في خمسين سنة ....
03-04-2012, 06:30 PM
في خمسين سنة ...
مخطئون هم أولئك الذين ينظرون لأنفسهم على أنهم أصل المجتمع ، ومركزه ومحط استقطابه ، وأن ما عداهم غوغاء ودهماء ... لا يجب أن تسلم لهم مسؤولية ، و لا منصب ذا شأن ، أو أنهم قصر دون سن الرشد ، لا يدركون من صالح أمرهم شيئا ، ولا يعرفون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ...
لقد طفوا على سطح المجتمع واعتلوه ، فكان في بادئ الأمر اغتصابا لحق من جاهد وضحى ، ثم صار بالتقادم إرثا يأخذه بعضهم عن بعض ، حتى صار بعد ذلك حكرا عليهم ، من نازعهم فيه كمن نازعهم الروح ...
لجهل المجتمعات العربية وتخلفها بادئ أمرها وهي خارجة من حقبة
استعمارية ، كانت تراهم النخبة المثقفة والطبقة المستنيرة ، فكانت تقدمهم لكل أمر ومحفل ، ظنا منها أنها تمسك مصباحا يضيئ لها الطريق ... ولكن ...
إذا كان الغراب دليل قوم ............ يمر بهم على جيف الكلاب
مضوا بها إلى كل تهلكة ، وخانوها الطريق ، فساروا بها عكس ما كان يجب أن تسير ... وكلما إلتفتت خلفها لتتأكد من خط سيرها نهوها عن ذلك ، وكلما تساءل أحد من أبنائها .. أين نسير .؟؟ .. أين نمضي .؟؟ .. أشاروا إليه بأصبع الإتهام ... إنما يريد أن يذهب بطريقتكم المثلى ... وكان ليل الأمة يزداد طولا وسوادا ....
واليوم حل ربيع الأمة بعد شتاء قاس ... وبعد أن بلغ حال الأمة كل هوان ، وتجرعت كل هزيمة ، ونزلت الدرك الأسفل بين الأمم ...
وهاهي الأمة اليوم تريد الرجوع إلى ثوبها الذي عروها منه ، وإلى تربتها التي اجتثوها منها وجاهدوا أن تغرس خارجها ، وإلى هوائها النقي الذي عمدوا إلى تعكير صفوه ...
هؤلاء الموتورون من العلمانيين الذين أمسكوا بزمام الأمور لخمسين سنة خلت ، ماذا كانت إنجازاتهم ... غير طمس الهوية ، والتبعية ، ورهن حاضر ومستقبل هذه الأمة في أيدي مستعمريها بالأمس ، والطعن في ماضيها ... فأظحت بفضل سعيهم مسخا ليس بالعربي .. ولا هو بالأجنبي .. يراوح مكانه .. تسير الأمم أمثالها سيرا حثيثا إلى الأمام ، وتساير عصرها ... وتسير هي برغم ثرواتها إلى الوراء ...
مات فيها الإنسان ... فكرا من الحجر ... وجسدا من الفقر ... ونفسا من طول الصبر ... وعقرت ... فلم تنجب ... مفكرا ينير لها ظلمة الطريق بفكره ... ولا مخترعا يكفيها الحاجة لغيره ... ولا أديبا ينفث ما بصدرها وصدره ... ولا عالما في أي مجال ... يرفع لها ذكرا أو يجلب لها شكرا ...
في خمسين سنة ... لم تستطع هذه الأمة ... أن تزرع لأبنائها ما يطعمهم ... ولا أن تنسج لهم ما يكسوهم ... ولا أن تبني لهم ما يأويهم ...
ولم يكن من هم لأولئك العلمانيين الممسكين بخناقها إلا كيف يحكمون عليها القيد أكثر عساها تألفه ... فكانوا يصورون لها الاستكانة رضا ... والخنوع قناعة ... والتخلف قدرا ...
في خمسين سنة ... كانت هذه الأمة كالمريض بين يدي طبيب غير مؤتمن ... بدلا من أن يسعى جاهدا في علاجها ... سعى بكل ما أوتي من خسة وخبث في تخديرها بحبوب ... الصبر ... والاستسلام ... والاستلاب ... المستوردة من مستعمريها بالأمس ، بل وتحت إشرافهم ومتابعتهم ...
... / ...
ماذا أنجز هؤلاء العلمانيون لهذه الأمة ... في خمسين سنة ... غير العداوة ... والبغضاء ... والتفرقة ... والضعف ... والتبعية في المأكل ، والمشرب ، والملبس ...
ماذا قدم لها هؤلاء العلمانيون بالأمس ليأخذوها رهينة اليوم ....
... / ...
إذا كان الليل أسودا لا تتبين فيه الأمور ، ولا تتكشف فيه ملامح الأشياء .... فإن للصبح ضياء يكشف كل مخبإ ... ويجلي كل مستور ...
... وها قد أصبح الصباح ...
