حزب المقاطعة مرة أخرى
03-12-2012, 10:04 AM
إنتهت الإنتخابات المحلية و إنتهت معها أيام من الشد و الجذب و الجري في كل الإتجاهات لإستقطاب أكبر وعاء إنتخابي و ظهرت النتائج ففاز من فاز و خسر من خسر و هناك كثير ممن ينتظر ما تجود به تحالفات المصالح و الشكارة من الباطن ..إنطلقت منبهات السيارات معلنة فوز فلان و علان و كأننا نشهد أعراسا الكل فيها مبتهج ..و لكن مرة أخرى و ككل مرة إكتسح حزب المقاطعة فخرج فائزا بكل المعايرر ..قد يصور لنا البعض أن المقاطعة لا تجدي نفعا و أن الإقبال على العمل السياسي رغم ما تشوبه من شائبات في الجزائر هو الحل الأمثل و السبيل الأوحد لتحصيل التغيير المنشود و لمثل هؤلاء نقول عليكم أن تفرقوا بين العزوف و المقاطعة فالاول هو عدم إهتمام جذري بالسياسة و ما تتطلبه من عمل و تحضير و نضال سياسي اما الثاني فهو موقف سياسي قائم بحد ذاته ...موقف غالبية الشعب الجزائري الذي فهم أن ممارسة السياسة في ظل محيط متعفن بالرشوة و المحسوبية و البيروقراطية و أصحاب الشكارة هو إنتحار سياسي مسبق طالما أن الكواكب السياسية الجرداء تدور كلها في مجرة النظام المغلق ..المقاطعون فهموا أن لا جدوى من العمل السياسي و عدد الاحزاب الكرتونية في تزايد مستمر يتم إستدعائها كلما تقاطع الشعب مع إستحقاق إنتخابي ..اما ما بقي من أحزاب فيها نوع من العمل و الإجتهاد فهي تناقض نفسها بنفسها فتارة تتهم السلطة و الإدارة بالتزوير السابق و اللاحق للإنتخابات و رغم ذلك لا تتأخر عن موعد إنتخابي واحد ولا يضيرها أن تحتفل كل مرة بما حصلت عليه من مقاعد معدودة ..في إحدى بلديات العاصمة إكتسح مرشح حر كل الأحزاب سواء كانت كبيرة أو مجهرية ليتحل على غالبية ساحقة من المقاعد تتيح له البداية مباشرة في خدمة سكان بلديته من دون اللجوء إلى التحالف مع كيانات أخرى و الدخول في مفاوضات التنازل عن المناصب ..سكان تلك البلدية أوضح مثال على أن المواطن الجزائري البسيط يعرف أين ينتخب و أين يقاطع مقاطعة الموقف السياسي لا العزوف
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾.








.gif)



