العنف
30-04-2012, 10:00 PM
ان الجزائر قد ذاقت الويلات من العنف تحت الغطاء الديني و علىهذا إني احاول من خلال هذا التدخل ان أكون صائبا في إبراز دوافع العنف اللابس للدينأو لأيديولوجية ثورية . و لمعرفة ما أصاب امتي الجزائر التي لم تستريح بعد منتناقضات و أشكال أرهقت المجتمع كانت نتيجة فترة إستعمارية طويلة و المخاض الذي يراهالبعض حتمي و شرعي يتنساه الجميع من الجذور و على هذا إني سأحاول أن أحوم حول هذهالطابوهات المخيفة مرة و المقلقة مرة أخرى و هذا و فقا للشرع الإسلامي الذي نسألالله عز و جل ان يوفقنا و أن يلهم كل الناس و خاصة الشباب أن يتفهموا الوضع لنجتنبعنفا لم يكن علينا حتميا .
ينزع اغلب الباحثين في رد ظاهرة العنف لدى الجماعاتالإسلامية السياسية الى أسباب إجتماعية , و مع تقديري البالغ لأهمية التفسيرالسيولوجي في هذا المجال فإنه لا يكفي وحده . لان ظاهرة العنف الديني او العنف الذيتمارسه الجماعات السياسية , ذات التمحور الديني , له خصوصية تختلف إختلافا جذريا عنالعنف الذي تقوم به الجماعات السياسية الأخرى البعيدة عن البواعث الدينية , مثلالمنظمة الإرهابية العدمية ( نارودنايا قوليا ) أو إرادة الشعب .. و مرد هذهالخصوصية يرجع إلى أمر ذاتي يتعلق بالمنتمين إلى الجماعات الدينية أمراء كانوا أمأعضاء - بل في الحقيقة يشمل كافة المؤمنين بالأديان السماوية او السامية أوالإبراهيمية و هو يزداد توهجا كلما كانت الشحنة الإيمانية لدى المؤمن أو التابعثقيلة " إنا سنلتقي عليك قولا ثقيلا " (1)., فأتباع هذه الأديان يؤمن كل واحد منهمبأمرين ..
1ـ الإصطفائية: أي أن الله جل جلاله قد ميز الدين الذي إنضوى تحتجناحه و آمن به بأن إصطفى الرسول الذي بلغ الرسالة الخاصة به وإصطفى أصحابه (الرسول) الذين عاونوه على التبليغ الذي واصلوا حمل دعوته من بعده وإصطفى أمته علىسائر الامم، وتستمر هذه الاصطفائية حتى نهاية الزمن .
2 ـ الحقيقة المطلقة : فالدين الذي يعتنقه هو وحده من دون سائر الأديان والعقائد هو الذي يملك الحقيقةالمطلقة في كافة الشؤون وسائر الأمور والتي لايأتيها الباطل من بين يديها أو منخلفها وإنها سوف تظل هي كلمة الرب الأخيرة حتى يرث الله الأرض و من عليها، ونريدفيما يلي النصوص المقدسة من كل ديانة من الديانات التي تؤكد ذالك.
نبدأبالإصطفائية ونلتزم بالتسلسل التريخي لاتلك الأديان.
أولا: في اليهودية : (1) إصطفاء الرسول وهو موسى عليه السلام:
في الأصول الثالثة عشر التي وضعها موسى بنميمون وجعلها أركان الإ يمان اليهودي ينص الأصل السابع على مايلي:
" أنا أؤمنإيمانا كاملا بأن نبوة سيدنا موسى عليه السلام كانت حقا وإنه كان أبا للأ نبياء منجاء منهم قبله ومن جاء بعده " (2 ) .
"وقال الله أيضا لموسى هاكذ تقول لبنيإسرائيل: يهوه إله أبائكم إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب أرسلني اليكم هذا إسميالى الأبد ."(3 )
فقال موسى من أنا حتى أذهب الى فرعون وحتى أخرج بني إسرائيل منمصر فقال إني معك، وهذه تكون لك العلامة أني أرسلتك ."(4 )
وأعطى الله سبحانهوتعالى لموسى عشرة علامات (أيات) لثبت لفرعون وملأه إصطفاء الله له رسولا وهي: الدموالضفادع والقمل والذباب ووباء المواشي والبرد والجراد والإظلام وضرب ( ذبح) الأبكار من بكر فرعون الجالس على كرسيه الى بكر الأسير الذي في السجن بل حتى أبكارالبهائم ـ وتفصيل ذلك كله مدون في سفر الخروج .
ثانيا : إصطفاء أصحاب الرسول:
ويشمل الإ صطفاء معاوني الرسول ومساعديه المخلصين الذين آزروه في تبليغ الرسالةحال حياته وأكملوا التبليغ بعد وفاته أورفعه إلى السماء وتطلق عليهم أسماء متعددة: الشيوخ أو الرسل أو التلاميذ أو الصحابة أو الحواريون أو " الذين معه" .
