجتمعاتنا لا تتعارض معه ..)
*********************************************
أولا الإسلام ليس نظاما اجتماعيا ولا يصح هذا القول لكونه لفظ بشري لدين رباني من عند خالق كل شيء .
كما لا يصح القول الثاني أن الديمقراطية ضرورة لا تتعارض مع الإسلام ..
لأن الإسلام مصدره الله .
والديمقراطية مصدرها الشعب .
وفرق بين الإلهين فرق عظيم .
لأن الله هو خالق الشعب فيجب رد الديمقراطية إلى خالق مصدرها الذي هو الله حتى يكون حكم الله هو الأول والأخير في حياة الإنسان .

شكرا على ردك أخي محمد
فعلا الإسلام هو دين قبل كل شيئ .. أتفق معك .. الرسول صلى الله عليه وسلم يقول .. إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .
النظام الإجتماعي هو مجموعة من القوانين التي تحكم مجموعة من الأفراد الذين يعيشون في رقعة جغرافية معينة .. و لو طبقنا الإسلام كما يقال في رقعة جغرافية معينة ماذا نسمي هذا النظام ؟ نظاما إجتماعيا إسلاميا ..
السؤال الآن هذا النظام الإسلامي كيف سيكون اختيار الحاكم فيه ؟ هل هناك إجابة ما في القرآن أو السنة ؟ في الغالب على حسب معرفتي المتواضعة لا
و هذا ما يقودنا إلى ملاحظتك التالية :
نسيت في ملاحظتك هذه ذكر إله ثالث هو الحاكم العربي الذي يتصرف كما يحلوا له .. عمر بن الخطاب رضي الله عنه طلب من الصحابة يوما أن يقوموه إن أخطأ فرد عليه أحدهم : لو أخطأت لقومناك بحد السيف ! و نحن الآن لسنا بصدد مناقشة هل يجوز أو لا يجوز .. و لكن التلاعب بالألفاظ غير جائز على الأرجح هنا .. فالقول بأن الديمقراطية هي حكم الشعب هو تعريف يقصد به التضليل .. أن يحكم الشعب ليس معناه أنه سيخرج قرآنا جديدا .. الديمقراطية هي حرية التعبير و الإنتفاد و حرية النشر .. الديمقراطية هي اختيار رجال أو نساء نثق في أخلاقهم و علمهم ليمثلونا أو يقودونا .. الرسول صلى الله عليه و سلم كان يوصي أن يعين المسافرون شخصا منهم رئيسا عليهم ( يقودهم ) في الرحلة .. و ليس في ذلك تأليها لهذا الشخص مثلا .. فكيف لا نعين من يسير أمورنا و يمثلنا و يدافع عن مصالحنا ؟؟
لماذا لا يصح أن نقول أن الديمقراطية لا تتعارض مع الدين إذن ؟
الديمقراطية ليست هي التجرد من الأخلاق كما قد يحاول البعض إفهامنا عن علم أو جهل .. الديمقراطية لا تعني عدم احترام القانون الذي يمكن أن يكون حرفيا ما جاء في القرآن و السنة .. أي أنه يمكن أن نعيش في ديمقراطية يكون فيها جزاء السارق قطع يده و الزاني جلده ....
على العموم أخي محمد موضوعي مختلف قليلا و كنت أنتظر ردا على فكرة الموضوع و ليس ملاحظات عن بعض ما جاء فيه و لكن مع ذلك فإني أجد أن ملاحظتك مهمة و أتمنى أن يرحب صدرك لردي .
تحياتي :)

أهلا hechem

ماذكرته هو واقعنا المرّ. جهل مبطنٌ بتخلف. الشّر فينا و العدو هو نحن. لم يقل ربّ العزة "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيّر الغرب ما في نفسه" (أستغفر الله) و لكن قال جلّ في علاه: "....حتّى تغيّروا ما بأنفسكم". هذا هو مفتاح الحل!

أما علماء الحجاز، فلا أسمع لهم، ولاأسمع لمن يسمع لهم. نقطة، انتهى.

أحد المحدثين (البخاري إن لم تخني ذاكرتي) سمع أن عند رجل حديث صحيح، فسافر إليه بحثا عن الحديث. ماذا حدث؟ رفض أن ياخذ الحديث لأن الرجل أساء معاملة ناقته أو جواده، رغم صحة الحديث. أسير على نفس المبدأ حين أسمع للعلماء. لماذا أسمع لعالم يقول بحرمة قيادة المرأة للسيارة؟ او أن الديمقراطية كفر؟ أي فتيا هذه؟
عالم يخطأ في أشياء كهذه، لا أثق فيما يعرف، و لا أعيره أدنى اهتمام.