لقد طفوا على سطح المجتمع واعتلوه ، فكان في بادئ الأمر اغتصابا لحق من جاهد وضحى ، ثم صار بالتقادم إرثا يأخذه بعضهم عن بعض ، حتى صار بعد ذلك حكرا عليهم ، من نازعهم فيه كمن نازعهم الروح ...
لجهل المجتمعات العربية وتخلفها بادئ أمرها وهي خارجة من حقبة
استعمارية ، كانت تراهم النخبة المثقفة والطبقة المستنيرة ، فكانت تقدمهم لكل أمر ومحفل ، ظنا منها أنها تمسك مصباحا يضيئ لها الطريق ... ولكن ...
إذا كان الغراب دليل قوم ............ يمر بهم على جيف الكلاب
مضوا بها إلى كل تهلكة ، وخانوها الطريق ، فساروا بها عكس ما كان يجب أن تسير ... وكلما إلتفتت خلفها لتتأكد من خط سيرها نهوها عن ذلك ، وكلما تساءل أحد من أبنائها .. أين نسير .؟؟ .. أين نمضي .؟؟ .. أشاروا إليه بأصبع الإتهام ... إنما يريد أن يذهب بطريقتكم المثلى ... وكان ليل الأمة يزداد طولا وسوادا ....
واليوم حل ربيع الأمة بعد شتاء قاس ... وبعد أن بلغ حال الأمة كل هوان ، وتجرعت كل هزيمة ، ونزلت الدرك الأسفل بين الأمم ...
وهاهي الأمة اليوم تريد الرجوع إلى ثوبها الذي عروها منه ، وإلى تربتها التي اجتثوها منها وجاهدوا أن تغرس خارجها ، وإلى هوائها النقي الذي عمدوا إلى تعكير صفوه ...
هؤلاء الموتورون من العلمانيين الذين أمسكوا بزمام الأمور لخمسين سنة خلت ، ماذا كانت إنجازاتهم ... غير طمس الهوية ، والتبعية ، ورهن حاضر ومستقبل هذه الأمة في أيدي مستعمريها بالأمس ، والطعن في ماضيها ... فأظحت بفضل سعيهم مسخا ليس بالعربي .. ولا هو بالأجنبي .. يراوح مكانه .. تسير الأمم أمثالها سيرا حثيثا إلى الأمام ، وتساير عصرها ... وتسير هي برغم ثرواتها إلى الوراء ...
مات فيها الإنسان ... فكرا من الحجر ... وجسدا من الفقر ... ونفسا من طول الصبر ... وعقرت ... فلم تنجب ... مفكرا ينير لها ظلمة الطريق بفكره ... ولا مخترعا يكفيها الحاجة لغيره ... ولا أديبا ينفث ما بصدرها وصدره ... ولا عالما في أي مجال ... يرفع لها ذكرا أو يجلب لها شكرا ...
في خمسين سنة ... لم تستطع هذه الأمة ... أن تزرع لأبنائها ما يطعمهم ... ولا أن تنسج لهم ما يكسوهم ... ولا أن تبني لهم ما يأويهم ...
ولم يكن من هم لأولئك العلمانيين الممسكين بخناقها إلا كيف يحكمون عليها القيد أكثر عساها تألفه ... فكانوا يصورون لها الاستكانة رضا ... والخنوع قناعة ... والتخلف قدرا ...
في خمسين سنة ... كانت هذه الأمة كالمريض بين يدي طبيب غير مؤتمن ... بدلا من أن يسعى جاهدا في علاجها ... سعى بكل ما أوتي من خسة وخبث في تخديرها بحبوب ... الصبر ... والاستسلام ... والاستلاب ... المستوردة من مستعمريها بالأمس ، بل وتحت إشرافهم ومتابعتهم ...
... / ...
ماذا أنجز هؤلاء العلمانيون لهذه الأمة ... في خمسين سنة ... غير العداوة ... والبغضاء ... والتفرقة ... والضعف ... والتبعية في المأكل ، والمشرب ، والملبس ...
ماذا قدم لها هؤلاء العلمانيون بالأمس ليأخذوها رهينة اليوم ....
... / ...
إذا كان الليل أسودا لا تتبين فيه الأمور ، ولا تتكشف فيه ملامح الأشياء .... فإن للصبح ضياء يكشف كل مخبإ ... ويجلي كل مستور ...
... وها قد أصبح الصباح ...
من مواضيعي
0 كتاب : السياسة الخارجية الروسية
0 داعش ... بين فكر الشيعة وجلباب السنة .
0 و أخيرا اتفق العرب ...
0 ديكتاتورية الصندوق .. و ديمقراطية العسكر ..
0 التغيير في الجزائر ..... يتغير
0 يحاكم محاكمة عادلة ... و يعدم ...
0 داعش ... بين فكر الشيعة وجلباب السنة .
0 و أخيرا اتفق العرب ...
0 ديكتاتورية الصندوق .. و ديمقراطية العسكر ..
0 التغيير في الجزائر ..... يتغير
0 يحاكم محاكمة عادلة ... و يعدم ...
التعديل الأخير تم بواسطة gacem08 ; 10-04-2012 الساعة 07:56 PM