" ثممضى موسى وهارون وجمع من شيوخ بني إسرائيل فتكلم هارون بجميع الكلام الذي كلام الربموسى به وصنع الآيات أمام عيون الشعب وآمن به الشعب "(5 ) ثم صدق موسى وهارون وندابوأبيهو وسبعون من شيوخ بني إسرائيل ورأوا إله إسرائيل " (6 ) .
وإصفاء سبعينرجلا من أصحاب موسى عليه السلام أمر ورد ذكره في القرآن الكريم: " واختار موسى قومهسبعين رجلا لميقاتنا " (7 ) .
ثالثا: إصطفاء أمة الرسول (بني إسرائيل)
ثمينتقل الاصطفاء الى أمة الرسول، لافرق أن تكون أمة مخصوصة تتسم بالمحدوديةوالانغلاق كبني إسرائيل ( في اليهودية) أم أمة عالمية لا تخص بجنس دون آخر كما فيالمسيحية والإسلام، لأن الأمة هنا معناها مجموع من آمن برسالة الرسول وماجاء به منعند الله تبارك إسمه .
" وإن سمعت سمعا لصوت الرب الهك لتحرص على أن تعمل بجميعوصاياه التي أنا أوصيك بها اليوم يجعلك إلهك مستعليا على جميع قبائل الأرض وتأتيعليك جميع هذه البركات وتدركك إذا سمعت لصوت الرب إلهك مباركا تكون في المدينةومباركا تكون في الحقل " (8 )
"ثم كلم موسى والكهنة اللاويون جميع بني إسرائيلقائلين أنصت وأسمع يا إسرائيل اليوم صرت شعبا للرب إلهك " (9 )
ويرى سيحموندفرويد أن موسى هو الذي وسم الشعب اليهودي بسمة " شعب الله المختار " . ولكن الدكتورعبد المنعم حقي ينكر عليه ذلك ويقرر أن ذلك كان بفعل أحبار بني إسرائيل (10 ) . وسواء كان هذا الاصطفاء من الله جل جلاله أو من موسى عليه السلام أو من أحبار بنيإسرائيل، فإن المحصل النهائية هي أن
الا صطفائية للأمة اليهودية عقيدة راسخة لدىبني إسرائيل : هي على ذات الدراجة من الرسوخ عند المسيحيين والمسلمين .
ونلفتالنظر الى أن الاصطفائية هنا بالنسبة للديانة اليهودية ليست هي( الاختيارية) الخاصةباليهود في كونهم " شعب الله المختار " لأن تفسير " الاختيارية " قد تعددت وجههومنها أن الرب إختار اليهود لموسى عليه السلام وأبدلهم له بالمصريين الذين لايستحقون رسالة " التوحيد" ومنها أنهم الشعب الذين إختارهم الرب لسكنى " أرضالميعاد" وواضح أنها تفسيرات أسطورية، المهم أنها بخلاف ( الاصطفائية) التي تتعلقبالعقيدة والتي هي أولى السمتين اللتين تضفيهما على أتباعها والديانات الثلاثالسماوية أو السامية أوالابراهيمية ..... يتبع ( الإصطفاء عند المسيحية في الفقرةالقادمة )
ينزع اغلب الباحثين في رد ظاهرة العنف لدى الجماعاتالإسلامية السياسية الى أسباب إجتماعية , و مع تقديري البالغ لأهمية التفسيرالسيولوجي في هذا المجال فإنه لا يكفي وحده . لان ظاهرة العنف الديني او العنف الذيتمارسه الجماعات السياسية , ذات التمحور الديني , له خصوصية تختلف إختلافا جذريا عنالعنف الذي تقوم به الجماعات السياسية الأخرى البعيدة عن البواعث الدينية , مثلالمنظمة الإرهابية العدمية ( نارودنايا قوليا ) أو إرادة الشعب .. و مرد هذهالخصوصية يرجع إلى أمر ذاتي يتعلق بالمنتمين إلى الجماعات الدينية أمراء كانوا أمأعضاء - بل في الحقيقة يشمل كافة المؤمنين بالأديان السماوية او السامية أوالإبراهيمية و هو يزداد توهجا كلما كانت الشحنة الإيمانية لدى المؤمن أو التابعثقيلة " إنا سنلتقي عليك قولا ثقيلا " (1)., فأتباع هذه الأديان يؤمن كل واحد منهمبأمرين ..
1ـ الإصطفائية: أي أن الله جل جلاله قد ميز الدين الذي إنضوى تحتجناحه و آمن به بأن إصطفى الرسول الذي بلغ الرسالة الخاصة به وإصطفى أصحابه (الرسول) الذين عاونوه على التبليغ الذي واصلوا حمل دعوته من بعده وإصطفى أمته علىسائر الامم، وتستمر هذه الاصطفائية حتى نهاية الزمن .
2 ـ الحقيقة المطلقة : فالدين الذي يعتنقه هو وحده من دون سائر الأديان والعقائد هو الذي يملك الحقيقةالمطلقة في كافة الشؤون وسائر الأمور والتي لايأتيها الباطل من بين يديها أو منخلفها وإنها سوف تظل هي كلمة الرب الأخيرة حتى يرث الله الأرض و من عليها، ونريدفيما يلي النصوص المقدسة من كل ديانة من الديانات التي تؤكد ذالك.