سلام الله عليك :)

شكرا أخي rollingstone على ردك .. لا أختلف معك ;)

السلام عليكم

شكرا للأخوة على هذا النقاش الهادئ و نتمنى أن يستفيد الجميع. أنا لا أرى المشكلة في العلماء بل أراها في أمور أخرى يجب معالجتها جذريا و طرح مشكلات العالم العربي و الإسلامي من هذا المنظار مُضلل و ينْصبّ في مجمله على إلصاق تهم التخلف و الانحطاط بالعلماء و بما أن العالم يُفترض به أن يستمد آرائه و فتاواه من الكتاب و السنة إن أخطأ فله أجر و إن أصاب فله أجران فإلقاء مثل تلك التهم على العلماء إنما يلتقي شيئا ما مع الطرح الغربي العلماني الذي يقول بأن الدين إذا تدخل في السياسة حلت الكارثة و هذه ليست بالضرورة مقولة صائبة لأنهم يستمدون أحكامهم من الماضي المشين للكنيسة و الانحطاط الذي تسببت فيه عكس الإسلام الذي انطلقت منه حضارة كبرى ساهمت بقدر كبير في تطور البشرية. أنا أوافقك بأن الديمقراطية الغربية في جوهرها لا تتعارض مع الإسلام الذي سبقها إلى عدد من المبادئ الحيوية للأمة كالشورى و البيعة و غيرها، غير أن تجلياتها العصرية و تطبيقاتها تتناقض مع عدد من المبادئ الإسلامية لذلك فالقول بأن الديمقراطية ضرورة أو حتمية ليس دائما صحيحا فالصين مثلا دولة ضاربة في أعماق التاريخ و عدد سكانها قد يفوق عدد سكان قارة بأكملها و هي في طريق التفوق على الأمم كلها بما فيها الغربية. و هنا أطرح عليك سؤالا هل هناك ديمقراطية في الصين؟ ألا تعتقد أن الديمقراطية في بعض الحالات قد تؤدي إلى فوضى لا نظير لها! إذن فالديمقراطية يا أخي بشكلها الحالي ليست قدرا محتوما على العالم الإسلامي، قدرنا المحتوم هو الإسلام الصالح لكل زمان و مكان و الشامل لكافة مجالات الحياة و المطبق على الجميع كبيرنا و صغيرنا. أنا لا أرى حرجا في أن يقول عالم مسلم بأن الديمقراطية كفر فهي من صنع البشر لها إيجابياتها و سلبياتها و كما ينزعج البعض من هذه الفتوى فهناك آخرون و أنا من بينهم ينزعجون من "التبشير" للديمقراطية و المبادئ الغربية و من استيراد نماذج سرطانية غريبة و محاولة سلخ الأمة عن هويتها. ما يزعجني في موقف الغرب من العالم الإسلامي هو محاولة "تصدير" سلبياته و "دَرْء" إيجابياته و له من الأدوات و وسائل الدعاية و الأبواق ما يكفي لتحقيق ذلك، هذا بدون أن نتكلم عن التدخل المباشر و إثارة القلاقل في البلدان الإسلامية من أجل الاستحواذ على الثروات الطبيعية و الأمثلة في هذا المجال لا تعد و لا تحصى. هم يقولون لنا لكي تتطوروا يجب عليكم أن تتحروا مما يسمونه "قيود" الدين و يجب أن تكون حرية الشخص مطلقة و فوق كل اعتبار و أنا أتعجب حين أرى في نشرة أخبار غربية مثلا تقريرا عن تركيا يُظهر امرأة تركية شبه عارية في حين أن الموضوع يخص الديمقراطية و العَصْرنة! و أتعجب كذلك كيف أن طبيب فرنسي ألقى كلمة في مؤتمر طبي بالجزائر يتكلم و يروج للعلمانية! كيف تريدني أن أفهم هذا السلوك؟ أنا أقول لك هم يعرفون من أين تُؤكل الكتف و يريدون إعطاءنا القشور عوض اللب! يعني هل يريدون إقناعنا بأن العلمانية سوف تحقق التطور المنشود؟ ثم عن أي تطور يتكلمون، عن الحرية التي تسمح للرجل بترك ثروته لقِطّته أو لكلبه بينما يموت الملايين جوعا أم عن آلاف اللقطاء و المثليين أم عن آلاف الشيوخ و العجائز الذين يموتون بمجرد بلوغ درجة الحرارة 35 درجة مئوية؟ يا أخي أنا حر و أفعل ما أشاء لكنني أرفض مثل هذه الحرية المدمرة للإنسان.
إنهم مضللون، إنهم يحاولون أن يصرفوا الأمة عن تشخيص مشكلاتها الحقيقية. مشكلاتنا ليست في الدين أو العلماء، مشكلاتنا مع الناس الذين لا يحترمون تعاليم الدين، مشكلاتنا مع من يسرق و ينهب و يرتشي بدون رقيب و لا حسيب، مشكلاتنا مع الكذب و النفاق و الفساد الأخلاقي، مشكلاتنا مع الآفات الاجتماعية المصدّرة إلينا و الدخيلة على مجتمعاتنا، مشكلاتنا مع حكامنا الذين رهنوا مصالح الأمة للغرب، مشكلاتنا في الفكر الدخيل الذي يريد لأمتنا أن تتخلص من أهم مقوماتها. إذن خلاصة الأمر هو أننا علينا أن نشخِّص حالة الأمة بدقة و كما ينبغي لكي نستطيع إيجاد الحلول المناسبة أما اللف و الدوران و التشدق بالغرب فلا يفيدنا في شيء و علينا أن ننتقد أنفسنا بمنأى عن ذلك.

و للحديث بقية