نبدأبالإصطفائية ونلتزم بالتسلسل التريخي لاتلك الأديان.
أولا: في اليهودية : (1) إصطفاء الرسول وهو موسى عليه السلام:
في الأصول الثالثة عشر التي وضعها موسى بنميمون وجعلها أركان الإ يمان اليهودي ينص الأصل السابع على مايلي:
" أنا أؤمنإيمانا كاملا بأن نبوة سيدنا موسى عليه السلام كانت حقا وإنه كان أبا للأ نبياء منجاء منهم قبله ومن جاء بعده " (2 ) .
"وقال الله أيضا لموسى هاكذ تقول لبنيإسرائيل: يهوه إله أبائكم إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب أرسلني اليكم هذا إسميالى الأبد ."(3 )
فقال موسى من أنا حتى أذهب الى فرعون وحتى أخرج بني إسرائيل منمصر فقال إني معك، وهذه تكون لك العلامة أني أرسلتك ."(4 )
وأعطى الله سبحانهوتعالى لموسى عشرة علامات (أيات) لثبت لفرعون وملأه إصطفاء الله له رسولا وهي: الدموالضفادع والقمل والذباب ووباء المواشي والبرد والجراد والإظلام وضرب ( ذبح) الأبكار من بكر فرعون الجالس على كرسيه الى بكر الأسير الذي في السجن بل حتى أبكارالبهائم ـ وتفصيل ذلك كله مدون في سفر الخروج .
ثانيا : إصطفاء أصحاب الرسول:
ويشمل الإ صطفاء معاوني الرسول ومساعديه المخلصين الذين آزروه في تبليغ الرسالةحال حياته وأكملوا التبليغ بعد وفاته أورفعه إلى السماء وتطلق عليهم أسماء متعددة: الشيوخ أو الرسل أو التلاميذ أو الصحابة أو الحواريون أو " الذين معه" .
" ثممضى موسى وهارون وجمع من شيوخ بني إسرائيل فتكلم هارون بجميع الكلام الذي كلام الربموسى به وصنع الآيات أمام عيون الشعب وآمن به الشعب "(5 ) ثم صدق موسى وهارون وندابوأبيهو وسبعون من شيوخ بني إسرائيل ورأوا إله إسرائيل " (6 ) .
وإصفاء سبعينرجلا من أصحاب موسى عليه السلام أمر ورد ذكره في القرآن الكريم: " واختار موسى قومهسبعين رجلا لميقاتنا " (7 ) .
ثالثا: إصطفاء أمة الرسول (بني إسرائيل)
ثمينتقل الاصطفاء الى أمة الرسول، لافرق أن تكون أمة مخصوصة تتسم بالمحدوديةوالانغلاق كبني إسرائيل ( في اليهودية) أم أمة عالمية لا تخص بجنس دون آخر كما فيالمسيحية والإسلام، لأن الأمة هنا معناها مجموع من آمن برسالة الرسول وماجاء به منعند الله تبارك إسمه .
" وإن سمعت سمعا لصوت الرب الهك لتحرص على أن تعمل بجميعوصاياه التي أنا أوصيك بها اليوم يجعلك إلهك مستعليا على جميع قبائل الأرض وتأتيعليك جميع هذه البركات وتدركك إذا سمعت لصوت الرب إلهك مباركا تكون في المدينةومباركا تكون في الحقل " (8 )
"ثم كلم موسى والكهنة اللاويون جميع بني إسرائيلقائلين أنصت وأسمع يا إسرائيل اليوم صرت شعبا للرب إلهك " (9 )
ويرى سيحموندفرويد أن موسى هو الذي وسم الشعب اليهودي بسمة " شعب الله المختار " . ولكن الدكتورعبد المنعم حقي ينكر عليه ذلك ويقرر أن ذلك كان بفعل أحبار بني إسرائيل (10 ) . وسواء كان هذا الاصطفاء من الله جل جلاله أو من موسى عليه السلام أو من أحبار بنيإسرائيل، فإن المحصل النهائية هي أن
الا صطفائية للأمة اليهودية عقيدة راسخة لدىبني إسرائيل : هي على ذات الدراجة من الرسوخ عند المسيحيين والمسلمين .
ونلفتالنظر الى أن الاصطفائية هنا بالنسبة للديانة اليهودية ليست هي( الاختيارية) الخاصةباليهود في كونهم " شعب الله المختار " لأن تفسير " الاختيارية " قد تعددت وجههومنها أن الرب إختار اليهود لموسى عليه السلام وأبدلهم له بالمصريين الذين لايستحقون رسالة " التوحيد" ومنها أنهم الشعب الذين إختارهم الرب لسكنى " أرضالميعاد" وواضح أنها تفسيرات أسطورية، المهم أنها بخلاف ( الاصطفائية) التي تتعلقبالعقيدة والتي هي أولى السمتين اللتين تضفيهما على أتباعها والديانات الثلاثالسماوية أو السامية أوالابراهيمية ..... يتبع ( الإصطفاء عند المسيحية في الفقرةالقادمة )











